مبادرة لمكافحة القرصنة
وأكد مسؤولون كبار يعملون في القطاع الفضائي لـ’القدس العربي’ أنهم انضموا الى مبادرة عربية لمكافحة القرصنة الفضائية في محاولة لتنظيم السوق وحماية حقوق العاملين فيه من المنتجين وأصحاب الملكية الفكرية، وهو ما ينعكس ايجاباً على القنوات الفضائية وشركات الانتاج ويعزز وجودها في السوق.
وانضم الى المبادرة كبرى الشركات المزودة للخدمات الفضائية في العالم العربي مثل ‘نايل سات’ و’نور سات’ و’غالف سات’ وشركة ‘دو’ الاماراتية، فيما ترمي هذه المبادرة الى تنظيم سوق القنوات الفضائية العربية، والحفاظ على حقوق العاملين فيه من أصحاب الملكية الفكرية وغيرهم. وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة ‘غالف سات’ الكويتية محمد الحاج إن شركته أوقفت بث ست قنوات من أصل سبع قنوات تمت مخاطبتها، وذلك بسبب ارتكاب مخالفات وانتهاكات تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، كما طلبت من القنوات التي تبث مستفيدة من خدماتها قوائم بالمواد الفلمية الموجودة لديهم للتأكد من أن هذه القنوات تملك حقوق البث لما تقوم ببثه على الهواء بالفعل.
لكن الحاج قال لـ’القدس العربي’ إن المنطقة العربية تحتاج لآلية موحدة تضمن مكافحة القرصنة والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، كما أن الدول العربية بحاجة لتشريعات رادعة وتطبيق مشدد لهذه التشريعات حتى تنجح عمليات مكافحة القرصنة.
وبــحـــســب الــحـــاج فـــان سوق الفضائيات العربية والانتاج التلفزيوني العربي يتكبد خسائر كبيرة بسبب أعمال الــــقرصنة وانتهاكات الملكية الفكرية، مشيراً الى أن القــضـــاء عـــلـــى هذه الظــاهرة من شأنه أن ‘يعزز المنافسة ويرفع الإبداع، وهو ما سيؤدي إلى ازدهار عمليات الإنتاج الفني والتلفزيوني في المنطقة العربية’.
البحث عن طرق قانونية
من جانبه أكد نائب الرئيس التنفيذي في شركة ‘نورسات’ مروان التل أن المبادرة التي يجري التوافق عليها بين كبار مزودي الخدمات للقنوات الفضائية إنما ترمي الى ‘إظهار مشكلة قرصنة المحتوى الى العلن والبحث عن وسائل قانونية لإيقافها، اضافة الى التعاون ما بين شركات البث الفضائي وأصحاب الحقوق في المحتوى لصد أي طرف تسول له نفسه بث مواد ليس له فيها حق البث والعمل على إيقافها بالطرق القانونية’.
وقال التل لـ’القدس العربي’: ‘آمل ان تنعكس المبادرة على إيجاد وضع قانوني ملزم لكافة الأطراف ويصب في مصلحة احترام حقوق الملكية ووقف الهدر القائم في سرقة المحتوى’.
يشار الى أنه يوجد في الفضاء العربي حالياً أكثر من 600 قناة تلفزيونية، من بينها عدد كبير من القنوات المتخصصة ببث الأفلام السينمائية والأعمال الفنية، أو القنوات المتخصصة ببث الأغاني وتسجيلات الفيديو كليب، ويعتبر هذا المحتوى هو الضحية الأكبر لعمليات القرصنة وسرقة المحتوى وبثه دون إذن مسبق من صاحبه.