مشروع قانون بإعادة تدوير طعام الأثرياء لسد جوع الفقراء… وغرامة مادية للمسرفين في إهدار الطعام

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: رغم أن حالة الأغلبية تصعب على “الكافر” وتدبير وجبة طعام بات الهدف الأمثل بالنسبة للسواد الأعظم من المصريين، على حد سواء، كما أن شكاوى الكثيرين من جامعي القمامة والمشردين في الشوارع مفادها ندرة العثور على بقايا أطعمة صادرة عن مخلفات البيوت، إلا أن النائبة أميرة صابر عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أكدت أن التشريعات حول إهدار الطعام كانت غائبة، لذلك جاءت الرغبة في استحداث تشريع جديد، يعمل على السيطرة على تلك الكميات الرهيبة المهدرة، التي تقدر بحسب تأكيد النائبة 50 كيلوغراما للفرد، وهي نسبة كبيرة مقارنة بنسبة الفقر والتحديات التي تواجهها مصر، والمتعلقة بالأمن الغذائي والمائي. لذا يجب أن يكون هناك ضبط تشريعي لتلك المسألة، وشددت النائبة على أن مشاهد هدر المصريين للطعام مؤلمة، ويجب عدم الصمت عليها، مشيرة إلى أن مشروع القانون له فائدة اقتصادية، وفائدة اجتماعية وتكافلية، من خلال استفادة الفئات محدودة الدخل من تلك الأطعمة المهدرة، إلى جانب قضايا البيئة، وارتباطها بقضايا الطعام الذي يستخدم قدر كبير من الطاقة. وأضافت النائبة أن القانون شمل غرامة فقط دون وجود حبس، لافتة إلى أن مواد القانون محفزة بشكل كبير مع تخصيص جائزة ينظمها مشروع القانون.
ومن نشاطات القاهرة السياسية: وصل ممثلو مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين لمقر انعقاد اجتماعات المسار الدستوري الليبي، الذي تستضيفه القاهرة استعدادا لبدء أعمال المسار.. ومن أبرز معارك أمس الأربعاء 13 إبريل/نيسان: علَّق المهندس نجيب ساويرس، على أزمة الفتوى الشاذة التي نشرتها إحدى الصحف اليومية بشأن بيع الطعام في نهار رمضان. قائلا: “اعتذار (الصحيفة) غير مقبول وسقطة صحافية، مريرة مع العلم أني تخارجت من هذه الصحيفة، وليس لديّ أي علاقة بها منذ سنوات”. وجاء تعليق ساويرس ردا على التدوينة التي نشرها الدكتور هاني راجي استشاري أمراض القلب، الذي قال: “اعتذار مقبول وأنا مزعلتش من “المصري اليوم” ممكن أزعل من صاحب الفتوى (برضه ما زعلتش) وأرجو ضروري عدم عقاب المحرر من فضلكم، عايزين حرية صحافة”. واستدعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الممثل القانوني لجريدة “المصري اليوم” بسبب نشر إحدى الفتاوى المنسوبة لأحد الشيوخ بشأن مدى مشروعية بيع الطعام لغير المسلم، التي من شأنها إثارة الفتنة والحض على التمييز بين المواطنين. وعلق الإعلامي شريف مدكور على واقعة نشر “المصري اليوم” فتوى شاذة عن بيع الأكل في نهار رمضان. وقال مدكور، إن ما حدث اليوم يعد خطأ يُحدث فتنة في المجتمع. وأضاف: “اللي كتب الخبر، أنت فين من ربنا، إنت تستاهل السجن وليس الرفت فقط، الخبر ده يعمل فتنة في بلد فيه مسلمون ومسيحيون”.. ومن أخبار الحكومة: قال الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، إن الوزارة تعمل حاليا على تطوير الملاحة النهرية بمجرى نهر النيل الرئيسي وفرعيه «دمياط ورشيد» والترع الرئيسية عبر تنفيذ عملية تحديث لأنظمة تشغيل بوابات هويس ومفيض سد دمياط لتكون ملائمة لظروف التشغيل وظروف البيئة الحالية المحيطة بالموقع، كما يتم العمل على الانتهاء من تنفيذ عملية تدعيم وتحديث الهويس الشرقي في قناطر إسنا الجديدة الواقعة على نهر النيل، كذلك تنفيذ تأهيل كباري الوصلة الملاحية بترعة الإسماعيلية من الفم وحتى الكيلو 50 وعددها 13 كوبري مشاة ملاحي سطحي، وكوبري سيارات ملاحي سطحي.

مال ساخن

أي نوع من التعاون الاقتصادي أفضل لنا هذه الأيام؟ هل وضع ودائع دولارية في البنك المركزي، أم الأموال الساخنة، أم الاستثمارات المباشرة، أم الاستثمارات البترولية، أم شراء الأشقاء والأجانب لأصول مصرية؟ أكد عماد الدين حسين في “الشروق” أن هناك نوعا من الاستثمار قد لا يكون هو الأفضل، لكنه الوحيد المتاح أمامنا في هذه اللحظة، وبالتالي يصبح هو الأفضل في هذه اللحظة، وقد تضطر دولة إلى قبول نوع من الاستثمارات في ظروف اقتصادية وسياسية معينة، لكنها لا تقبله أبدا في ظروف أخرى مختلفة. أفضل أنواع الاستثمارات هي المباشرة، خصوصا تلك التي يتم فيها ضخ عملات صعبة من مستثمرين أجانب من خارج البلاد في شرايين الاقتصاد المصري. بمعنى أن تأتي دولة أو شركة أو مستثمر ببناء مصنع ينتج سلعا ومنتجات ضرورية، وأساسية، تسد حاجة الاستهلاك المحلي وتصدير الفائض للخارج. هذا الاستثمار يوظف مصريين ويعطي لهم مرتبات ثابتة مستمرة، وبالتالي يقلل من حجم البطالة ويضيف للاقتصاد القومي. وهذا هو أرقى أنواع الاستثمار وأفضلها للاقتصاد، وبالطبع ليس شرطا فقط أن ينتج سلعا ضرورية، المهم أن ينتج ويوظف ويسد حاجة الاستهلاك ثم يصدر للخارج، وبعدها يتوسع بإضافة خطوط إنتاج جديدة وهكذا. هناك أيضا الاستثمارات المباشرة في قطاع الطاقة أي البترول والغاز وغيرهما، وبالطبع هي استثمارات مهمة جدا، خصوصا حينما تكون هناك اكتشافات ضخمة مثل حقل ظهر مثلا، لأنها توفر للخزينة عملة صعبة إضافية كنا سندفعها للاستيراد. وبالطبع النموذج الأفضل على الإطلاق أن يكون المشروع مصريا، مثل نموذج معمل تكرير مسطرد الذي أسسته شركة القلعة وهيئة البترول وبعض الأطراف العربية والأجنبية، برأس مال يزيد على 4 مليارات دولار، ويوفر لمصر عملات صعبة بمليارات الدولارات سنويا. وهو أفضل لأنه يشغل آلاف المصريين في وظائف ثابتة ومستمرة.

عيونهم على التورتة

يرى عماد الدين حسين انه حينما تضع دول شقيقة وصديقة ودائع دولارية في البنك المركزي، فهو أمر مهم أيضا، لأنه يرفع من حجم الاحتياطي بالعملات الأجنبية في البنك المركزي، وأهمية هذا الاحتياطي، أنه كلما زاد وكبر، زادت فترة تغطيته لحجم ما نستورده، خصوصا من سلع أساسية، بمعنى أن نقول إن الاحتياطي بالعملات الأجنبية في البنك المركزي يكفي لتغطية واردات مصر لمدة 4 أو 5 أو 6 شهور. وبالطبع من الأفضل أن يكون الاحتياطي النقدي من مصادر محلية تملكها الدولة، ولكن إذا لم يتوفر ذلك لأي سبب، خصوصا لضعف المصادر الدولارية، فمن المهم أن تكون لديك علاقات جيدة مع الدول الغنية، لكي تقنعها بوضع ودائع دولارية لديك. وعلينا أن ندرك أن هناك دولا شقيقة تقوم بتمديد آجال هذه الودائع ولا تطالب بها حينما يأتى موعد سدادها. هناك أيضا ما يسمى بالأموال الساخنة، أو الـ Hot Mony. وهي عبارة عن قيام أفراد وشركات أو صناديق تقاعدية باستثمار ما تملكه من عملات صعبة في بلدان لديها سعر فائدة مرتفع. على سبيل المثال فإن نسبة الفائدة في غالبية الدول الأوروبية والولايات المتحدة صفر أو نحو 1%، وبالتالي يقوم صندوق تشغيل وإدارة أموال المتقاعدين في دولة أوروبية معطظينة، أو أي شركة أو مستثمرون بافتراض أموال بالدولار بفائدة منخفضة جدا من البنوك الأوروبية، ثم يأتي بها إلى مصر ويحول الدولار إلى جنيه ويضعه كشهادة أو وديعة بالجنيه المصري، بالفائدة المرتفعة سواء كانت 11% أو 18% كما هي الآن في البنكين الأهلي ومصر. وبعد عام يحصل على الفائدة المرتفعة، ويحول أمواله مرة أخرى إلى الدولار، ويعود إلى بلده. هذا الاستثمار مربح جدا لصاحبه، وفي الوقت نفسه يوفر لمصر عملات أجنبية تفيدها في تعاملاتها الدولية، لكن عيبه الخطير أنه سريع ومقامر، ويمكن أن ينسحب في أي وقت خصوصا في أوقات الأزمات.

ببركة الله

نتوجه نحو الارض المباركة بصحبة حسن أبو طالب في “الوطن”: تعيش إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة بكاملها مزيجا من القلق وعدم اليقين بشأن ما يمكن حدوثه في الأيام المقبلة. الأسباب واضحة حتى لكثير من المعلقين الإسرائيليين أنفسهم، ولكن القرار دائما ما يأخذ ناصية العنف وتغييب السياسة والاعتماد على مقولة إن إسرائيل هي الأقوى ويحق لها أن تفعل في الفلسطينيين ما تشاء. في الأسابيع الثلاثة الماضية، حدثت عدة عمليات قام بها أفراد فلسطينيون في داخل العمق الإسرائيلي، في بنى براك والخضيرة وتل أبيب، قتل فيها أحد عشر إسرائيليا، وفي رد الفعل الإسرائيلي الانتقامي استُشهد 20 فلسطينيا، واعتُقل العشرات، وأصيب كثيرون. بعيدا عن التفاصيل تبدو هذه الصورة وكأنها نوع من الكر والفر بين شعب مُحتل وقوة احتلال غاشمة. أما في التفاصيل فتزيد الصورة وضوحا بأن العمليات الفلسطينية الأخيرة تُعبّر عن تحول نوعي مهم في مسيرة النضال الفلسطيني. فلم تعد الفصائل المعروفة كحماس أو الجهاد أو سرايا القدس وغيرها هي العنصر الحاسم في مثل تلك العمليات، رغم الأدوار التي يقومون بها في التعبئة ضد الاحتلال، بل صار الفرد الفلسطيني نفسه هو العنصر الحاسم. الفرد الذي يعيش في بيئة مليئة بالذل والإهانات والاعتقالات والسجون وغياب مصادر الرزق وفقدان الأمل واليأس مما يجري، نتيجة التغييب القسري للمصير الفلسطيني، فما كان سوى قيام شباب فلسطينيين بتوجيه رسائل فردية بأن الأمر فاق حدود الاحتمال، وأن القادم أسوأ مما قد يتصوره البعض.

رعب مشروع

أكد حسن أبو طالب أن فكرة العمليات الفردية غير المنتمية لتنظيم يخطط ويدفع بعض أفراده للقيام بعمليات ضد الاحتلال، يعمّق أزمة الأمن الإسرائيلي إلى حد كبير. فكرة الردع والترهيب باتت غير فعّالة كما كان الأمر في السابق، حسبما يعتقد المحللون الإسرائيليون أنفسهم. الأمر أشار إليه بوضوح رئيس الوزراء بينيت ووزير دفاعه غانتس، باعتبار أن تلك النوعية من العمليات يصعب اكتشافها، لأنها تدور في عقل منفذيها، وهم يتصرّفون بصورة طبيعية، ويمكنهم التسلل إلى عمق إسرائيل بسهولة، ويوجّهون أسلحتهم إلى عناصر مختلفة في أماكن غير متوقعة، ومن ثم تنجح تلك العمليات بسهولة. من أهم التحليلات التي نُشرت في «يديعوت أحرونوت» 10 إبريل/نيسان الحالي، لتوضيح الأسباب التي تجعل إسرائيل على سطح صفيح ساخن في الأسابيع المقبلة، والتي تُعد في الآن نفسه شهادة على عمق أزمة الأمن في إسرائيل، ما وصفه يوفال ديسكين، الذي عمل رئيسا لجهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» قبل عدة سنوات، بأن تلك العمليات الفردية نتيجة بيئة مشجّعة حفّزت الأفراد على القيام بما قاموا به، وهي بيئة مليئة باليأس في الضفة الغربية وفي المجتمع العربي في إسرائيل، تدفع إلى الشعور بأنه لا يوجد مستقبل، وليس هناك ما يمكن خسارته، لأن الخسارة الفادحة واقعة بالفعل. ويوجّه ديسكين رسالة إلى القائمين بالحكم بأن يحاولوا التفكير «بما يحدث للجيل الشاب من المواطنين العرب في إسرائيل، الذي ينمو داخل فراغ ملأته منظمات – حسب وصفه – إجرامية، تجارة مخدرات، جباية الإتاوة، اقتصاد أسود وكميات هائلة من السلاح غير القانوني، الذي مصدره سرقات من قواعد الجيش الإسرائيلي المستباحة وبتهريبات». وهي حالة تمتد إلى المناطق حسب تحليله إلى مناطق مختلفة تحت إدارة السلطة الفلسطينية، لكن حكومة بينيت اليمينية لا تعطي لمثل هذه التحليلات أي قيمة، رغم أنها من شخص يدرك بحكم عمله السابق كمسؤول أمني كبير الكثير من الحقائق.

كفر النعمة

أول ما يلفت النظر ويثير الحزن، على حد رأي أحمد عبد التواب في “الأهرام”بمجرد طرح موضوع هدر الطعام وإلقاء بقاياه أو ما لا يحتاج إليه صاحبه في القمامة، هو أن هناك بشرا في أشدّ الحاجة إلى هذا المهدر ويحلمون بأن يُتاح لهم، أما المؤسف حقا فهو أن إمكانية الاستفادة به سهلة ويمكن أن تتعاون في تيسيرها جهات شتى توفر المال والجهد اللذين يبخل بهما من يهدر الطعام. ويتعاظم الحزن بالانتباه إلى أن هناك ما هو أفدح من الهدر على مستوى الأفراد والأسر، وهو الكميات الهائلة من الطعام التي تتخلص منها الفنادق والقرى السياحية والمعسكرات والمطاعم والمقاهي والعربات المتنقلة التي تبيع الطعام للمارة، إلخ، فهذه تهدر أكداسا هائلة من الطعام بشكل يومي، إضافة إلى البُعد الإنسانى المباشِر، فهناك أبعاد أخرى اقتصادية، منها أن هذا الطعام المهدر هو نتيجة نشاطات استثمارية، بُذِلَت فيها جهود هائلة وأُنفِقت عليها أموال كثيرة، فالخضراوات والفواكه، هي نتيجة جهود دائِبة من المزارعين والفلاحين على مدى موسم كامل، بما في ذلك بنود إنفاق متعددة، في مواد خام ومراحل الزراعة والحصاد والنقل والتوزيع، إلخ، وكذلك، فإن لإنتاج اللحوم بنود إنفاق هائلة أخرى، تُضاف إليها كميات المياه الضخمة التي تستهلكها الحيوانات والدواجن والأسماك، والمياه عنصر ثمين يمكن الاستفادة منها في مشروعات أخرى. كما أن الهدر بالطرق المتبعة، وإضافة إلى خسائره الجمّة، فإنه يتسبب في مضار متعددة، منها تلويث البيئة وغيره. وقد تقدّمت النائبة أميرة صابر عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، بمشروع قانون لمكافحة إهدار الطعام، لإعادة توزيعه وتدويره والتبرع به، على أن ينشأ لذلك برنامج قومي لمكافحة هدر الطعام، والاستفادة من التجارب الدولية. وفي مناقشات حول مشروع القانون طرح بعض الخبراء جوانب مهمة تبلور حجم المشكلة، وتطرح أيضا مؤشرات عن قدر الفوائد من حلها، ومن هذه المعلومات الجديرة بالنظر أن الهدر على مستوى العالم يصل إلى نحو 30% من المنتج عالميا، في شكل نحو 1.3 مليار طن من الغذاء، تكفي لتوفير غذاء لمليار نسمة من الفقراء على مستوى العالم.
بأي ذنب قتل؟

سعى سامح فوزي في “الشروق” لتفسير ما جرى في الإسكندرية: فجأة، وبدون مقدمات، طعن شخص القمص أرسانيوس وديد، على كورنيش الإسكندرية. لم يفعل المجني عليه شيئا سلبيا للجاني حتى يقترف عمله الإجرامي، لكنه قتله لأسباب كامنة في نفسيته، ذاته العميقة، التي تحمل تراكم السنين من مشاعر الكراهية والغضب والتعصب ورفض الآخر. وإذا قيل إن القاتل مصاب بمرض نفسي، فإن ذلك لا ينفي أن في داخله رواسب قديمة عفنة تجاه المختلف معه في الدين، وإلا لماذا لم يعبر عن عدم اتزانه النفسي بعمل إجرامي تجاه آخرين، بخلاف رجل الدين الوديع الهادئ، الذي يقولون عنه إنه كان طيبا رقيقا، تجمعه علاقات طيبة مع كل المحيطين به، مسلمين ومسيحيين. منذ سنوات، وبالتحديد في عام 2006، قام شخص آخر في الإسكندرية، قيل أيضا وقتها إنه يعاني من مرض نفسي، بالتجول بين أكثر من كنيسة يوم جمعة ختام الصوم، أي بداية أسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة، يطعن الناس بسلاح أبيض، فقتل شخصا مسنا في إحدى الكنائس، وأصاب آخرين، ثم ذهب مستخدما وسيلة تنقل لكنيسة أخرى، وحاول في ثالثة. ولا أعرف على وجه اليقين لماذا ينشط هؤلاء الأشخاص بالقرب من الأعياد المسيحية؟ أتذكر بعد تلك الحادثة أن بعض الصحف تبارت في نشر روايات وقصص عن حوادث طعن مشايخ، وأشخاص عاديين في محاولة لإظهار أن هناك لوثة عقلية أصابت البعض، فلجأوا إلى طعن الأبرياء. واللافت أن البعض يفعل اليوم ذلك أيضا في كل الأحداث المشابهة نعود دائما إلى المربع رقم واحد، وهو الحديث عن تغيير ذهنية الناس في المجتمع من التطرف إلى الاعتدال، ومن الكراهية إلى التسامح، ومن رفض الآخر إلى قبوله، وهذا لن يتسنى إلا بالتعليم، والإعلام والثقافة، والمشاركة في المبادرات الأهلية التنموية التي تجمع مواطنين مسيحيين ومسلمين حتى تنشأ علاقات صحية طبيعية في المجتمع.

نكدي ابن نكدي

أيها الأكثرعبوسا الرجل أم المرأة؟ وأيهما يحيل البيت لبؤرة من النكد وينشر الإحباط والملل بين أفراد الأسرة؟ ماجي الحكيم سعت للبحث عن إجابة في “الأهرام”: أجمعت كل الدراسات العلمية على أن السيدات أكثر ضحكا من الرجال، تقول آخرها وهي أمريكية أن الطفل يضحك 400 مرة في اليوم، والمرأة 68 مرة في اليوم، بينما لا تتعدى ثماني مرات عند الرجل. أهمية الضحك وفوائده معروفة ولست بحاجة لسردها، يكفي فقط أن أذكر أن الضحك لدقيقتين يعادل عشرين دقيقة من الجري؛ أي نوع من الضحك هذا الذي تمارسه السيدات عدة مرات يوميا، ومع ذلك يأتي البعض ليتهم معظمهن بالنكد. الضحك ليس دائما دليلا على السعادة أو البهجة، يقول روبرت آر بروفين أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ماريلاند الأمريكية، ومؤلف كتاب “الضحك”، أن معظم الضحك لا يكون ردا أو ناتجا عن النكات والدعابات.. وفي دراسة استتقصائية قام بها مع عدد من الطلاب، شملت 1200 “حلقة ضحك”، وجد أن نسبة لا تتعدى العشرين في المئة فقط يأتي الضحك فيها على أثر الدعابات، بينما البقية لأسباب أخرى ذكرت منها الكاتبة السخرية، التهرب من إجابة أو لمحاولة إثبات الشعور بالأمان. لأن بروفين يعتقد كما أوضحت ماجي الحكيم أن النساء يأتين في مرتبة أدنى اجتماعيا، لذلك يجد إنهن يضحكن أكثر ليعطين الانطباع بعدم الخوف، أو في محاولة لجذب الجنس الآخر. هذا الرأي يعد رأيا شخصيا إلى حد كبير، حتى إن كانت النسب أقرب للحقيقة، فعلى جانب آخر اتفق علم النفس على أننا نستخدم الضحك لموازنة مشكلات الحياة، حيث يساعد الإنسان على أن يكون قويا عاطفيا ونفسيا، ويجعله ودودا وأكثر جاذبية. كريستي نيكولسون محرر مشارك في Scientific American Mind تقول في مقال منشور لها في الدورية نفسها تحت عنوان “فجوة الفكاهة”، إن الضحك له أشكال كثيرة منه ساخر، ذكي، استفزازي وغيرها، وإن حس الدعابة يختلف بين الرجل والمرأة. فالرجل يريد شخصا يضحك على نكاته، بينما المرأة تريد شخصا يضحكها.. لذلك تجد النساء الرجال المضحكين أكثر جاذبية، خاصة في اللقاء الأول، تضيف نيكولسون أن المرأة بوعي أو بغير وعي تكتشف أن الفكاهة مؤشر جيد على الذكاء.. كما أن الدراسات التي تؤكد أن النساء يضحكن أكثر من الرجال لا تحتاج لبراهين علمية، فيكفي أن نتذكر أيام الدراسة لنكتشف تلك الحقيقة. أيا كان من يضحك أكثر، ولأي سبب يضحك أكثر، سواء هروبا من موقف، أو سخرية من شخص، أو نقدا، أو لجذب الآخرين، المهم هو أنه ينعش قلبه بضحكة حتى لو صورية، فلها أيضا تأثير إيجابي أقل. نحن جميعا نلجأ للضحك لتنعيم علاقاتنا بالآخرين، فالدعابة والضحك وسيلة للتواصل والترابط مع بعضنا بعضا، وهو أكثر الطرق ذكاء وسهولة لتقول للآخر: “أنا معك”. إلى كل رجل يظن أن المرأة “نكدية”، وإلى كل سيدة تعاني من تلك التهمة، افتحوا أعينكم على الحقيقة الواضحة أن المرأة ذكية وضحكها خير دليل.
ماذا لو عاد؟

سؤال ليس على الأذهان طرحه فاروق جويدة في “الأهرام”: كثير من المحللين والكتاب يعتقدون أن أمام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرصة لأن يحكم أمريكا مرة أخرى.. وأن الظروف التي عاشتها أمريكا في ظل الرئيس جو بايدن قد وصلت بها إلى أزمات كبيرة.. وكان ينبغي أن يكون القرار الأمريكي أكثر حسما.. فقد أخطأت أمريكا حين تخلت عن أوكرانيا، واكتفت بأن ترسل لها السلاح والمعونات.. وأن أمريكا قد فرطت في عدد كبير من الأصدقاء في دول العالم المختلفة، خاصة بعض الدول العربية.. وعلى المستوى الداخلي فإن المواطن الأمريكي يعاني ظروفا معيشية صعبة أمام ارتفاع الأسعار والبطالة ونقص الخدمات الصحية.. وأن أمريكا فقدت الكثير من هيبتها أمام روسيا التي وضعت العالم كله أمام كارثة كبرى.. وأن أمريكا سوف تخرج من هذه المواجهة وقد خسرت الكثير.. ويرى البعض أن الرئيس ترامب كان قادرا على أن يكون أكثر حسما في مواجهة روسيا، خاصة أن علاقاته مع الرئيس بوتين كانت أفضل كما أن ترامب كانت لديه أوراق كثيرة أمام بوتين.. إن المقارنة الآن بين بايدن وترامب تجعل موقف ترامب أكثر قوة وتشددا مع الروس.. وكان قادرا على أن يدير معركة البترول بصورة أفضل.. ولا شك في أن ما يجري الآن من الأحداث التي هزت أركان العالم سوف تعطي الرئيس ترامب فرصة لأن يعود إلى البيت الأبيض.. إلا إذا ظهر فارس آخر ووجد الشعب الأمريكي فيه منقذا من كل هذه الأزمات.. إن أمريكا القوة العظمى تواجه الآن تحديات لم تشهدها من قبل، وهي في حاجة إلى من ينقذها.. فهل يمكن أن يكون ترامب أم أن هناك شخصا آخر تخبئه الأقدار من جيل جديد يعيد لأمريكا عرشها القديم.. الرئيس ترامب يشاهد الأحداث من بعيد وينتظر رحيل بايدن لكي يعود إلى البيت الأبيض، ويكتب صفحة جديدة وسوف يجد من يفتح له الطريق.. سوف يجد ترامب وسط هذا الدخان أطرافا كثيرة تدعوه لأن يتصدر المشهد حربا أم سلاما أمام بوتين وهما صديقان.. فهل يشاهد العالم فصلا جديدا في الرواية أم يسدل الستار؟

أخبار سعيدة

وسط كل هذه الصراعات الدولية، ومع تصاعد حدة التوترات الإقليمية، ومع الارتفاع الهائل في الأسعار عالميا، هنا في “مصر” شهدنا عددا من الأخبار السعيدة، التي أعطتنا طاقة إيجابية، كما يرى بلال الدزي في “البوابة” ومن هذه الأخبار: إعلان وزارة الصحة عن إجراء مليون و160 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنهاء قوائم الانتظار ومنع تراكم قوائم الانتظار ومنع تراكم قوائم انتظار جديدة في التدخلات الجراحية الحرجة، التي تشملها المبادرة، منذ انطلاقها في شهر يوليو/تموز عام 2018 وشملت المبادرة جراحات القلب والعظام والرمد والأورام والقساطر المخية وقسطرة القلب والمخ والأعصاب وزراعة الكلى وزراعة الكبد وزراعة القوقعة، وتم توزيع المرضى مركزيا على المستشفيات التابعة للمبادرة لضمان حصولهم على الخدمات الطبية بأقصى سرعة ممكنة، وهذا الخبر تحديدا يؤكد للمواطنين أن الحكومة تقف بجانبهم وتساندهم في وقت الشِدة.

شركاء الفقر

كأنه أراد أن يهون على أبناء بلده ما هم فيه فقرر محمد أحمد طنطاوي في “اليوم السابع” أن يتحدث عن الفقر الذي حل بالأوربيين: “كان لديّ أجر يمكنني من العيش بشكل جيد، لكن اليوم أصبحت موظفا فقيرا” هذه كلمات وجهها مواطن فرنسي للرئيس إيمانويل ماكرون، يشتكي الغلاء والأوضاع المعيشية الصعبة، في مقطع فيديو أرسله لي أحد الأصدقاء، وقد ظهر الموظف الفرنسي وهو يناقش الرئيس ويخبره بأنه يتقاضى وزوجته 4 آلاف يورو شهريا، وفي اليوم الخامس من كل شهر بعد دفع الفواتير والقرض، يتبقى له صفر، معللا أنها ليست حالة فردية، بل تخص أغلب العائلات الفرنسية، التي باتت ترى الذهاب للتسوق أو التزود بالوقود أمرا مرعبا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رد على المواطن بعبارات بسيطة ومقتضبة قائلا:” كلامك صحيح في كل ما يتعلق بالبترول والغاز، وليست هناك وصفة سحرية أو لا حلول واضحة لأننا لا ننتجها، لكن يتعين علينا خفض الأسعار من خلال الاعتماد بشكل أقل على روسيا”، لكن المواطن استمر في سرد همومه، دون توقف وانتهى إلى القول بأنه لم يعد يتمتع بما يتقاضاه، وهذه مشكلة كبيرة يعيشها المجتمع الفرنسي، نتيجة ارتفاع معدلات التضخم بصورة غير مسبوقة، بالإضافة إلى تبعات الحرب الروسية الأوكرانية. أزمة ارتفاع الأسعار ليست خاصة بفرنسا وحدها، بل أزمة عالمية، يعاني العالم كله آثارها السلبية، وقد شاهدت تقريرا مصورا لقناة “دويتشه فيله” الألمانية، يسأل المواطنين الألمان عن كيفية مواجهة موجة الغلاء التي تسيطر على البلاد؟ وكانت الإجابات متنوعة، لكنها اتفقت جميعها على أن تقليل الاستهلاك بات ضروريا، خاصة في السلع الأساسية مثل الزيت والدقيق، والتأثر الكبير لفرنسا وألمانيا، جاء نتيجة زيادة أعداد سكانهم، مقارنة بباقي دول أوروبا، لكن بلا شك هناك أزمة غلاء كبيرة تجتاح أوروبا بالكامل، وستتجلى تبعاتها كاملة خلال الفترة المقبلة. الشاهد من كل ما سبق أن حالة الغلاء التي يشعر بها المواطن المصري ليست خاصة أو مرتبطة بمصر دون غيرها، لكنها مشكلة عالمية.

ليست الأخيرة

لدى فكرية أحمد في “الوفد” ما يدعوها للحزن والقلق معا: محمد كمال رجل محترم يقترب من الخمسين من العمر، يعمل في المقاولات ولديه أسرة، زوجة و4 أبناء، بينهم بنت، أكبرهم في الرابعة عشرة من العمر، بعد صلاة التراويح كان عائدا لبيته في المنيب، وشاهد شابين يقفان على ناصية الشارع ويعاكسان الفتيات، طلب منهما الابتعاد عن المكان والتوقف عما يفعلانه، فلا يصح هذا التحرش في هذه المنطقة، ولا في غير هذه المنطقة، ولا التعرض لفتيات المنطقة ولا حتى الغريبات من المارة، يا ناس إحنا في شهر رمضان حتى اتقوا الله. بالطبع لم يعجبهما كلامه، وتطور الأمر إلى مشادة كلامية، انسحب فيها الشابان إلى منزلهما، واعتقد الرجل أن الأمر انتهى، ولكنهما عادا إليه ومعهما ثالث، والدهما، وقد تسلحوا بزجاجات مولوتوف وفقا لشهود العيان، في ما حمل الأب الـ«غَضَنْفَر» فرد خرطوش، وتكاثر على الرجل الجدع الشهم، وقتلوه، قتله الأب بإطلاق رصاصه على رأسه من قرب، ليسقط مضرجا في دمائه وتصعد روحه الطاهرة لبارئها، قتله والد المتحرشين بدم بارد، ليحمي الفعل المنكر لأولاده، بدلا من تأديبهم وردعهم بكلمة «عيب»، ولييتم أربعة أطفال، ويرمل زوجة ليس لها في الدنيا سوى زوجها الذي يشهد له الجميع بالأخلاق وعمل الخير، لقد قال الشيطان للقتلة «اطردوه من الدنيا إنه ينتمى لقوم يتطهرون، قوم يدافعون عن الشرف والفضيلة، قوم لم يعد لهم كثير من مساحات الأماكن في هذا الزمان». ليست الحادثة الأولى التي يدفع فيها إنسان شهم خلوق حياته ثمنا لرجولته، ودفاعه عن أعراض بنات الناس ضد كلاب وذئاب السكك، وقد لا تكون الأخيرة، فقبل شهرين قتل متحرشون سفلة الشاب أيمن 22 سنة في منطقة الجراج في حي السلام، شاب بسيط يجري وراء لقمة عيشه، حيث يعمل سائقا، ورأى ثلاثة عاطلين يتحرشون بفتاة، تدخل لحماية البنت، وكان نصيبه طعنات قاتلة، ليرحل عن دنيا الباطل تاركا خلفه أسرة بسيطة كان يعولها، عشرات الحوادث تطل علينا بوجهها القبيح القذر في هذا الإطار، ولا يمكننا أن ننسى مأساة الشاب محمود البنا، الذي كان زهرة للحياة في مدينة تلا في المنوفية، عندما دفع حياته ثمنا للدفاع عن فتاة تحرش بها شاب.

لعلها ريهام

اهتم طارق الشناوي في “المصري اليوم” بإسداء النصح للممثل الذي قرر الاعتزال مؤخرا: بمجرد أن أعلن الفنان القدير توفيق عبدالحميد قراره الاعتزال بعد نهاية تصوير (يوتيرن).. وجدنا على (السوشيال ميديا) أصابع الاتهام تتوجه مباشرة إلى بطلة المسلسل ريهام حجاج، باعتبارها هي من دفعته إلى اتخاذ هذا القرار، مستندين إلى اتهامات سابقة نالت منها قبل نحو عامين مع بداية عرض مسلسل (لما كنا صغيرين).. فقد هدد خالد النبوي الذي كان يشارك ريهام البطولة باعتزال التمثيل، بسبب تراجع اسمه على (البوستر) الدعائي. وكعادة توفيق، عندما بدأت تنتشر تلك الأخبار، سارع بنفي الشائعة، مؤكدا أن ريهام التي تؤدي دور ابنته هي بالفعل بمثابة ابنته، والأمر مباشرة يعود إليه. أنا أصدق توفيق عبدالحميد، فهو ليس فنان (تريند) يبحث عن لقطة ليتعاطف معه الناس، كما أن ضميره الشخصي يقظ ولا يرضى أن يوجه لأحد اتهاما بالباطل، إلا أن قرار الاعتزال في هذا التوقيت بعد نحو عشرة أيام فقط من رمضان، يطرح أيضا تساؤلا، وينتقل من بطلة المسلسل إلى المسلسل، ما رأيته حتى الآن على الشاشة لم يكن بحجم ترقبنا لتوفيق عبدالحميد، الدور لا يحمل تحديا لممثل غاب عن الساحة فيقرر العودة بعد كل هذه السنوات من أجله. ولا أتصور- رغم مشروعية ذلك – أنه وافق على المسلسل من أجل حصوله على أجر، هو بالتأكيد بحاجة إليه، فهو لم يحترف عملا آخر إلا التمثيل، ولديه مثل كل الناس مسؤوليات مادية.. السبب المعلن للاعتزال له علاقة بحاجته لرعاية صحية، أي أنه أيضا سيجد نفسه بحاجة إلى رعاية مادية موازية لينفق على الرعاية الصحية. أتصور أن سيناريو (يوتيرن) مثل أغلب الأعمال الدرامية التي نشاهدها في رمضان، وافق عليه توفيق قبل أن ينتهي المؤلف أيمن سلامة من كتابته كاملا، أي أن توفيق وافق بعد قراءة عدد من الحلقات، ربما لم تتجاوز النصف الشخصية المحورية هي ريهام، وكل من شارك في المسلسل ووقع العقد يعلم ذلك.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية