غزة- “القدس العربي”: قال مسؤول في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن الولايات المتحدة أصحبت في هذا الوقت من أهم المتبرعين للوكالة الدولية، بعد أن عادت لدفع التبرعات، بعد انقطاع لثلاث سنوات، لكنه حذر من عدم التزام باقي الدول المانحة في دفع ما عليها من تعهدات في الوقت المناسب.
وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لـ”الأونروا” لـ”القدس العربي”، إن الأمور المالية للوكالة الدولية تسير بشكل جيد في هذا الوقت، بسبب وصول تبرعات مالية جديدة من عدة دول، وأبرزها أمريكا التي استأنفت دعمها المالي الكبير.
وأشار إلى أن رئاسة “الأونروا” تجري في هذا الوقت اتصالات مع العديد من الدول المانحة، للتأكيد عليها لدفع ما قطعته من وعود للتبرع لصالح الميزانية في الموعد المحدد حتى لا تحدث أية أزمة.
وأكد أبو حسنة أنه في حال لم تلتزم هذه الدول بدفع قيمة الأموال التي تعهدت بها، “ستكون هناك مشكلة في تأمين رواتب موظفيها في شهر سبتمبر”.
وأشار إلى وجود عجز مالي حالي في الموازنة يقدر بـ100 مليون دولار، بدلا من 150 مليونا، بعد وصول أموال دعم من المانحين.
لكنه كشف بأن هناك دولا أبلغت “الأونروا” بسبب الأزمة التي تواجهها جراء انتشار فيروس “كورونا”، أنها قررت خفض الدعم الخارجي الذي تقدمه للعديد من الدول والمنظمات ومن بينها “الأونروا”.
وأوضح أن هناك جزءا من الأموال التي تعهدت بها الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، وصلت فعلا إلى خزينة “الأونروا”، وأن هناك أموالا أخرى بانتظار الوصول.
وقال أبو حسنة إن خطوة الإدارة الأمريكية حفّزت العديد من الدول لتقديم المساعدات، مؤكدا وجود جهود تبذل من أجل استئناف الدعم بالمستويات التي كانت عليه.
كما أشار إلى وجود اتصالات أخرى من أجل زيادة عدد المانحين، وأضاف: “هناك مؤتمر دولي قد يعقد في أكتوبر القادم، حيث ستقدم الأونروا رؤيتها وخدماتها، وستطالب بتعاقدات متوالية السنوات من الدول المانحة”.
وفي السياق، أعلنت “الأونروا” عن توقيع اتفاقية تفاهم لتأسيس إطار عمل تعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وقام بالتوقيع على الاتفاقية كل من نائب المدير العام للصندوق الكويتي مروان الغانم، وتمارا الرفاعي مدير دائرة العلاقات الخارجية بالإنابة ومدير الاتصالات الاستراتيجية في “الأونروا”، وذلك خلال حفل افتراضي.
وستضع الاتفاقية الجديدة إطار عمل لبرنامج تعاون بين الوكالة الأممية المسؤولة عن لاجئي فلسطين وبين الصندوق الكويتي.
وقالت الرفاعي في تصريح تلقت “القدس العربي” نسخة منه “إن هذه الاتفاقية تمهد الطريق لشراكة من شأنها أن تساعد في تمكين لاجئي فلسطين وتقليل اعتمادهم على المساعدات الإنسانية”.
وأضافت: “نتطلع بشدة إلى العمل مع الصندوق الكويتي والتعلم من خبرته لتحسين حياة لاجئي فلسطين في سوريا ولبنان والأردن وغزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية”.
وقال الغانم إن هذه الاتفاقية ستؤسس إطار عمل للصندوق الكويتي لتقديم الدعم لعمل “الأونروا” في تعزيز سبل الوصول في قطاعات التعليم والصحة والاجتماعية لـما مجموعه 5,7 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين في المنطقة.
وقال إن بلاده قدمت أكثر من 240 مليون دولار على شكل دعم مالي كانت الحاجة إليه ماسة للغاية.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت الشهر الماضي، أنها تقوم بالتبرع بمبلغ إضافي قدره 135,8 مليون دولار لـ”الأونروا”، وذلك بعد ان أعلنت في أبريل الماضي أنها أعادت دعمها للوكالة، حيث قدمت 150 مليون دولار لـ”الأونروا”.
جاء ذلك بعد أن قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وقف الدعم المالي لـ”الأونروا” خلال فترة حكمه، والذي كان يقدر بـ360 مليون دولار سنويا، وقد دخلت من وقتها “الأونروا” في أزمة مالية كبيرة.
وتقدم “الأونروا” خدماتها لنحو ستة ملايين لاجئ يقيمون في مناطق العمليات الخمس وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، وتشمل الخدمات قطاعات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.