مسابقة «أمير الشعراء» تثير جدلاً واسعاً على شبكات التواصل ومطالبات للجنة التحكيم بالاعتذار

حجم الخط
3

لندن ـ «القدس العربي»: تسبب خطأ لغوي من قبل أحد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة “أمير الشعراء” التي تُقام على مستوى العالم العربي وتنظمها أبو ظبي في دولة الإمارات، تسبب بموجة واسعة من الانتقادات والجدل على شبكات التواصل الاجتماعي التي انشغلت بالتعليق على مقطع فيديو أظهر الخطأ النحوي، وسرعان ما تحول الجدل إلى حملة تطالب اللجنة بالاعتذار للمتسابق الذي كان مصيباً وكان الحكم الإماراتي هو المخطئ.
وجادل الكاتب الإماراتي وعضو لجنة التحكيم علي تميم، المتسابق الليبي عبد السلام سعيد أبو حجر، بعد إلقائه أبياتاً من الشعر، مختلفا معه في إعراب إحدى كلمات القصيدة.
وقال أبو حجر في أحد أبيات قصيدته “ويعجبني في الذكريات سخاؤُها” حيث رفض علي تميم الحاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير باللغة العربية، والدكتوراه بالنقد الأدبي، الشرح الذي قدمه الشاعر الليبي في إعراب كلمة “سخاؤها” قائلا إن الكلمة يجب أن تكون منصوبة وتُنطق “سخاءَها” بفتح الهمزة.
وحسب مختصي اللغة، فإن الإعراب الصحيح للكلمة هو ما نطق به الشاعر الليبي “يُعجبني: فعل مضارع مرفوع، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به مُقدّم. وكلمة سخاؤُها: السخاء فاعل مرفوع علامة رفعه الضمّة الظاهرة، والضمير المتّصل مبني في محل جر مضاف إليه”.
إلا أن علي بن تميم رفض ذلك، وقال إن على الشاعر الليبي إعادة تقييم موقفه.
وبعد الضجة التي أثيرت ضد لجنة التحكيم زعم الحَكَم الإماراتي أنه لم يكن يقصد ما قاله، وأن الهدف من جدال عبد السلام أبو حجر، هو إجراء اختبار نفسي له.
وقال مهاجما منتقديه: “كلنا يعرف قول الله في كتابه العزيز: “ولا تعجبك أموالُهم وأولادُهم” لكننا في مسابقة والطبيعي امتحان قدرات الشاعر بأسئلة مختلفة. وما طلبناه منه لون من اختبار الأعصاب بعد إجازته للتثبت، فالمسابقة هي امتحان لقدرات المتسابقين ويبدو أنها نجحت في أن تكون امتحاناً لاختبار قدرات المتعالمين”.
وسرعان ما تحول انتقاد تميم إلى حملة تطالبه بالاعتذار عن خطئه اللغوي الذي شاهده ملايين العرب وتداولوه على شبكات التواصل الاجتماعي، كما طالب منتقدو تميم باستقالته أو إقالته من لجنة التحكيم التي يُفترض أنها ستقيم الشعراء العرب لتنتهي إلى تنصيب “أمير الشعراء”.
ويترأس تميم مركز أبو ظبي للغة العربية الذي يتبع لدائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي، كما ترأس سابقا مجلس أبو ظبي للإعلام، قبل أن ينتقل إلى مركز أبو ظبي للغة العربية بقرار رسمي من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وكتبت البروفيسورة رافية غباش معلقة على الخطأ والجدل الذي دار بشأنه: “ما رأي لجنة برنامج أمير الشعراء الموقرة في أن تخرج وتفكر وتراجع، لتعود إلينا بالخبر اليقين، فنعرف من المصيب ومن المخطئ؟ ولو أكرمنا مجمع اللغة العربية بأبو ظبي أن يفتينا في هذه الإشكالية: الشاعر المتسابق قال: ويعجبني في الذكريات سخاؤها. ناقد قال: سخاءها. ناقدة قالت: سخائها. ناقد ضحك”.
وغرد السعودي فواز اللعبون: “(ويعجبُني في الذكرياتِ سخاؤُها).. يعجبني: فعل مضارع مرفوع، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به مقدم. في الذكريات: جار ومجرور. سخاؤها: فاعل مرفوع بالضمة قولاً واحداً، وسخاء مضاف، والضمير في محل جر مضاف إليه.. وقد أصاب الشاعر وأخطأت لجنة التحكيم.. قُضِيَ الأمرُ الذي فيه تستفتون”.
وكتب الناشط السعودي عبد الرزاق الصاعدي: “أخطأت اللجنة بلا ريب، ولو اعتذرت لكبرت في عيوننا، وأما الشاعر فيستحق الإشادة لثباته على الصواب مع هدوئه وأدبه”.
أما الإعلامي والمذيع ومقدم البرامج الليبي المعروف تبيل الحاج فغرد مخاطباً الدكتور تميم بالقول: “دكتور تميم.. سيكون تبريرك مقبولا في حال لم تصر حتى آخر لحظة والمتسابق يهم بالخروج أن يغير سخاؤها إلى سخاءها بل وطلبت منه العودة بعدما يقتنع بتصحيحك له”.
وعلق مغرد آخر: ” كنا نطالبك بالاعتذار، أما الآن فيتوجب عليك الاستقالة”. فيما كتب سليمان أبو الرب: “مشكلة مسابقة أمير الشعراء وشاعر المليون منذ بدايتهم أن الشعراء أكبر بكثير من اللجنة شعرياً ولغوياً.. تخيلوا شعراء مثل تميم البرغوثي وأحمد بخيت وحازم التميمي وتركي عبدالغني وغيرهم الكثير يعرضون قصائدهم على هكذا لجنة”.
وكتب محمد عبد الله: “مش عيب تقول إنك فشلت نحوياً، مش عيب تعترف أنك غير جدير بإنك تكون لجنة تحكيم مسابقة للغة وللشعراء أنت والأستاذة.. مبررك فج جداً وفيه عدم إحترام للولد اللي أحرجكم وعدم إحترام لنا وعدم إحترام للغة في العموم.. مُتعالي وتعاليك وقعك وبرضو مُصر على التعالي”.
وغرد محفوظ الجوادي: “المشكلة تكمن في إصراركم على الخطأ أخي الكريم، لا عيب في الإعتراف بالخطأ والإعتذار عنه كمية الإصرار التي واجهتم بها الشاعر رغم انه على صواب لم تكن موفقة”.
وقال أحد المعلقين على “تويتر”: “بعد السقطة الشعرية، تأتي سقطة أخلاقية.. تترفع على أن تقول أنا خطأ! سخرتم من الفتى وأدخلتم الشك في نفسه وضحكت تلك التي كانت بجانبك بتهكمٍ، فهل كانت تلك الضحكة جزءا من الاختبار؟ لا بارك الله في غروركم”.
وكتب جمال أنعم: “أخطأت وكنا نتوقع اعتذارك ولكن للأسف عالجت الخطأ بكذبة سخيفة وتريد تمريرها بكل برود. أنتم غلطة عابرة ارتكبتها المحسوبية والوساطة ليس إلا”. وقال آخر: “على فكرة.. الخطأ منك وارد ومقبول لكن أن تزعم أنه جزء من الاختبار فهذا مثير للضحك، احترموا عقول البشر وبارك الله في المتسابق”.
وكشف الشاعر السوري حذيفة العرجي، وهو أحد المشاركين السابقين في المسابقة، عن بعض أسرار وكواليس ما يجري في أبو ظبي خلال الترتيب لمسابقة “أمير الشعراء” حيث قال العرجي إنه “من خلال تجربتي السابقة، أعلم أن الشاعر يكون حذراً جداً في الرد ليس تهيّباً من اللجنة، إنما بسبب ما يُمارس عليه من سياسة تكميم الأفواه”.
وأضاف أنه في “أمير الشعراء” يتم توقيع المتسابق على عقد فيه غرامة مالية ضخمة قبل الدخول على اللجنة. وتابع: “تقع هذه الغرامة الكبيرة جداً على المشارك في عدة أحوال، أبرزها: أن يتحدث عن مشاهداته في الكواليس بعد مغادرة البرنامج، وكذلك في مجرد مناقشته لجنةَ التحكيم والأخذ والرد، طبعاً بذريعة الإساءة إلى لجنة التحكيم”.
وأضاف في تدوينة على “فيسبوك”: “ما رأيتهُ أنا ومن شارك في هذا البرنامج وراء الكواليس، أسوأ وأكثر من هذا الذي رأيتم بكثير.. أقله مما لم يُذع: رفض صلاح فضل إجازة امرأة فلسطينية “مُنقبّة” والسبب: أنا لا أُجيزُ امرأةً تلبس هذا القناع (كما قال)، ولو كانت الخنساء! أو بما معناه”.
وتابع: “منذ ذلك الوقت (عشر سنوات) لم يخطر ببالي الحديث عن فشل البرنامج لأنه لم يعد يعني لي شيئا منذ اطلعت على حقيقته الصادمة.. باختصار: هذا برنامج سيكون لقبه لعنةً على الشاعر في مستقبله”.
ويقول العرجي إنه “قبل أن يبدأ أيّ موسم من البرنامج، يكون الفائز بالمركز الأول شبه ظاهر حتى للمتسابقين أنفسهم، فالبرنامج منذ بدايته معروفٌ بتحيّزه، والمطلع عليه على مدى تسعة مواسم سيجد أنه لا شاعر عراقيا حمل اللقب مثلاً، هذا وما تركه صلاح فضل من ثقل دمّ وانفصال عن النقد البنّاء، ووضاعة فِكر ولسانٍ، ماتَ وبقيت، لا يجهله أحد”.
وأردف: “بخلاف ما يظنّ الكثيرون، لا أستبعد أبداً أن يقال في السنوات القادمة: كان فلان شاعراً جميلاً لولا أنه حاز اللقب، في أمير الشعراء”.
يشار إلى أن مسابقة “أمير الشعراء” تقام مرة كل سنتين في الإمارات منذ العام 2007 ويحصل الفائز فيها باللقب على مبلغ مليون درهم إماراتي (272 ألف دولار أمريكي).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Bachir ALOKLA:

    كم من المؤسف جداً بل من المعيب أن ترتكب لجنة “أمير الشعراء” لدى امتحان أحد المتسابقين الشعراء ذلك الخطأً الفادح في أبسط قواعد اللغة العربية عنندما حاولت خطأً تصحيح ما قاله المتسابق. فقد قال: “ويعجبني في الذكريات سخاؤُها” بضم الهمزة أما رئيس اللجنة الدكتور علي بن تميم فقد اعتبرما قاله المتسابق خطأً ويجب أن تكون الكلمة “سخاءَها” بفتح الهمزة. وأصر على ذلك الخطأ، وشاركه في رأيه الخاطئ زميله الدكتور محمد حجو وزميلته الدكتورة أماني فؤاد حتى أنهم سخروا من الفتى المتسابق. يا لها من سقطة لغوية فادحة! لا بل أن عضوة اللجنة الدكتورة أماني فؤاد لفظت الكلمة “سخائِها” بكسر الهاء ضاحكةً بسخرية . ويا ليت اللجنة اعتذرت ، لكنها ترفعت على أن تقول أنها أخطأت وقدمت تبريرات واهية مضيفة في ذلك سقطة أخلاقية.

  2. يقول جبارعبدالزهرةالعبودي من العراق:

    من الشائع المعتاد بين الناس ان الكلام يدور بين محورين هما ، محور المخاطب (بكسر الطاء ) والذي يسمى الملقي او الفاعل ومحور المخاطب(بفتح الطاء) والذي يسمى المتلقي او المفعول به 0
    وقد سمي الملقي بالفاعل لانه هو الذي يقوم بالفعل وسمي المتلقي بالمفعول به لانه هو من يتلقى الفعل وبعبارة اوضح ان الفاعل عندما يقوم عمليا بفلعه سيكون هناك اثرا ينتج عن فعله يذهب هذا الاثر باتجاه المتلقي الذي هو المفعول به 0
    وعليه فان الجدال الاعرابي الذي دار حول اعراب الجملة الشعرية (يعجني في الذكريات سخاؤها) للشاعر الليبي عبدالسلام سعيد والذي دار بالاساس بين الشاعر من جهة الذي رفع كلمة (سخاؤها ) على اعتبارها فاعلا وعضو لجنة التحكيم علي تميم الذي احتج على الشاعر بان الكلمة ينبغي ان تنصب على اعتبارها مفعولا به
    فقول الشاعر يعجبني ان العجب جاد به عليه او زوده به سخاء الذكريات من هنا يكون المؤثر على المتلقي في الاعجاب هو السخاء وعليه فهو يكون الفاعل وان الشخص الذي اثر عليه السخاء باثر فعله (يعجب ) الذي صدر عنه او الذي هو قام به فهو مفعول به 0

  3. يقول غزاوي:

    مجرد تساؤل.
    ما قيمة شهادات بعض “النخب” !!!؟؟؟
    قرأت منذ أيام مقال على موقع “الجزيرة”، تحت عنوان:” أمير الشعراء”.. الفاعل والمفعول أمير الشعراء”.. الفاعل والمفعول”، جاء فيه ما نصه:
    أقتبس:
    “تذكرت واقعة للعلامة محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان). فقد سأله طالب في السنة الرابعة من الجامعة عن تعريف دقيق لـ”شهادة الزور”. فقال له بديهةً: “هي الورقة (الشهادة) التي سيعطونكم بعد أشهر بأنكم مختصون في الشريعة والعربية…خرج الدكتور الفاضل وكتب على حسابه الرسمي واصفا التعليق على الواقعة بأنها “حملة تأتي ضمن مساعي جماعة الإخوان الإرهابية، وأذرعها مثل الجزيرة وعربي 21، والخليج الجديد، لإثارة الفتنة ونشر الكراهية”. انتهى الاقتباس
    قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) رواه البخاري..
    مع تحياتي للدكتور المنصوب والدكتورة المجرورة والمتسابق المرفوع زاده الله رفعة في الخلق والعلم.

إشترك في قائمتنا البريدية