الناصرة ـ ‘القدس العربي’ رأى محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة ‘هآرتس’ العبريّة، تسفي بارئيل، أنّ حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) تمرّ في أحلك الظروف منذ تأسيسها في العام 1987، مشدّدًا على أنّ الدولة العبريّة يجب أنْ تكون سعيدة جدًا بسبب التطورات والمستجدات الأخيرة التي تعصف بالحركة، فالجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة قطعت علاقاتها بتاتًا بالحركة، أمّا مصر، أضاف بارئيل، فإنّها تقوم بتنفيذ عمليات هدم الأنفاق لمنع تهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء إلى قطاع غزة، وهي المهمّة التي كانت ملقاة على عاتق الجيش الإسرائيليّ.
وفي ما يتعلّق بعلاقة طهران مع حماس، قال المحلل الإسرائيليّ إنّ العذر الذي قدّمته إيران لرئيس الدائرة السياسيّة في الحركة، خالد مشعل، الذي طلب زيارتها، كان واضحًا وشديد اللهجة: نحن الآن، قال الإيرانيون لمشعل، منشغلون في الملّف السوريّ وببناء علاقاتنا الدوليّة من جديد، وبالتالي من الأفضل تأجيل الزيارة إلى موعدٍ لاحقٍ، مشيرًا إلى أنّ هذا الجواب الإيرانيّ اقتبسه من أحمد يوسف، الذي شغل سابقًا منصب مستشار رئيس الحكومة المقالة في غزة برئاسة إسماعيل هنيّة، والذي أكّد على أنّ هذا الرد الذي تلقاه وفد الحركة لدى وصوله إلى طهران واجتماعه إلى المسؤولين الإيرانيين، حيث طلب أعضاء الوفد تنظيم زيارة لمشعل إلى الجمهورية الإسلاميّة لإصلاح ذات البين بين الطرفين.
وأضاف بارئيل قائلاً إنّ الغضب الإيرانيّ على حركة حماس بسبب موقفها من النظام السوريّ ليس جديدًا، والعلاقة بين الطرفين شبه منقطعة، لكن الآن ثمة عامل جديد دخل على الحسابات الإيرانيّة، ذلك أنّ الجمهورية الإسلاميّة بقيادة الرئيس الجديد، الشيخ حسن روحاني، تُفضّل العودة إلى منطقة الشرق الأوسط عن طريق الباب الرئيسيّ، وليس عن طريق تنظيمات تُعتبر مناهضة للتيار المركزيّ، وهنا تمكن مشكلة حماس الرئيسيّة،على حدّ وصفه.
وأوضح أنّ الضربة التي تلقتها حماس من إيران، جاءت بعد أنْ أصدرت مصر قرار الإعدام بحقّ حركة حماس، كما قال أحد المسؤولين الكبار في الحركة، كما أنّ المملكة الأردنيّة الهاشميّة لا تسمح لحماس بافتتاح فرع لها في عمّان، كما أنّ إمارة قطر، التي تقوم بتزويد الحركة بالأموال، ولكن ليس بالمبالغ التي وعدتها بها، لا تُقدّم ولا تؤخّر، ذلك لأنّ معبر رفح مغلق، منذ ثلاثة أيام، ويعمل بشكل غير منتظم، وإسرائيل تضع العراقيل أمام إدخال مواد البناء، وبالتالي فإنّ الأموال القطريّة لا جدوى منها في هذه الظروف، بحسب المحلل الإسرائيليّ. بالإضافة إلى المصاعب التي تًواجهها الحركة على الصعيد العربيّ، أضاف المحلل، هناك مصاعب أيضًا في قطاع غزة، وذلك عن طريق حركة (تمرد غزة)، التي اقتبست الاسم من الحركة المماثلة في مصر، والتي كانت السبب الرئيسيّ في إحداث الانقلاب في حزيران (يونيو) الفائت، حيث أنّ (تمرد غزة) تعكف على تحضير مظاهرات كبيرة في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، لافتًا إلى أنّ موقع الإنترنت التابع للحركة أوصى المواطنين في القطاع بتخزين المواد الغذائيّة لمدّة أسبوع، تحسبًا لهجوم من قبل قوات الأمن المسلحّة التابعة للحكومة المقالة، محذّرةً من أنّ من يخرج من بيته يتحمّل المسؤولية.
وأشار إلى أنّ الناطقة بلسان الحركة، هند العربيّ، قالت في مقابلة متلفزة مع قناة (دريم) المصريّة، إنّ حركة (تمرد غزة) تهدف لإسقاط حكم حماس في القطاع، لأنّ الحركة تنتهج سياسة قاسية مع المواطنين، ولأنّها بحسب العربي، باتت الذراع الحامية للدولة العبريّة، على حدّ تعبيرها. ولفت المحلل إلى أنّ حركة حماس لا تتعامل مع التهديد الداخليّ على أنّه سحابة صيف عابرة، بل ترى فيه تهديدًا، وللتدليل على ذلك، أضاف أنّ عددًا من قادة الحركة وفي مقدّمتهم د. محمود الزهار ووزير الداخلية في الحكومة المقالة، فتحي حماد، بهدف التباحث في كيفية وآلية مواجهة (تمرد غزة).
في السياق ذاته، قال موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت إنّ المعركة القادمة مع حركة حماس، لن تكون سهلة، بل ستكون أكثر تعقيدًا وضراوة من عملية (عامود السحاب) العام الماضي.
وأوضح الموقع، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيليّة وصفها بأنّها رفيعة أنّه على الرغم من التضييق التي تتعرض له حماس في هذه الأثناء، إلا أنها استطاعت أن تُعدّ نفسها جيدًا لأيّ مواجهة قادمة مع الجيش الإسرائيلي، بل إنّ ما أعدّته حماس لنفسها يفوق بعشرات المرات عن استعداداتها السابقة، فالمعركة التي تعدها مختلفة تمامًا، وبنت لنفسها ترسانة من الصواريخ متوسطة المدى محلية الصنع تفوق الترسانة التي أدخلتها خلال (عامود السحاب) صواريخ من طراو M75.
ولفت أيضًا إلى أنّه على المستوى العسكريّ، فإنّ حماس تنظيم مركب، يبني قوته بشكل لا تسمح له بالتأثر بالأزمات المصاحبة، ولا يتقاعس بالمرّة عن الاستعداد لأية مواجهة قادمة، والإستراتيجية التي يتبعها الجيش الإسرائيلي مع غزة تفضلها حماس كثيرًا وتحسن اللعب معها، فهي تفضل المعارك القصيرة المصحوبة بفارق زمني طويل، على حدّ تعبيره.
وأكّد المصادر عينها على أنّ صناعة الصواريخ متوسطة المدى لدى حماس من طراز M75 بما فيها الصواريخ التي يصل مداها إلى 70 كم مزدهرة ومستمرة دون انقطاع، وهي قادرة على الوصول إلى (غوش دان)، بما في ذلك جميع أنحاء تل أبيب. علاوة على ذلك، قال الموقع إنّ صناعة الوسائل القتالية لدى حماس لم يتأثر بإغلاق أنفاق رفح، فمعظم الأنفاق التي استهدفتها القوات المصريّة كانت تُستخدم لتهريب الوقود ومواد البناء، بينما الأنفاق العسكرية لم تتضرر كثيرًا، حيث تشير التقديرات إلى بقاء عشرات الأنفاق تعمل حتى اليوم.
ويتفّق مع هذا الأمر، محلل صحيفة (هآرتس) الذي رأى أنّ الوضع السيئ الذي تعيشه حماس، من الداخل ومن الخارج، قد يدفعها للعودة لإطلاق الصواريخ، بهدف جرّ إسرائيل للرد، وكلّ ذلك من أجل إعادة القطاع على الأجندة، ووقف المفاوضات بين تل أبيب ورام الله، وتغيير قواعد الهدنة الحاليّة، وربّما تغيير تعامل النظام المصريّ معها، على حدّ قوله.
…..يجب على حكومة غزة ان تسحق العملاء الجدد فيما يسمى ب: تمرد حتى يكونون عبرة لمن تسول له نفسه ان يهدم ما تم بنائه…….لو سحقت تمرد في مصر لما آل الوضع لما هو عليه الآن…………………سلام.
مقال وتحليل سليم ودقيق …وأنا موافق عليه باستثناء فقرة :
( حماس لا تريد ولا ترغب ولا تخطط للحرب ) …؟؟؟
تُدافع عن نفسها …نعم ……
تبدأ بالحرب …..لا ……
* عموما : الحل الوحيد أمام ( حماس ) …تسريع الوحدة مع ( فتح ) والسلطة :
وباقي الفصائل الفلسطينية …حتىّ لو ضحت …ببعض ( الإمتيازات والكراسي ) .
شكرا .
الكل بانتظار الجولة القادمة بين حماس و إسرائيل ،،،
حتىّ لا يحصل …إلتباس : المقال يُشير الى إحتمال قيام ( حماس ) :
بتسخين جبهة ( غزة ) …لفك عزلتها القاتلة ( هذا ملخص المقال ) ؟؟؟
برأيي المتواضع : العكس هو الصحيح ….
( حماس ) …لا تريد الحرب ولا تسعى لها …؟؟؟
ويبقى الحل : لأزمة حماس …العودة الى ( حضن الشعب الفلسطيني ) :
وتسريع الوحدة مع فتح والسلطة …والتضحية ببعض :
الإمتيازات والكراسي والمكاسب …………
شكرا .