طهران – “القدس العربي”: ذكر مستشار مجلس الشورى الإيراني للشؤون الخارجية حسين أمير اللهيان، أن بلاده لا تقدم المساعدات العسكرية إلى العراق مجاناً، مشيرا إلى أن “الأخير يقدم الثمن نقداً بالعملة الأجنبية، لا سيما أنه بلد غني بالنفط”.
وقال اللهيان، لوكالة “ألف” الإيرانية: إن “الحكومة العراقية تدفع المال بشكل مباشرة (نقدا) مقابل كل المساعدات العسكرية التي قدمناها للعراق”، وذلك إجابةً على سؤال، لماذا يجب أن يساعدوا بلدا مثل العراق وسوريا اللذين تسببا في الكثير من المشاكل لإيران؟.
وأشار إلى أن “بلاده صدرت الكهرباء إلى عدة محافظات عراقية واستلمت الثمن نقدا من الحكومة العراقية بالعملة الأجنبية”، مضيفا أن هذه القضايا هي بالكامل في إطار الاتفاقيات المبررة اقتصاديا بالنسبة لنا، وتستفيد من تصدير الكهرباء وبعض المواد التي نبيعها للعراق”.
وفيما يخص الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) قال: “إذا لم تدخل الجمهورية الإسلامية إلى العراق وسوريا بسرعة في مواجهة داعش، فيجب أن نواجه الآن ظاهرة القصف والتفجير والأعمال الإرهابية لعناصر داعش في وسط ميادين طهران ومحطات المترو والجامعات”.
وكانت آثار العقوبات الأمريكية على إيران بدأت تتضح على الاقتصاد العراقي، عبر محاولات الالتفاف على العقوبات والاستمرار في تدفق العملات الصعبة من العراق إلى إيران، وسط مخاوف من تداعيات سلبية على الاقتصاد العراقي جراء هذا الصراع.
وفي أول تداعيات النزاع الأمريكي الإيراني على المشهد العراقي، أكدت مصادر في السوق المالية العراقية ان عمليات شراء واسعة للدولار من السوق المحلية تجري حاليا من قبل تجار وشركات صيرفة وتحويلات لغرض تحويلها إلى إيران بشكل مباشر وليس عبر وسائل التحويلات التقليدية لتجنب كشفها من قبل الهيئات الرقابية الأمريكية.
ويؤكد المتابعون للعلاقات العراقية الإيرانية، أن العراق هو أهم متنفس لإيران للتخفيف من الحصار الأمريكي عليها، نظرا لقربه منها ولوجود حلفاء وأصدقاء كثيرون يتحكمون بالسلطة والسوق الاقتصادية فيه، مما يوفر امكانيات كبيرة للالتفاف على العقوبات الأمريكية واستمرار تدفق الدولار على إيران عبر الآليات والطرق غير التقليدية التي لا تستطيع الولايات المتحدة كشفها أو السيطرة عليها، ولكنها تكون في النهاية على حساب تعريض الاقتصاد العراقي إلى أضرار جادة.