في المساءِ الأخير
بين جلوةِ الشّمس والهزيع المقمر مِنَ اللّيل
أقول لنفسي: لم تخسر حياتك كلّها
عشقتَ النّساء
وقضيتَ نصفَ حياتِكَ تحدّقُ في السّماء
تذوّقت كلَّ الثّمار
ثمار الشّجرِ وثمار كرومِ العنبِ
مشيتَ بين الحقولِ تغنّي
وصادفتَ نساءً
تقلّلتَ بهنَّ تحت أشجارِ جوزٍ
وعاشرتَ أُخريات بين حقولِ الذّرةِ
حاذيت أكثر مِن مرّة طُرق الآخرة
وعدت سعيداً بما رأيتَ
محمّلاً بنشوةِ الانتصار.
تقولُ لنفسِكَ:
ما أقوى جناحي الفراشة؟
تهزُّ الجبال، تدفع المدّ في أعالي البحار
وترسمُ شارة النّصر في طيرانها
حينما لا تقاوم امراةٌ لذّتها
فتصرخُ حتى عنان السّماء.
في المساءِ الأخير
لن تعاتبَ نفسَك
فقد عشتَ كما ينبغي أنْ تعيش
عرفتَ المنافي والعودة منها
توحّدت برملِ الفيافي
ذرّة صرتَ سابحة في الهواء
ثمّ صحراء لا حدود لها
بين كثبانِها يتأمّلُ الأنبياء
قبل النّبوة
ثمّ يوماً، صرتَ غمامة بين الغمام
ترافقها هجراتُ البجعِ
ثمّ صرتَ نعامةً
ونسراً يصفر في أعالي السّماء
صرتَ أبيك
صرتَ أُمّك
ثمّ صرتَ عاشقتك
حينما توحّدتَ بها في ليلةٍ من ليالي أيّار
في المساءِ الأخير
في يومٍ كانَ ثلاثاء
وهبتَ نفسَكَ أضحية
على مدرجِ هرمٍ قُربَ مكسيكو
لآلهةٍ بعمرِ فسيلةٍ
وكان لبكارتها عطر بخورِ المعابدِ
ثمّ غنّيتَ أُغنيةً
وسرتَ حتى مغيب الشّمس
وسارتْ معك
عاريةً بين صبّار أثمر تيناً أحمر
بلونِ شفتيها
ضحِكتْ
ونادت باسمي بلكنةِ الاسبان،
فسال دمي على سلالم أهرام توتيليكان.

شاعر عراقي