نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: قال مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة لـ”القدس العربي” إن مجلس الأمن منقسم على نفسه حول المسألة الليبية. وأوضح قائلا “حتى لو أبدت الدول الأعضاء موقفا موحدا من الأزمة كالمطالبة بالعودة لطاولة المفاوضات أو وقف إطلاق النار، إلا أن المجلس غير قادر على صياغة موقف موحد من دعم الشرعية التي يمثلها فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني”.
وأشار المصدر الدبلوماسي، الذي آثر عدم ذكر اسمه، إلى أن “هذا الانقسام داخل المجلس فاقم الأزمة الليبية وأوصل الأمور إلى هذا الوضع”. وقال إن “الجميع في حالة انتهاك لقرارات حظر الأسلحة المعتمدة في القرارين 1970 و 1973 (2011). والآن ننتظر انعقاد مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية ونرى أن ألمانيا مؤهلة لتلعب دورا إيجابيا في الأزمة الليبية لأنها ليست طرفا في النزاع مثل بعض الدول الأوروبية الأخرى”.
وحول الملف السوري، علمت “القدس العربي” من المصدر الدبلوماسي أن مشروع القرار حول إدخال المساعدات الإنسانية لسوريا والذي تعرض في ديسمبر الماضي إلى الفيتو الروسي الصيني المزدوج، سيعود للتصويت عليه مجددا، يوم غد الجمعة، بعد إدخال تعديلات عليه لإرضاء كافة الأطراف. والمشروع مقدم من بلجيكا وألمانيا، حاملتي القلم في الموضوع السوري، إذ ستقدمان مشروع قرار باللون الأزرق، يشمل اعتماد ثلاث نقاط عبور لستة أشهر، بينما يصر الوفد الروسي على نقطتي عبور فقط.
ويقول المصدر أن الروس في النهاية سيحصلون على ما يريدونه، وإلا فسيعودون لاستخدام الفيتو ثم يقدمون مشروع قرار خاصا بهم مدعوما من الصين، وقد يحصل على تسعة أصوات إيجابية داخل المجلس. وأوضح قائلا “الروس سيحصلون على أصوات أكثر من مجلس الأمن بتركيبته الجديدة مثل فيتنام وسانت فينسنت وغرانادين، وتونس والنيجر، إضافة إلى دولة مثل أندونيسا، كما أن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ليس في نيتها استخدام الفيتو. هذا يعني أن الروس لديهم تسعة أصوات. وبما أن ولاية القرار الإنساني بإيصل المساعدات تنتهي يوم 10 يناير إذن لا بد من التجديد ومشروع القرار الروسي يمكن أن يعتمد”.
وعن الأزمة الإيرانية الأمريكية، قال المصدر الدبلوماسي إن أحدا من الدول الأعضاء في مجلس الأمن لم يطلب عقد اجتماع خاص بمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني. وأضاف “صحيح كانت هناك رسائل وجهت للمجلس من إيران تتهم الولايات المتحدة بارتكاب جريمة العدوان ورد من الولايات المتحدة بأن مقتله دفاع عن النفس، ورسالة ثالثة من العراق إلى مجلس الأمن تشكو فيها من انتهاك سيادتها. لكن لا يوجد طلب بعقد جلسة للمجلس لبحث هذه الأزمة التي يبدو أنها في طريقها للانفراج. وتابع المصدر قائلا “كان من المتوقع أن يعرج وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن يوم الخميس حول الميثاق والقانون الدولي على موضوع الاغتيال إلا أن الولايات المتحدة رفضت منحه تأشيرة دخول وهذا ما يشير بشكل جلي إلى أن هناك انتهاكا لاتفاقية المقر الموقعة بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة. هناك همس حول احتمال أن تثير روسيا المسألة لكن هذا غير مؤكد”.
من جهة أخرى، جدد الأمين للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته إلى قادة العالم لبذل قصارى الجهود لوقف التصعيد بهدف منع أي حرب في الخليج لا يمكن تحملها، جاء ذلك في بيان منسوب إلى المتحدث الرسمي في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني على القواعد الجوية التي تضم القوات الأمريكية في العراق. وأكد الأمين العام في بيانه على مواصلة اتصالاته مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، وقال الأمين العام: “علينا ألّا ننسى المعاناة الإنسانية المأساوية التي تتسبب بها الحرب، وكما هو الحال دائما فإن الأشخاص العاديين يدفعون الثمن الأعلى”. وأضاف الأمين العام أن المهم ألا يدفع العراق ثمن التناحرات الخارجية، مضيفا “أن الأمم المتحدة أحيطت علما بخطاب الرئيس دونالد ترمب، وأنها ترحب بكل ما يؤشر إلى تراجع القادة عن المواجهات الكبيرة وأنهم يفعلون ما بإمكانهم لتجنب المزيد من التصعيد. إننا ندعم وحدة وسيادة العراق”.
من جهتها، انتقدت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (يونامي) إطلاق الصواريخ الإيرانية على أربيل والأنبار. وقالت البعثة إن “الهجمات الصاروخية الأخيرة في محافظتي أربيل والأنبار لا تؤدي إلا إلى تصعيد الصراع. إن العنف غير المبرر له آثار متوقعة. نحن ندعو إلى ضبط النفس عاجلاً واستئناف الحوار. لا ينبغي أن يدفع العراق ثمن تناحرات خارجية”.
وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق، جينين هينيس- بلاسخارت، قد حثت في وقت سابق كافة الأطراف على “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب حلقة وخيمة أُخرى من العنف وعدم الاستقرار الإقليمي،” على خلفية الأحداث التي تلت مقتل القائد الإيراني قاسم سليماني في بغداد. وأشارت بلاسخارت إلى أن العراق كان ولزمن طويل مسرحا لتنافسات مختلف القوى، مشيرة إلى أن العراقيين يستحقون الاستقرار والسلام. ودعت إلى تغليب أصوات التهدئة.
مجس الامن وو مأدبة اللئام لأكل الأخضر واليابس يتقاسمونه بينهم وسط تصفيق الشعوب المعلوبة على أمرها..
كل مآسي العالم هو نتاج منطمة العصابات هذه والتي تحولت الى مجرد واجهة للشركات متعددة الجنسيات ومسيريها من اتحاد الأبناك الربوية المركزية الخاصة.