القاهرة ـ «القدس العربي»: شنّ إعلاميون مقربون من النظام المصري، هجوما واسعا على الإعلامي عمرو أديب، على خلفية كتابة مقالا حمل عنوان ” 14 سببا لسقوط الأنظمة”.
ومن بين الأسباب التي ذكرها أديب، فساد الحاكم، وتغاضيه عن فساد الحلقة الضيقة القريبة منه، والاعتماد على أهل الثقة رغم ضعف كفاءتهم.
كما تضمنت الأسباب، حسب ما جاء في المقال، استقواء بعض رجال السلطة وتضحيتهم بالحاكم للإبقاء على مصالحهم، وارتباط بعض عناصر الحكم بعلاقة عمالة مع قوى إقليمية أو دولية للاستقواء بها في معادلة اختطاف الحكم، وصراع الأجهزة، وانصراف أجهزة الدولة إلى الانشغال بتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة الوطن من خلال السمسرة والعمولات والرشى، وعدم اهتمام فريق الجهاز الحكومي بشؤون الدولة وانصرافه إلى تصفية بعضه البعض.
الكاتب الصحافي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، قال إن “هذا ليس هو المقال الأول للكاتب عماد الدين أديب، فله مقال نُشر في شهر يونيو/ حزيران الماضي حذر فيه وأشار إلى ما سماها بالفوضى التي يمكن أن تعم البلاد، وأن المصريين لن يجدوا أمامهم من سبيل سوى الهجرة عبر البحر الأحمر أو البحر المتوسط”.
وتابع: “أنا تساءلت، لماذا يكتب أديب بهذه اللغة التشاؤمية، وكأنه عارف ببواطن الأمور، وكأنه يريد أن يقول للعالم والمستثمرين أن مصر على وشك فوضى كبرى عارمة يمكن أن تأكل الأخضر واليابس، هذه الروح التشاؤمية أثارت قلقي”.
وتابع: “الأمر الثاني أن هذا المقال الذي عدّد فيه أسباب سقوط الأنظمة لا يقل تشاؤما عن المقال السابق، لكنها في كل الأحوال أسباب ليست مبنية على معلومات، ولا على أرقام، ولا توقعات موضوعية، وإنما هي يمكن أن تطبق في كل زمان ومكان”.
كذلك اتهم الإعلامي نشأت الديهي، خلال برنامجه “ورقة وقلم” أديب بـ”محاولة خفض الروح المعنوية للأمة من خلال نشر الأحاديث السلبية”، معتبرا ذلك “أمرا لا يمكن السكوت أمامه”.
وزاد: “أنا حزين يا عماد من كل قلبي، واستشعر أن هذا الود الذي كنت أكنه لك ولأفكارك، حزين لكل هذا، ولا يمكن أن ينسى الشعب المصري ماذا فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل مصر”.
وأضاف “أخطر شيء عندما يخطئ العقلاء، وأرى أن عماد الدين أديب أخطأ، وإن كان المقال عن السقوط فهو ليس عن سقوط الأنظمة وإنما سقوط كاتب، حزين لأني كنت أحب الأستاذ عماد وأثق في أفكاره. هذا فراق بيني وبينك”.
وأيضا بيّن الكاتب الصحافي وعضو مجلس الشيوخ محمود مسلم، أنه حزين بسبب ما شهدته المواقع المرتبطة بجماعة الإخوان بمقال عماد أديب .
وتابع: “في مقال عماد أديب أمور كان الشعب المصري تعود عليها من آخرين، لكن الجديد أن هذا الحديث يأتي هذه المرة من شخص طالما دافع عن هذا النظام وطالما دافع عن ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013، وأنا أعتقد أن لسان حال الدولة المصرية (اللهم اكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيلٌ بهم).
وزاد: “قد يكون المقال مقدمة لإثناء الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الترشح لدورة رئاسية جديدة، وهذا الأمر تكرر في 2014 و 2018، لكن الجديد أنها تأتي من أحد الذين آمنوا بثورة 30 يونيو وآمنوا بهذا النظام”.
وعقب الهجوم عليه، صرح أديب لموقع “سي أن أن بالعربية” بأن المقال “ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالحالة المصرية”.
وقال: “مقالي يتحدث عن الأنظمة السياسية في العالم عبر التاريخ، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالحالة المصرية”، على حد تعبيره.
اليست في مصر ديموقراطية تتبع الحاكم وليست لها شأن في معاناة ابناء الشعب المصري.
الم تشر منظمات حقوق الانسان العالمية الى الاضطهاد في مصر.
لماذا يتهم كل مصري بالخيانة لانه يكشف مشاكل الشعب المصري اليومية؟