بيروت- «القدس العربي»: في وقت يستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للسفر إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس بهدف إعطاء دفع للمبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، فإن المديرية العامة للأمن العام أوضحت في بيان أمس « أنّ عدد النازحين السوريين الذين غادروا لبنان على اثر التسهيلات الادارية التي بدأت بتطبيقها المديرية العامة للأمن العام على المعابر منذ شهر كانون الأول 2017، واستناداً إلى آلية العودة التي تنظمها المديرية في كل المناطق اعتباراً من أيار 2018، بناء لتفويض السلطة السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية ميشال عون، وحتى تاريخ 19/03/2019 بلغ 172046 نازحًا».
وأهابت المديرية بــ «وسائل الإعلام والجهات المهتمة والمعنية بملف النازحين، مراجعة الادارة المختصة في الأمن العام توخيًا للدقة والموضوعية»، مؤكدة أنّها «ستواصل العمل بآلية العودة الطوعية التي تنظّمها بالتنسيق مع السلطات السورية بالاضافة إلى استمرار الإجراءات الادارية المعتمدة على المعابر الحدودية الشرعية لتسهيل عودة النازحين الذين يرغبون بالعودة لا سيما الذين خالفوا نظام الاقامة او دخلوا الاراضي اللبنانية بطرق غير شرعية».
«عودة 172 ألف نازح إلى ديارهم منذ أيار 2018»
وقد أكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية وممثل وزارة الخارجية اللبنانية في لجنة المبادرة الروسية النائب السابق أمل ابو زيد «أن زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا في هذا الوقت هامة جداً للبنان»، واعتبر «أن روسيا دولة فاعلة واساسية ومن مصلحة لبنان التواصل معها والانفتاح عليها اليوم». وقال «إن روسيا وقفت إلى جانب لبنان في كل المرحلة السابقة ومنذ نشأة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين».
وشدّد في تصريح إلى «القدس العربي» على اهمية عودة النازحين قائلاً «لا يمكننا انتظار التسوية السياسية النهائية في سوريا لكي نبدأ بإعادة النازحين إلى بلادهم»، واستند إلى دراسة قامت بها مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان جاء فيها أن 82 في المئة من النازحين المنتشرين في لبنان يريدون العودة إلى سوريا، وبالتالي على المجتمع الدولي المساعدة لتحقيق هذا المطلب». واشار إلى «أن النازح السوري في لبنان يتلقّى أموالاً للبقاء هنا ، فلماذا لا تُرصَد الاموال لعودته والانفاق عليه في دياره داخل الاراضي السورية».واضاف « نصرّ ونطالب وسنبقى نطالب بتفعيل المبادرة الروسية لأنها تعيد اللحمة للمجتمع السوري الذي يحاول البعض إقتلاعه «.
وعن التباينات التي تنشأ حول موضوع عودة النازحين رأى « أن المطلوب أن نقرأ كلنا في كتاب واحد في لبنان وهو كتاب المصلحة اللبنانية «، مشيراً إلى « أن 270 الف مواطن في لبنان خسروا اعمالهم بسبب العمالة السورية نتيجة النزوح، والفقر يزداد والبطالة والهجرة إلى ارتفاع ، وكل هذه المؤشرات تجعلنا نتمسك بحل للنزوح في أقرب وقت «، مضيفاً « بدأت تحصل اشكالات في بعض المناطق بين لبنانيين ونازحين ونحن لا نريد خلق تشنج بين المواطن اللبناني والنازح السوري نتيجة العمل غير الشرعي والمضاربة ضد اللبناني».
تزامناً ، اكد السفير السعودي وليد بخاري «ان الرياض حريصة على امن واستقرار وسلامة لبنان واللبنانيين، وان السعوديين لديهم امل بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، برئاسة الرئيس سعد الحريري، في نمو وازدهار لبنان، وقرار السعودية برفع تحذير سفر رعاياها إلى لبنان دليل إلى ذلك وسينعكس إيجاباً على الاقتصاد والسياحة بلبنان المحبة والعيش المشترك «. وكان السفير بخاري زار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، واطلعه على الأعمال الخيرية التي تقدمها المملكة للبنانيين وللفلسطينيين وللنازحين السوريين في لبنان، ومساعدتهم لحين عودتهم إلى بلدهم آمنين سالمين، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية وهيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التابعة لدار الفتوى».