إسطنبول: كشفت صفية أوغونديبي، رئيسة التحالف المناهض للفصل العنصري بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأمريكية، أن إدارة الجامعة تحاول إسكات التحركات الداعمة لفلسطين بتحقيقات تأديبية وتهديد بالطرد من المعهد.
جاء ذلك بمقابلة مع “الأناضول” تحدثت فيها عن منع التظاهرات المناصرة لفلسطين في جامعات الولايات المتحدة، وخاصة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إحدى المؤسسات التعليمية الرائدة بالولايات المتحدة، وعن محاولات إدارة الجامعة إسكات الطلاب الرافضين لممارسات إسرائيل بقطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً في البنى التحتية، وهو ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
حملة “علماء ضد الفصل العنصري” تدعو للانسحاب من الشركات والمشاريع البحثية المتواطئة مع الفصل العنصري الإسرائيلي، والاحتلال والإبادة الجماعية
وأفادت أوغونديبي، وهي طالبة في السنة النهائية بقسم الهندسة الكيميائية والبيولوجية في المعهد، بأن “التحالف (مجموعة طلابية) ظهر في الماضي كحركة نشاط ضد نظام الفصل العنصري القائم على التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، واليوم يتخذ موقفاً ضد ممارسات إسرائيل غير القانونية”.
وقالت: “تأسس الاتحاد لأول مرة منتصف الثمانينات كتحالف من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين وأعضاء المجتمع الذين يطالبون المعهد بإنهاء تعاونه مع الشركات المتواطئة بالفصل العنصري في جنوب إفريقيا”.
وأضافت أن التحالف أُعيد إحياؤه مجدداً عام 2021 “بعد عمليات الإخلاء في حي الشيخ جراح (بالقدس) والتطهير العرقي والحركة العالمية المتضامنة معه”.
وأوضحت أنه منذ ذلك الحين “تطورت أهداف التحالف من معارضة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ونضال شعب جنوب إفريقيا، إلى مكافحة الاحتلال الصهيوني ككيان استعماري استيطاني”.
وتحدثت أوغونديبي عن تنظيم التحالف في المعهد الأمريكي حالياً أعمالاً تضامنية مع فلسطين، بينها احتجاجات تنظم منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، مبينة أن “هناك العديد من المشاريع البحثية المدعومة في المعهد والتي تتلقى تمويلاً من وزارة الدفاع الإسرائيلية”.
ولفتت إلى إطلاق التحالف حملة بعنوان “علماء ضد الفصل العنصري” في ديسمبر، دعا من خلالها طلاب وموظفي المعهد إلى “الانسحاب من الشركات والمشاريع البحثية المتواطئة مع الفصل العنصري الإسرائيلي، والاحتلال والإبادة الجماعية”.
وقالت: “شارك حتى الآن أكثر من 900 طالب وموظف، ومن واجبنا دعم المقاومة الفلسطينية من خلال بذل قصارى جهدنا لإضعاف الدعم الأيديولوجي والمادي للاحتلال الصهيوني”.
وذكرت أن إدارة المعهد حاولت منع الاحتجاجات المطالبة بدعم فلسطين ووقف إطلاق النار والمقاطعة بالتهديدات.
وتابعت: “نظمنا احتجاجات رداً على حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، إحداها داخل الحرم الجامعي (تمنع بعض الجامعات الفعاليات السياسية داخل حرم الجامعة وتسمح بها في محيطها)، وقمنا بتنظيم تحرك عاجل لرفح (مدينة جنوب قطاع غزة) وطالبنا إدارة المعهد بقطع العلاقات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكن في اليوم التالي تلقينا رسالة تحذير من إدارة المدرسة تفيد بإيقاف التحالف بسبب تنظيم مظاهرة غير مرخصة”.
ومضت قائلة: “تلقى قادة التحالف تهديدات بالطرد من المعهد وإخطارات تمنعهم من قيادة أي منظمة طلابية”.
ووفقاً لأوغونديبي، أصدرت إدارة المعهد إعلاناً ينص على عدم شرعية دعوات الأندية الطلابية (التحالفات والمجموعات) لدعم فلسطين، وعليه اعتبرت أن أي قرار لإيقاف ترخيص التحالف الذي ترأسه يعني “الرضوخ للكيان الصهيوني والقضاء على حرية الفكر”.
أوغونديبي: الضغط مع التهديد ليس ظاهرة خاصة بالمعهد، نرى ذلك في جميع أنحاء البلاد (الجامعات)، في هارفارد، وتافتس، وكولومبيا، وروتغرز، والعديد من الأماكن الأخرى
وأكدت أنه “بعد أقل من ساعتين من تلقينا رسالة التحذير، أصدرت رئيسة المعهد سالي كورنبلوث مقطع فيديو يستهدف التحالف وتعلن للعالم إيقافنا عن التعليم، وحسب معرفتي كانت هذه هي المرة الأولى التي يجعل فيها رئيس الجامعة قضية الانضباط الداخلي علنية، وقد أثر هذا الوضع على كثير من الناس”.
ورأت أن “الفيديو لا يتعلق بمجتمع الحرم الجامعي، لكنه كان محاولة لإظهار الخضوع لضغوط صهيونية عبر الضغط علينا إذا جاز التعبير”.
واستدركت: “إذا لم يُمنح الطلاب الحق في الاحتجاج ضد الوحشية، وطُلب منا البقاء صامتين بشأن المذبحة وتجويع الفلسطينيين بأموال حكومتنا، فإن هذا ليس حرية تعبير”.
وبشكل عام، أبرزت أوغونديبي أن هذه الضغوطات والتهديدات التي تلاحق الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المتضامنين مع فلسطين “موجودة في العديد من الجامعات الأمريكية”.
وقالت: “هذا الإجراء والضغط مع التهديد ليس ظاهرة خاصة بالمعهد، نرى ذلك في جميع أنحاء البلاد (الجامعات)، في هارفارد، وتافتس، وكولومبيا، وروتغرز، والعديد من الأماكن الأخرى”.
ورغم ما حدث والتهديدات والضغوط التي تلاحق التحالف والمتضامنين مع دعواته الداعمة لفلسطين، أكدت أوغونديبي مواصلة الاحتجاج من أجل فلسطين.
وأضافت: “نحن الذين صنعنا معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وإذا نظمنا أنفسنا، فلدينا القدرة على إحداث التغيير”.
وختمت حديثها بالقول: “سيستمر نضالنا في التحالف مع المجموعات الأخرى حتى وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وإنهاء الحصار والجوع والتهجير، وستستمر الجهود في تكرار مطالب المقاومة والفلسطينيين الذين تعرضوا للإبادة الجماعية وسنواصل الضغط على حكومة الولايات المتحدة، التي تمول وتنظم هذه الإبادة الجماعية، حتى ينتهي الاحتلال بالكامل”.
وتزعم الولايات المتحدة أنها تتوسط بين إسرائيل و”حماس” من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد 5 أشهر متواصلة من الحرب، في حين لا تزال واشنطن أهم وأكبر داعم لتل أبيب عسكرياً وسياسياً.
وعلى هذا النحو، تواجه إدارة الرئيس جو بايدن انتقادات من سياسيين مناهضين للدعم الأمريكي المستمر وغير المشروط لإسرائيل، وصل إلى حد اتهام الإدارة الأمريكية بالتواطؤ في الإبادة المستمرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
(الأناضول)