مساعد لمرسي يقول ان انقلابا عسكريا يجري تنفيذه في مصر ويتوقع عنفا من الجيش والشرطة
3 - يوليو - 2013
حجم الخط
1
القاهرة ـ من توم بيري وماجي فيك ـ (رويترز) – قال مساعد للرئيس المصري محمد مرسي ان انقلابا عسكريا يجري تنفيذه في مصر الاربعاء بعد انقضاء مهلة من الجيش للزعيم الاسلامي للاذعان لاحتجاجات الشوارع دون التوصل لاتفاق.
وفي استعراض للقوة شارك مئات الجنود في تحركات صاحبتها عربات مدرعة على طريق رئيسي قرب القصر الرئاسي وقالت مصادر امنية ان مرسي وكبار مسؤولي جماعة الاخوان المسلمين ممنوعون من مغادرة البلاد.
وقال عصام الحداد مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية في بيان “من اجل مصر ومن اجل الدقة التاريخية دعونا نسمي ما يحدث باسمه الحقيقي: انقلاب عسكري.” وحذر من اراقة كبيرة للدماء.
وقال مساعد رئاسي ان مرسي يعمل من دار الحرس الجمهوري في القاهرة قرب مكتبه وانه اختار ان يبقى هناك. وسمح للمستشارين المقربين بمغادرة المجمع بعد انتهاء المهلة في الخامسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش).
وقال شهود ان الجيش وضع اسلاكا شائكة وحواجز حول دار الحرس الجمهوري ونشر ناقلات جند مدرعة لمنع مؤيديه من القيام بمسيرات انطلاقا من منطقة رابعة العدوية القريبة التي توجد بها المظاهرة الرئيسية المؤيدة لمرسي في العاصمة.
واكد مرسي في بيان قبيل انتهاء المهلة ان تشكيل حكومة ائتلافية يمكن ان يكون حلا للازمة. لكن احزاب المعارضة رفضت التفاوض معه وعقدت اجتماعا بدلا من ذلك مع وزير الدفاع.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان الموقف في مصر ما زال مائعا ولا يمكن القول ان كان انقلاب عسكري يحدث هناك.
ومع انتهاء المهلة احتفل مئات الآلاف من معارضي مرسي المحتشدين في ميدان التحرير بوسط القاهرة بإطلاق الألعاب النارية وهم يهللون ويلوحون بأعلام مصر.
ولم يصدر بعد بيان من الجيش وقال متحدث انه لم يتم تحديد توقيت معين لاعلان بيان. وعلقت مدونة مصرية تدعى سوزي على حسابها على تويتر قائلة “مصر تقوم بانقلابها متأخرة”.
وارتفعت أسعار النفط الأمريكي الى أعلى مستوى منذ 14 شهرا وتجاوزت مئة دولار للبرميل خوفا من أن تتسبب الاضطرابات في مصر في هز الاستقرار في الشرق الأوسط وتعطيل الامدادات.
وأظهرت الاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة ان جماعة الاخوان المسلمين لم تغضب فقط الليبراليين والعلمانيين بسعيها لفرض حكم إسلامي وخاصة في الدستور الجديد بل أغضبت أيضا ملايين المصريين لسوء إدارتها للاقتصاد.
وتوقفت السياحة والاستثمارات تقريبا وارتفعت معدلات التضخم وقلت إمدادات الوقود حتى أن سائقي السيارات اصبحوا يقفون ساعات لتزويد سياراتهم بالوقود وتزايدت وتيرة انقطاع التيار الكهربائي في الصيف الحار.
وقبل ثلاث ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها القوات المسلحة كي يقبل مرسي تقاسم السلطة أو يفسح الطريق امام حل يفرضه الجيش قال المتحدث باسم الرئيس ان من الأفضل له أن يموت دفاعا عن الديمقراطية عن ان يلومه التاريخ.
وقال المتحدث ايمن علي “خير للرئيس الذي يقبل أن تعود مصر إلى عصور الدكتاتورية التي أنقذنا الله و أنقذتنا الإرادة الشعبية منها أن يموت كالأشجار واقفا دفاعا عن المبادئ بدلا من أن يلومه التاريخ والأجيال القادمة.”
لكن ورغم حديث اسلاميين عن الشهادة والتحذير من حرب أهلية الا أن المزاج المهيمن على شوارع القاهرة هو الابتهاج والزهو بدلا من التوجس والخوف.
وكان مرسي قد القى خطابا مفعما بالعواطف نقله التلفزيون في منتصف الليل قال فيه انه رئيس منتخب بصورة ديمقراطية وسيبقى في السلطة للحفاظ على النظام الدستوري. واضاف “تمن الحفاظ عليها (الشرعية) حياتي.”
وقال معارضون له ان الخطاب يظهر انه “فقد صوابه”.
وقال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين إن أنصار الرئيس مستعدون للاستشهاد دفاعا عنه.
وقال الحداد لرويترز في اعتصام الإسلاميين في منطقة رابعة العدوية بحي مدينة نصر بالقاهرة الذي يضم الكثير من المنشآت العسكرية ويقع بالقرب من قصر الرئاسة “لا نستطيع أن نفعل شيئا سوى أن نقف بين الدبابات والرئيس.”
وأضاف “لن نسمح بأن تنتهك الآلة العسكرية إرادة الشعب المصري مرة اخرى.”
وقال الجيش إن الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة اجتمع مع زعيم المعارضة الليبرالية الرئيسية محمد البرادعي ورموز إسلامية ومسيحية وزعماء أحزاب إسلامية صغيرة وحركة “تمرد” الشبابية التي قادت الاحتجاجات ضد مرسي.
ورفض حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين دعوة للاجتماع مع السيسي قائلا إنه لا يعترف إلا بالرئيس المنتخب.
وواصل تلفزيون “مصر 25” التابع للجماعة بث تغطية حية للمظاهرات المؤيدة لمرسي وكان أكبرها في ضاحية رابعة العدوية بالقاهرة ورفع خلالها عشرات الآلاف صورا للرئيس وتحدث اليهم خطباء اسلاميون.
وقالت صحيفة الأهرام المملوكة للدولة إن من المتوقع أن يستقيل مرسي أو يقال وإن الجيش سيشكل مجلسا رئاسيا من ثلاثة اشخاص برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا.
وقال مصدر عسكري إن الجيش يجري أولا مشاورات مع شخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية ونشطاء سياسيين بشأن خارطة طريق أعدها هو لمستقبل البلاد.
وقتل 16 شخصا معظمهم من مؤيدي الرئيس وأصيب نحو 200 عندما فتح مسلحون التار الليلة الماضية على مظاهرات مؤيدة لمرسي عند جامعة القاهرة.
واتهمت جماعة الإخوان المسلمين الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين. وقالت وزارة الداخلية إنها تحقق في الواقعة وقدم محافظ الجيزة التي وقع بها الهجوم استقالته.
وفي وسط القاهرة أغلق كثير من المتاجر ابوابه وكانت حركة المرور خفيفة على غير المعتاد. وعوضت سوق الأسهم أغلب خسائرها لتغلق على انخفاض طفيف بلغ 0.3 في المئة وسط آمال في حل سريع للأزمة.
وتراجع الجنيه المصري امام الدولار في مزاد للعملة طرحه البنك المركزي وأغلقت البنوك أبوابها مبكرا قبيل انتهاء مهلة الجيش.
ولأول مرة منذ شهور طويلة عاد رجال شرطة في الزي الرسمي لحراسة الشوارع وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها ستتصدى لكل اشكال العنف.
وقال محتج أمام قصر الرئاسة يدعى أمير علي (25 عاما) “يمكنني أن أقول إن الشرطة عادت إلى الشوارع بكل قوتها مثل الأيام الماضية قبل ثورة 25 يناير.”
وقالت مصادر عسكرية لرويترز إن الجيش أعد خطة لتنحية مرسي جانبا وتعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشورى الذي يهيمن عليه الإسلاميون.
قال تعالى :{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)} [آل عمران]