الدوحة- الأناضول- أعرب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن شكره لتركيا وقيادتها، لدعمها القضية الفلسطينية واشتراطها رفع الحصار عن غزة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. جاء هذا في رده على سؤال لمراسل “الأناضول”، خلال لقاء مع الإعلاميين نظّمه في العاصمة القطرية الدوحة مساء الأربعاء، تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أحد شروط تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو “رفع الحصار عن غزة”.
وقال مشعل “تصريحات وزير الخارجية التركي ردت على ما قيل عن مصادر مكذوبة بشأن التطبيع مع إسرائيل، يُشكر الأتراك وتُشكر القيادة التركية أنها وضعت شرط كسر الحصار عن غزة، ولو تخلت تركيا عن هذا الشرط لتفاهمت منذ زمن”.
وبيّن مشعل أن الحركة “تسعى لكسر الحصار عن غزة بالجهد القطري والتركي بإعادة الإعمار وغيرها”. وحذّر من أن “هناك مخططات إقليمي تتحرك اليوم لمحاولة صياغة المشهد الفلسطيني الداخلي وصناعة قيادته الجديدة والتحكم فيها وبقرارها السياسي وفق مقاسات إقليمية وليس وفق متطلبات شعبنا ومصالحه وثوابته”. وأشار إلى أن هذه المخططات “تستهدف غزة ورام الله، وتعمل على كسر حماس وكسر مشروع المقاومة”. واعتبر أن ضم وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان للحكومة الإسرائيلية مؤخراً يأتي لأن “له خبرة وعلاقات تساعد إسرائيل على تنفيذ هذه الأجندة”.
وانتقد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، مبادرات سياسية دولية، قال إنها ” هي أقرب لملء الفراغ والإلهاء منها كفرص جادة حقيقية لمعالجة هذا الصراع فضلاً عن اختلال مضمونها في الأساس”. وحذّر من أن “هناك سعياً لتفتيت الأمة وتقسيمها”، مشيراً إلى أن “الكيان الصهيوني عامل أساسي في تأجيج قضايا المنطقة وتأزيمها وتأخير حلها في ظل أجندته الساعية لتقسيم المنطقة واستنزاف مقدراتها.” وأضاف “في ظل انشغال العالم عن القضية الفلسطينية، تبرز أهمية العامل الفلسطيني وضرورة ترتيب أولويات البيت الفلسطيني”. وتابع: “هناك 5 أولويات للحركة هي: إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية”، ولفت إلى أن هناك 3 عناوين هي جوهر المصالحة وتحقيق الوحدة هي: “حكومة وحدة وطنية، وانتخابات لكل مرجعياتنا في السلطة ومنظمة التحرير، وشراكة بين كل القوى والفصائل في الحرب والسلام”.
ومن بين الأولويات الأخرى التي حددها مشعل هي “المحافظة على زخم الانتفاضة والمقاومة ، وكسر الحصار عن قطاع غزة مع السعي لتجنب أي حرب جديدة على قطاع غزة، فمشروعنا مقاومة وتحرير وليس سلسلة من الحروب مع الاستمرار في تعظيم قدرات المقاومة وجاهزيتها والاستعداد لأسوأ الاحتمالات”.
وعن علاقة “حماس” مع مصر، قال “مصر أكبر دولة عربية، ولا أحد عاقل في الساحة الفلسطينة يستطيع أن يتجاهلها أو أن يستغني عن دورها “. وأشار إلى أن علاقة الحركة حالياً محصورة مع المخابرات المصرية ، معتبراً هذه العلاقة “أحد أهم أدلة براءة “حماس” من اتهماها بالتورط في اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات”.
وفي تعليقه على تصريحات القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق بشأن إشادته بدعم إيران للمقاومة، مؤخراً، قال مشعل “هناك معركة نخوضها مع الاحتلال في ظل اختلال موزاين القوى، ونحن محتاجون للدعم ، وبصرف النظر عن اتفاقنا معه سياسياً أو اختلافنا نرحب بدعمه ولا نجد غضاضة في ذلك وقبولنا للدعم منه ليس تأييداً لمواقفه أو أجنداته هنا أو هناك، شرط ألا ندفع فاتورة من قيمنا السياسية “.
وبيّن أنه لا يوجد ما يمنع دعم من هذا الطرف أو ذاك “لكن مع بقاء ثوابتنا أننا لا نتطابق من أجندات الآخرين التي نخالفها، ونحن ضد التدخل في سوريا والعراق واليمن وفي قضايا الأمة”، مستطرداً “هذا جوهر موقف حماس”.
وعن سبب إخفاق جولات المصالحة بين “فتح” و”حماس” التي استضافتها الدوحة، قال:” هناك أخطاء من “فتح” و”حماس”، كما أن المصالحة لم تعد شأنا فلسطينياً يتدخل فيها القريب والبعيد “.
ومضى بقوله: “قطر مشكورة استضافتنا مرتين وخطونا خطوات معقولة، المحطة الثالثة (انتهت الأسبوع الماضي) عملنا ولكن هناك بعض التباينات في بعض المسائل، وقلنا لنعد الكرة بالرعاية القطرية الكريمة فنحن ما زلنا في الطريق”.
ونفى مشعل لقاءه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارة الأخيرة للدوحة الشهر الجاري، وقال: “لم يحصل أي لقاء”.
وفي رده على سؤال لمراسل “الأناضول” حول علاقة الحركة بالسعودية بعد زيارة وفد الحركة لها العام الماضي، قال مشعل: “سياستنا الانفتاح على كل الدول العربية والاسلامية ، البوابة مفتوحة من طرفنا، ولكن من الطرف الآخر، هناك دول بوابتها مفتوحة معنا دائما مثل قطر وتركيا، وهناك دول تفتحت أحيانا وتغلق أحيانا، وهناك بوابات مغلقة، وسنطل نطرق كل الأبواب من أجل شعبنا الفلسطيني”. ودلل على تمسك “حماس” بمبادئها قائلاً: “كنا ملوكاً غير متوجين في سوريا لمدة 15 عاماً عندما اقتضى الأمر أن ننحاز إلى قيمنا خرجنا من دمشق”.