إسطنبول ـ «القدس العربي»: أكد مصدر تركي مقرب من الرئاسة أن الرئيس رجب طيب اردوغان «غاضب جداً» من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عقب تصريحاته وتصرفاته في قمة العشرين التي عقدت خلال الأيام الماضية في الأرجنتين، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة «ربما تشهد تسريبات جديدة ومهمة في قضية خاشقجي» الصحافي السعودي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول قبل نحو شهرين.
وقال مصدر تركي من الصحافيين المرافقين لاردوغان في جولته المتواصلة في أمريكا الجنوبية لـ«القدس العربي» إن اردوغان يشعر بغضب غير مسبوق نحو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسبب تصريحاته التي رأى فيها محاولة لإعادة القضية إلى نقطة البداية ومحاولة للتهرب من جريمة مقتل خاشقجي رغم كل الاعترافات السعودية السابقة.
وتوقع المصدر أن تلجأ الجهات التركية المختصة إلى كشف معلومات جديدة مهمة ـ من خلال سياسة التسريبات التي اتبعتها السلطات التركية منذ بدء أزمة خاشقجي ـ تتعلق بعملية قتل خاشقجي، وذلك لتجديد الضغط على السعودية للتعاون مع الجانب التركي في التحقيقات المتواصلة لا سيما فيما يتعلق بكشف مصير الجثمان.
وبينما رفض المصدر الكشف عن طبيعة المعلومات المتوقع كشفها من الجانب التركي أكد أنها تهدف للرد على تصريحات بن سلمان في قمة العشرين وإجباره على التعاون مع الجانب التركي ونسف محاولاته الأخيرة للتهرب من الجريمة.
وتعليقا على ما قاله بن سلمان على هامش قمة العشرين أشار المصدر إلى أنه: «لا يمكن قبول ما قاله الأمير محمد بن سلمان من أنه لا يمكن اتهام أحد بالجريمة إذ لم يثبت وقوعها أصلا»، وهو ما رأت فيه تركيا محاولة سعودية لنفي الجريمة مجدداً بسبب عدم تمكن الأمن التركي حتى الآن من كشف مصير الجثمان وهو ما تعتبره السعودية نقطة قوة تصعب على تركيا إتمام التحقيق الجنائي رغم كل الأدلة الأخرى المتوفرة على وقوع الجريمة وعلى رأسها الاعتراف السعودي السابق.
وكان اردوغان قد اعتبر ذلك «صالحا من وجهة النظر القانونية (…) لكن مسؤوليه بأنفسهم اعترفوا بأنها كانت عملية مخططا لها»، في إشارة لاعترافات النيابة العامة السعودية المتعلقة بقتل خاشقجي وتقطيع جثمانه.
وفي تصريحات نقلتها صحف تركية، الأحد، قال اردوغان إنه لو سنحت له الفرصة لكي يرد على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة العشرين، لواجهه بجميع الأدلة بشأن مقتل خاشقجي، وذلك بعدما شكك الأخير في وقوع الجريمة.
وأضاف أن بلاده تكرر السؤال للسعودية بشأن من أصدر الأمر بقتل خاشقجي، وعن مكان جثته، وعن المتعاون المحلي الذي تقول الرياض إنه أخفاها، مشيراً إلى أن تكتم فريق الاغتيال عن معلومات بشأن الجريمة هدفه حماية هوية من أصدر الأوامر، متعهدا بمواصلة متابعة قضية خاشقجي، ومؤكدا أنه إذا لزم الأمر سيلجأ إلى الأمم المتحدة لتحريك القضاء الدولي بشأنها.
وأوضح الرئيس التركي أن أنقرة تنتظر نتائج التفتيش في أماكن في مدينة يالوا القريبة من إسطنبول، مشيرا إلى أن التفتيش قد يصل إلى أماكن أخرى، وجدد التأكيد على أن أنقرة تسعى لكشف ملابسات وأبعاد الجريمة ومن ضمنها من أعطى الأوامر بتنفيذها.
وتحدثت صحف تركية عن أن اردوغان كان غاضباً أيضاً من عدم طرح ملف خاشقجي بقوة في اجتماعات قمة العشرين، حيث اقتصر الأمر على طرح قصير لرئيس الوزراء الكندي، وحديث بريطاني ألماني عن بحث القضية بشكل ثنائي مع محمد بن سلمان.