واشنطن: نشر مسؤول سابق بالمخابرات العسكرية الأمريكية رسالة، الإثنين، قال فيها لزملائه إن استقالته في نوفمبر تشرين الثاني كانت في الواقع بسبب “أذى معنوي” ناجم عن الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل في غزة والأضرار التي لحقت بالفلسطينيين.
وسيكون هاريسون مان، وهو ضابط في الجيش برتبة ميجر، أول مسؤول معروف في المخابرات العسكرية الأمريكية يستقيل بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل.
وتوفي أحد أفراد القوات الجوية الأمريكية في فبراير/ شباط بعد أن أشعل النار في نفسه خارج سفارة إسرائيل في واشنطن واحتج أفراد آخرون من الجيش.
وقال مان إن الخوف منعه لبضعة شهور من البوح ببواعث الاستقالة.
في أول أسبوع من طوفان الأقصى، دخلت معركة لمناصرة فلسطين على "جروب واتس آب" في جامعتنا.
كتب زميل من الكيان بكل استعلاء وصفاقة: "آية، نحن جميعاً نشعر بالعار منك، ويجب عليك أن تشعري بالعار من نفسك".
كانت كلمته وسام شرف، لكنها آلمت إذ لم يتجرأ أحداً بالرد المباشر عليه، وآثروا أن… pic.twitter.com/IEyhCosiM3
— Aya Hijazi آية حجازي 🇵🇸 (@ItsAyaHijazi) May 13, 2024
وكتب مان في رسالة شاركها مع زملائه الشهر الماضي ونشرها اليوم الاثنين على حسابه في “لينكد إن” “خفت. خفت من انتهاك معاييرنا المهنية. خفت من مسؤولين أحترمهم. خفت من شعوركم بالتعرض للخيانة. أنا متأكد من أن بعضكم سيشعر على هذا النحو عند قراءة هذا”.
وفي نص استقالته التي نشرها عبر حسابه على منصات التواصل الاجتماعي، الإثنين، أشار الضابط هاريسون مان إلى أن “الدعم الأمريكي غير المشروط” للهجمات الإسرائيلية على غزة أدى إلى مقتل عشرات آلاف الأبرياء من الفلسطينيين وتجويع آخرين.
وأضاف أنه شعر وكأنه يعيش في “عالم آخر موازٍ” عندما رأى حجم دعم زملائه في وكالة استخبارات الدفاع لإسرائيل وهجماتها على غزة.
الضابط الأمريكي أوضح أنه ينحدر من أسرة يهودية أوروبية، وأنه عمل طيلة 13 عاما في صفوف جيش بلاده، فيما كانت يعمل مؤخرا في مهمة “محلل استخبارات الشرق الأوسط”.
وأعرب عن شعوره بـ “الخزي والذنب” إزاء مشاهد “القتل والدمار الوحشية” القادمة من غزة طيلة الأشهر الماضية، مؤكدا أنه لم يكن بإمكانه مواصلة عمله متجاهلا كل ذلك.
بدورها، وصفت الصحافة الأمريكية خطوة مان، بأنها “أول استقالة علنية في صفوف الجيش والمجتمع الاستخباراتي الأمريكي”.
وسبق أن أضرم طيار عسكري في قيادة القوات الجوية الأمريكية النار في نفسه أمام مقر سفارة تل أبيب في العاصمة واشنطن، خلال فبراير/ شباط الماضي، بغية التعبير عن تنديده بـ”الإبادة الجماعية” التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول نحو 114 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
ولم ترد وكالة استخبارات الدفاع على طلب للتعليق.
(وكالات)