أنطاكيا – إدلب – «القدس العربي»: بينما تحدثت مصادر مقربة من النظام لـ»القدس العربي» عن ان الأخير لن يبدأ هجومه على إدلب قبل انهاء ملف الشمال الكردي في شمال سوريا، رأت مصادر اخرى ان هذه الانباء المسربة تهدف لصرف الانظار عن استعدادات النظام لإدلب، وانها بانتظار ضوء اخضر روسي حيث تريد موسكو إفساح المجال لأنقرة لابعاد الفصائل الجهادية وهو ما سيأول على ما يبدو إلى دخول باقي الفصائل المنضوية في «الجبهة الوطنية» في تسوية مع النظام على غرار ما حصل في درعا مؤخراً.
قوات النظام حشدت في الآونة الأخيرة، عشرات التشكيلات العسكرية التابعة لها وأخرى الموالية لإيران، وذلك في محيط منطقة حماة وإدلب وشمال اللاذقية، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية.
وأكدت فصائل المعارضة السورية، أن قوات النظام نقلت الآلاف من عناصرها وعناصر المصالحات باتجاه الشمال السوري، حيث تمركزت قوات الفرقة الرابعة في منطقة جبل التركمان حتى سهل الغاب غرب حماة، ويعتبر معسكر جورين نقطة تجمع ومقرا قياديا رئيسيا لهذه القوات. فيما وصل إلى مطار حماة الفوج 313 الإيراني، وتم نقله عبر الباصات إلى رحبة خطاب وإلى كلية البيطرة وتوزعت عناصره ريف حماة الشمالي، أما قوات الفيلق الخامس فتوجهت مدعومة ببعض قوات سهيل الحسن إلى ريف إدلب الشرقي وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي ونقطة تمركزها في منطقة أبو دالي بينما يعتبر مطار أبو الضهور مقرا قياديا رئيسيا لهذه القوات.
وفي هذا السياق، شددت المعارضة السورية على استعدادها التام لصد أي هجوم محتمل لقوات النظام، حيث أكد النقيب عبد السلام عبد الرزاق لصحيفة «القدس العربي»، أن «النظام المجرم وقيادة القوات الإيرانية في سوريا مستمران في حشد ميليشياتهما الطائفية في حماة والساحل وحلب». وكشف القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للمعارضة، أن قوات النظام، «مستمرة في عمليات الاستطلاع وخرق الاتفاقات بالقصف اليومي وتهجير السكان ومحاولات التسلل اليومية لاستطلاع جاهزية الثوار وقوتهم النارية وعتادهم».
وأشار إلى أن قوات النظام السوري «تحاول إيجاد نوع من الفوضى بتسويق امتلاك المعارضة واستخدامها للسلاح الكيميائي لتسويغ القصف وأيضا هجوم محتمل»، وتابع: «لكن هذه القوات هي غوغائية لا تمتلك عقيدة واضحة وليست منضبطة ولن تستطيع التقدم او محاولة احتلال نقاط إلا بتغطية من الطيران الروسي». ونوه القائد: «نحن منذ أشهر دخل مقاتلونا في معسكرات تدريب وتم تخريج عدد كبير من المقاتلين بسوية عالية وإعداد مميز وأصبح لدينا نخبة من المقاتلين القادرين على إحداث فارق».
وأردف في السياق: «من ضمن استعداداتنا وجاهزيتنا اعتمدنا على أنفسنا بتطوير أسلحة وصناعة عتاد عسكري بقدرة قتاليه عالية كناقلة الجند المدرعة z405، التي أعلنا عنها منذ أيام، ونحن جاهزون في كل الجبهات وكل الاوقات لسحق العدو القاتل»، على حد وصفه.
أما القائد العسكري في جيش العزة التابع للمعارضة، النقيب مصطفى معراتي، فقد أكد لـ»القدس العربي» أن «الحشود هي من مرتزقة إيران وحزب الله وعناصر المصالحات»، ونوه إلى أن «الدور الروسي هو بمثابة المظلة لهذه الحشود». وشدد على أن «الحشود بشكل طبيعي تعتبر نذير حرب لأن النظام لا يمكن الوثوق به أبداً». واستدرك قائلاً: «إن حدث وتم الهجوم ستكون مقبرتهم هنا».»
واستبعد الناشط الإعلامي في منطقة سهل الغاب مصعب الأشقر، وصول تعزيزات عسكرية ثقيلة إلى خطوط الجبهة الأمامية في المنطقة، مؤكداً في الوقت ذاته، أن قوات النظام تقوم بشكل دوري بالزج بعناصر جديدة وبأعداد كبيرة على خطوط الجبهات مع سحب القديمة منها، لاسيما في معسكر جورين ومحور دوير الأكراد وقرى فورو والبحصة في منطقة سهل الغاب.
أما عن المدنيين، فقد أشار إلى أنه في صيف العام الحالي نزحت منطقة سهل الغاب بالكامل نتيجة حشود دفعت بها قوات النظام إلى محور دوير الأكراد والكبينة وقرى فورو والبحصة وجورين، إلا أن الهدوء النسبي بعد اتفاق سوتشي الذي شهدته المنطقة لم يعد هناك إثر دفع تعزيزات جـديدة على المنطـقة على المدنيـين.
وأردف: «المدنيون في المنطقة العازلة تأملوا خيراً باتفاق سوتشي بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وبوتين والكثير من العائلات التي كانت نازحة لسنوات من المنطقة عادت إلى مناطق سهل الغاب وريف حماة الشمالي، إلا أن هؤلاء العائدين تفاجأوا بواقع مرير وهو عودة القصف الممنهج من قوات النظام إلى تلك القرى والبلدات ومحاولاتها المستـمرة للتـسلل». واسـتدرك: «المدنـيون القابعون في المنطقة العازلة لم يعودوا يبنوا آمالاً على أي اتفاق وهم الآن بحالة حذر من أي عملية لقوات النظام».