باريس: يجري الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثة هاتفية، الخميس، تهدف إلى نزع فتيل التوتر إزاء أوكرانيا وسعيا لبدء حوار بعد عام تقريبا من الجمود، وفي ما يأتي عرض لمسار العلاقات:
نبرة أشد صرامة
بعد وقت قصير على توليه منصبه مطلع العام، أدلى بايدن بخطاب شديد اللهجة خرج فيه عن نهج سلفه دونالد ترامب حيال موسكو وبوتين الذي عبّر ترامب عن إعجابه به، و في شباط/فبراير قال بايدن “قلت بوضوح للرئيس بوتين، إن الزمن الذي كانت تخضع فيه الولايات المتحدة لأفعال روسيا العدوانية والتدخل في انتخاباتنا والهجمات الإلكترونية وتسميم المواطنين، قد ولى” و هو ما دعا الكرملين للتنديد بما وصفها “النبرة الشديدة العدوانية وغير البناءة” لبايدن.
قاتل
وفي مقابلة في مارس/آذار ، قال بايدن إن بوتين “سيدفع ثمن” مساعيه المفترضة لتقويض ترشحه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن بوتين “قاتل” أجاب بايدن “نعم”، وهو ما أثار أزمة أكبر بين روسيا والولايات المتحدة في لسنوات، إذ استدعت موسكو سفيرها وحذرت من أن العلاقات تقف على حافة “الانهيار” التام، في وقت سخر فيه بوتين من بايدن قائلاً: “لايعرفه إلا من هو مثله”.
وقف التصعيد
و في أبريل/ نيسان الماضي برز مسعى جديد لتهدئة التوتر مع تصريحات لبايدن عقب إعلان عقوبات ضد روسيا قال فيها “حان الوقت لوقف التصعيد”، موضحاً أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع بايدن عبر فيه عن إمكانية المضى لأبعد من ذلك، مؤكداً في الوقت ذاته أن واشنطن لا تسعى لإطلاق دوامه جديدة من التصعيد والنزاع مع روسيا”.
كما اقترح بايدن عقد قمة لمناقشة التصعيد بشأن أوكرانيا ومعاملة معارض الكرملين المسجون أليكسي نافالني ونقاط أخرى مثيرة للتوتر.
لا أوهام
قبل قمتهما في جنيف يوم 16 يونيو/حزيران، واصل بايدن لهجته وقال إن الولايات المتحدة ستضغط على الكرملين بشأن سجل موسكو المتعلق بحقوق الإنسان.
عشية القمة، وصف بايدن بوتين بالرجل “الصلب” وبأنه “خصم يجدر الاعتراف بأهميته”.
وعلى نحو لافت، لم يعقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد ثلاث ساعات ونصف ساعة من المحادثات.
لكنهما اتفقا على إعادة سفيري البلدين إلى عاصمة كل منهما.
قال بوتين إنه لم يشعر ب”أي عداء” فيما أكد بايدن أن المحادثات كانت “بناءة”.
هجوم الكتروني
وجّهت أصابع الاتهام إلى مجموعة قرصنة روسية في هجوم الكتروني ببرنامج فدية أواخر يونيو/حزيران، طال قرابة 1500 من النشاطات التجارية.
واختفت مجموعة القرصنة عن الانترنت بعدما دعا بايدن بوتين إلى التحرك.
وبالتالي، لم يدعَ روسيا إلى قمة تجمع 30 دولة لمناقشة مكافحة الجريمة الالكترونية عقدت في واشنطن في تشرين الأول/أكتوبر.
التندرا تحترق
وجّه بايدن انتقادات إلى بوتين لعدم مشاركته في مؤتمر الاطراف للمناخ كوب26 في غلاسغو في أكتوبر/تشرين الثاني.
وقال بايدن “التندرا لديه تحترق، فعليا لديه مشكلات مناخية خطيرة جدا، ولا يبدي استعدادا لفعل أي شيء”.
أزمة بشأن أوكرانيا
تفاقم التوتر أواخر تشرين الثاني/نوفمبر مع إعلان أوكرانيا أن روسيا تحشد 100 ألف جندي على حدودها.
نفى بوتين أي خطط لغزو أوكرانيا لكنه قال إنه يريد من الولايات المتحدة أن تتعهد عدم ضمّ أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أبدا.
خلال قمة عبر الانترنت استمرت ساعتين في 7ديسمبر/ كانون الأول حذّر بايدن بوتين من “إجراءات اقتصادية حازمة وتدابير أخرى في حال تصعيد عسكري” في أوكرانيا. من جانبه، طالب بوتين بضمانات حول تجميد توسّع الحلف الأطلسي.
في 17ديسمبر/ كانون أول، كشفت روسيا عن مقترحات للحد من نفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في دول الاتحاد السوفياتي السابق وشرق أوروبا، ودعت إلى مفاوضات عاجلة مع واشنطن. عرضت الولايات المتحدة استعدادها لإجراء محادثات بالتشاور مع الاتحاد الأوروبي.
في 21 ديسمبر/ كانون أول حذر بوتين من أن روسيا مستعدة لاتخاذ” تدابير عسكرية تقنية” ردا على خطوات غربية “غير ودية” بشأن النزاع الأوكراني.
في 28 منه، دانت الولايات المتحدة قرار المحكمة العليا الروسية حل مجموعة ميموريال انترناشونال الحقوقية البارزة.
الخميس 30 ديسمبر/كانون أول سيتحدث بايدن وبوتين هاتفيا ويحددان نبرة المحادثات الأمنية الأميركية الروسية المقررة في 10يناير/ كانون ثاني 2022.
سيعرض بايدن خلال المحادثة الهاتفية على نظيره الروسي مسارا دبلوماسيا للخروج من الأزمة الأوكرانية، بحسب مسؤول أميركي، فيما أكد بوتين أنه “مقتنع” بإمكان إقامة “حوار فعال” بين موسكو وواشنطن.
(أ ف ب)
هل يعني ذلك أنها كانت زوبعة في فنجان؟!