نواكشوط ـ «القدس العربي»: لاقت خدمة للنقل الحضري داخل نواكشوط بسيارات أجرة خاصة بالنساء تقودها نساء وتقدمها شركة استثمار لموريتانيات، أمس، ترحيبا واسعا في موريتانيا لكونها قد تحفظ النساء من تحرش الرجال ومن عمليات الاغتصاب المنتشرة.
وأعلنت مديرة الخدمة آمنة لحبيب في حفل إطلاق هذه المؤسسة “أن شركة روز رايد شركة نسائية بالكامل، فرأسمالها تملكه سيدات وطاقمها الإداري نسائي وسائقات التاكسي أيضا نساء”.
وأضافت “نسعى لتوفير الأمن لجميع نسائنا عبر إتاحة نقل آمن للمرأة برفقة سائقة تاكسي من جنس مماثل لها، كما أننا نسعى لتوفير العمل للنساء العاطلات؛ فالباب مفتوح أمام الراغبات في الالتحاق بنا”.
وأكدت بنت لحبيب “أن شركة “روز رايد” شركة نسوية برأسمالها وإدارتها وطواقمها، وهدفها أن تتيح للسيدات إذا أردن إرسال بناتهن للمدارس وجود سيارات آمنة مؤمنة بالكامل”.
وقالت “نطلب من السلطات الدعم المعنوي ونشكر سلطات الأمن على التسهيلات المقدمة ونتطلع للمزيد”.
وتوفر هذه الخدمة، حسب القائمات عليها، ظروف نقل ملائمة، مع تكييف السيارات، وتعقيمها قبل كل رحلة، إلى جانب استخدام سيارات من أحدث الموديلات، مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي.
وانشغل نشطاء التدوين في موريتانيا بتقييم هذه الخدمة، حيث كتبت المدونة مريم بابه “أتمنى لهذا المشروع النجاح “، مضيفة “لكن هذه المهنة لها خطورة كبيرة أنصح القائمات عليها بتوخي الحيطة والحذر والعمل على تدريب عاملاتها على حماية أنفسهن وحماية الزبائن”.
وكتب محمد الأمين كبود “سيارات النقل التي تقودها النساء (التاكسي الوردي) انتشرت منذ فترة في بعض البلدان كالأردن والكويت وتركيا والجزائر، لتوفير بيئة آمنة للنساء اللائي يخشين الركوب مع تاكسي الرجال، كما يقول أصحابها “.
لكن، يضيف المدون، هل تنطبق علينا أحوال هذه البلدان ؟،وهل هناك حوادث عنف وتحرش ضد المرأة في موريتانيا تستدعي إنشاء هذه الشركة؟،ماذا عن الخوف الجديد والارتباك من الركوب مع سائق التاكسي الموريتاني الذي أصبح غريباً؟! وهل سيتم توفير هذه الخدمة وقت الحاجة الشديدة إليها كأوقات الزوال والحر الشديد والأوقات المتعذرة بعد منتصف الليل، وكيف ستؤمن سائقة “روز رايد” نفسها بين الأزقة والشوارع المظلمة؟”.
وعلق المعلوم بلال قائلا “أعتقد أن مشروع النقل عن طريق التاكسي النسوي الجديد المسمى بـ “روز رايد” مشروع غير لائق؛ ولا أعتقد أنه سينجح نظرا للشروط المطروحة، وكذلك لن تستطيع المرأة الموريتانية الاستمرار في هكذا عمل شاق، لذا انصحهن بحذف خوصصته في النساء من حيث الناقلون والمنقولون؛ ففي ذلك صعوبة وعدم قدرة على الاستمرار والتحمل: فالمرأة قديما لم يكن المجتمع يسمح لها بالعمل حيث يقال المرأة من بيتها إلى قبرها”.
وأضاف “المهم أن المرأة اليوم لها الحق في مزاولة العمل ومواكبته إن لم يكن العمل متعبا وشاقا بالدرجة الأولى، والنقل حسب علمي، شاق على الرجال فما بالك بالنساء؟”.
وانتقد محمد محمود ببانه الخدمة وقال “مال الغرب مصبوب على كل من يشكك في الدين ويفتن الناس في معتقداتهم؛ فبعد مطعم “سومة” الفاخر، ها هي أخت ولد إمخيطير المشكك في عدالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفتتح شركة لنقل النساء”.
وأضاف “بعد أن شبعوا من محاولة رد الناس عن دينهم وتشويه أغلى ما يملك الإنسان وهو عقيدته، ها هم يفتتحون المشاريع الواحد تلو الآخر؛ فمن يمول للنساء الفقيرات كل هذه المشاريع، هي المنظمات المسيحية التي تصب المال على من يستطيع أن يفتن المسلمين عن دينهم “.
وتسعى إدارة شركة “روز رايد” إلى توحيد ألوان السيارات باللون الوردي مع توحيد زي السائقات اللائي سيرتدين بلوزات موحدة وردية اللون.
و”تاكسي روز رايد” هي أول شركة تقدم هذا النوع من الخدمة في موريتانيا، ولا يسمح نظامها للزبائن الرجال باستخدام سيارات الأجرة النسائية.
جيد