مسؤولون: أزمة العراق لم تؤثر على أجندة أوباما في سوريا… تجهيز المعارضة والتخلص من الأسد

حجم الخط
14

لندن ـ «القدس العربي»:وسط الفوضى التي يعيشها العالم العربي تساءلت مجلة «إيكونوميست» في عددها الأخير عن سبب تراجع العرب وكيف تحولت حضارة عربية كانت تقود العالم إلى دمار وخراب. وقالت في مقال تحت عنوان «مأساة العرب» إن العرب وحدهم هم القادرون على بناء حضارتهم من جديد، وإعادة العصر الذهبي للمدن الكبرى في العالم العربي التي كانت قبل ألف عام متقدمة على الغرب، فبغداد ودمشق والقاهرة كانت مسرحا للإنجازات «كان الإسلام والإختراع توأمين».
وكانت الدول الإسلامية والخلافة قوى عظمى حيوية ومحضنا للتعليم والعلم والتسامح والتجارة، لكن العرب اليوم هم في حالة بائسة، حتى في الوقت الذي تتقدم فيه دول آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا يمنع تقدم الشرق الأوسط الحروب المتكررة والإستبداد.

آمال محطمة

وتقول المجلة إن الآمال ارتفعت قبل سنوات عندما اجتاحت المنطقة موجة من الإضطرابات وقادت للإطاحة بأربعة حكام ديكتاتوريين في تونس ومصر وليبيا واليمن، وأدت للدفع بمطالب التغيير في أماكن أخرى مثل سوريا، لكن ثمار الربيع العربي تعفنت واًصبحت استبدادا جديدا وحربا، وكلاهما ولد التطرف والبؤس بشكل يهدد بقية العالم. ويرى كاتب المقال إن فشل الدول العربية الذريع ببناء ديمقراطيات وإسعاد 350 مليون نسمة يعتبر من الأسئلة الكبرى في زمننا، فما الذي يجعل المجتمعات العربية تتقبل الأنظمة الحقيرة والتطرف الذي يريد تدميرها؟ ويسارع الكاتب للقول أن أحدا لا يقترح غياب المواهب والطاقات بين العرب أو أنهم يعانون من حالة مرضية تدفعهم لكراهية الديمقراطية.ولكن من أجل أن يستيفيق العرب من كابوسهم الذي يعيشون فيه وكي يصبح العالم أكثر أمنا هناك حاجة كبيرة لحدوث تغيير.

لم تعد دولا

ويقول إن واحدة من المشاكل إن معضلات العرب كثيرة واسعة، فمن الصعب مثلا وصف دول كسوريا والعراق بالدول، خاصة بعد أن قامت عصابة من الجهاديين بمحو الحدود بينهما، وأعلنوا عن خلافة تضم العراق وسوريا الكبرى- الأردن، فلسطين، لبنان وسوريا وأجزاء من تركيا.ويرغب قادتها بقتل غير المسلمين ليس في الشرق الأوسط ولكن في شوارع نيويورك، لندن وباريس.
وعادت مصر لحكم العسكر اما ليبيا فبعد الإطاحة بالقذافي أصبحت تحت رحمة الميليشيات، فيما يعاني اليمن من التمرد والإقتتال والقاعدة، ولم تصبح فلسطين بعد دولة حقيقية وتعيش السلام، مشيرة لدوامة العنف الجديدة بعد مقتل المراهقين الإسرائيليين الثلاثة والرد الإنتقامي، وحتى دول مثل السعودية والجزائر التي تعيش على ثروة النفط ومدعومة من قوى أمنية قوية تعاني من الهشاشة أكثر مما تبدو، فقط تونس التي فتحت الباب أمام مطالب العرب بالحرية تقوم بتحقيق ديمقراطية حقيقية.
ويرى الكاتب أن الإسلام في تفسيره المعاصر على الأقل يقع في قلب مشاكل العرب العميقة، مشيرا إلى أن المفكرين المسلمين يفهمون الإسلام باعتباره دينا يجمع بين السلطة الروحية والدنيوية بدون فصل بين الدين والدولة قد أوقف تقدم بناء مؤسسات سياسية مستقلة، فيما تقوم اقلية بالبحث عن الشرعية من خلال التفسير المتطرف للقرآن. فيما وجد مسلمون تعرضوا للتهديد وعنف الميليشيات والحروب الأهلية ملجأ في الطائفة.
في إشارة للعراق وسوريا البلدان اللذان كان فيهما السنة والشيعة يتزواجان فيما بينهما واليوم يلجأون لقتل وتشويه بعضهم بعضا. ويقول الكاتب إن هذا العنف الذي يعتبر انحرافا عن الإسلام الحقيقي انتشر لمناطق أخرى بعيدة مثل شمال نيجيريا وشمال إنكلترا.

مشكلة مؤسسات

ويظل التطرف الديني هو طريق للبؤس ولكنه ليس السبب الرئيسي وراءه، ففي الوقت الذي نجحت فيه ديمقراطيات مسلمة في امكنة أخرى مثل أندونيسيا إلا ان نسيج العالم العربي ضعيف، فقلة من الدول العربية قائمة منذ زمن طويل، ومعظمها نشأ بعد انهيار الدولة العثمانية والتقسيم الإستعماري لهذا الإرث، حيث استمر التأثير الإستعماري في بعض الدول العربية لما بعد سنوات الستينات، ولم تنجح الدول العربية في بناء المؤسسات المطلوبة لانتعاش الديمقراطية- بما يتضمن بناء خطاب سياسي مناسب، وحماية الأقليات وتحرير المرأة، وإعلام حر وقضاء مستقل وجامعات ونقابات عمال.
ويعتقد الكاتب إن غياب الدولة الليبرالية الذي ترافق مع غياب الإقتصاد الليبرالي بعد استقلال الدول العربية، واستمرار المحافظة والتخطيط المركزي الذي استلهم أداوته من الإتحاد السوفييتي السابق، والسياسات المضادة للسوق الحر والتجارة الحرة، والمؤيدة للدعم الحكومي والتشريعات قد أدى لخنق اقتصاديات الدول العربية.
وفي بعض الحالات التي تراجعت فيها القيود الإشتراكية انتعشت رأسمالية الشلل كما حدث في السنوات الأخيرة من حكم حسني مبارك، وتحولت عمليات الخصخصة لخدمة رجال الحكومة وليس الصالح العام، في وقت غابت فيه تجارة السوق الحرة ولم يتم تطوير وبناء أي شركة عربية بمعايير عالمية، واضطر الشبان العرب الذين يريدون التميز في التجارة والدراسة للهجرة إلى امريكا وأوروبا.
وأدى الركود الإقتصادي في البلدان العربية لنشوء حالة من عدم الرضى، ودافع الملوك والرؤوساء الذين نصبوا أنفسهم كحكام لمدى الحياة عن أنظمتهم من خلال الشرطة السرية والحمقى الموالين لهم.
وهنا يقول الكاتب إن المسجد تحول في ظل غياب الدولة لمصدر الخدمات العامة، والمكان الذي يمكن للناس التجمع فيه والإستماع للخطب والأحاديث العامة. وتعرض الإسلام لحالة من التشدد، وأخذ الرجال الغاضبين الذين يمقتون حكامهم يكرهون الغرب الداعم لهم.
وفي الوقت نفسه بدأ الشباب الذين لم يجدوا فرص عمل يشعرون بالضيق. وهنا جاء دور إعلام التواصل الإجتماعي. صحيح أن فرص الشباب والحصول على دعم خارج الشرق الأوسط كانت كبيرة. ومع ذلك فالأخطاء التي نتجت عن كوارث الحكم الاتوقراطي لا يمكن للناس في الخارج حلها، خاصة أن هؤلاء عادة ما قدموا للمنطقة كغزاة ومحتلين، ولا يمكنهم والحالة هذه وقف تقدم الجهاديين وتحقيق الإزدهار والديمقراطية. ويجب أن يكون هذا واضحا بعد الإحتلال الكارثي للعراق في عام 2003.
ويقول إن تقديم الدعم العسكري وطائرات بدون طيار وعدد من القوات الخاصة قد يساعد إبعاد الجهاديين عن العراق. وهذا الدعم سيتحول لدائم خاصة أن الخلافة الجديدة التي لن تحصل على دعم واعتراف قد تكون قادرة ولعدة سنوات على تصدير الإرهاب.

الحل بأيديهم

ولهذا يرى الكاتب ان العرب هم وحدهم القادرون على وقف التدهور الحضاري، وفي الوقت الحالي هناك أمل قليل في حدوث هذا. فليس لدى المتطرفين ما يقدموه للجماهير، وفكرة أن الملوك والعسكريين هم «الإستقرار» ليست الحل، فقد يكون هذ صحيحا في وقت الفوضى لكن القمع والركود ليس حلا. ولم ينجح هؤلاء وكانوا بالتأكيد أصل المشكلة. وحتى لو انتهى الربيع العربي يقول الكاتب إلا ان القوى التي أشعلته لا تزال حية، مثل إعلام التواصل الإجتماعي.
وبناء عليه فيجب أن يفهم الرجال الجالسين في قصورهم وداعميهم الغربيين أن الإستقرار يحتاج الإصلاح.
هل هذا أمل لا جدوي فيه؟ يتساءل الكاتب، ويجيب الرؤية الحالية هي دموية، وفي النهاية يأكل المتطرفون أنفسهم مما يعني أن تعلن القوى المعتدلة التي تمثل الغالبية عن نفسها وتسمع صوتها وعلى أفرادها العودة للقيم التي جعلت العالم العربي عظيما.
ويظل التعليم هو المفتاح خاصة أنه كان في قلب تفوق العالم العربي، في مجال الطب والرياضيات والمعمار والفلك، وأدت التجارة لبناء المدن الكبيرة الباهرة. وكان العالم العربي في أحسن حالات كوزموبوليتا تعايش فيه المسلمون واليهود والمسيحيين حيث ادى التسامح للإبداع والإختراع.
وفي النهاية فالحل يكمن في التعليم والمشاركة السياسية والسوق المفتوح وهي قيم عربية ويمكن أن تعود مرة أخرى. اليوم حيث يمزق السنة والشيعة بعضهم بعضا ويجلس الجنرال السابق مرتاحا على عرشه في مصرـ تبدو هذه القيم وبشكل مأساوي منظورا بعيدا، ولكنها تمثل بالنسبة للشعوب التي عانت من اخطاء الماضي، تمثل الرؤية لمستقبل أفضل.

مشكلة أوباما

ومن هنا نفهم مشكلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في العراق حيث تواجه خطة أوباما في الأكاديمية العسكرية «ويست بوينت» التي عرض فيها الخطوط العامة لمكافحة الإرهاب بدون الإعتماد على الجنود الأمريكيين إلا في أضيق الحدود واقعا في العراق يحتاج لحل عاجل، فهذا المدخل الذي يعتمد على التدريب والتأهيل والدعم المالي لا يتناسب مع واقع يتطور في كل يوم.
فقد كشفت انتصارات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي صعقت البيت الأبيض وانهيار الجيش العراقي الذي دربه الأمريكيون عن محدودية السياسة التي تعتمد على التعاون مع حلفاء لا يملكون المصداقية. وفي الوقت الذي أعلن فيه داعش عن الدولة الإسلامية والخلافة يقوم البيت الأبيض بمواجهتهم بأساليب تحتاج لأشهر حتى تحقق نتائج.
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن شبكة الشراكة لمكافحة الإرهاب التي اقترحها أوباما التي تمتد من جنوب آسيا لمنطقة الساحل في إفريقيا ستكون فاشلة في وضع فوضوي مثل العراق. وفي ظل وضع يشعر فيه الرأي العام الأمريكي بالتعب من الحروب ستضطر إدارة أوباما للاعتماد على جماعات وكيلة لتحقيق النتائج، وهي عملية تحتاج لصبر.
وكان الرئيس الأمريكي قد طلب في الإسبوع الماضي من الكونغرس تمرير ميزانية 500 مليون دولا لتدريب وتأهيل جماعات المعارضة السورية. ولكن وزارة الدفاع بدأت بالبحث في تفاصيل البرنامج.

تحتاج لوقت

ويقول مسؤولو البنتاغون إنها تحتاج لأشهر بل أكثر من عام لتدريب المقاتلين السوريين حتى يكونوا مستعدين للمعركة. ونقلت عن روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق قوله «مصادر الدولة الإسلامية تتزايد أسرع من عملية تمرير الدعم في واشنطن».
وفي العراق تواجه البنتاغون أشهرا لإعادة بناء القوات العراقية التي أنفقت على بنائها 25 مليار دولار أمريكي، فيما تجد واشنطن أن جهودها التي تدفع تجاه حكومة موسعة رهن العداء والتناحر الطائفي. ويعترف المسؤولون الأمريكيون بصعوبة تنفيذ خطة أوباما لكنهم يشيرون لمناطق عدة في المنطقة التي نشرت فيها قوات تدخل سريع وقوات خاصة وأرصدة استخباراتية.
ونقل عن نائب مستشار الأمن القومي بنجامين رودس «بناء شركاء قادرين هو الحل طويل الأمد»، و «لكن كما ظهر في مناطق مثل اليمن والصومال، ففي حالة طلب منا شغل الفراغ بتدخل أمريكي مباشر ضد أهداف إرهابية محددة فنحن مستعدون لعمل هذا».
ولم يستبعد الرئيس الأمريكي القيام بهجمات جوية على مواقع لداعش في العراق وسوريا لكن هذه قد تؤدي لبروز مواقف سياسية شاكة من الكونغرس والرأي العام الحذر من الحرب، كما أن الهجمات لن تكون ذات أثر نظرا لأن مقاتلي داعش اختلطوا بالسكان. وقال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة «ستكون مهمة كبيرة للتمييز بينهم إن اتخذنا قرار توجيه غارات جوية».
وما يزيد من تعقيد المهمة هو الغنائم التي حصل عليها داعش من القواعد العسكرية في الموصل، دبابات وذخيرة وطائرات مما أعطته القدرة على توسيع حملته العسكرية حيث سيطر على محافظة دير الزور الغنية بالنفط. ويقول مسؤولون إن أوباما توقع تهديدات داعش في خطابه في ويست بوينت حيث تحدث عن القاعدة التي فقدت مركزيتها، وظهور جماعات منها تركزعلى أجندات في الدول التي تعمل فيها.
ويقول ستيف سايمون الذي عمل سابقا في مجلس الأمن القومي أثناء ولاية أوباما الأولى إن رد الأخير يبدو أنه مصمم لمواجهة طبيعة التهديد الذي يمثله داعش. ويقول المسؤولون في الإدارة إن الازمة في العراق لم تغير موقفها من سوريا لأن الهدف كان دائما هو تجهيز المعارضة حتى تكون قادرة على مواجهة المتطرفين وكذا جيش الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تتخل الإدارة عن هدفها وهو الإطاحة بالنظام السوري، لكنهم اعترفوا أن التهديد الذي يمثله داعش هو أكثر إلحاحا. ونقل عن مسؤول في الأمن القومي «بشكل واضح انت بحاجة للتعامل مع التهديد الطاريء وإلا فالتهديدات الأخرى لن تكون مهمة».
وفي الوقت الذي ستحتاج الإدارة فيه وقتا لتجهيز القوات العراقية فستواجه نفس المشكلة مع المعارضة السورية مع أن التخطيط الذي قامت به القيادة المركزية والقيادة المشتركة مكثف وأكثر مما تم الكشف عنه.
ففي مسودة للبنتاغون تدعو لتدريب 3.000 مقاتل سوري وتحضيرهم للقتال في مدى عام.
ويتم تدريب هؤلاء في عدد من الدول، تركيا ودول الخليج بالإضافة للاردن الذي يقوم فريق صغير من سي أي أيه بتدريب أعداد من المقاتلين. وستكون مهام المقاتلين المدربين أمريكيا هي تحقيق الإستقرار حالة انهارت قوات الأسد أو داعش.

إبراهيم درويش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Gamal:

    رد الى Hassan الذي افشل المخطط الارهابي الصهيوني الامريكي الغربي وعدم نجاحه في سوريا هو صمود الجيش في وجه المؤامرة وكان الهدف منها تمزيق سوريا طائفيآ وجعلها دولة فاشلة كالعراق وليبيا والصومال لا تهش ولا تنش وانما تقتل بعضها حتى اسرائيل تجتاح سوريا واحتلالها مستقبلآ بتعاون مع الطوائف السورية المتعاونة معها وفي مقدمتها الجيش الحر والنصرة كل هولاء يعملون تحت القيادة الاسرائيلية . واستغرب منك انكم لم توعضون مما جرى للعراق من تمزيق وليبيا والصومال ومع ذلك لم تتعضوا بل تتمنون لسوريا ان تكون كنموذج العراقي والليبي والصومالي .الجميع يعلم ان الامريكان والصهاينة وحكام العرب والمعارضة السورية لم عندهم نموذج اخر يصلح لسوريا الجارة للكيان الصهيوني الا هذا النموذج وماذا تقدم المعارضة السورية الا هذا النموذج المطلوب منهم مقابل سكنهم في الهتيلات خمسة نجوم الاوروبية وملي اجيابهم بالدولارات قد ربما ترد علينا ان الغربين يصرفون على هولاء ويسكنونهم في الهتيلات على حساب الاوروبين هو من باب الانسانية وحبآ بالشعب السوري . ياخي المقابل هو رآس الشعب السوري ووطنه . وبعد تجزاءت الوطن العربي الى دويلات وتسليم فلسطين للصهاينة مازلت تؤمن بالمعارضة السورية التي في احضان الاوروبين الذين جزؤنا الى دويلات واليوم يريدون ان يجزؤنا الى طوائف .

  2. يقول Hassan:

    رد على رد Gamal
    إزاحة النظام السوري، مهما كلف ذلك، يعني التخلص من الإرهاب بجميع أشكاله ومسمياته. حلف الشر الفارسي الروسي السوري يعتبر مصدرا لتدمير العالم العربي والغربي. لم تبق مدينة في العالم تقريبا لم يصلها سوري متشرد بسبب الجيش السوري ومعاضديه. السوريات تشحت أمام المساجد والكنائس وفي الأسواق وهو يقول صمود وطوائف وتقسيم وكيان صهيوني. هراء في هراء.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية