القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن مجلس نقابة المهندسين في مصر، المحسوب على حزب «مستقبل وطن» الذي يمثل الغالبية في مجلس النواب، أمس الخميس، استقالته، وذلك بعد فوز النقيب طارق النبراوي، المحسوب على تيار الاستقلال في «استفتاء سحب الثقة» والذي شهد اقتحام عدد من البلطجية النقابة.
حسام رزق وكيل النقابة أكد استقالة أعضاء المجلس؛ وذلك «لإفساح الطريق لاختيار زملاء آخرين ليشغلوا مناصب هيئة المكتب».
وتضمنت الاستقالات 6 أعضاء، هم الأمين العام يسري الديب، الأمين العام مساعد أحمد صبري، أمين الصندوق، محمد ناصر، أمين الصندوق المساعد معتز بركات، وكيل أول النقابة حسام رزق، وكيل النقابة إيهاب خضر، وجميعهم من قيادات حزب «مستقبل وطن».
وجاء إعلان الاستقالة خلال المؤتمر الصحافي الذي أقامته النقابة بحضور كامل الوزير وزير النقل، ووزير الري هاني سويلم، والنبراوي.
وجاءت الاستقالات على خلفية أعمال البلطجة التي شهدتها الجلسة العمومية الأخيرة، التي اتهم فيها النقيب قيادات «مستقبل وطن» بتنفيذها واقتحام اللجنة الانتخابية بعد أن جاءت نتائج «استفتاء سحب الثقة» لتؤكد تمسك المهندسين بنقيبهم، ورفضهم دعوة الإطاحة بالنبراوي.
وكشف اللواء محمد ناصر، أمين صندوق نقابة المهندسين، أن وزيري النقل والري «قادا محاولة تفاوض خلال الفترة الماضية لحل الأزمة داخل النقابة وعقدا جلسات مع النقيب العام، وعرضا الصلح بين أعضاء هيئة المكتب والنقيب والتنازل عن البلاغات، إلا أن النقيب العام تمسك بموقفه الرافض للتنازل عن البلاغات التزاما بحق الجمعية العمومية».
ولفت إلى أنه من المقرر أن يعلن الوزيران ما توصلت إليه جهودهما لحل الأزمة داخل النقابة.
وقالت مصادر مقربة من النبراوي، إن الأخير رفض كل المساومات المتعلقة بسحب البلاغات التي تقدم بها للنيابة العامة ضد قيادات حزب «مستقبل وطن» مقابل إعلان نتيجة استفتاء سحب الثقة الذي جرى يوم 30 مايو/ أيار الماضي، وكشفت نتيجته تمسك المهندسين بنقيبهم.
وأكد النبراوي خلال اللقاء الذي جمعه بوزير النقل، على مطلب المهندسين بإعلان النتيجة ومحاسبة المتورطين في أعمال البلطجة التي شهدتها الجمعية العمومية، وأظهرت فيديوهات تورط 4 نواب من حزب الغالبية في قيادة البلطجية.
ومنذ انتخاب النبراوي ممثل تيار «الاستقلال» نقيباً للمهندسين بعد جولة إعادة على منصب النقيب بينه وبين النقيب السابق وزير النقل السابق هاني ضاحي، في مارس/ آذار 2022، بدأت معركة داخلية بينه وبين مجلس النقابة وأمانتها وهيئة المكتب واللجان، وجميعها سيطر عليها حزب «مستقبل وطن»
ووصلت الأزمة إلى دعوة مجلس النقابة إلى عقد جمعية عمومية، لسحب الثقة من النبراوي، الذي وجد في الخطوة «دعوة باطلة» لأنها ناتجة عن «اجتماعات غير قانونية». وبعد أن جاءت النتائج لتؤكد تمسك المهندسين بنقيبهم النبراوي، ورفض سحب الثقة منه، اقتحم بلطجية المكان، وذلك عقب انسحاب قوات الأمن من قاعة لجنة الانتخابات، كما انسحبت اللجنة القضائية المشرفة على الاقتراع، قبل إعلان النتائج.
وتشهد النقابات المهنية حالة من الحراك ضد سيطرة السلطة عليها، بدأت بانتخاب النبراوي المحسوب على تيار الاستقلال نقيبا للمهندسين، كما اختار الصحافيون ممثلي تيار الاستقلال في الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الكاتب الصحافي خالد البلشي ممثل تيار الاستقلال بمنصب نقيب الصحافيين، ما يعد مؤشرا على خروج النقابات من عباءة السلطة.