مصائب.. ويلات.. كمامات: قاموس “مؤلم”.. وزارة الخصاونة وهي “تصارح” الشعب الأردني

حجم الخط
6

عمان- “القدس العربي”: “لدينا الكثير من المصائب والتحديات”.

تبدو عبارة مؤلمة حقا وتصبح مؤلمة أكثر عندما تصدر تحت قبة البرلمان الأردني وحصريا عن رئيس الوزراء الصريح الدكتور بشر الخصاونة ضمن سياق مداخلة أولية قدمها قبل إدلاء حكومته ببيان الرد على نقاشات مجلس النواب بالميزانية المالية.

شرح الخصاونة لأول مرة “أتينا بفصل صعب ونسعى للمصداقية حتى لو كانت مؤلمة”.

وصف رئيس وزراء الأردن ميزانية مالية حكومته المالية للعام 2021 بأنها “الأصعب”.

 لاحقا أكمل وزير المالية الدكتور محمد العسعس نصاب المصارحة والمفارقة عندما وجه نداء للأردنيين حيث قال: “نرجوكم ارتدوا الكمامات لحماية الاقتصاد من الويلات”.

مفردات مثل “ويلات ومصائب” ترد لأول مرة تقريبا في قاموس كبار مسؤولي الحكومة وأمام ممثلي الشعب

 مفردات مثل “ويلات ومصائب” ترد لأول مرة تقريبا في قاموس كبار مسؤولي الحكومة وأمام ممثلي الشعب والوزير العسعس يعتذر للنواب عن تلبية مطالبهم بخصوص الميزانية المالية لأنها فوق قدرة الميزانية لكنه يضمن لهم بأن الحكومة ليست بصدد إلا قراءة واقعية للواردات والنفقات ولن ترفع الضرائب والرسوم.

عبرت الميزانية المالية بصخب برلماني أقل عمليا.

لكن جرعة المصارحة كبيرة جدا هذه المرة.

 ذلك سياسيا يعني تحولا ما في لغة السياسيين والإعلاميين الخبراء فالحديث عن وجود الكثير من التحديات والمصائب وتوجيه نداءات لحماية الاقتصاد من الويلات عبر ارتداء الكمامات ينطوي على جرعة مصالحة كبيرة قد تخفي في باطنها السيناريو “الأسوأ”.

 وقد يخفي أيضا شعور وزارة الخصاونة بالتركة الثقيلة التي ورثتها عن حكومة الدكتور عمر الرزاز بعدما رحلت حديثا وفي انتخابات مطعون فيها ضمنيا ويقرر المركز الوطني لحقوق الإنسان بأنها معيبة وفيها أخطاء جسيمة.

ما الذي يريد الخصاونة والعسعس أن يقولاه للأردنيين في بطن الكلام؟

 سؤال صعب لكن ارتباطه واضح بما سماه العسعس سابقا وهو يتحدث لـ”القدس العربي” ببناء توقعات واقعية والحديث بصراحة وشفافية مع الأردنيين.

لكن الإجابة حتما مرتبطة بجرعة التمهيد الحكومي التي ظهرت بعد عصر السبت وعلى لسان الناطق باسم الحكومة علي العايد وتحت عنوان الوضع الوبائي مقلق جدا والإيحاء بأن الحكومة قد تضطر آسفة لإجراءات إغلاق وحظر جديدة من الواضح أن كلفتها الاقتصادية مرتفعة وسط حالة الانكماش النقدي والمالي التي تجتاح العالم.

تعريف الحكومة للمصائب والويلات لم يكن شفافا أو مفصلا.

وسط زحمة الإيحاء بإغلاق قطاعات اقتصادية لأسباب صحية برز خطاب لرئيس غرفة تجارة عمان وهو يتحدث عن “كارثة” في القطاع الخاص إذا ما عاد الإغلاق

ووسط زحمة الإيحاء بإغلاق قطاعات اقتصادية لأسباب صحية برز خطاب لرئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق الصريح والمباشر وهو يتحدث عن “كارثة” في القطاع الخاص إذا ما عاد الإغلاق، رافعا ولأول مرة وبعيدا عن لغته الدبلوماسية المعروفة عبارة “ادفعوا للقطاعات التي ستغلقونها تعويضات وادفعوا الرواتب والفواتير قبل العودة إلى التشدد والحظر كما فعلت بقية الدول في العالم”.

من أين سيدفع العسعس للقطاع الخاص ما دام للتو وبعد ظهر الأحد قد اعتذر من نواب الأمة على أساس أن مطالبه المالية تفوق قدرة هذه الميزانية.

 مجددا عن أي صنف من المصائب والويلات يتحدث كبار أقطاب حكومة الخصاونة؟

للتو كان وزير الاستثمار والعمل في الحكومة قد أفرغ علنا وبخطاب للجمهور بعيدا عن مجلسي الوزراء والنواب ما في جعبته من صراحة موازية في بند مصائب الاستثمار.

 الوزير الدكتور معن قطامين صارح الناس بأن وضع الاستثمار أيضا صعب ومعقد والإجراءات غير منتجة والنافذة الاستثمارية غير نافذة ومعيقات البيروقراط صلبة وقوية.

هل يخطط وزير الاستثمار للقفز من سفينة الويلات التي يتحدث عنها زميله العسعس قبل حصولها؟

تلك قد تكون حسابات شعبوية.

لكن حكومة الخصاونة تصارح الجميع وبجرعة غير مسبوقة هذه المرة فالحظر قد يعود وموجة الوباء الثالثة طرقت أو دخلت الأبواب واللجنة الوبائية مع المؤسسة العسكرية توصيان بالعودة للإغلاق.

 باختصار السيناريو الأسوأ قادم ماليا واقتصاديا وجرعة الشفافية ربطها مبكرا الرئيس الخصاونة بـ”ألم محتمل” في الطريق عندما قال نسعى للمصداقية حتى لو كانت مؤلمة.

حتى اللحظة ووسط غياب الشفافية عن ملف اللقاحات تحديدا لا أحد يعلم ما هي عناصر التلغيز السياسي المقصودة أو المبتغاة خلف خطاب رموز الحكومة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عدنان:

    بلا شك كارثة

  2. يقول ابوعرب:

    المصداقية الوحيدة لكل حكومة هى جباية جديدةحتى لولم تكن لها مسمى هذة الحكومة وسابقاتهاهمهم الوحيد هى جيبهم وجيب الاصدقاء ام الشعب على اللْة تعود

  3. يقول سامح //الأردن:

    *الفساد والرواتب الخيالية سبب العجز
    في ميزانية البلد.
    الإغلاق والحظر الشامل يزيد الطين بله
    ولا يحل أي مشكلة.
    حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين والمفسدين بالأرض.

  4. يقول عادل حرب الجبارات:

    المطلوب بهذة الفترة الصعبة ..
    أن يتم تغير النهج بالتصريح والتوعية لمخاطر الفايروس الصحية وما يُخلفه من تراكُمات وملفات كبيرة بنهيار عشرات القطاعات وفقدان الآلآف من الوظآئف …
    أتمنى أن تعمل النقابات والجمعيات والمُنظمات بوآقعية الفايروس
    حيثُ تعلم ويعلم الأغلبية أن هُنآك الكثير من المواطنين يعتقدون لمآ يتدآولون أن هُناك مؤامرة دولية وأن ما يتم التصريح به مُبالغ به بالأعداد بالإصابات والوفيآت بسبب الفايروس للآسف
    المطلوب أن يكون هُنآك إثبآت وآقعي من التاريخ حيثُ بمئة سنة مر خلآلها ثلاثة إنتشار الوبآء مضت حصد مئات الملآيين من البشر …
    وللحديث بقية

  5. يقول ماجد توفيق:

    الاقتراح هو :
    تخفيض الرواتب الفلكيه الممنوحه لبعض المناصب والمراكز واخص هنا ايضاً رواتب اعضاء مجلس النواب.
    رفد خزينة الدوله باموال المنح والصدقات الممنوحه للاردن المسكين.
    والله يحمي الوطن . . . . . .
    والشرفاء فيه فقط.

  6. يقول غالب:

    الاغلاق والحظر هو شهادة وفاة للاردن، ماذا جنى الاردن من الحظر السابق؟ (لا شيء)، الحكومات المتعاقبة لم تترك رصيدا من الثقة بها بسبب رعايتها للفساد وتنميتها له والاستفادة منه على حساب المواطن الذي حُددت وظيفته بدفع الضرائب فقط لمصلحة “الوطن” الذي لا يرى فلسا واحدا منها، *الوطن=جيوب المسؤولين

إشترك في قائمتنا البريدية