كنا وما زلنا على اعتقاد كامل بأن مشاكل الأمة العربية ناشئة، في الأساس، بسبب قياداتها الفاشلة، والتي ما كانت في أية مرحلة من تاريخها الحديث تعمل بصدق وهمة واخلاص من اجل وحدتها وتسخير ثرواتها وخيراتها وطاقات افرادها من اجل كل مواطني هذه الأمة، بل كانت اشد بلاء وسطوة ونهبا حتى من الدول الاستعمارية! ولعل من بين الاسباب الهامة الأخرى، التي يجب الاعتراف بها، الأمية والجهل المتفشي واستخدام الدين الاسلامي وفتاوى شيوخ الحاكم في تحريف المبادئ السامية لهذه العقيدة العظيمة. ان المقارنة بين القيادة الايرانية الموحدة وقيادات الدول العربية يكشف الفرق الهائل ويؤكد الاسباب التي جعلت من ايران قوة يحسب الغرب الاستعماري لها الف حساب. وفي امتنا من الرجال المخلصين الأذكياء القادرين على تخليص امتهم من هذا التشرذم وتلك الحالة الممتهنة والذليلة، لكنهم اما قابعون في المعتقلات او مشردون خارج اوطانهم!! رغم ان قلة قليلة قد بدأت ثورتها الربيعية الكبرى وتتعرض الان لكل اساليب القمع والمؤامرات. ويا ليت المشاكل والعقبات محصورة في القيادات الحاكمة بل تعدتها الى حروبا شرسة بين اتباع المشاريع القومية والاسلامية والعلمانية!! ومع ذلك كله فان الحل النهائي والأخير بيد الشعوب، التي ستجبر الجميع على توحيد قواهم من اجل البقاء احرارا كرماء كغيرهم من الشعوب والأمم. عبدربه خطاب