مصر: انتقادات للتعايش مع الوباء رغم تزايد الإصابات ومطالبة بحظر كلي لمدة أسبوعين

تامر هنداوي
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغا يطالب بفرض حظر شامل لمدة أسبوعين، بالتزامن مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في مصر، واحتجاجاً على خطة التعايش التي أقرتها السلطات المصرية مع الوباء، على الرغم من عدم وصول البلاد إلى ذروة الإصابات، حسب عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للشؤون الصحية.
وكان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أعلن دراسة التعايش مع الفيروس بشكل طبيعي بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك، وعودة الحياة إلى طبيعتها مع فرض العديد من الإجراءات والعقوبات مثل ارتداء الكمامة إجباريًا في المؤسسات الحكومية ووسائل النقل العام.
الإعلامي عمرو أديب، استنكر توجهات الحكومة لتنفيذ خطة الفتح والتعايش مع كورونا.
وغرد على صفحته على موقع «تويتر»:»لدي سؤال، كيف سنفتح البلد ومعدل الإصابات يرتفع بهذا الشكل».
وأضاف:» المفروض نفرض إجراءات أكثر صرامة».
وتبدأ السلطات المصرية اليوم السبت بتخفيف الإجراءات الاحترازية التي فرضتها طوال فترة عيد الفطر، حيث تبدأ ساعات الحظر من الساعة الثامنة مساء كل يوم حتى السادسة صباحا.

توصيل أدوية

ومع ارتفاع معدل الإصابات وعدم وجود أماكن لاستقبال مصابين في المستشفيات، أعلنت وزارة الصحة والسكان، ضوابط العلاج في المنزل، مؤكدة أنها ستتولى توصيل الأدوية مع اشتراطات محددة.
وقدمت هالة زايد وزيرة الصحة والسكان تقريرا إلى مدبولي حول عدد من الإجراءات المتبعة من جانب الوزارة فيما يخص مواجهة فيروس كورونا.
وتضمن التقرير تسليم الأدوية للمصابين الذين هم بصدد تلقي العلاج منزلياً من فيروس كورونا، والذين ما زالت نتائج تحاليلهم إيجابية، ولكن تشهد حالتهم الطبية استقراراً، مع تراجع الأعراض المرضية، وعدم احتياجهم في الوقت الراهن للحجز في المستشفى أو في نزل الشباب.
وأوضحت أن مسؤولي الطب الوقائي يتولون مسؤولية تحديد الفئات المستهدفة للعلاج المنزلي، حيث يتم تجهيز الحقيبة التي تحتوي على الأدوية اللازمة من جانب الصيادلة والتمريض بالمستشفى، طبقا لحالة المنتفع وبروتوكول العلاج الذي يخضع له.
وأكدت أنه تم اعتماد توصيل الأدوية للمنازل لحالات العلاج المنزلي، من خلال مسؤول الطب الوقائي أو التمريض أو الرائدة الريفية، مع توفير سبل الحماية الشخصية لمسؤول توصيل الأدوية.
كما بينت أن مسؤولي الوحدة الصحية سيكون عليهم متابعة الحالات، ورفع تقارير لأجهزة وزارة الصحة التي تتولى المتابعة والتقييم.
وعرضت تفاصيل استخدامات تطبيق «صحة مصر» المقدم من وزارة الصحة المصرية، الذي يوفر عدة خدمات للتوعية والحفاظ على صحة المواطنين خلال أزمة فيروس كورونا.
وأوضحت أن تطبيق «صحة مصر» هو بديل عن المكالمات التليفونية على الخط الساخن، حيثُ يتضمن إجابات عن الأسئلة الشائعة المتعلقة بمرض كورونا، كما يتيح استقبال البلاغات عن النفس والغير عند حدوث شك بالإصابة بمرض كورونا، في وقت تقوم غرفة العمليات باستلام بيانات المريض والتواصل معه، مشددة على أن جميع البيانات مشفرة ومؤمنة بواسطة الجهات المختصة بالدولة، وتنطبق عليها شروط حماية الخصوصية.

وزارة الصحة تلجأ لـ«العلاج المنزلي» وتحذر من تداول بروتوكولات علاج غير دقيقة

وأضافت أن التطبيق يوفر كذلك عناوين وأرقام تليفونات أقرب المستشفيات المنوطة بالكشف والتشخيص لمرض كورونا، مع رسم خرائط توضح موقع هذه المستشفيات، وكيفية الوصول إليها، كما يقوم التطبيق بالتنبيه عند الدخول في مناطق تحتوي على نسب إصابة عالية، أو حجر صحي لمرض كورونا، مع توفير إرشادات عن الاحتياطات الواجب اتباعها داخل هذه المناطق.

تطبيق «صحة مصر»

ولفتت إلى أن تطبيق «صحة مصر» يعرض أيضاً إجراءات العزل المنزلي لحماية النفس والغير، بالإضافة إلى إرشادات بخصوص العلاج المتوافر للمصابين، كما يشرح إرشادات الوقاية لجميع الأفراد المخالطين داخل المنزل أثناء فترات العزل المنزلي، ويساعد على المتابعة اليومية أثناء فترات العزل المنزلي عن طريق التسجيل اليومي للتغيرات التي تحدث في الحالة الصحية.
وحسب زايد فإن التطبيق يتضمن إرشادات الوقاية الشخصية وطرق التعايش مع المرض، والخطة العامة للدولة لحماية المواطنين، كما يعرض الأخبار والمستجدات والإحصائيات اليومية لأعداد المصابين وحالات الشفاء، ويشمل مقالات وفيديوهات ونصائح عامة حول مرض كورونا وكيفية التعامل معه، ويصدر إشعارات وتنبيهات يومية مخصصة لكل فرد على حدة بناء على حالته الصحية.
وأضافت أن التطبيق يتضمن رابطا داخل البرنامج لتوفير خدمات إضافية من خلال برنامج واتساب، كما يعرض التطبيق روابط لأرقام التليفونات والمواقع الرسمية لوزارة الصحة المصرية، ويتيح إمكانية مشاركة التطبيق مع الغير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المختلفة، مؤكدة أن الخدمات المقدمة من خلال التطبيق تخضع للتطوير المتواصل والدائم.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة والسكان أن ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من بروتوكولات علاج لفيروس كورونا، أو بروتوكولات العزل المنزلي ليست تابعة للوزارة وغير دقيقة، حيث أنها ليست البروتوكولات نفسها التي يتم تطبيقها داخل المستشفيات أو خارجها.
وشددت على عدم تداول تلك البروتوكولات الخاطئة مما قد يشكل خطورة كبيرة على حياة المرضى أو يسبب ارتباكًا للفرق الطبية العاملة في مستشفيات الفرز والعزل.
وأوضح خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أن البروتوكولات العلاجية المتبعة لعلاج مرضى فيروس كورونا، والوحيدة التي يتم تطبيقها، تم وضعها من قبل اللجنة العلمية المشكلة بقرار وزيرة الصحة والسكان، مشيرًا إلى أن اللجنة قامت بإعداد ذلك البروتوكول العلاجي بناء على ما توافر من معلومات من جميع دول العالم منذ ظهور الفيروس، وذلك في ظل استمرار مرحلة الأبحاث على العقاقير التي تعالج الفيروس.
ولفت في هذا الصدد إلى أن اللجنة العلمية تحرص دائمًا على متابعة ما يتم توافره من معلومات علمية يمكن الاعتماد عليها، لإصدار تعديلات للبروتوكول أو إضافة بروتوكولات لعلاج الحالات الخاصة.
وأهاب بالمواطنين ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي توخي الحذر فيما يتم نشره من بروتوكولات علاج لفيروس كورونا، قد تثير الشك والبلبلة خلال تلك الأزمة، موضحًا أن بروتوكولات العلاج المتبعة داخل المستشفيات وبروتوكولات العزل المنزلي، موجودة على الموقع الرسمي لوزارة الصحة والسكان وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي الرسمية الخاصة بوزارة الصحة والسكان فقط.
وذكر بأن إجراءات العزل المنزلي للمصابين بفيروس كورونا من الحالات البسيطة، بعد توقيع الكشف على الحالة وتشخيصها بالمستشفى، تتم من خلال تسليم المريض حقيبة مستلزمات وقائية وأدوية تشمل البروتوكول العلاجي سواء للكبار أو للأطفال، وذلك طبقًا لحالة المصاب وبروتوكول العلاج الذي يخضع له، بالإضافة إلى ترمومتر زئبقي لقياس درجة الحرارة، و«هاند جيل»، وكمامات طبية، بالإضافة إلى كارت متابعة الحالة الصحية.
وأوضح أن المريض يقوم بتسجيل بياناته الشخصية وتاريخه المرضي في كارت متابعة الحالة الصحية، حيث تتم المتابعة الطبية الدورية لحالته الصحية وإجراء المسحات المعملية لفيروس كورونا على فترات محددة، لحين سلبية نتائج تحاليله وتمام شفائه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية