شهدت ساحة الحرية في العاصمة السودانية الخرطوم واقعة تلخّص بعضا من تفاصيل المشهد الاقتصادي والسياسي المعقد الراهن في البلاد، ففيما كان والي المدينة ووزير الداخلية واقفين أمام حشد من الشرطة انطلقت بعض الهتافات الفردية التي وجدت، على ما يظهر، أسبابا للانتشار السريع بحيث تحوّلت إلى احتجاج علنيّ من قبل عناصر الشرطة الموجودين على الأوضاع المعيشية التي يعانون منها، وإذا كانت الأوضاع الاقتصادية الصعبة قد دفعت موظفين يتلقون معاشات ثابتة من الدولة، وعناصر من أجهزة الأمن المنوطة بالحفاظ على السلم العامّ للاحتجاج على عمليات الإفقار التي يتعرضون إليها، فما بالك بالفئات الاجتماعية المهمّشة والفقراء والذين لا يملكون دخولا ثابتة؟
على الأغلب أن عناصر من الشرطة الذين قاموا بالاحتجاج قبل أيام شاركوا، أمس الأربعاء في قمع مئات المحتجين المدنيين في مناطق عدة من الخرطوم، وذلك في الذكرى الثانية لمظاهرات 30 حزيران/يونيو التي خرجت احتجاجا على مقتل معتصمين وطالبت بتسليم السلطة للمدنيين، وبذلك تواجهت المطالب المعيشية مع جذرها السياسيّ، وتلقّى دعاة الإصلاح السياسيّ، ومستذكرو الاحتجاجات التي ساهمت في تأسيس منظومة الحكم الهجينة الحالية، قنابل الغاز المسيل للدموع من زملائهم في السلك الأمني وشركائهم في حالة الإفقار العام للبلاد.
تبدو الأمور على مستوى النخب العسكرية والسياسية الحاكمة أكثر تعقيدا، فقد تمّ التعاطي بطريقتين مختلفتين مع مبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الأخيرة التي قدّمت صورة لأزمة عامّة كبيرة تقارب الانفجار، وحذّرت من تفكك البلاد، وطرحت اقتراح توحيد القوى العسكرية بدل انقسامها إلى جيش و«قوات دعم سريع» كما طالبت بمشاركة القوى السياسية كافّة في نشاط وطني عام يساهم في دمقرطة الدولة ومأسستها مدنيا.
الرد الأول على مبادرة حمدوك جاء على لسان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، الذي أنكر وجود خلافات بين أطراف القوات العسكرية محذرا من الاستماع إلى «الشائعات ومحاولات زرع الفتن» فيما جاء الرد الثاني من بعض القوى السياسية الوازنة التي أعلنت دعمها لمبادرة حمدوك، وهو ما جعل المشهد السياسي يبدو منقسما على شكل جناحين كبيرين، يتحشد فيه العسكريون ضد المدنيين مدعين أن لا خلافات بينهم، فيما يتعاضد فيه المدنيون ضد العسكريين من دون أن يكفّوا عما يعزز الخلافات بين اتجاهاتهم.
لحكام السودان العسكريين باع طويل بإلهاء الجماهير وتفكيك القوى السياسية وضربها ببعضها البعض على أسس أيديولوجية كلما واجهوا أزمات اقتصادية كبرى، فالرئيس الأسبق جعفر النميري بدأ حياته السياسية محسوبا على اليسار والشيوعيين والقوميين، وحين واجهت البلاد أزمة اقتصادية طاحنة، تمثلت بتدهور الإنتاج الزراعي والصناعي وتدني عائدات الصادرات والعجز في ميزان المدفوعات، وتزايد الاحتجاجات والاضرابات أطلق سلسلة قوانين عقوبات عرفت حينها بقوانين «الشريعة الإسلامية».
أما عمر حسن البشير، والذي جاء تحت مظلة «الجبهة القومية الإسلامية» التي كان يرأسها حسن الترابي، ورغم انقلابه على تلك الجبهة وتأسيسه حزبا للحكم باسم «المؤتمر الوطني» فقد استمرّ باستخدام المظلة الأيديولوجية الإسلامية، إلى أن وصل حكمه الذي استمر 30 عاما إلى حال من الانحطاط غير المسبوق بتحوّله إلى متهم مطلوب بجرائم حرب من الجنائية الدولية، وبتدهور اقتصادي فظيع انتهاء بانطلاق احتجاجات كانون الأول/ديسمبر عام 2018، التي أدت إلى تسوية بين أجنحة عسكرية من النظام السابق مع النخب السياسية القائدة للاحتجاجات أسفرت عن منظومة الحكم الحالية.
يعاني السودان حاليّا من إشكاليات سياسية واقتصادية بنيوية التي لا يمكن حلّها بالطرق البائسة التي اتبعها الحكام العسكريون السابقون، كما أن حلولها ليست أيديولوجية، فالقضايا الكبرى لا تتعلق بطريقة ألعاب الأيديولوجيا التي تستخدم لتبرير نزعات الاستبداد والتسلط والقمع بل تتعلّق بمأسسة ديمقراطية حقيقية تقبل الاختلافات السياسية وتمكّن سلطات القضاء والتشريع والإعلام وحريات التظاهر والتعبير.
تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
على العسكر في السودان ألا يتوهموا لأن هاي الأسلوب مضى عليها الزمان، إنتهت عندما قال الثوار السودان للبشير كفى
حكم العسكر لا ينفع الديموقراطية بشي!
فهو حكم يقول: نفذ الأمر ثم ناقش!! ولا حول ولا قوة الا بالله
منذ أن ثلم منه جنوبه لا تصح فيه تسمية السودان بل السودان الشمالي يكون أدق.
السودان لم يشذ حاله عن واقع العرب السياسي والإجتماعي.
أن “الحكومة الهجينة” كما أسميتموها و التي أتت كوريثة غير شرعية للثورة السودانية ضد البشير،لم و لن تستنبط أي خير ليخرج السودان من قمقم أفقر الدول في العالم (و الذي يضم 4 دول) ليصبح دولة جيدة للأستثمار و ماشابه. الدول العربية أصحاب القرار الآن دعموهم بما يستطيعون من أخراجه من القائمة السوداء وماشابه, في مقابل محاربة الدين و أستخدام شماعة الأخوان المسلمين،و لكن عمليا لاتننتظر خيرا من قدماء الشيوعيين و العلمانيين و الجمهوريين.لت يتقدم السودان،بل سينهار
*كل التوفيق للسودان بغد مشرق مزدهر إن شاء الله بعيدا عن حكم (العسكر) والفاسدين.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد.
سيترحم السودانيون على عهد البشير كما ترحم العراقيون على عهد الشهيد أبو عدي
من وجهة نظري اجتماع عقلية الكسل من جهة والعالة أو اتكالية عقلية الجباية من أي (موظف) دون تقديم خدمات مقابل ذلك من جهة أخرى،
هو أول تعليق على عنوان (مشاكل السودان سياسية واقتصادية وليست أيديولوجية!)، لأن (الفاضي) يعمل (قاضي)، في تقاطع طرق، هل أنت من آسيا (عربي) أم أنت من أفريقيا (أسمر) والدليل اسم الدولة (السودان)،
من حق أهل النيل الأبيض، كما من حق أهل النيل الأزرق، استغلال النهر اقتصادياً،
ولكن الأذكى، أن يتم ذلك بعقلية ثقافة النحن، بدل عقلية ثقافة الأنا، على حساب عقلية ثقافة الآخر، بواسطة الصين أو غيرها، من أصحاب الصناديق السيادية للاستثمار، في سوق أجواء العولمة،
هو أول تعليق على عنوان (بعد إثيوبيا.. جنوب السودان يخطط لسد كبير على نهر النيل وصحيفة إماراتية “تروج” له)، والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
يا (د الشفيع حضر سعيد)، ورد التالي (وإن كنت أرى كان من الأفضل لو تقدم الخطاب خطوتين أو ثلاثة عبر طرح خارطة طريق أو برنامج عمل محدد لكيفية خروج البلاد من عنق الزجاجة، إذ بدون هذا البرنامج العملي سيكون الخطاب أشبه بالمقال)،
تحت عنوان (أزمة السودان ما بين المبادرة والإرادة والإدارة)، فمن يناقض من هنا؟!
مقالك أنت، في جريدة القدس العربي، أم مقال رئيس الوزراء، والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
لقد لاحظت أي موظف، لا يفهم أو يستوعب الفرق بين الإدارة وبين الحوكمة، وبين الإنجاز في زمن محدّد، مع تحمّل مسؤولية عن جودة وكفاءة الإنتاج،
وإلّا لن يستطيع المنافسة، في أجواء سوق العولمة، أي منتج، من منتجات الاقتصاد المحلي/الوطني؟!
وقبل كل ذلك، بدون الاعتراف بوجود الإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمنتجات الانسانية في الدولة، لن تُفكّر أن هناك أي حقوق للآخر (غير الموظف)، إن كان موظف عسكري أو أمني أو قضائي أو مدني، في دولة العالات (أنت ومالك ولغة جسدك ملك الدولة، Subject)،
وصول (دونالد ترامب)، إلى احتلال منصب كرسي الرئاسة في عام 2016، وسقوطه منه في عام 2020، دليل عملي هناك أمل، وقابلية للإصلاح، دون حاجة إلى التغيير والعنف الذي حصل في 6/1/2021، على الأقل من وجهة نظري،
في أجواء سوق العولمة، بلا حدود، وتحت عنوان حرية الرأي، اعترضت وسائل الإعلام، مثل (فوكس) وغيرها، حتى على كيفية الوصول إلى نتيجة حكم المحكمة أو طريقة كيفية تشكيل المحكمة في (أمريكا)،
وهو أول ما خطر لي عند قراءة عنوان (السجن 22 عاما ونصف عام للشرطي قاتل الأمريكي الأسود جورج فلويد)، من جانب، ومن جانب آخر،
منع محاكمة (دونالد ترامب)، كأن مشكلة التحرّش والتعدّي الذي حصل يوم 6/1/2021، بحجة هناك تزوير وغش وفساد في الانتخابات الأمريكية؟!
والتي هي تطبيق عملي لعقلية (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) أو عقلية (المظلومية) حتى تكون عالة على الإقتصاد العالمي، بواسطة الحزب الجمهوري، الذي يمثله دلوعة أمه (دونالد ترامب)، وما فعله الأعضاء، وبرّره لهم نوابه، في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، بلا حياء أو خجل أو منطق أو موضوعية، سوى أن ثقافة الأنا يجب أن تكون على حق (Might is Right)،
كما هو حال دولة الكيان الصهيوني، التي بسبب الدعم الاقتصادي، تحصل على عقود تدريب رجال الأمن، بحجة خبرتها في محاربة الإرهاب (الإسلامي في فلسطين)، منذ تأسيسها عام 1947،
ومن هذه الزاوية تفهم، ليس هناك فرق بين أساليب ومظهر رجال المافيا، أو رجال الأمن، بعد 11/9/2001 أو فرنسا 14/7/2016 أو تركيا 15/7/2016 أو فلسطين عندما تم اعتقال/قتل (بنات) بعد عيد رمضان 2021؟!
الحمدلله، هذا الحكم، وقد تبين لي أن طريقة أو هيكل تشكيل المحاكم في (أمريكا)، أساسه (الفقه المالكي)، في طريقة الوصول إلى الحكم، هل هو مذنب أم بريء، بواسطة (مجموعة عشوائية، من المجتمع)، وبعد ذلك الحاكم، يختار ما هو الحكم المناسب، حسب تنظيم نصوص القانون، المتفق عليه، في تلك الدولة.