مصادر لـ’القدس العربي’: واشنطن ستتقدم لمجلس الامن بمشروع قرار لتوسيع مهام البعثة الدولية في الصحراء وتندوف لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان… والرباط تستنفر دبلوماسيا

حجم الخط
24

الرباط ـ ‘القدس العربي’: يستعد المغرب لمعركة ساخنة في اروقة الامم المتحدة، تتمحور حول حقوق الانسان، قد تكون نتائجها ذات انعكاسات خطيرة على وضعه الدبلوماسي في قضية النزاع على الصحراء الغربية.
واكدت عدة مصادر معنية بالنزاع الصحراوي بين المغرب وجبهة البوليزاريو لـ’القدس العربي’ أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتقدم إلى مجلس الأمن بمشروع قرار لطلب توسيع مهام ‘المينورسو’ (بعثة الأمم المتحدة في الصحراء وتندوف) لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان في المنطقة.
وينص مشروع القرار الأمريكي، الذي يوجد حاليا قيد الإعداد ضمن ‘مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية’ (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإسبانيا) ليقدم إلى اجتماع مجلس الأمن المقرر ان يعقد نهاية هذا الشهر لمناقشة تجديد ولاية ‘المينورسو’.
ووصف ‘مركز كينيدي’، الذي شكل ضغطا كبيرا على الإدارة الديمقراطية الأمريكية، إلى جانب مجموعات ضغط مقربة من الديمقراطيين ومساندة للبوليزاريو، من أجل أن تقدم على هذه الخطوة، ‘هذا الموقف الامريكي المتقدم’، بأنه ‘يشكل انقلابا كبيرا على عقود من الصمت الرسمي الدولي تجاه ما يرتكبه المغرب من انتهاكات ممنهجة ضد المواطنين الصحراويين’.
ووصفت عدة مصادر الموقف الامريكي الجديد بـ’تصعيد خطير’ ضد المغرب وقالت صحيفة ‘المساء’ امس الاثنين، انها المرة الأولى التي تعلن فيها أمريكا بشكل رسمي موقفا داعما لمطلب البوليزاريو، واضافت أن هذا القرار استنفر وزارة الخارجية والتعاون، واستدعى دعوة زعماء الأحزاب السياسية بالمغرب على عجل، من أجل الرد على موقف الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلمت ‘القدس العربي’ ان الدكتور سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي استدعى قبل توجهه الى لندن، زعماء الاحزاب المغربية، على خلفية مسودة هذا القرار الامريكي من اجل ‘بلورة موقف سياسي مغربي للتعامل مع هذه التطورات الحساسة’.
وذكر ان اجتماعا عاجلا عقد بالقصر الملكي ظهر امس الاثنين جمع قادة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان أغلبية ومعارضة مع المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية السابق والمكلف بالديوان الملكي بملف النزاع الصحراوي للتشاور حول اعداد الرد المغربي على مشروع القرار الامريكي الذي ‘يعتبره البعض تدخلا في السيادة المغربية على أراضيها جنوب المملكة’، حسب موقع ‘هسبرس’.
وطلبت الفرق البرلمانية بمجلس النواب المغربي وزير الخارجية على عجل لاجتماع بلجنة الخارجية والشؤون الإسلامية والدفاع، لمعرفة حيثيات القرار.
وتسعى جبهة البوليزاريو منذ عدة سنوات لتوسيع صلاحيات قوات الامم المتحدة المنتشرة لمراقبة وقف اطلاق النار بالصحراء الغربية منذ 1991 لتشمل مراقبة حقوق الانسان بالمنطقة، وتقول ان المينورسو هي البعثة الدولية الوحيدة التي لا تشمل صلاحياتها مراقبة حقوق الانسان والتقرير بها.
ويشكل قرار توسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء في حال المصادقة عليه اكبر نكسة للمغرب في هذا الملف بما يشكله من مس بالسيادة المغربية على المنطقة المتنازع عليها.
وأكدت الناشطة الحقوقية والموالية لجبهة البوليزاريو أميناتو حيدار اليوم في تصريحات لمواقع رقمية، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تقدمت بمقترح الى مجلس الأمن الدولي يوصي بتوسيع صلاحيات قوات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.
وأفادت أميناتو حيدر بأن معهد روبرت كينيدي لحقوق الإنسان أكد لها أن الولايات المتحدة تقدمت بمشروع مسودة القرار المقبل حول تمديد صلاحيات قوات المينورسو ويتضمن ضرورة مراقبة مستقلة لحقوق الإنسان في الصحراء.
ويلتقي القرار مع التوصية التي تقدم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى مجلس الأمن، التي تنص على ضرورة مراقبة حقوق الإنسان في كل من الصحراء المغربية ومخيمات تندوف.
واعتبرت بعض الاوساط ان التحول في الموقف الامريكي جاء من نتائج ذهاب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومجيء جون كيري المتعاطف مع حقوق الإنسان، الذي أيد البوليزاريو سابقا.
من جهته أصدر تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان ‘كوديسا’، الذي تترأسه أمينتو حيدار، بيانا أشاد فيه بموقف الولايات المتحدة الأمريكية الجديد.
وأورد البيان خبر تقديم الولايات المتحدة الأمريكية لمسودة قرار إلى مجلس الأمن الدولي يتضمن فقرة خاصة حول توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة بالصحراء مينورسو لتشمل المراقبة والتقرير عن أوضاع حقوق الانسان بالصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين في تندوف وهو ما يؤكد فعليا حجم التنسيق العميق الذي يربط رئيسة مكتبها التنفيذي أمينتو حيدار ومركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الانسان الذي كان أول من أشاد بموقف حلفائه الديمقراطيين بخصوص قضية الصحراء.
ونقل موقع ‘لكم’ عن مصادر مغربية ان القرار يبقى مجرد مسودة وقد يكون بالون اختبار بدون استبعاد ان يتضمن المشروع الامريكي هذا القرار، وان يحول فيتو فرنسا دون صدوره.
وكان المغرب عاش قلقا مشابها صيف 2003 حين تقدمت الولايات المتحدة الامريكية بمسودة قرار لمجلس الامن، يضع النزاع الصحراوي تحت الباب السابع ويتضمن الزام الاطراف المعنية بالنزاع بتنفيذ القرار بغض النظر عن موقفها منه، سلبا او ايجابا.
ومن المقرر ان يعقد اعضاء مجلس الامن سلسلة اجتماعات تشاورية حول النزاع الصحراوي خلال الاسبوع القادم والاستماع لتقرير مفصل من كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة للصحراء حول نزاع الصحراء وتطوراته ومقاربات الاطراف على ضوء جولة قام بها للمنطقة في اذار (مارس) الماضي.
وقدم بان كي مون الامين العام للامم المتحدة الاسبوع الماضي تقريرا لمجلس الامن تضمن توصية بالدعوة التمديد وزيادة اعداد وتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل المراقبة والتقرير بحقوق الانسان بإحداث آلية مستقلة ونقل عن روس اثناء جولته قوله، ان قضية حقوق الانسان ستثير نقاشا واسعا أمام مجلس الأمن، لكنه استدرك بأن الكلمة الأخيرة تعود لأعضاء هذا الأخير في اتخاذ ما يرونه مناسبا.
من جهة اخرى قال موقع ‘لكم’ ان السلطات المغربية ازالت الاعلام المغربية التي كانت تحيط بمقر المينورسو بمدينة العيون، التي يفوق عددها حسب بعض التقديرات الـ50 علما من الحجم الكبير، وربط قرار الازالة باجتماعات مجلس الامن وما ورد في تقرير بان كي مون حول هذه الاعلام وترقيم سيارات البعثة من ضمن ممارسات أخرى يقوم بها المغرب، تؤثر في مصداقية البعثة في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Ahmadou:

    ويلتقي القرار مع التوصية التي تقدم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى مجلس الأمن، التي تنص على ضرورة مراقبة حقوق الإنسان في كل من الصحراء المغربية ? ومخيمات تندوف.

  2. يقول mustafa:

    بسم الله الرحمن الرحيم :(وما النصر إلا من عند الله:) اولا اتسائل لماذا هذا الخوف من امريكا ايها المغاربة؟ الا تدعون بان ارض الصحراء الغربية هي جزء لايتجزأ من ارضكم وان الشعب الصحراوي يكن الولاء لملوككم الطغاة الستبدين, اذا لاتخافوا واتركوا الشعب الصحراوي يعبر بكل حرية.

  3. يقول الكاسر أحمد راصد:

    المرأة الصحراوية و أكديم إزيك أبطالنا في السجون و هم يحققون إنجاز تاريخي في الصحراء الغربية لو تم التصويت على القراربتوسيع مهام المينورسو بعثة الأمم المتحدة في الصحراء لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية فإنه إنتصار لأبطال أكديم إزيك

  4. يقول ابن الصحراء:

    ظهر الحق وزهق الباطل ابطالنا هم من سطروا هته الانجازات بتضحياتهم المغرب دوما سيكون هو الخاسر مادام على ظلمه وغطرسته وعاشت الصحراء الغربية حرة ابية شاء من شاء وكره من كره

  5. يقول moha:

    اد كان السياسيون مقيدون بمعاهدات فنحن الشعب مستعدون للدفاع عن ارض الوطن بدمنا و ادا خرجو في مضاهرات فنحن ايضا سنخرج ليس فقط في الدار البيضاء بل في العيون و في كل الصحراء المغربية ادا كان هاد مجلس الامن لم يستطع مع الطاغية بشار فكيف يستطع مع ملك يحبه كل المغاربة ايها المغاربة استعدو للمعركة

  6. يقول moha:

    رائحة البترول الجزائري
    – عن اي حقوق تتحدث الامم المتحدة ? هل قتل المرتزقة للقواة العمومية المجردة من السلاح في اكدم ايزيك لا يكفيها ? هل تريد منا ان ننزع السروال للمرتزقة كي يفعلوا ما يشاؤن بنا ? فلتدب الامم المتحد لترى ما يقع في بورما , و سوريا , وفلسطين وووو, ولتدعنا في شاننا , فهذا الملف تفوح منه رائحة البترول الجزائري

  7. يقول moha:

    والله لما حرقنا المنطقة بأسرها ولم نترك دابة تمشي فوقها فكل شيئ سيعود رماد وستعلمون من هي كوريا الجديدة ،نحن المغاربة أبناء يسف بن تاشفين والمولى إسماعيل وعبد الكريم الخطابي لا نرضى إلابالنصر سنشرب دم العدو ساخن بعد النحر وبعد خيانته لنا وضلمنا ،لا للمقارنة أيها اللاب تارخيا وحاضريا كنت يابلدي رائد وستبقى قائد على كل برهوش واعد حاقد على الأبطال قاهري الإستعار .

    1. يقول habibe:

      أولى إنعكاسات زيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب أمريكا كما هي دائماً لن ترضى عنك ما دمت لست يهوديا تعيد خلط الأوراق و تعيد السباق من الصفر والسباق يخدم مصلحتها ما دام هناك من يصرف ويمون المرتزقة فالجزائر هاته البقرة الحلوب لن يتركوا شعبها يتمتع ببتروله ولن تكون هناك مصالحة مع المغرب فهذه هي القاعدة كفانا حلم فأمريكا تسير العالم كطاولة قمار تبتسم لك ولكن في نفس الوقت تبيعك ملابسك بلدنا يحتاج إلى غيرة وحب و عطاء بسخاء فالمغاربة في أي مكان في العالم يضرب بهم المثل ،

    2. يقول habibe:

      انا اقول انتهى زمن اليد الممدودة لا اخاوة من هو ضد الوحدة الترابية للمغرب لا لفتح الحدود نعم للدبلوماسية الهجومية ونعم لرد الصاع صاعين لا للارهاب لا للاستعمار…. نعم لتقرير مصير الطواارق
      الرد يجب أن يكون حازما و صارما لا تهاون مع من يريد تهديد و إنتقاص سيادتنا على صحرائنا بمؤامرات مدفوعة الأجر .فالمغرب في صحرائه و الصحراء في مغربها
      فمهة المينورسو حين قبل بها المغرب كانت واضحة و هي مراقبة وقف إطلاق النار لا غير و أي محاولة لتغيير مهمتها فيجب علينا الرد بقوة و أقوى رد سحب مبادرة الحكم الذاتي نهائيا فنحن في صحرائنا و سنضحي بأرواحنا فدا لصحرائنا الغالية و وحدتنا الترابية من طنجة للكويرة.

  8. يقول moha:

    وراء هده المشاكل أموال الجزائر التي يهديها عسكر الجزائر للدول الغربية لشراء أصواتهم .بالمقابل هناك إنتفاضة يومية للجزائريين لإسترجاع أموالهم المسروقة حيت خرج المئات ينادون للحرية وحقوق الإنسان في الجزائر.إذن ليست الجزائر هي من يعطينا الدروس في حقوق الإنسان وهي تحتل المراتب المتأخرة ي هدا الميدان

  9. يقول moha:

    فانا اقول والشعب المغربي ككل:انك يا امريكا قد جريت عليك اكبر نحس في تاريخك وادا اردت انقاد اقتصادك بحفنة من دورالات الغاز من جنرالات الجزائر فهدا شانك.وادا كان عسكر الجزائر يريد ان يشغل بال الشعب عن مشاكله وازماته فأظن ان الشعب الجزائري واع بدلك.فاقول هنا من هده الجريدة المقتدرة ان نار جهنم قد تفتح على كل من سولت له نفسه من الاقتراب من المملكة المغربية من طنجة الى الكويرة

  10. يقول Abba Mahfoud:

    1. السيادة على الصحراء الغربية ملك للشعب الصحراوي وحده وفق القانون الدولي، والمغرب لا يملك السيادة على الإقليم، وقد رفضت كل مزاعمه في هذا الشأن منذ تفجر الصراع، وقد أبطلت محمكة العدل الدولية سنة 1975 في رأيها الإستشاري مزاعمه تلك بشكل لا لبس فيه.
    2. لا توجد دولة في العالم تعترف للمغرب بالسيادة على الصحرء الغربية، بما فيها حلفاؤه التقليديين؛ فرنسا، اسرائيل و الولايات المتحدة.
    3. أعاد الأمين العام المساعد المكلف بالشئون القانونية، هانس كوريل، سنة 2002، نفى أية سيادة مغربية على الصحراء الغربية، بل ونفى صفة “القوة المديرة” للإقليم عن المغرب، وأعتبر أن إسبانيا لا تزال تعد القوة المديرة للإقليم، وتبعا لذلك وصف كوريل استغلال المغرب للثروات الصحراوية بـ “لا شرعي” وفقا للقانون الدولي. ولم تبق للمغرب غير صفة “القوة المحتلة” للإقليم وهو التوصيف المطابق للغزو المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية.
    4. أخيرا، للمرء أن يتساءل؛ مالذي يخشاه المغرب من توسيع صلاحيات المينورصو، لتشمل حقوق الإنسان؟ انه يخشى افتضاح أمره أمام المجتمع الدولي، لما يرتكبه من ممارسات بشعة في حق مواطنينا العزل في الصحراء الغربية؟

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية