مشاهد تنذر بكوارث جماعية لكبار دوري أبطال أوروبا!

عادل منصور
حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: مع بدء العد التنازلي لانتهاء مرحلة دور مجموعات دوري أبطال أوروبا، نجحت ستة أندية في حصد ثمار البداية الجيدة، بالحصول على تذكرة الحضور في قرعة دور الـ16، المقررة منتصف ديسمبر / كانون الأول المقبل، لكن في المقابل، تعرضت أندية أخرى بوزن برشلونة ومانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان، لهزائم أقل ما يُقال عنها قاسية، والتي على إثرها قد يحدث آخر وأسوأ سيناريو ينتظره هؤلاء الكبار، وهو الخروج المبكر من الكأس ذات الأذنين، إذا لم تتحسن النتائج في آخر جولتين.

انقلاب مجموعة الموت

اتفق عالم كرة القدم على أن مجموعة الموت السادسة، أوفت بالفعل بكل الوعود، بعد استمرار لعبة الكراسي الموسيقية في كل المراكز منذ ضربة البداية وحتى إطلاق صافرة نهاية معارك ثلاثاء وأربعاء الجولة الرابعة، التي كانت شاهدة على تخلي عملاق الكرة الفرنسية باريس سان جيرمان عن الصدارة وتجمد رصيده عند النقطة السادسة، ضمن توابع السقوط المفزع أمام ميلان في جحيم «سان سيرو» بنتيجة 1-2، وذلك رغم البداية الموفقة، التي أسفرت عن خطف هدف الأسبقية برأسية ميلان سكرينيار عند الدقيقة التاسعة، كأفضل سيناريو كان يبحث عنه المدرب لويس إنريكي وكتيبته، على الأقل لفرض الأمر على الجماهير وامتصاص حماسها وغضبها العارم، الذي تلخص في الاستقبال المهين للحارس السابق جيجي دوناروما، بإغراق سماء وأرضية الملعب بآلاف الدولارات المزيفة مطبوعة عليها صورة دوناروما نفسه، ولفظ خارج نخجل من ترجمته، بيد أن الفريق الباريسي، سرعان ما فرط في هدية السماء، سامحا للبرتغالي رافائيل لياو، بتمزيق شباك زميل الأمس بهدف سينمائي بامتياز، بضربة مقصية لا تتكرر كل يوم في الملاعب، قبل أن يأتي الدور على شيخ الميلانيستا أوليفييه جيرو، ليوقع على هدف تأمين الثلاث نقاط وإنعاش آمال الروزونيري في استكمال ما بناه العام الماضي، حين أعاد إلى الأذهان شخصية وعراقة ميلان العظيم، بالوصول للدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عصر الساحر البرازيلي ريكاردو كاكا والقيدوم كارلو أنشيلوتي، لكن ما صدم الجماهير الباريسية أكثر من الهزيمة، النسخة الباهتة التي كان عليها الفريق في قلعة الشمال الإيطالي، كأنه فريق مغاير، لذاك الذي افترس ميلان بثلاثية كانت قابلة للضعفين في قمة «حديقة الأمراء» في الجولة الثالثة، وتجلى ذلك على سبيل المثل في غياب الترابط والانسجام بين ثلاثي الهجوم كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي وكولو مواني، إذ أننا نتحدث على الورق على ثلاثي فرنسي ناري في الثلث الأخير من الملعب، وقد ثبت ذلك على أرض الملعب، في ثلاثيات الفريق في الجولات الأخيرة في الليغ1، كثلاثي غير قابل للإيقاف، فقط يدمر كل ما يعترض طريقه، لكن على العكس الصورة التي كان عليها كبير الهدافين مبابي قبل أسبوعين، بدا ضعيفا ويائسا من مراقبة فيكايو توموري ومالك ثياو. وما زاد الطين بلة، حالة الارتباك التي كان عليها كلما حاول الاحتفاظ بالكرة، وكذلك صديقه الصدوق عثمان ديمبيلي، الذي فقد الكرة 26 مرة. أما مواني، فهناك من لم ينتبه لتواجده في التشكيل الأساسي، هذا ولم نتحدث عن العرض المتواضع للقادم من سبورتنغ لشبونة مانويل أوغارتي، الذي بصم هو الآخر على واحدة من أسوأ عروضه بالقميص الباريسي، إذا لم تكن الأسوأ على الإطلاق، بتأخر في اتخاذ القرارات والتعامل مع الكرة، كأنه في واد وباقي زملائه في واد آخر، ولنا أن نتخيل أنه طبقا لشبكة «أوبتا» المتخصصة في الأرقام والإحصاءات، تعرض للمراوغة 6 مرات، وفاز بثلاثة فقط من أصل 15 التحاماً في المواجهات المباشرة، وقبل استبداله بعد ساعة لعب، اكتفى بما مجموعه 11 تمريرة فقط، وهذا يفسر الشعور العام لكل من شاهد المباراة بأن باريس سان جيرمان خاض المباراة وكأنه منقوص لاعباً أو اثنين.
واحدة من الأمور التي ساهمت في تباين أداء بطل فرنسا، بظهوره في البداية بإيقاع سريع بفضل غارات حكيمي وديمبيلي في اليمين ومبابي في اليسار، ثم خسارة معركة الوسط تماما، هي تلك الزيادة التي نجح المدرب ستيفانو بيولي في خلقها لنظيره الإسباني، معتمدا على إستراتيجيته المفضلة 4-3-2-1، التي مكنته من ضمان الزيادة العددية في كل المواقف في وسط الملعب، بدعم وكثافة في تأمين العمق من الثنائي المتناغم ريندرز ويونس موسى، وأمامهما المفاجأة السارة لوفتس تشيك، الذي أبدع في استغلال الحلقة المفقودة بين دفاع ووسط الضيف الفرنسي، ونفس الأمر بالنسبة لنجم المباراة لياو، بتفوقه الواضح على الدولي المغربي في بعض المواقف، بدليل تقهقر ابن أكاديمية ريال مدريد في منتصف ملعبه في أغلب أوقات المباراة، وهذا في حد ذاته، قضى تماما على نشاط وحيوية تلك الجبهة، بعد انعزاله عن ديمبيلي، ولولا تألق الحارس دوناروما، الذي يعتبره البعض، الأكثر استحقاقا للفوز بجائزة رجل المباراة، لعاد «بي إس جي» إلى عاصمة النور، بهزيمة أكثر إحراجا من ثلاثية نيوكاسل يونايتد في الجولة الثانية، وهذا ما أعطى المدرب وجهازه المعاون الفرصة، لإعادة ترتيب أوارقهم من جديد في الأمتار الأخيرة، كما وضح من خلال تعديل الخطة بالعودة إلى طريقة 4-4-2، بعد استبدال أوغارتي وفيتينيا بالثنائي فابيان رويز ولي كانغ، على أمل ضخ طاقة جديدة على دائرة الوسط، بجانب الدفع بالجناح الأيسر باركولا وتحريك مبابي في مركز المهاجم الثاني رفقة البرتغالي غونسالو راموس، لكن الدفاع الإيطالي ظل صامدا، باستناء وضمة لي كانغ، التي أبعدها الحارس مايك مانيان بتصدي ولا أروع في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، لتنقلب أوضاع المجموعة الحديدية رأسا على عقب، بعد نجاح بوروسيا دورتموند في تأكيد تفوقه على نيوكاسل يونايتد للمرة الثانية في غضون أسبوعين، وهذه المرة، جاء انتصار أسود الفيستيفاليا، عن جدارة واستحقاق، وليس بضربة خاطفة عكس أحداث وسير المباراة، التي كان بطلها الأول الحارس غريغور كوبيل، نظرا لنجاحه في التصدي لما يقل عن 3 أو 4 فرص محققة بنسبة 100%، واللافت، أن الفريق الألماني حقق هذا الانتصار الثمين، بعد أيام تعد على أصابع اليد الواحدة من هزيمته المذلة بالأربعة على يد كبير البوندسليغا بايرن ميونيخ، بينما فريق جيوش المدينة، فكانت معنويات لاعبيه في عنان السماء، بعد استكمال سلسلة النتائج المحلية المبهرة، بتخطي آرسنال في قمة البريميرليغ في عطلة نهاية الأسبوع، لكن على ما يبدو، أن فريق إيدي هاو، خرج من ملحمة المدفعجية، بخسائر بدنية فادحة، وهذا وضح في الطريقة التي بدأ بها هاو المباراة، بترك ألميرون على مقاعد البدلاء، ومعه أنتوني غوردن، في ما كانت أشبه بالرسالة غير المباشرة، بأن طيور الماغبايز جاؤوا إلى معقل البوروسيا، بحثا عن نقطة، أو الرهان على ضربة حظ في الأمتار الأخيرة، وهذا كان واضحا، في افتقاد وافتقار الفريق لأهم ما يميزه ويعتبر واحد من أبرز نقاط قوته في نسخته الحالية مع هاو، بإرباك الخصم بالتحولات السريعة من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، ناهيك عن افتقاد الفريق لأكثر من 60% من قوته التي يستمدها من جمهور «سانت جيمس بارك»، والعكس تماما بالنسبة لأصحاب الأرض، الذين تسلحوا بجماهيرهم الثائرة، كما وضح في رسالة اعتراضهم على طريقة إدارة كرة القدم في أوروبا قبل انطلاق المباراة، الأمر الذي سهل مهمة البوروسيا في خطف الضيف الإنكليزي بهدف فولكورغ في أول 25 دقيقة، ثم الضربة القاضية الثانية عن طريق جوليان براندت، في الوقت الذي كان يُفكر فيه نيوكاسل في العودة لنتيجة المباراة في آخر 10 دقائق، وبهذا الفوز، الذي جاء تزامنا مع فوز ميلان على العملاق الباريسي، أصبحت كل الاحتمالات قائمة في هذه المجموعة، بتواجد ممثل البوندسليغا في الصدارة بسبع نقاط، ويليه باريس سان جيرمان في الوصافة بست نقاط، ثم ميلان في المركز الثالث بخمس نقاط ونيوكاسل يونايتد في ذيل الترتيب بأربع نقاط، وذلك قبل أن يحل فريق طيور الماغبايز ضيفا على ملعب «حديقة الأمراء» لمقارعة «بي إس جي»، وفي الناحية الأخرى سيكون «سان سيرو» شاهدا على معركة شياطين المدينة وأسود الفيستيفاليا في الجولة قبل الأخيرة.

كوابيس البارسا واليونايتد

كما يواجه باريس سان جيرمان، خطر الخروج المبكر من دور مجموعات أوروبا، للمرة الأولى منذ عودته للبطولة في نسخة 2012-2013، أيضا العملاق الكتالوني برشلونة، فوت على نفسه فرصة ذهبية، لتأمين الصدارة والحصول على تأشيرة اللعب في مراحل خروج المغلوب، بعد تمرس الفريق على الخروج من الدور الأول آخر نسختين، وذلك بعد السقوط المهين أمام شاختار دونيتسك بهدف نظيف، في مباراة كانت كاشفة لكل عيوب ونقاط ضعف الفريق الكتالوني، رغم استعادة عدد لا بأس به من المصابين، أبرزهم كبير الهدافين روبرت ليفاندوسكي ورافينيا وآخرون، لكن كان واضحا أن الفريق يعاني بدنيا، بصورة كربونية لما حدث في ليلة السقوط أمام ريال مدريد في مباراة كلاسيكو الأرض، وفي ليلة الفوز الشاق على ريال سوسييداد في الأسبوع الـ12 للدوري الإسباني، وما أثار استياء وغضب المشجعين، غياب التفاهم والترابط بين ثلاثي الهجوم رافينيا وروبرت ليفاندوسكي وفيران توريس، إلى جانب ضعف جودة الوسط في وجود أوريلو روميو وغندوغان وغافي، والأسوأ ما توقفت عنده صحيفة «سبورت»، حول حاجة المدرب تشافي هيرنانديز الى مزيد من العمل والأفكار خارج الصندوق، لحل معضلة عودة الهشاشة الدفاعية، وإلا سيستيقظ على كارثة أمام بورتو في مباراة الجولة القادمة، وهي المباراة التي من المفترض أن يخوضها تشافي وفريقه تحت شعار «لا بديل عن الثلاث نقاط»، لتجنب ما حدث الموسم الماضي، لا سيما بعد انتقال الصدارة إلى الفريق البرتغالي بفارق الأهداف عن البارسا، بعد الفوز السهل الذي حققه أصحاب ملعب «دراغاو» على ضيفهم البلجيكي رويال أنتويرب بثنائية نظيفة، ويأتي من خلفهما شاختار بست نقاط، بعد انتصاره التاريخي على البلو غرانا بهدف دانيلو سيكان.
أما أكثر الكبار المهددين بخطر الخروج المبكر، فهو زعيم الإنكليز على المستوى المحلي مانشستر يونايتد، بعودته مرة أخرى إلى فصوله الباردة، ليس فقط تحت قيادة المدرب الهولندي إيريك تين هاغ، بل مع كل من تناوب على المنصب المرموق في «مسرح الأحلام»، منذ تقاعد شيخ المدربين سير أليكس فيرغسون، والصادم هذه المرة، أن الهزيمة جاءت على يد فريق كوبنهاغن الدنماركي، الذي لا يمتلك حتى نصف إمكانات وخبرات الشياطين الحمر، والأكثر قهرا بالنسبة للمشجعين، أنها أتت بعد الوصول إلى مرحلة الاطمئنان على النتيجة، بسيناريو ولا في الخيال، بالتقدم بثنائية الاسكندينافي هويلاند في أول نصف ساعة، بخلاف الفرص السهلة الأخرى التي أنقذها حامي عرين أصحاب الأرض، قبل أن يقرر ماركوس راشفورد، أن يكون المسؤول هذه المرة عن الكارثة الأوروبية، بعد عجائب أونانا أمام بايرن ميونيخ وغالطة سراي، بتهور مبالغ فيه في تدخله على كاحل قدم اللاعب المنافس، على إثرها كان من الممكن أن يتسبب في ابتعاد ضحيته عن الملاعب لفترة لن تقل بأي حال من الأحوال عن ستة أشهر، ومعها أخذت المباراة منحنى آخر، بهجوم دنماركي كاسح في آخر دقائق الشوط الأول، أسفر عن هدفين في غضون دقائق، ما تسبب في عودة المباراة إلى نقطة الصفر مع انطلاق الشوط الثاني، لكن الغريب، أن إيريك تين هاغ، لم يكترث لطرد راشفورد، وشاهدنا أن الفريق ظل يؤدي بنفس الإستراتيجية والاندفاع، على طريقة انتحار توتنهام أمام تشلسي في الخسارة الأولى للديوك في البريميرليغ بالأربعة، الفارق أن الكرة ابتسمت للمدرب الهولندي بعد حصول الفريق على ركلة الجزاء التي سجل منها القائد برونو هدف التقدم الثالث، بيد أنه لم يتعامل بشكل منطقي مع التقدم، على غرار ما يفعل أغلب المدربين، بتوزيع الأدوار على اللاعبين للتغلب على مغبات النقص العددي، والتوقف عن التطرف الهجومي والمبالغة في عملية الضغط العالي، فكانت النتيجة، انهيار الفريق بدنيا في الدقائق الأخيرة، لدرجة أن اليونايتد تحول إلى كتاب مفتوح أمام مدرب كوبنهاغن، بتسجيل هدفين بنفس الفكرة والطريقة، باستدراك المدافعين في أقصى الجهة اليمنى، ثم ضربهم بعرضية في أقصى الزاوية البعيدة، لتنتهي المباراة بفوز صاحب الأرض بنتيجة 4-3، في واحدة من كبرى مفاجآت البطولة، وفي كابوس جديد للمدرب إيريك تين هاغ، الذي عاد مرة أخرى إلى دائرة الشك والقلق على مستقبله، مع اقترابه من الخروج من البطولة الثانية هذا الموسم، بعد الإقصاء المبكر من كأس الرابطة، إلى جانب وضعه المأساوي في جدول ترتيب أندية البريميرليغ بتواجده في المرتبة الثامنة، بفارق 6 نقاط عن أصحاب المركزين الثالث والرابع قبل الأسبوع الثاني عشر، فهل يا ترى سينجح تين هاغ في تصحيح أوضاعه ويتمكن من تحقيق الفوز على بايرن ميونيخ وغالطة سراي في آخر جولتين ليضمن التأهل بشكل رسمي إلى دور الـ16؟ أم سيكرر ما حدث في مشاركته الأخيرة في البطولة ويودع من دور المجموعات؟ هذا ما سيُجيب عليه الفريق.

راحة واسترخاء

على النقيض من وضع باريس والبارسا واليونايتد، هناك بالفعل كما أشرنا في المقدمة ستة أندية، ضمنت التأهل بشكل رسمي، ومعها الراحة والاسترخاء حتى استئناف البطولة عشية عيد الحب في منتصف فبراير / شباط القادم، أولهم كان العدو الأزلي للكتالان، ريال مدريد، الذي حافظ على إرثه وهيبته في بطولته المفضلة، بانتصار اقتصادي على سبورتنغ براغا البرتغالي بثلاثية نظيفة، محققا العلامة الكاملة في أول 4 مباريات، ليبدأ التفرغ لجيرونا وبرشلونة في حملة الليغا، بعد ضياع الصدارة مرة أخرى، بسبب التعادل السلبي مع رايو فاييكانو، في أول مباراة محلية بعد «ريمونتادا» جود بيلينغهام في الكلاسيكو، في الوقت الذي فاز فيه جيرونا خارج قواعده على أوساسونا بنتيجة 4-2، مع ذلك، تابعنا في الصحف والمواقع الرياضية المحسوبة على اللوس بلانكوس، ومن قبلها تعليقات المشجعين في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن المخاوف الكبيرة على أداء الفريق، وبالأخص المشاكل الدفاعية الكارثية التي ارتكبها لوكاس فاسكيز، الذي كاد يتسبب في أكثر من مصيبة في أول نصف ساعة، منها على سبيل المثال ركلة الجزاء التي منحها للضيف البرتغالي في أول 5 دقائق، وتصدى لها لونين، في سابع تصدي لركلة جزاء بالقميص المدريدي من أصل 14 ركلة جزاء سُددت عليه، وتبعها بهفوة دفاعية مزدوجة، كانت من الممكن أن تتسبب في طرده، بارتكاب مخالفة يستحق عليها بطاقة صفراء، وكان لديه بالفعل بطاقة صفراء، هذا بخلاف صداع غياب النسخة الرنانة المعروفة عن فينيسيوس جونيور، رغم خروجه من المباراة بهدف، لكن باتفاق الأغلبية، ما زال الساحر البرازيلي يعاني الأمرين للتكيف على دوره الجديد، كمهاجم بجانب رودريغو في إستراتيجية 4-4-2، لأسباب تتعلق في المقام الأول، لعدم اعتياده على التصرف بالكرة في المناطق الضيقة، مقارنة بومضاته الخيالية التي كان يبعثر بها المدافعين في مركز الجناح الأيسر المهاجم في طريقة 4-3-3، لكن يبقى الشيء الأكثر أهمية الذي حققه الفريق المدريدي قبل فترة التوقف الدولي، هو التخلص من صداع دوري مجموعات أبطال أوروبا، والتعامل مع آخر جولتين على أنهما مباراتين مجرد تحصيل حاصل، أو تجارب استعدادية لمعارك السبت والأحد في الليغا، وبالمثل، سلك بايرن ميونيخ نفس طريقة أصحاب العلامة الكاملة، بفوز اقتصادي آخر على غالطة سراي، الذي ظل صامدا على مدار 80 دقيقة، إلى أن سقطت دفاعاته خلال دقيقتين أمام الجلاد الجديد هاري كاين، وفي الأخير اكتفى باكامبو بهدف تقليص الفارق في الوقت المحتسب بدل من الضائع، لينتهي النقاش حول صدارة المجموعة الأولى، بوقوف الزعيم البافاري في المقدمة بلا أي منافس برصيد 12 نقطة، تاركا كوبنهاغن وغالطة سراي في المركزين الثاني والثالث بأربع نقاط، ثم مانشستر يونايتد في المركز الأخير بثلاث نقاط فقط.
وشملت قائمة المتأهلين، بطل النسخة الماضية مانشستر سيتي، بانتصار سهل على يونغ بويز السويسري بثلاثية نظيفة مع الرأفة، في مباراة عودة هالاند للتكشير عن أنيابه، بالنسخة التي رسمها لنفسه العام الماضي، بتوقيعه على ثنائية شخصية للمرة الثانية على التوالي، رافعا غلته لأربع أهداف، على بعد 3 أهداف من متصدر قائمة الهدافين لوك دي يونغ مهاجم آيندهوفن وهدف وحيد عن الدنماركي هويلاند وألفارو موراتا وموارو إيكاردي، والأهم بطبعية الحال بالنسبة للمدرب بيب غوارديولا، أنه استراح من ضغط مباريات منتصف الأسبوع الأوروبية، ليبدأ التركيز على خطة الابتعاد بصدارة الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد هدية تشلسي الثمينة، بفوزه الدرامي على توتنهام بالأربعة، في الوقت الذي كان يستغيث فيه بورنموث من عنفوان مانشستر سيتي، في مباراة نفس الجولة التي حسمها بطل ثلاثية العام الماضي بسداسية نكراء مقابل هدف شرفي، وعلى إثرها خطف بيب غوارديولا وفريقه صدارة الدوري الأكثر تنافسية عالميا بفارق نقطة عن ديوك الشمال اللندني، أما رابع المتأهلين بشكل رسمي، فهو وصيف النسخة الماضية، إنتر ميلان، بفضل فوزه على ريد بول سازبورغ في عقر داره «ريد بول آرينا» بهدف لاوتارو مارتينيز الوحيد، ليرفع رصيده إلى 10 نقاط، متقاسما الصدارة وتأشيرة الصعود إلى دور الـ16 مع ريال سوسييداد، الذي واصل عروضه الرائعة ونتائجه المفاجئة، بإسقاط بنفيكا البرتغالي بثلاثية مقابل هدف في قلب «أنويتا»، في إنجاز غائب عن الفريق الباسكي منذ عقدين من الزمن، حين رافق يوفنتوس من المجموعة الرابعة التي كانت تضم معهما أولمبياكوس اليوناني وغالطة سراي التركي، ثم خرج على يد ليون من الدور ثمن النهائي، وبالمثل تأهل لايبزيغ برفقة المان سيتي، بوصوله للنقطة التاسعة، بفارق نقطة عن الإعصار السماوي المتصدر، وثماني نقاط كاملة عن أصحاب المركزين الثالث والرابع في المجموعة السابعة النجم الأحمر ويانغ بويز، وقريبا سيلحق بهم آرسنال، بعد تفوقه على كبير الأندلس إشبيلية مرة أخرى بثنائية نظيفة، رغم الغيابات التي يعاني منها الفريق اللندني وقتاله في مباريات السبت والأحد في البريميرليغ، ليرفع رصيده إلى تسع نقاط، قابضا على الصدارة بفارق أربع نقاط عن الوصيف آيندهوفن ومثلهم عن لانس الفرنسي، ثم إشبيلية في المركز الأخير بنقطة واحدة، ما يعني أن ممثل الليغا، بات مهددا بعدم الذهاب إلى بطولته المفضلة اليوروبا ليغ، إذا لم يخطف المركز الثالث في الأمتار الأخيرة، على عكس مواطنه أتلتيكو مدريد، الذي يسير بخطى ثابتة نحو الذهاب إلى مراحل خروج المغلوب، آخرها فوزه الكاسح والغريب على سيلتك الاسكتلندي بستة أهداف نظيفة، على إثرها أنعش فريق الهنود الحمر فرصه في التأهل إلى دور الـ16، بتصدر المجموعة الخامسة برصيد ثماني نقاط، مبتعدا بنقطة عن لاتسيو الإيطالي الذي استعاد الوصافة بعد تجاوز فينورد الهولندي بهدف تشيرو إيموبيلي الوحيد، إلا إذا فرط الأتلتي في الصدارة في اختبار عنق الزجاجة القادم أمام ممثل الأراضي المنخفضة على ملعب مدينة روتردام، والذي سيتزامن مع زيارة القلوب الشجاعة لملعب «الأولمبيكو» لمواجهة نسور العاصمة الإيطالية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية