غزة ـ “القدس العربي”: بالرغم من مرور “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية التي اجتاح خلالها آلاف المستوطنين منطقة باب العمود والحي الإسلامي في القدس المحتلة، دون تصعيد عسكري، خاصة من جبهة قطاع غزة، إلا أن الأمور الميدانية لا تزال في حالة ترقب من المقاومة المسلحة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما لا تزال الجهود التي تبذلها جهات إقليمية ودولية لمنع التصعيد والعودة إلى الهدوء قائمة.
المقاومة تبقي حالة التأهب
وأبقت الفصائل المسلحة في قطاع غزة ناشطيها على أهبة الاستعداد والتأهب، حسب ما أكد مصدر مطلع لـ”القدس العربي”، وذلك رغم انتهاء “مسيرة الأعلام” التي كانت تمثل صاعق تفجير للأوضاع برمتها.
وحسب المصدر فقد أكد أن عدم الرد على تلك المسيرة في يوم انعقادها، لا يعني أن المقاومة ستقبل بما حدث، وأن الحوادث التي شهدتها مدينة القدس أمس الأحد، من اعتداء لقوات الاحتلال على المقدسيين وعربدة المستوطنين، لن تمر من دون رد الفعل المناسب.
وأشار المصدر إلى أن اتصالات عديدة أجراها الوسطاء قبل وبعد المسيرة، لمعرفة توجه المقاومة في غزة، وأن الوسطاء حاولوا تهدئة الموقف، وأخذ رد نهائي من المقاومة بأنه لن تكون هناك ردود على ما حصل، إلا أن الأمر لم يتم.
وعلمت “القدس العربي” أن الرد الفلسطيني على الوسطاء من غزة، ركز على أن ما حدث في القدس كان أمرا خطيرا، وأنه لن يمر مرور الكرام، دون أن تفصح فصائل المقاومة في غزة، عن الجبهة التي ستحدد لتكون مكانا للرد على تلك الاعتداءات، بعد أن أكدت مجددا للوسطاء على “ترابط جبهات المقاومة” في كل المناطق الفلسطينية.
وجددت فصائل المقاومة للوسطاء الذين تدخلوا عبر اتصالات كثيرة، أنها لن تقبل أبدا بتغيير “قواعد الاشتباك”، وأنها تنظر بخطورة كبيرة لما جرى في القدس.
والجدير ذكره أن مناطق “غلاف غزة” الحدودية القريبة من القطاع، خلت الأحد من أي وجود عسكري إسرائيلي مرئي.
وحسب ما تسرب من معلومات من المقاومة، فإن جيش الاحتلال دفع بآليات غير مأهولة على الحدود، لجس نبض المقاومة، حيال استهدافها بالأسلحة المضادة للدروع، خاصة وأن الحرب الأخيرة على غزة التي خاضتها المقاومة، بسبب أحداث القدس، بدأت بتوجيه ضربة لآلية عسكرية، مع بداية رشقة صاروخية تجاه مناطق وسط إسرائيل.
جاء ذلك فيما عقدت الفصائل الفلسطينية مساء يوم الأحد، وكذلك غرفة العمليات المشتركة، مباحثات بينهما، ناقشت ما جرى في القدس.
ويضع ذلك احتمالات الرد بأن تكون من غزة كما كان متوقعا أمس الأحد، أو أن يكون الرد من الضفة الغربية أو في القدس المحتلة، خاصة وأن الفصائل الفلسطينية اتفقت بأن لا تجعل رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت يخرج بمظهر المنتصر.
جاء ذلك في وقت لاقت فيه الهبة الجماهيرية الغاضبة التي شهدتها مدينة القدس والضفة الغربية، خاصة عند مناطق التماس، بما فيها منطقة الاقتحامات الاستيطانية، إشادة واسعة جدا، خاصة بالمرابطين في المسجد الأقصى وحول أسوار القدس، الذين خاضوا معركة مع المستوطنين وقوات الاحتلال.
وفي هذا السياق، أكد طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن بعض الأطراف بدأ الاتصال بإسماعيل هنية من أجل العمل على احتواء الموقف، وعدم تدهور الأمور أكثر مما جرى حسب قولهم.
وأكد النونو في تصريح صحافي، أن رئيس الحركة أكد لهذه الأطراف أن ما جرى في القدس والمسجد الأقصى “لن يغتفر، وأن المقاومة ستواصل طريقها حتى اجتثاث الاحتلال عن أرضنا وقدسنا”.
وأشار إلى أن رئيس الحركة رفض أن يعطي تعهدا أو ضمانات لأي طرف “لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع داخل فلسطين المحتلة”، مؤكدا أن ما جرى هو “اعتداء على كل مسلم وحر في هذا العالم”
كذلك أكد عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته ورباطه دفاعاً عن القدس “حتى كنس آخر جندي ومستوطن عن ترابها المقدس، وعن كل شبر من أرضنا المحتلة”. وأكد أن القدس “ستبقى واحدة وموحدة، وعاصمة فلسطين الأبدية، وقبلة المسلمين الأولى، دونها الأرواح والمهج”.
يشار إلى أن المسؤول في تنظيم الجبهة الشعبية ماهر مزهر، قال قبل انطلاق المسيرة “إن كل محاولات الوسطاء فشلت في لجم العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى ومدينة القدس”، لافتا إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تراقب عن كثب ما يحدث في المسجد الأقصى والقدس، وأنها “في اللحظة المناسبة ستتخذ غرفة العمليات المشتركة وقوى المقاومة قرارها بالتصدي لهذا العدوان، ولن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية وحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات”.
وعلى وقع التهديدات المباشرة بسبب تلك المسيرة، أمضى سكان قطاع غزة ليلة أول من أمس الأحد، وهم يترقبون وقوع تصعيد عسكري بين المقاومة وقوات الاحتلال، ولا تزال حالة الترقب بأقل درجة تحيط بالغزيين.
إسرائيل تخشى الرّد
وفي إسرائيل، وتحسبا لرد المقاومة، أبقت قوات الاحتلال جنودها في حالة الاستنفار، خاصة على حدود غزة التي نشر فيها الجيش العديد من بطاريات “القبة الحديدية” المضادة لصواريخ المقاومة، كما نشر المزيد من الغرف المحصنة.
جاء ذلك فيما تواصلت عملية نشر القوات الإسرائيلية من وحدات الجيش المختلفة على حدود غزة، وكذلك في القدس المحتلة والضفة الغربية، حيث تخشى تنامي فعاليات المقاومة الشعبية في الضفة.
وأكدت تقارير عبرية أن قوات الاحتلال ستبقي على حالة التأهب في صفوف قواتها في القدس والضفة المحتلة، وفي محيط قطاع غزة ، حتى بعد انتهاء ” مسيرة الأعلام ” في القدس، لافتة إلى أن إسرائيل أبقت على تلك الاستعدادات رغم حالة الهدوء الحذر التي تسود تلك المناطق.
وأشارت قناة “كان” العبرية إلى وجود خشية إسرائيلية بسبب ما وصفته بـ”الصمت المطبق” من قبل قادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ردا على “مسيرة الأعلام” التي نظمها المستوطنون المتطرفون في القدس.
كما رصدت تصريحات المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين في حماس، الذين عبروا عن دعمهم لسكان القدس ودعوهم لـ”الوقوف بحزم” ضد قوات الاحتلال والمقتحمين للمسجد الأقصى وكذلك في مناطق أخرى من البلدة القديمة للحفاظ على السيادة الفلسطينية للمدينة المحتلة.
والجدير بالذكر أن حكومة الاحتلال هددت على لسان أكثر من مسؤول بشن هجوم شديد ضد قطاع غزة، في حال إطلاق قذائف صاروخية ردا على “مسيرة الأعلام”.
وتحسبا لأي هجمات، نشرت قوات الاحتلال أعدادا كبيرة من الطائرات المسيّرة، التي تستخدم في عمليات جمع المعلومات والتصوير واستهداف المواقع.
وحتى قبل انطلاق المسيرة، كانت هناك تقديرات لدى جيش الاحتلال تفيد بأن حماس ليست معنية بالتصعيد، حيث يعتبر الاحتلال أن احتمال إطلاق قذائف صاروخية من القطاع ضئيل، غير أن ذلك التحليل وضع في الحسبان احتمال حدوث شيء خطير، قد يفضي لحرب.
تحليلات إسرائيلية
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن الصور والمشاهد التي بثت من القدس كادت أن تشكل ركيزة خصبة ووقودًا قابلًا للاشتعال بشكل خاص للتصعيد. وأشارت إلى أن الأنظار كانت تتجه نحو قطاع غزة، في ظل تهديدات الفصائل من هناك.
وأضافت الصحيفة “في اختبار النتائج، مر يوم المسيرة بتحقيق العديد من الأهداف لكل طرف، حيث أن بينيت وحكومته نجحت في تسيير المسيرة دون أضرار، وحماس شعرت بارتياح في ظل الجهود المصرية، والرئيس عباس (أبو مازن) الذي يعمل مكتبه استعدادًا وتحضيرا لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، يمكن أن يكون أيضا سعد بصور المواجهات من القدس ونابلس وجنين وغيرها وهي تظهر الحاجة إلى أفق سياسي، وأن ذلك لم يعد شعارا فارغا بل هو تطلع للناس للبقاء على قيد الحياة” .
وفي هذا السياق، كشف النقاب عن قيام رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، بتعيين قائد جديد للتحرك الهجومي على قطاع غزة في الجولة المقبلة.
وذكرت تقارير عبرية أن كوخافي قرر تعيين العميد احتياط تشيكو تامير مسؤولا عن التحرك الهجومي على غزة في الجولة المقبلة.
يشار إلى أن وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، قال في ختام “مسيرة الأعلام” التي أقيمت في القدس “الآن أغادر قسم شرطة القدس، حيث كنت أتابع سير مسيرة الأعلام خلال الساعات الأخيرة”.
ودافع عن القرار الذي اتخذه قبل نحو أسبوع ونصف، بناء على توصية من شرطة الاحتلال ومسؤولين أمنيين آخرين، بإقامة المسيرة هذا العام بالترتيب نفسه ونفس بالمسار نفسه المعتاد عليه، واصفا قراره بأنه “صائب وحتمي”، وأضاف “إذا استسلمنا للتهديدات بعدم رفع الأعلام الإسرائيلية في عاصمتنا، فلن نعرف الهدوء يوما، وسنجد أنفسنا ننسحب في المستقبل أيضا”.
لكن وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي، قال في رده على ادعاءات الاحتلال، إن استباحة الاحتلال ومستوطنيه لباحات المسجد الأقصى والقدس هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء.
واعتبر أن ما جرى خلال “مسيرة الأعلام” يمثل “انتهاكا فظًا ومريعًا للوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى، وضربا بعرض الحائط لكل القوانين الدولية”، مؤكدا أن ما جرى “فنّد فرّية القدس الموحدة”، مؤكدًا أن القدس هي مدينة محتلة.
بل مسيرة الأوهام و، الله يحرر فلسطين كل فلسطين و يكسر شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا
بل مسيرة الأكاذيب و الأوهام التي ما أنزل الله بها من سلطان، والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين
اللهم انصر اخواننا في فلسطين كل فلسطين و اكسر اللهم شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا