غزة- “القدس العربي”: أعلنت سلطة المياه وجودة البيئة في قطاع غزة، أن الخزان الجوفي الساحلي الذي يلبي أكثر من 90 في المئة من الاحتياجات المائية لسكان القطاع قد تم استنزافه بشكل كبير وخطير، بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مدير عام وحدة التخطيط والتوعية بالسلطة، مازن البنا، بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف 22 من مارس، أن من نتائج هذا الاستنزاف كان “الانخفاض المستمر لمناسيب المياه الجوفية في معظم المناطق الجغرافية للقطاع وبمعدلات عالية نسبياً”.

ونقلت وكالة “الرأي” التي تتبع الجهات الحكومية في غزة، عن البنا قوله إنه أصبح هناك تداخل لمياه البحر على طول الشريط الساحلي وخاصة في مدينة غزة، مع المياه الجوفية.

وقال: “بالتالي وصلت الملوحة في مياه الآبار إلى مستويات تشكل تهديداً خطيراً لحياة السكان”، لافتا إلى أن تلك الملوحة  تفوق المعايير الدولية الخاصة بمياه الشرب بأضعاف مضاعفة.

ويحتفل العالم في 22 من مارس من كل عام بـ”يوم المياه العالمي”، وهو التاريخ الذي حددته الأمانة العامة للأمم المتحدة في عام 1992 لتسليط الضوء على أهمية المياه في الحياة، وإبراز أهم التحديات والأزمات التي تواجه العالم للمحافظة على هذا المورد الثمين.

وقد أشار المسؤول في سلطة المياه بغزة، إلى التلوث الناتج عن تسرب مياه الصرف الصحي في مناطق متعددة من القطاع بسبب نقص البنى التحتية.

وأكد أن هذا الأمر جعل من الصعب بمكان استخدام المياه الجوفية لهذا الخزان لأغراض الشرب، لافتا إلى أنه بات حاليا أكثر من  98% من آبار مياه الشرب لا تصلح لهذا الغرض بسبب جودة مياهها.

وحمل البنا الاحتلال المسؤولية بالدرجة الأولى لما آلت اليه أزمة المياه في قطاع غزة، وقال: “الاحتلال مسئول عن الكثافة السكانية العالية في قطاع غزة، حيث يمثل اللاجئون أكثر من 67 في المئة من تعداد السكان”.

وأكد في ذات الوقت أن الاحتلال مسؤول عن استنزاف المياه الجوفية من خلال منعه للتدفق الطبيعي الجانبي لهذه المياه على طول الحدود الشرقية من خلال آباره المنتشرة على هذه الحدود.

وشدد على ضرورة الضغط على الاحتلال ومنعه من مصادرة المصادر المائية المتمثلة بالانسياب الجانبي الطبيعي للمياه الجوفية في قطاع غزة، ومنعه لتدفق المياه السطحية للوديان، بشكل دائم ومستمر على مدار العام، باعتبار أن هذا الأمر كفله القانون الدولي المتعلق بإدارة مصادر المياه العابرة للحدود.

ودعا البنا لمنع الاحتلال من مصادرة الغالبية العظمى من مصادر المياه الجوفية والسطحية في الضفة الغربية والمتمثلة في الاحواض الجبلية الثلاثة، وكذلك نهر الأردن ومياه الوديان، بالإضافة لمنعه من تلويث هذه المصادر في مناطق متعددة من الضفة وذلك وفق القانون الدولي.

وأكد على ضرورة الإسراع لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروع انشاء محطة تحلية مياه البحر المركزية والعناصر الأخرى المرتبطة بهذا المشروع من الخط الناقل القطري لخزانات المياه لتطوير شبكات المياه، وذلك بهدف توفير وتحسين خدمات مياه الشرب، وتخفيض الاعتماد على الخزان الجوفي بما يساهم وقف الاستنزاف له وإعادة إصلاحه.

كما طالب بتوفير الدعم لإنشاء البنى التحتية المطلوبة لإنشاء شبكات مياه الصرف الصحي في المناطق التي تعاني من نقص في هذه الشبكات لمنع تلوث الخزان الجوفي بهذه المياه العادمة.

وأكد البنا أيضا على أهمية توفير التمويل اللازم لإنشاء نظم اعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة او في تغذية الخزان الجوفي بما يضمن زيادة مصادر المياه المتاحة للاستخدام.