الناصرة- “القدس العربي”:

للمرة الأولى، أقلعت بشكل علني طائرة التطبيع الإسرائيلية من مطار بن غوريون متوجهة إلى الإمارات عبر المجال الجوي السعودي، في رحلة مباشرة رسمية تقل على متنها وفدين إسرائيلي وأمريكي، وذلك تمهيدا لتوقيع اتفاق السلام مع دولة الاحتلال.

وقبيل انطلاق الرحلة الجوية رقم (إل واي 971) عبر طائرة من طراز بوينغ 737، تابعة لشركة “العال” الإسرائيلية، حازت إسرائيل على تصريح من السعودية للعبور عبر أجوائها إلى الإمارات. واللافت أن طائرة التطبيع الإسرائيلية مسلحة بمنظومة صواريخ  كتب بجانبها “سلام” بالعربية وبالعبرية والإنجليزية، فيما كتب على تذاكر المسافرين على متنها “نصنع التاريخ”.

EL AL captain speaks before the departure from Tel Aviv to Abu Dhabi pic.twitter.com/RrBX7B2pTV

— Barak Ravid (@BarakRavid) August 31, 2020

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن منظومة “واقي السماء”، التي تصنعها شركة “إلبيت”، توضع في مكان مكشوف في أسفل ذيل الطائرة. وغالبا لا تستخدم طائرات شركة “إلعال” هذه المنظومة، لأنها تزيد من استهلاك الوقود وتؤثر على قدرة الطائرة على نقل حمولة، ويتم وضعها في طائرات فقط عندما يقرر ذلك مسؤولون أمنيون في وزارة المواصلات، ووفقا لغاية الطائرة.

وتعتمد هذه المنظومة على أشعة ليزر، التي يتم إطلاقها باتجاه صاروخ يتوجه نحو الطائرة، وترصده أربع كاميرات، وتمنع إصابة الطائرة.

كوشنير: مسيرة تاريخية

ويشارك في الوفد التطبيعي صهر ومستشار الرئيس الأمريكي جارد كوشنير الذي قال على درج الطائرة: “كلي أمل أن تكون الرحلة بداية مسيرة تاريخية تتعدى الشرق الأوسط”.

وتابع كوشنير: “نصعد في هذه الرحلة التاريخية بين إسرائيل وبين الإمارات ونصلي أن ينظر العرب والمسلمون في العالم لهذه الرحلة ويعترفوا بأن كافتنا أبناء الله وينبغي ألا يحدد ماضينا مستقبلنا سلفا. هذا زمن مفعم بالإيمان أن السلام والازدهار في المنطقة وفي العالم ممكنان”.

ويترأس الوفد الإسرائيلي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات الذي عبّر عن انفعاله بمهمته، وقال إن الوفد  ينطلق إلى الإمارات تتمة فعلية لتصريحات القادة حول تشكيل علاقات سلام بين إسرائيل وبين الإمارات.

وتابع: “هدفنا في هذه الرحلة  صياغة خطة عمل مشتركة للتعاون في مجالات كثيرة منها السياحة، الحداثة، العلوم، التكنولوجيا، الصحة والاقتصاد وغيره. وتابع: “هذا الصباح تكتسب مباركة، رافقتكم السلامة، معنى خاصا”.

بالفيديو:

إعلاني عن القيام حاليا بالعمل على السماح بالقيام برحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى دبي وأبو ظبي ستحلق فوق الأراضي السعودية. pic.twitter.com/zUgUJdA881

— رئيس وزراء دولة إسرائيل (@Israelipm_ar) August 17, 2020

حفل استقبال رسمي

وتستمر الزيارة يومين، وتشمل لقاءات لتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات مدنية واقتصادية بين إسرائيل والإمارات وسيعقد خلالها اجتماع ثلاثي في أبوظبي لرؤساء الوفود: رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، ومستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جارد كوشنر، ومستشار الأمن القومي للإمارات الشيخ طحنون بن زايد.

كما يعقد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في أبوظبي اجتماعات مع مسؤولين كبار في الإمارات وفق المصادر الإسرائيلية. وحسب معطيات وزارة الخارجية  في حكومة الاحتلال، فعند هبوط طائرة الوفد الإسرائيلي في أبو ظبي سيقام حفل استقبال رسمي في المطار بمشاركة الوفود.

الرئيس الإسرائيلي يحث دولاً عربية وإسلامية على التطبيع مع الاحتلال

واعتبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أن اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات “بوابة لعصر جديد في الشرق الأوسط”. ودعا “دولا عربية وإسلامية أخرى إلى اتباع مسار الصداقة هذا وإقامة علاقات كاملة ودافئة مع إسرائيل. وحض ريفلين في اجتماعه مع جارد كوشنر وأعضاء الوفد الأمريكي بمن فيهم المبعوث الخاص بشأن إيران برايان هوك، ورئيس المؤسسة الأمريكية للتمويل والتنمية الدولية آدم بوهلر على “السلام بين الأمم والشعوب، السلام مقابل السلام”، مدعيا أنه يأمل أن تساعد روح التعاون هذه في “بناء مستقبل من الثقة مع الفلسطينيين أيضا.

وأكد الرئيس الإسرائيلي أن اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات “بوابة لعصر جديد في الشرق الأوسط وتجلب الأمل للمنطقة، مرحباً بقرار الإمارات إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل، وزعم أن “القرار يعزز التطبيع ويخلق العديد من فرص التعاون.

كما قال ريفيلن إنه يأمل أن يساهم اتفاق السلام الموقع بين إسرائيل والإمارات في تحقيق “الرخاء والاستقرار” في المنطقة.

ودعا ريفلين بشكل رسمي، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى زيارة إسرائيل ومدينة القدس المحتلة. وقال في رسالته الرسمية التي بعثها ووقعها باللغة العربية “إن الاتفاق الذي تم توقيعه بين البلدين هو حجر أساس استراتيجي نحو عمليات جديدة في منطقتنا”.

قناة البحار

وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن حكومة الاحتلال تتوقع أن يساهم توقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات في تسريع حصول إسرائيل على أسلحة دقيقة وحساسة جدا من الولايات المتحدة.

في المقابل أوضحت الإذاعة أن الإدارة الأمريكية تخشى تردي العلاقات الإسرائيلية– الإماراتية مستقبلا كما حصل مع مصر والأردن بعد توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة.

وأوضح المحلل السياسي الإسرائيلي البارز براك رافيد، أن البيت الأبيض يبحث اليوم عن حيلة للحفاظ على دفء العلاقات بين إسرائيل والإمارات واستغلال الأجواء الإيجابية الراهنة على خلفية توترات ناجمة حول صفقة ابتياع الإمارات طائرات “إف 35” ومعارضة إسرائيل لها، مما دفع الإمارات لإلغاء لقاء ثلاثي مع سفيري إسرائيل والولايات المتحدة في الأمم المتحدة الأسبوع المنصرم.

ويكشف رافيد أن هذه المخاوف هي التي دفعت كوشنير لقيادة وفد أمريكي رفيع يصطحب وفدا إسرائيليا والسفر سوياً إلى الإمارات اليوم على مبدأ فرض حقائق على الأرض لقطع أي عراقيل محتملة.

دولة خضراء

وفيهذا المضمار، كشفت إذاعة جيش الاحتلال، أن الوفد الإسرائيلي سيطرح على الإمارات انضمامها إلى مبادرات تم دفعها حتى اليوم من جانب إسرائيل والأردن فقط، كمشروع قناة البحرين (ربط البحرين الأحمر والميت) وإقامة منطقة صناعية مشتركة.

وبهذا السياق أيضا، أصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية تحديثًا لقائمة “الدول الخضراء” التي بموجبها لا يضطر العائدون منها إلى الخضوع للحجر الصحي، ومنها الإمارات إلى جانب أستراليا، أوروغواي، إيرلندا، تايوان، النرويج، سنغافورة، البرتغال وتايلند.

وتنضم هذه الدول إلى القائمة التي تمت الموافقة عليها قبل أسبوعين، وتشمل: النمسا، بلغاريا، جورجيا، المانيا، الدنمارك، هونغ كونغ، هنغاريا، اليونان، الأردن، لاتفيا، نيوزيلاندا، سلوفينيا، فنلندا، كندا، قبرص، كرواتيا ورواندا.

سلامنا غير بارد

وبخلاف صحيفة “إسرائيل اليوم” قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الإماراتيين متحمسون للتحالف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، أكثر من الإسرائيليين. ونقلت على لسان موفدها إلى الإمارات أن “الإماراتيين  يجتهدون في تبيان جديتهم وصدقيتهم في مسألة السلام مع  إسرائيل.

ونقلت عن موظف رسمي في أبو ظبي قوله إنه “لن يكون سلامنا باردا كما فعلت مصر، بل سيكون سلامنا مغايرا عن سلام الأردن الذي يتبنى رؤية الرئيس  الفلسطيني محمود عباس رغم ندم المسؤولين الأردنيين على هذا الخطأ”.