لندن- “القدس العربي” ـ إبراهيم درويش:
وقالت مستشارة الأمن القومي السابقة في عهد أوباما سوزان رايس في مقالة في الصحيفة نفسها إن قرار ترامب المتهور الخروج من الإتفاقية النووية لن يجبر إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات ولن يعالج مظاهر القلق من تصرفات إيران في الشرق الأوسط بل وسيترك المشروع النووي بدون رقابة في ظل أمريكا معزولة بالمنطقة وحلفاء أقل أمنًا.
وتقول إن الإتفاقية النووية عملت بحسب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤولي الاستخبارات الأمريكية ومستشاري مجلس الامن القومي. والتزمت إيران بنوده وجمدت نسبة 97% من تخصيب اليورانيوم ومنشآتها التي تنتج البلوتونيوم. وأكدت أن الإتفاقية لم تكن أبداً عن الثقة ولكن عن التأكد الصارم من عدم استمرار المشروع النووي. وها هو ترامب يتخلى عن الأخلاقية العليا ويحرر يد إيران من كل القيود التي فرضت عليها لأنها ستكون قادرة على استئناف نشاطاتها النووية بدون أن تتهم بخرق بنود الإتفاق. وبدلاً من ذلك فإن أمريكا هي من خرقتها الإتفاقية ومن طرف واحد. وأشارت إلى عدم احترام ترامب بالحلفاء الأوروبيين الذين عملوا ولشهور على محاولة ردعه عن التخلي عن الإتفاقية وبدلاً من التوصل لتفاهم معها قال لها “أغربي عن وجهي” وها هو يهددها بفرض عقوبات مشددة على الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران، ومن هنا فستكون النتائج الإقتصادية والسياسية للقرار على العلاقات مع الدول الأوروبية بعيدة المدى. كما أن الثمن على قيادة الأمريكية العالمية ستكون باهظة. فعندما تتخلى أمريكا عن القوانين الدولية بدون مبرر فهي تقوم بتقويض المفاهيم الدولية عن مصداقيتها ومسؤوليتها، وهذا بالفعل ما فعلته أمريكا مع اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية شراكة دول الباسيفيك.
خرق ترامب هو الأخطر
ولكن خرق الإتفاقية مع إيران هو الأخطر. وقد تظل إيران في الإتفاقية طالما قدمت لها الدول الموقعة عليها ضمانات اقتصادية واستثمارية. وقد تعاود مشاريعها النووية – إما تدريجياً أو بشكل متسارع- وربما خرجت من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي. ولم تكن الإتفاقية عن تصرفات إيران في الشرق الأوسط بل كانت جيدة لأنها حدت من سلوكها الخبيث. وبالخروج من المعاهدة فقد أضعفت قدرة أمريكا من معالجة التحديات التي تشكلها في المنطقة. والمخاطر هي محاولة دول أخرى مثل السعودية الحصول على قدرات نووية للتساوي مع إيران. وفي الوقت نفسه سيجد معسكر الرئيس حسن روحاني نفسه معزولاً أمام قوة المعسكر المتشدد الذي لم يحبذ هذه الإتفاقية من البداية. وفي ضوء خروج ترامب من الإتفاقية فان موقع الصين وروسيا سيزداد قوة. وستزيد إسرائيل من تسخين الجبهة والمسارعة للحرب مع إيران وستجر امريكا معها. و “تحت أي سيناريو فلن تكون امريكا آمنة، وفي أسوأ الحالات فقد نواجه خيار الذهاب للحرب أو الرضى بإيران نووية”. وتقول إن ترامب الكاره لكل إنجاز عمله سلفه دفعه لتدمير الإتفاقية التي خدمت المصالح الأمريكيين وحصلت على دعم حتى من نقادها.
لا يعرف شيئاً
و”خرج الرئيس من الصفقة الإيرانية بسبب الحقد والغطرسة لا بسبب وجود بديل أحسن. ويؤكد أن زيادة الضغوط على إيران سيدفعها للموافقة على اتفاقية جديدة. ولا يقول هذا الكلام إلا شخص لا يعرف شيئاً عن إيران وأنها ستوافق على دفع ثمن شيء وعدت به قبل 3 سنوات”. ولو ظن ترامب أنه يرسل بقراره رسالة لكوريا الشمالية فهو مخطيء. بل على العكس يظهر لعدو أكثر قوة وتسليحاً قبل المفاوضات أنه لا يمكن الوثوق بأمريكا. بل وقدم دليلًا على أن أي اتفاق توقعه أمريكا يمكن رميه نتيجة لأهواء هذا الرئيس او ذاك. ويشك حلفاؤنا بمن فيهم كوريا الجنوبية واليابان بمصداقية أمريكا في الوقت التي تحتاج فيه إلى إرادة جمعية. فما الذي سيدفع كيم اونغ- اون الموافقة على اتفاقية وقد اظهر الرئيس انه يتخلى عن اتفاقية وقعها رئيس قبله. وقام الرئيس بعمل أكثر القرارات حماقة وذات الأثر على الأمن القومي وما سيحدث بعد غير معروف ولكننا سنواجه وضعاً أسوأ من الذي نواجهه اليوم، وعندما يحصل الضرر سيتصرف ترامب بطريقته المعروفة ويلوم كل طرف: المعارضون له وسلفه والأوروبيون والإيرانيون مع ان الشخص المسؤول معروف وهو الرئيس ترامب، القائد الأعلى للهدم.
من كان يتصور أن تصل أمريكا الى هذا المستوى المنحط أمام العالم بأسره……….?
الكيان الصهيونى و أمريكا من جهة……….. و باقى الاسرة الدولية……. من جهة أخرى………..!
المستقبل……… للاسرة الدولية……. بلا أدنى شك…….
YES NO HESITATION ON THIS PRAGMATIC TROTH ….. ITS STUPID POLICY