ما تعيشه مصر وخصوصاً ما بعد الثلاثين من يونيو حالة من الارتباك والفوضى أشد وطأة مما كان عليه الوضع في الستينيات، كلٌ يعزف على مواله ومتمسك بأرائه، الجميع يهتف من اجل مصر ومن أجل الوطن، لكن الفصيلين الخصمين يشخصان بعضهما كأعداء لشعورٍ دفين ورثوه عن الاجداد قام باثارته وتحميته في قلوب الطرفين قبل كل شيء الاعلام المصري ثم يأتي بعد ذلك دور الخارج، وربما ارتبط الاثنان معاً في نفس الوقت وعلى أهدافٍ واحدة، الاخوان ومن والاهم يحسون بالخديعة والغدر ويسعون بكل جهدهم إلى حشد ما استطاعوا والبقاء قدر المستطاع من أجل مكاسب للتفاوض فهم خسروا كل شيء ولم يبق معهم إلا قاعدتهم الجماهيرية التي أعطتهم يوماً ثقتها بقيادة المرحلة وبعد كل هذا فهم يعلمون علم اليقين ان الامس ولّى ولن يعود كما ان عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء وعجلة الزمان لن تتوقف عن الدوران، اي ان مرسي لن يعود رئيساً لكن سعيهم إلى مكاسب سياسية حقٌ مشروع. اما الفريق الثاني والذي استحوذ على كل شيء ليس بنيته التراجع ولا قيد انملة على ما حصل عليه من سلطة بعد تعبٍ وخططٍ وتخطيط ما قارب الوقت نفسه الذي حكم فيه الاخوان حتى يسترجعوا ما ظنوا انهم اولى به من غيرهم، وبهذا وحتى يظمنوا البقاء فهم يبحثون عن طرقٍ ووسائل من أجل تثبيت ما كسبوا مثل تخوين الفصيل الاخر ووصفه بعدم الولاء للوطن او حتى بخطورته على الامن القومي، أيا كانت العبارات والوصف فتلك حججٌ لا تستند إلى واقع، فهم بهذا يجرمون قطاعا كبيرا من الشعب، ولا يجوز هذا، حتى وأن كانت ذروة الفرح بالنصر أسكرتهم واتجهوا نحو الاقصاء الكامل فلن يجلب ذلك الخير والسلام وسيظل الوطن في دوامة لاخلاص منها حتى وأن فتحت السجون على مصاريعها لالاف المعارضين من الفصيل الاسلامي فلن تنعم الحكومة البديلة بالهدوء ولا الوطن بالاستقرار، يجب أن يعي الجميع أن الوطن سيتسع للجميع وأن التسامح هو في مصلحة الجميع فان اليوم لك وغداً عليك، وليست دائمة لاحد، فالحوار هو المخرج الوحيد للجميع حتى يخرج الكل بنتائج ترضي الجميع وسيبقى الجميع هم المستفدون من الحل السلمي حتى يخرج الوطن إلى بر الامان. د . صالح الدباني – اميركا