مصر: انقلاب على الشرعية ام وأد للديمقراطية؟

حجم الخط
0

تابع العالم البيان الذي تلاه الفريق عبد الفتاح السيسي بدهشة، والذي علق فيه العمل بالدستور، وأقال الرئيس الدكتور محمد مرسي من منصبه، وطرح خارطة طريق لحل ازمة مصر، وقد كنا نترقب هذا البيان قبل 48 ساعة من صدوره، وذلك لانه كان يجب ان يكون به الحل الشافي للاحتقان الذي اصاب الشارع المصري.
وكنا نتوقع ان يرضي جميع اطياف الشعب المصري، واكرر الشعب المصري وليس السياسيين، فخرج علينا البيان هزيلا، خاليا من الحكمة والمسؤولية والوطنية المعهودة للقوات المسلحة المصرية، واضعا مصالح السياسيين قبل الشعب، حيث ادعى وقوفه مع رغبة الشعب متجاهلا جموع رابعة العدوية التي لا تقل عددا ولا وطنية من جماهير التحرير، وبهذا البيان انحاز الجيش انحيازا تاما الى فئة دون الاخرى، مع انه كان في غنى عن ذلك كله، بلزوم الحياد وترك السياسة للسياسيين، وقد يقول قائل ان جموع رابعة العدوية اغلبها من الاخوان المسلمين، أوليس الاخوان مصريين؟ اولا يوجد في جموع التحرير نسبة لا يستهان بها من فلول مبارك؟ والسؤال المطروح، هل ازال البيان الاحتقان؟ كلا بل قسم الشارع الى قسمين لا يمكن الفصل بينهما الا بالحواجز الامنية، حيث سقط في يوم واحد اكثر من ثلاثين قتيلا، ففي رقبة من هذه الدماء المصرية الطاهرة ؟
ومن كان السبب؟ وبعد ان يأسنا من الحلول الدخلية، انتظرنا الحلول الخارجية كعادتنا في حل مشاكلنا، بالذات من الولايات المتحدة المريكية، راعية الديمقراطية في العالم، فكان الموقف ضعيفا كعادته تجاه مشاكل الشرق الاوسط والوطن العربي، فكان شجبا للعنف ودعوة لانتخابات رئاسية (ديمقراطية) اي تأييدا للسيسي ولكن على استحياء، والسؤال الكبير ما الذي دعى السيسي لفعل ما فعل؟
أهو الخوف على مصر؟ ام هي سياسات الدكتور مرسي الخاطئة والتي تم الحكم عليها من خلال عام واحد، ام هي ضغوطات امريكية لضمان امن اسرائيل، حيث صرحت بعض الصحف الاسرائيلية بان اسرائيل متخوة في المستقبل على كامب ديفيد من بقاء الاسلاميين في حكم مصر، وبغض النظر عن الاسباب فان الامر اصبح واقعا، مع ان الاسلاميين ومؤيديهم لم ولن يسلموا به، ولو خسر الاسلاميون هذه الجولة، فالاسلاميون حزب قوي ومنظم وذو رؤية واضحة وشعبية واسعة، وبالذات في الارياف هذة الجماهير البعيدة عن المظاهرات وساحات الاعتصام والتي لا تظهر الا في صناديق الاقتراع، وبالمقابل اذا كسبت المعارضة هذه الجولة، فهل تستطيع الاستمرار موحدة؟
مع العلم انها احزاب ذات رؤى وبرامج واهداف مختلفة .

عثمان محمد صديق
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية