مصر.. إعلان خسارة برلماني معارض لمقعده تثير انتقادات ضد النظام

حجم الخط
0

القاهرة: أظهرت نتائج نهائية غير رسمية لانتخابات مجلس النواب في مصر، الأربعاء، خسارة البرلماني المعارض، أحمد الطنطاوي (41 عاما)، ما أثار انتقادات واسعة للنظام السياسي.

ولم يتسن الحصول على تعقيب من السلطات، لكن الهيئة الانتخابية المختصة (رسمية) تقول إن الانتخابات أُجريت تحت إشراف قضائي ورقابة من المجتمع المدني والإعلام.

ووفق بث متلفز لإعلان نتائج جولة الإعادة في محافظة كفر الشيخ (شمال)، قالت اللجنة الفرعية، في وقت متأخر الثلاثاء، إن الطنطاوي حصل على 53 ألفا و529 صوتا في دائرة قلين. 

ويعني هذا الرقم المعلن خسارة الطنطاوي، الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى.

ووفق النتيجة المعلنة، فاز السيد شمس الدين، بعد حصوله على 73 ألفا و795 صوتا، وباسم حجازي، الذي حصل على 63 ألفا و103 أصوات.

وعقب إعلان خسارة الطنطاوي، قال وزير القوى العاملة الأسبق، كمال أبو عيطة: “هناك اختلاف بين بيانات أرقام اللجان الفرعية والأرقام النهائية المعلنة ،لا نشكك في أحد، لكن نعتقد أن هناك خطأ ماديا في نتيجة طنطاوي”، وفق مقطع مصور.

أما الطنطاوي فقال: “معي ورق في منتهى الخطورة، طلبت من اللجنة الاطلاع عليه قبل إعلان النتيجة ، تجميع الأرقام فيه خطأ واضح ولم أطلب سوى الاطلاع عليه”، بحسب المقطع ذاته.

والطنطاوي صحافي وسياسي، اشتهر بمعارضته للنظام تحت قبة البرلمان المنتهية ولايته (2015-2020)، وقاد تحركات قوية لرفض نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر من مصر إلى السعودية.

وأثارت خسارة الطنطاوي انتقادات واسعة بين سياسيين وصحافيين معارضين، إذ اعتبره البعض ضحية لمواقفه السياسية ولـ”تحالف الفساد والاستبداد”.

ونشر المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي (يساري)، عبر صفحته في “فيسبوك”، صورة للطنطاوي، مدونًا عليها عبارة “يحيا الأمل”.

#يحيا_الأمل

تم النشر بواسطة ‏حمدين صباحي – Hamdeen Sabahy‏ في الاثنين، ٩ نوفمبر ٢٠٢٠

ونقل موقع “درب” الإلكتروني (خاص) عن الصباحي إن “الطنطاوي نجح بأصوات الناس الشرفاء، وأُسقط بتزوير الأجهزة الفاسدة”.

واعتبر عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين بمصر، أن خسارة الطنطاوي جاءت نتيجة لما سماه بـ”تحالف الفساد والاستبداد”.

وتابع: “معركته كانت تعبيرًا عن كل الشرفاء والمخلصين والنبلاء والحالمين بدولة مدنية ديمقراطية”.

وأردف بدر، عبر “فيسبوك”: “خسر الطنطاوي المقعد، لكنه حجز مقعده ومكانته في قلوب الناس. اليوم ميلاد جديد لقائد سياسي محترم”.

وقال محمد سعيد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحافيين: “شباب الأمل.. أحمد الطنطاوي ومحمد عبد الغني وهيثم الحريري. خسرتم جولة ضد الاستبداد والتزوير والفساد، وكسبتم احترام الناس، فهذا يكفيكم”.

وتابع عبد الحفيظ، عبر “فيسبوك”: “هؤلاء الفرسان رفضوا التعديلات الدستورية، كما رفضوا التنازل عن تيران وصنافير، وأدوا دورهم البرلماني كنواب للشعب وليس نواب السلطة، فكان جزاؤهم الإسقاط”.

ونشر مغردون عبر “تويتر” عشرات المقاطع المصورة للطنطاوي في البرلمان وقنوات فضائية، يبدي فيها انحيازه الواضح للقضايا الوطنية وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.

ودأب الطنطاوي، خلال السنوات الخمس الماضية، على انتقاد سياسات النظام السياسي، لا سيما فرض القيود على الحريات العامة وتوقيف معارضين وسياسيين وصحافيين.

ولا يزال المقطع المصور، الذي نشره الطنطاوي لكلمته أثناء تصويت مجلس النواب على التعديلات الدستورية في أبريل/نيسان 2019، هو الأقوى له، إذ حظى بأكثر من مليون مشاهدة وعشرات آلاف المشاركات.

وتعقيبا عن تعديل دستوري منح رئيس البلاد صلاحيات واسعة، قال الطنطاوي آنذاك،: “أنا لا أحب الرئيس (يقصد عبد الفتاح السيسي) ولا أثق في أدائه ولست راضيا عنه.. هذا حقي”.

وجرت جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب الإثنين والثلاثاء، ومن المقرر إعلان النتيجة النهائية في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ويتكون مجلس النواب من 596 عضوا، يختار الناخبون 568 منهم، ويعين رئيس مصر بقية الأعضاء.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية