مستشار ترامب لشؤون إيران يقول إن طهران تجاوزت الخط الأحمر

عبد الحميد صيام
حجم الخط
3

نيويورك- “القدس العربي”:

أكد براين هوك، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للملف الإيراني، أن كل الدلائل تشير إلى أن الهجمات على منشآت أرامكو في المملكة العربية السعودية من فعل إيران، مشيراً إلى أن الصواريخ لم تنطلق من الحدود اليمنية لأنها لم تصل إلى نقطة الارتطام.

براين هوك: إذا واجهت إيران موقفا صلبا من المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا، في فرض عقوبات إضافية على إيران في المجالات الاقتصادية والمصرفية والتجارة، فإن إيران في النهاية ستتراجع وتعود للمجتمع الدولي

وأوضح أنه بالنسبة إلى العراق، فقد ابلغت بغداد رسميا الحكومة الأمريكية بأن الصواريخ والطائرات المسيرة لم تطلق من أراضي العراق، وقال: “هناك محققون تابعون للأمم المتحدة في المنطقة يعملون على جمع كل الحقائق. كما أن للولايات المتحدة خبراء في عين المكان لجمع الحقائق. وسيكون هناك حسم في مسألة من أطلق الصواريخ ومن أين أطلقت”.
جاء ذلك في لقاء محدود مع ممثلي الصحافة الدولية المعتمدة لدى الأمم المتحدة ومن بينها “القدس العربي”، وقال السيد هوك إن “الاعتداء على المنشآت النفطية بمثابة اعتداء على منظومة الطاقة الدولية أي أنه اعتداء على المجتمع الدولي وبالتالي يجب أن يكون الرد دوليا كذلك. لقد اعتدت إيران على السفن المحملة بالنفط في مياه الخليج واعتدت أكثر من مرة على مواقع نفطية سعودية”.

وأضاف: “لقد تجاوزت إيران هذه المرة الخطوط الحمراء. ولا بد أن يكون هناك ثمن باهظ تدفعه إيران لهذا التصرف حتى تضطر أن تتراجع”. وقال إن النظام في إيران براغماتي ويمكن أن يتراجع تحت الضغط الدولي. وضرب هوك مثالا باتحاد كرة القدم الدولي “فيفا” الذي أدان انتحار سيدة إيرانية احتجت على عدم السماح للنساء بحضور المباريات الرياضية فوضعت في السجن وعندما أحرقت نفسها وأصدرت الفيفا بيانا قويا يدين التصرف الإيراني، تراجعت إيران وسمحت الآن للنساء بحضور المباريات. وهكذا إيران تتراجع عن الضغط. “يجب أن يكون الضغط الدولي قاسيا حتى لا يكون أمام إيران أي مجال إلا التراجع”.
وقال المبعوث الأمريكي للملف الإيراني إن الاقتصاد الإيراني وصل حالة حرجة وتصل نسبة التضخم إلى 50 في المئة. بينما كان ينعم باقتصاد قوي بعد توقيع الاتفاقية المشتركة حول الأنشطة النووية. إيران الآن تحت الضغط الاقتصادي تراجعت كثيرا في دعمها للجماعات المتطرفة مثل حزب الله وحماس والجهاد وأنصار الله. وإذا واجهت إيران موقفا صلبا من المجتمع الدولي وخاصة أوروبا وتبعته خطوات من الأمم المتحدة في فرض عقوبات إضافية على إيران في المجالات الاقتصادية والمصرفية والتجارة، ما عدا الغذاء والدواء، فإن إيران في النهاية ستتراجع وتعود للمجتمع الدولي.
وقال: “نحن نطالب كل الأمم أن تنضم إلينا في هذه الجهود ونريد مفاوضات شاملة وهذا يتضمن الملف النووي ودور إيران في المنطقة وأخذها للرهائن وموضوع الجماعات الإرهابية”.

وأضاف: “الإجراءات الشاملة يجب أن تكون واضحة فالبرنامج الصاروخي لإيران ودعمها للإرهاب واحتجازها للمواطنين الأمريكيين ليست ضمن الاتفاق. وفي الواقع تم تخفيف المنع على الاختبار الصاروخي وبالتالي استمرت تصرفاتها بل تزايدت. المجتمع الدولي انصاع لإيران والاتفاق النووي الإيراني عقّد المنهج وأدى إلى توسع أعمال النظام في المنطقة. نرفض العقلية الانهزامية التي أدت إلى تقوية إيران. لا نريد أن نفضح فقط مدى نشاطات إيران بل نعمل على إضعاف دورها في المنطقة وتغير قواعد اللعبة التي تمارسها ونسلط الضوء على الكثير من المسلكيات المتطرفة من بينها تصدير الثورة”.
وقال هوك إن إيران تستخدم الحرس الثوري في المنطقة ولديه قواعد عسكرية، ووصفها بأنها منظمة لحماية الثورة الإيرانية ونشرها واتهمه بالإرهاب. وقال هوك إن بلاده تريد حوارا مع إيران يشمل الاتفاق النووي وبرنامجها للصواريخ البالستية. واتهم إيران “بمواصلة أنشطتها الإرهابية لزعزعة الاستقرار في المنطقة.” كما اتهم إيران “بالحديث عن الدبلوماسية وفي الوقت ذاته القيام بأعمال إرهابية”.

وقال: “أحد أهدافنا الأساسية هو الضغط على النظام في إيران لتغيير سلوكه”. وانتقد الدول الغربية بتصديقها للرواية الإيرانية فيما يخص هجمات أرامكو. وقال في هذا السياق: “الهجوم على أرامكو كان متطورا ودقيقا بشكل يفوق إمكانية جماعة الحوثي. إن قبول الرواية الإيرانية يهدد الأمن الدولي ويعفي الدول من الرد على هجوم إيران على أرامكو”.
وردا على سؤال حول الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة في حالة ما ثبت أن الاعتداء على منشآت أرامكو صادر عن إيران، قال براين هوك: “الدبلوماسية. سيعود الأمر لمجلس الأمن وعلى المجتمع الدولي أن يقرر ما هي الخطوة التالية. إيران تلعب دورا مزدوجا بين الأيدولوجية والبراغماتية”.

من جهة أخرى، أصدرت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا يحمل إيران المسؤولية عن الهجوم على منشآت النفط السعودية دون أن يؤكد أنها قامت بها بشكل مباشر. كما أصدرت الخارجية البريطانية بيانا يؤكد التزامها بالاتفاق النووي الإيراني. لكن تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، خلال مقابلة إعلامية أضفت غموضا على الموقف البريطاني في الأمم المتحدة حيث قال إنه من الضروري إعادة التفاوض حول الاتفاقية مع إيران والأمور الإضافية المتعلقة بالسياسات الإيرانية. ويبدو أن موقف رئيس الوزراء البريطاني يتنافى مع الموقف الأوروبي الذي ظل ملتزما بالاتفاقية النووية.
عمل براين هوك مستشارا رفيعا لوزير الخارجية السابق تيلرسون، وعمل مساعدا لوزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش وقد اختاره الرئيس ترامب للتعامل مع الملف الإيراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول هارون الرشيد:

    عن ابي هريرة قال النبي محمد : ((( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ))).رواه الترمذي.فلماذا ايران تعاند القدر ؟؟؟

  2. يقول .Dinars.:

    إذا كانت أمريكا قد عجزت في مواجهة إيران عسكريا وهو ما يثبت تدني قوتها البشرية رغم ما تمتلك من عتاد يجعلها تصنف ضمن أقوى دولة ولكن في الواقع عكس ذلك فكيف بما تسلطه من عقوبات على دول دونها في القوة وهو ما يجعل حلفاءها يخشونها فينصاعون لها وينفذون أوامرها في أي حصار ولا متضرر غير أولئك الحلفاء الذين تستعمرهم أمريكا وتصادر سيادتهم.

  3. يقول تيسير خرما:

    لا تكتمل عقوبات دولية لوقف تمويل حرس ثوري إيران لاعتداءاته إلا بوقف ضريبة الخمس تجاوز مليارات نقداً سنوياً يجبيها بشبكة هرمية عالمية من ملايين أفراد عبر العالم مؤمنين به ومن مؤسساتهم أينما كانوا فيتم جباية خمس دخلهم ليحجز مكان لهم بالجنة، ولا يهم شرعية الدخل بل يحللون دخل مخدرات وغصب أملاك وأموال تنقل بحقائب جواً وبحراً وبراً ويعاد توزيعها لمليشبات العدوان، إذن يجب تجريم كل الضالعين وتتبع شبكة جباية هرمية عالمية وتفكيكها لوقف إمداد حرس ثوري إيران بمليارات الدولارات نقداً سنوياً لتمويل اعتداءاته.

إشترك في قائمتنا البريدية