“مصدر سياسي” يهاجم هاغاري والزوجة توبخ “المخطوفات” والابن والأتباع يخوّنون غالانت.. والهدف: اتهام الجيش

حجم الخط
0

تخفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرة أخرى وراء “مصدر سياسي” – وهو اللقب الذي تبناه كي يناكف وزراءه والجيش بشكل حر وجبان. وقد حدث هذا مرة أخرى ليهاجم الناطق العسكري دانيال هاغاري.

في بيان لوسائل الإعلام، أعلن الأخير “ما زلنا ملتزمين بهدف واحد للحرب: إعادة المخطوفين والمخطوفات، وسنواصل العمل بكل الجهود لتحقيقه”. فأين خطيئة الناطق العسكري؟ في قلقه على المخطوفين الذين تركتهم الحكومة لمصيرهم؟ غير أن نتنياهو لا يفوت الفرصة لتقويض ثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلي وعرضه كمن لا يتبع المستوى السياسي ويرفع قدماً بأجندة مختلفة عن أجندة حكومة اليمين “على المليء”. بصفته “المصدر السياسي”، وبخ هاغاري وذكر بأن الهدف هو تقويض حماس، وضمناً ادعى بأن الجيش يدفع قدماً بالهدف “اليساري” لإنقاذ المخطوفين ويقوض الهدف الذي يتمسك به نتنياهو فقط: هزيمة العدو.

 توبيخ هاغاري يبدو حلقة أخرى في سلسلة طويلة من مناكفات جهاز الأمن، وقادته، وكذا وزير الدفاع غالنت. إذا أردنا أن ندقق على أهداف الحرب فينبغي أن يضاف فوقها كلها هدف نتنياهو: التملص من الذنب والمسؤولية عن مذبحة 7 أكتوبر وإسقاطهما بكاملهما على المنظومة العسكرية.

نتنياهو يفعل كل شيء كي يتملص من المحاكمة الجماهيرية. ولهذا تكبدت سارة نتنياهو عناء تعديل المخطوفات اللواتي تجرأن على توجيه إصبع اتهام نحو زوجها، باتهامها الجيش. عندما أجابوها بأنه “هو المسؤول عن الجيش”، قالت سارة: “عندما لا يروون له شيئاً، فكيف سيعرف؟”. فمن هو بالإجمال، فقط رئيس الوزراء في الـ 15 سنة الأخيرة (باستثناء سنة واحدة). ابنه يائير أيضاً، وهو من البراغي الرئيسة في آلة السم، يحرص على مناكفة وزير الدفاع وقادة جهاز الأمن فيما يروج لمؤامرة الخيانة من الداخل. عائلة نتنياهو وكل منظومة الدعاية البيبية يعملون دون كلل حتى يلقوا بالذنب الحصري عن الإخفاق على الجيش، بل وربما حتى أكثر من هذا.

لا جدال في أن 7 أكتوبر هو إخفاق عسكري واستخباري. غير أن نتنياهو وشركاءه يسعون للتنكر لمسؤوليتهم كمن قادوا الدولة. نتنياهو مستعد، في زمن الحرب، لأن يضعف الجيش، ويشكك بثقة الجمهور فيه، ويعرضه كضعيف وخائف من الحسم، وكـ “يساري” بل وكشريك للسنوار وحماس.

لكن فضلاً عن كل هذا، حان الوقت لنقول إن إعادة المخطوفين ليست فعل ضعف. فدولة تحرص قبل كل شيء على مواطنيها ستكون قوية وواثقة بقدرتها على الدفاع عنهم دون أن ينطوي الأمر على مخاطرة وجودية. حكومة تنشغل بتسعير حياة مواطنيها في ظل التخوف من غلاء سعرها في الاختطاف التالي، إنما تبث لهم بأن هذا هو المستقبل الذي ينتظرهم في ظلها: العيش من اختطاف إلى اختطاف.

أسرة التحرير

 هآرتس 27/8/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية