القاهرة ـ «القدس العربي»: بينما قال الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية للملايين الذين ينتابهم القلق البالغ بسبب زلزالين شهدتهما البلاد مؤخرا ، إنه ما من سبيل أمام العلم للتنبؤ بزلازل الطبيعة حتى الآن، تبدو الحكومة أكثر عجزا في التعامل مع زلزال الغلاء الذي تخشى الجهات السيادية من توابعه على حالة الاستقرار التي تعيشها البلاد، فالأغلبية ظلت على مدار الأيام الأخيرة تولي اهتمامها لزلزال آخر أشد بطشا في نظر الكثيرين، ألا وهو “زلزال الأسعار” إذ حرصت السلطة عبر أذرعها الإعلامية على إعداد المواطنين نفسيا لموجة غلاء مقبلة، ولم ينس إعلاميو السلطة إبراء ذمتها من أسباب الغلاء، ملقية بالتهمة على عوامل دولية.
وعلى مدار يومي السبت والأحد 23 و24 أكتوبر/تشرين الأول كان الخوف مسيطرا على أفراد الطبقات الفقيرة، كما كما كشفت شهادات الكتاب الذين حرص بعضهم، للفت انتباه الحكومة إلى احتياطي الصدر الذي ينفذ بسرعة، بينما تبدو خططها في مواجة الغلاء غير موجودة من الأساس. وقد شهدت الصحف، العديد من المعارك في الداخل والخارج وجدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لفت انظار العالم إلى أن ما تقوم به إثيوبيا يعد اعتداء على حقوق شعبي وادي النيل قائلا: إن إنشاء مشروعات مائية غير مدروسة تحد يمس أمن وسلامة الدول، وأكد أن نصيب الفرد من المياه في مصر لا يتجاوز 560 مترا مكعبا سنويا، في الوقت الذي عرفت الأمم المتحدة الفقر المائي، على أنه 1000 متر مكعب من المياه، للفرد في السنة، كما أن مصر هي أكثر الدول جفافا في العالم، بأقل معدل لهطول الأمطار بين سائر الدول، ما يؤدي للاعتماد بشكل شبه حصري، على مياه نهر النيل. وأكد الرئيس السيسي، أهمية إعلاء مبادئ التعاون والتضامن الدولي بما يمكن شعوبنا من مواجهة التحديات العالمية الراهنة اتصالا بقضية المياه، ولنتفادى الوقوع في براثن التناحر حولها. جاء ذلك خلال كلمته أمام “الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للمياه 2021”..
ومن أخبار المحاكم: قضت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة “الدائرة الثانية”، بقبول دعوى مرتضى منصور في موضوع إلغاء قرار وزير الشباب والرياضة المطعون عليه وهو حل مجلس إدارة نادي الزمالك وتعيين لجنة مؤقتة، مع ما يترتب على ذلك من آثار أخصها عودة مجلس إدارة النادي المنتخب، لحين انتهاء مدته القانونية، وألزمت وزارة الشباب بدفع المصروفات. وقال مصدر قضائي، إن الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري، هو حكم أول درجة، كذلك يحق لوزارة الشباب والرياضة الطعن على الحكم في المحكمة الإدارية العليا في مدة أقصاها 60 يوما، وإن لم تطعن الوزارة في تلك المدة يصبح الحكم نهائيا وباتا.
لا ننسى
عاد بنا الدكتور محمود خليل في “الوطن” إلى أعداد الصحف التي صدرت في مصر عقب زلزال أكتوبر/تشرين الأول 1992 الذي أدى إلى انهيار بعض المنازل وسقوط ضحايا ومصابين، وسنجد أن أكثر سؤال كان مطروحا في ذلك الوقت هو: هل دخلت مصر حزام الزلازل؟ مضى على الزلزال الشهير 29 سنة لنفاجأ بعدها بالسؤال يطرح من جديد في أكتوبر 2021. فخلال الشهر الحالي تعرضت مصر لزلزالين تزيد قوتهما على 6 درجات على مقياس ريختر، بالإضافة إلى أربعة توابع، بلغ أقواها 3.9 درجة. قفز السؤال من جديد: هل دخلت مصر حزام الزلازل؟ خبراء المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أجابوا عن السؤال بالنفي، وأكدوا أن مصر لم تدخل حزام الزلازل، وأنها بعيدة كل البعد عنه، وكل ما حدث هو أن الناس أصبحت تشعر حاليا بالزلازل، بسبب تطوير معدات الرصد وتزويدها بأحدث التقنيات، التي ترصد الخفيف والثقيل منها. خبراء الرصد أدرى ولا شك، لكنهم لم يوضحوا لنا المعايير التي يستند إليها تقرير دخول، أو عدم دخول دولة معينة في نطاق حزام الزلازل. كذلك ليست هناك إجابة عن بعض الأسئلة المهمة مثل: هل من الطبيعي أن تشهد مصر 6 زلازل خلال أسبوعين؟ وما دلالة أن تقع أخطر الزلازل التي واجهناها خلال العقود الثلاثة الأخيرة في شهر أكتوبر/تشرين الأول؟ وهل ثمة عوامل معينة تجعل الزلازل مقرونة بهذا الشهر؟ على مدار تاريخها ضرب مصر عدد من الزلازل – مثلها في ذلك مثل بعض دول المنطقة – من بينها زلزال القاهرة الكبير الذي وقع يوم الأحد 5 أغسطس/آب 1303، وزلزال عام 1405. ولعلك تذكر أيضا حدوتة الزلزال الذي وقع في عصر كافور الإخشيدي، وبيت الشعر الشهير الذي اقترن به.
مزلزلة من يومها
طرح الدكتور محمود خليل، ما كتب الجبرتي في “عجائب الآثار في التراجم والأخبار” حيث حكى عن زلازل ضربت مصر عبر محطات زمنية مختلفة من تاريخها، بل إن نشأة مرصد حلوان للزلازل ارتبطت بالزلزال الكبير الذي ضرب مصر عام 1903 وخلف آلاف القتلى والجرحى. كما شهدت مصر عام 1969 زلزالا عنيفا في جزيرة شدوان في شرم الشيخ. ويعني ما سبق أن مصر لم تكن خالية من الزلازل على مراحل تاريخها القديم والحديث والمعاصر، وبالتالي فثمة سؤال أجدى لا بد من طرحه، بدلا من سؤال «الحزام»، وهو كيف تم تأهيل المباني لدينا بصورة تجعلها قادرة على استيعاب أي هزات أرضية؟ هناك قواعد معينة متفق عليها عالميا كمعايير لبناء المنازل والمنشآت بشكل يجعلها مقاومة للهزات الأرضية، ونحن بحاجة إلى مراجعة دورية لمعدل الالتزام بها، على الأقل بالنسبة للمباني الجديدة، ومتابعة جدية لمنسوب مراعاتها. أيضا لا بد أن يدخل الباحثون لدينا نادي توقع الزلازل. فالدراسات على أشدها في دول العالم المتقدم، خصوصا الدول التي تعانى من زلازل، من أجل وضع معايير لتوقع حدوث زلازل في مناطق معينة قدر المستطاع، بهدف محاصرة عدد الضحايا، ولدينا باحثون لديهم القدرة على تقديم الجديد في هذا المجال.
بالقرب من إثيوبيا
عبر الدكتور الشافعي محمد بشير في “الوفد”، عن أمله بزلزال يضرب سد النكبة قريبا: بأمر الله مقبل يا حكام إثيوبيا، كما قالت صحف مصرية وأجنبية ومن بينها جريدة “الأهرام” التي نشرت خبر الهزة الأرضية، إذ أعلن الدكتور جاد محمد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية أن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، سجلت في السابعة و22 دقيقة هزة أرضية مصدرها شرق كريت في البحر الأبيض المتوسط على بعد 29 كيلو مترا شمال الإسكندرية بقوة 6.2 درجة بمقياس ريختر. وأضاف أنه ورد للمعهد ما يفيد الشعور بالهزة الأرضية في بعض مناطق القاهرة الكبرى، وبعض مدن الدلتا، دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات. كما أفاد المركز الأوروبي لرصد الزلازل بأن زلزالا بقوة 6 درجات بمقياس ريختر مصدره شرق البحر الأبيض المتوسط، وأفادت وسائل الإعلام بأن الهزة شعر بها سكان اليونان وقبرص وتركيا ومصر ولبنان وسوريا وإسرائيل، إذن فقد صدقت رؤيتنا ودراستنا العلمية عن الاحتمالات القوية لحدوث زلزال قوى تحت سد إثيوبيا، كما قال علماء الجيولوجيا والمياه بأبحاثهم العلمية، التي ذكرناها في أكثر من عشرين مقالا في جريدة “الوفد” ونصحنا آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا بأن يفتح المصحف الشريف ليقرأ في “سورة الحجر” قول ربنا سبحانه وتعالى عن نهر النيل وحجز مياهه ظلما وعدوانا عمن خلقه لإحيائهم ومعاشهم، وضاربا عرض الحائط بقواعد القانون الدولي عن الأنهار الدولية مثل نهر النيل، وقد أجراه الله ستمئة كيلومتر بإرادة إلهية عظيمة من أقصى الجنوب لأقصى شمال القارة، لتدركها بصيرة الناس وأصحاب الأمر مثل، آبي أحمد وأمثاله الذين يقرأون آيات ربنا سبحانه وتعالى، التي تقول «وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين». ويفسر العارفون الكلمة الأخيرة بأنها تأمر أصحاب السلطان بألا يمنعوا المياه التي أنزلها الله من السماء، وأجراها تحت الأرض وفوق الأرض لسقيا الزرع والإنسان والحيوان، وأنذر أصحاب السلطان بعقابهم إن خالفوا أوامره، بأن يثير الأرض من تحتهم بالزلزال المدمر الذي حذرنا منه وزراء إثيوبيا وفي مقدمتهم رئيسهم آبي أحمد.
رصيد العائلة
ما زال المهرجان السينمائي الذي انهى فعالياته مؤخرا ونال كثير من المشاركين فيه، وفي القلب منهم مؤسسيه اللعنات، يتعرض لوابل من الهجوم، غير أن محمد السيد صالح في “المصري اليوم” حرص على أن يتحلى بهدوئه، مؤثرا أن يسدي النصح للقائمين عليه: مهرجان الجونة الذي أسسه الأخوان سميح ونجيب، لا يضيف جديدا لإنجازات العائلة، بعد خمس سنوات لم يتحول إلى مهرجان له بصمة خاصة يسعى إليه النجوم والنقاد من العواصم العالمية والعربية كافة. تدور فيه مناقشات عميقة، وتأتي إليه أفلام كبرى. أشهر ما في دورات المهرجان سواء، الأخيرة التي أسدلت ستارها مؤخرا أو السابقة، فساتين الفنانات. فمعظمها خارج معايير الشياكة بمفهومها الغربي، أو حتى المحلي. معظم الفنانات مجهولات لنا، جلست مع أفراد من عائلتى نُقلب في وجوه الفنانات والفنانين على السجادة الحمراء، فاكتشفنا أننا لا نعرف أسماء نصفهم على الأقل. مهرجان في الجونة، التي هي مزار سياحي، ومنتجع دولي مهم، ومدينة عصرية، ينبغي أن يكون متسقا مع طبيعتها.. يهتم بالبيئة والسياحة والثقافة، يحفر لنفسه طريقا مختلفا، يؤسس لسينما خاصة به، يدعو مشاهير المهنة للجونة.. وفي ذلك دعاية للمكان ولمصر كلها. أعلم أن هناك أفلاما دولية وعربية مهمة في المهرجان.. لكن معظم التركيز يذهب للشكل على حساب المضمون. هو خطأ متكرر ينبغي أن يتم تداركه. مهرجان الجونة بصيغته الحالية، خصم من رصيد العائلة.. وليته يسلك طريقا مختلفا في الأعوام المقبلة.
حاكموا الفقر
نبقى مع أزمة الفيلم الذي اهتم به الكثيرون من بينهم محمود العلايلي في “المصري اليوم”، الذي تابع عرض فيلم «ريش» ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، وما استتبع ذلك من انسحاب بعض الفنانين من العرض وتعليقات البعض السلبية ودفاع فريق آخر عن الفيلم وصناعه، وعن حرية التعبير بشكل خاص، بينما كان اللافت على حد رأي الكاتب هو تعليقات الكثيرين على منصات التواصل الاجتماعي، ممن لم يشاهدوا الفيلم بكل تأكيد، وتبنيهم الرأي الذي ساد بأن الفيلم لا يعرض إلا الجانب السلبي من مصر، ولا يلقي الضوء على الجوانب المضيئة وقفزات التنمية الواضحة، ما يُعرِّض سمعة مصر للإهانة. ليس من المهم مَن يقبل على الفيلم الذي أثار ذوبعة واسعة من قبل الفنانين ومَن يتجنبه. وإنما من الأَوْلَى – مع رفض الفقر المعروض فيه – أن تتم مناقشة إخراج قطاع كبير من المصريين من تحت خط الفقر، لأن إنكار الواقع لا يمحوه، وتبقى النقطة الحساسة لدى المهمومين بسمعة مصر، وهي أن التعاملات الدولية تقوم على أساس التقارير الأمنية والمؤشرات الاقتصادية وجودة الصناعة المحلية وجمال المقاصد السياحية، وليس على ما تقدمه الأفلام السينمائية.
اصمت يا شريف
برر الممثل شريف منير انسحابه من العرض الخاص لفيلم “ريش” في مهرجان الجونة السينمائي، بأن عنده “حتة غيرة جواه” على مصر! واهتم بالأمر أسامة الغزالي حرب في “الأهرام” قائلا: السيد منير تساءل “الفيلم واخد جايزة من مهرجان كان السينمائي في فرنسا، وأنا مش فاهم الناس إللي إدوا الفيلم الجايزة كانوا شايفين إيه» حسنا، أنا ــ كاتب هذه السطور ــ كمواطن مصري أعي تماما وزن وأهمية وتاريخ السينما العريق والعظيم والطويل في مصر، وعندي حتة حب لبلدي… سعيد للغاية بأن يكون فيلم «ريش» أول فيلم مصري يحصل على هذه الجائزة المرموقة في واحد من أهم مهرجانات السينما في العالم، وليس عندى أي هواجس بشأن مؤامرة من جانب مسؤولي مهرجان كان للإساءة لمصر. السينما العالمية في تاريخها الطويل مليئة بالأفلام العظيمة التي تتحدث عن الفقر المدقع والبؤس الذي تعرفه مجتمعات الدنيا كلها، بما فيها أغناها وأكثرها تقدما. ألم نشاهد نحن في شبابنا أفلام شارلي شابلن التي تصور حياة التشرد والصعلكة في بريطانيا، كما رأيناها مثلا في فيلم “حياة الكلب” التي يسرق فيها شارلي طعام كلبه من عربة طعام في الشارع؟ ألم نشاهد رائعة فيلم “الأم” لمكسيم غوركي التي جسدت حالة الفقر المدقع التي سادت في روسيا القيصرية؟ وقد قرأت أيضا مثلا عن فيلمي “المنسيون” و”أرض بلا خبز” اللذين صورا البؤس الذي عانت منه منطقة هورديس الإسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي. السينما العالمية مليئة إذن بتلك الأفلام التي تنتمي إلى المدرسة الواقعية، والتي عرفنا منها بالذات في السينما الإيطالية مثلا “روما مدينة مفتوحة”. ولماذا نذهب بعيدا ولدينا أعمال يوسف شاهين وصلاح أبوسيف العظيمة التي تحفل بمشاهد الفقر والعناء في أطر فنية رائعة.. غير أن هؤلاء جميعا لم يسعدهم حظهم بملاحظات شريف منير، التي تدعو ضمنيا على نحو مزعج وخطير إلى وضع تحفظات على الفن، بدعوى الإساءة لمصر. لا يا سيد منير سوف تحدث الإساءة، بل والفضيحة لمصر، إذا حدثت أي مقاطعة شعبية أو منع سياسي على فيلم مصري ينال جائزة مرموقة من مهرجان عالمي.
فلنرد بالحسنى
سؤال بحث للإجابة عنه عماد الدين حسين في “الشروق”: ماذا سنفعل في مصر إذا قررت “نتفليكس” وغيرها، أن تنتج فيلما يتبنى مثلا وجهة نظر الجماعات المتطرفة والإرهابية والظلامية، أو حتى يشوه الواقع؟ رأينا مثل هذه الشبكات الدولية تنتج وتبث العديد من الأعمال الفنية المخالفة تماما لوجهة نظر عدد كبير من دول العالم، التي لم يكن في إمكانها منع ذلك عمليا. هذه الشبكات صارت خارج سيطرة الحكومات، يكفي فقط لأي مواطن في أي مكان في العالم أن يمتلك فقط شاشة تلفزيون ذكية، والاشتراك في هذه الشبكة أو تلك، بمقابل ليس كبيرا، والأهم أن أي شخص يمكنه مشاهدة برامج وأفلام ومسلسلات وأغاني هذه الشبكات عبر جهاز الهاتف المحمول. مرة أخرى فالسؤال هو: ماذا يمكن أن تفعل الدول لمنع بث المواد والبرامج والأفلام التي تراها مسيئة لها ولسياستها وقيمها وتقاليدها؟ كثيرون يتوقفون عند المواد ذات الصبغة السياسية في هذه الشبكات، وينسون للأسف أن هذه الشبكات صارت تساهم بشكل كبير في نشر قيم وأفكار مخالفة تماما لقيم وأفكار الدول والمجتمعات العربية والإسلامية وغيرها. العديد من برامج وأفلام هذه الشبكات صارت مثلا تحرص على وجود شخصيات مثلية، بل ويحدث ذلك في الكرتون، وأحيانا في برامج يراها الأطفال، وهو الأمر الذي يجعل هذه الأفكار تبدو عادية بالتدريج. قبل أيام قرأت تقريرا مهما على موقع «بي بي سي»، يقول إن سلاسل الأفلام والمسلسلات الخارقة مثل “سوبرمان” والأسماء الكثيرة في هذا المجال مثل “مارفل” و”دى سي كوميكس”، سوف تسعى لإدخال المزيد من التنوع وتقبل الاختلاف إلى عالمها المدهش للأبطال الحارقين.
مقابل الرديء
تابع عماد الدين حسين، تنبؤ ما قد تشهده الساحة الفنية مثلا، فإن بطل أحدث أفلام “سوبرمان” سيكون مزدوج الميل الجنسي، وربما يشمل التغيير أن يكون الأبطال من خارج التصورات المعهودة، بحيث يكونون سودا أو مسلمين أو من ذوي القدرات الخاصة.. إذن النقطة الجوهرية هي أننا لم نعد سواء في مصر أو خارجها، نستطيع منع ما نريد من أفلام أو مسلسلات أو برامج، وبالتالي نعيد طرح السؤال مرة أخرى: ما هي الطريقة الأفضل لمواجهة أي مواد درامية أو ثائقية قد يرى البعض أنها مسيئة لبلده؟ علينا أن نتفق أن كلمة «مسيئة» نسبية وحمالة أوجه، وما تراه أنت مسيئا لبلدك، قد يراه آخرون من بلدك أيضا أنه غير مسيء. الأهم أن ننتج أفلاما ومسلسلات وبرامج جذابة ومتنوعة، تجذب انتباه واهتمام المصريين والعرب، وتحصن مجتمعاتنا بالقيم والأفكار الصحيحة، التي تجمع عليها الغالبية. منع وحظر الأفلام والمسلسلات لن يحل المشكلة، بل ربما يساهم في ترويجها وتسويقها، وعلينا أن نتذكر أن مسلسلا واحدا هو «الاختيار»، أو فيلما واحدا هو «الممر» نجح في نسف غالبية دعايات وكتابات المتطرفين، وجعل غالبية المصريين يتأكدون من خطأ وخطر هذه الجماعات الإرهابية. لو أن هناك فيلما أو مسلسلا سيئا، علينا أن نواجهه بفيلم ومسلسل جيد ومصنوع بصورة فنية جذابة، المنع وحده لا يفيد في هذه الحالة.
حل اللغز
سعى أحمد عبد التواب في “الأهرام” للتنقيب عن لغز قديم: لو صَدُقت هذه التدوينة، الصادمة بشدة والرائجة على فيسبوك منذ أيام، فإنها تقدم لأول مرة تفسيرا قابلا للإقناع للغز اختفاء ونش مترو الأنفاق العملاق من ميدان التحرير في أوائل الثمانينيات! تقول التدوينة، التي سقط اسم مصدرها في عمليات المشاركة وإعادة البث، أن الونش كان في الأصل وهما، وأنه لم يكن موجودا قط، وأن وراءه عمليات تزوير معقدة، عن شرائه وشحنه واستلامه وشراء قطع غيار وتعيين سائقين وعمال صيانة، إلخ، في سلسلة طويلة من بنود الإنفاق المزورة، وكان المزورون مطمئنين من أن كل شيء تحت سيطرتهم، إلى أن حدثت الصدفة، عندما قرر أحد المسؤولين الاستفادة من الونش، الذي سمع عن إمكانياته الكبيرة، في موقع آخر، وهنا فقط أدرك المزورون أنهم صاروا في خطر أن تُكتَشَف جريمتهم الكبرى، فقرروا، تخلصا من مأزقهم، أن يعلنوا أن الونش سُرِق! وبقية الحدوتة معروفة، عندما تورطت أجهزة الدولة والرأي العام في تصديق بلاغ السرقة، ولم يكن للتحريات أن تمسك بأي خيط! ونظرا للمفارقات عن حجم الونش واختفائه بهذا الشكل والعجز عن إيجاد أي أثر له، اشتغلت ماكينات النكت الشعبية، ووجد فنانو الكاريكاتير معينا لا ينفد. وتضيف التدوينة، أن الصدفة وحدها هي التي أوقعت في يد موظف حضر الواقعة، ثم انتقل للعمل في جمرك الميناء، أوراقا رسمية في إحدى الشحنات تقول إن شركة الشحن ليس لها سابق خبرة في مصر، وتذكر الموظف أن هذه الشركة، وفق تزويرات أوراق الونش، هي التي شحنته إلى مصر، فاتصل بها ليدقق المعلومة فأكدت له أنها لم يسبق لها أن شحنت أي شيء إلى مصر، فاتصل بالشركة المنتجة للونش فأنكرت أنها باعت لمصر أي أوناش، فأدرك الرجل حجم التزوير، وذهب بأوراقه وقدمها لصحافي كانت له حظوة لدى مبارك، فدخل الموضوع في دهاليز الصمت المريب وتعرض الرجل لتهديدات! هذه التدوينة قابلة لتصديق جماهير عريضة تعرف القدرات الفذة للفساد، وهو ما يلزم أن يصدر بيان رسمي، إما بتأكيد صحتها أو بإعلان كذبها، أو بوعد بإجراء تحقيقات جديدة.
مرحبا بهم
نتحول نحو هموم اللاجئين، إذ يرى عبد اللطيف المناوي في “المصري اليوم” أن عدد اللاجئين بلغ حتى منتصف 2020 رقما قياسيّا متخطيا 82 مليونا حول العالم، وبزيادة تقدر بأكثر من 10 ملايين عن آخر تعداد رسمي أعلنته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في 2019، فإن القلق يتزايد، خصوصا مع تباين أوضاع اللاجئين في العالم كله، لأسباب كثيرة أهمها جائحة كورونا. هذه المحنة جعلت كثيرا من البلدان تضيق باللاجئين ذرعا وتسنّ قوانين للحد منها، خصوصا تلك التي لم تكن في الأساس من بين الأكثر دخولا ورفاهية، في حين أن بلدا ناميا، مثل مصر، ما زال يسعى في خطوات التنمية والإصلاح الاقتصادي، يعامل اللاجئين كأفراد من الشعب، فيقدم لهم الخدمات الصحية، ويرعاهم سياسيّا واقتصاديّا واجتماعيا.مصر، ووفقا لأرقام مفوضية اللاجئين، تستضيف نحو 250 ألف شخص من طالبي اللجوء من 56 دولة مختلفة، غالبيتهم من سوريا يليها السودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا واليمن والصومال، وكما هو معروف فإن هذا الرقم أقل بكثير من الرقم الحقيقي للاجئين الفعليين، الذي يقدر في بعض الأحيان بنحو 5 ملايين وأكثر، منهم من هو مسجل في المفوضية، ومنهم من هو غير مسجل. تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين من توفير فرص معيشة، وتعليم، ودعم طبي ونفسي واجتماعي – هي أساس ومكون من مكونات الشخصية المصرية، من دون مزايدة أو استعراض، رغم التكلفة الكبرى لذلك، التي – ولا شك- ترهق ميزانية الدولة. التجربة المصرية في التعامل مع ملف اللاجئين ملهمة، وهي ما جعلت المنسق المقيم للأمم المتحدة، ريتشارد ديكتوس، وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر كريم أتاسى، يشكران الدولة لرعايتها هذا الملف، خلال فعالية نظمتها الخارجية المصرية لإطلاق خطة الاستجابة الإقليمية لدعم اللاجئين السوريين المقيمين في مصر وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم، منذ أشهر قليلة.
نصيحة مولانا
أشاد حمدي رزق في “الوفد” بالأذان الموحد، الذي بدأ يصدح وتنصت إليه بشغف الآذان، أصوات ندية، شجية ترفع الأذان، ترحمنا من نشاز الأصوات الذي يقض المضاجع.. الله يرحمه الدكتور الفيلسوف محمود حمدي زقزوق صاحب الفكرة الطيبة، رحل قبل أن يسمع الأذان الموحد، كما أحب واستحب، ومشكور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لإصراره على المضي قدما في تنفيذ المشروع، الذي يتصدر أولويات وزارة الأوقاف.. في ميزان حسناته الدينية والوزارية..أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، تأخرنا طويلا، ولكن المهم المضي قدما في إنجاز المشروع في القاهرة والمحافظات، مع مراعاة فروق التوقيت، ولطالما المساجد والزوايا باتت تحت سيطرة الأوقاف، يصبح إنجاز المشروع فرض عين.. الحمد لله، تمتلك الإذاعة المصرية رصيدا هائلا، وثروة نفيسة من تسجيلات نادرة للأذان بأصوات مشاهير القراء.. أصوات من السماء، نسمع منها روائع في رمضان، وتمتلك مدرسة التجويد المصرية أصواتا شابة ندية، لا تنقصنا الطلاوة والحلاوة والجمال، لماذا نستسيغ الصخب والغوغائية، على حد وصف طيب الذكر مولانا الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي وصف الأذان على الطريقة الشعبوية بـ«غوغائية تدين». المشروع يمضي جيدا كما خطط له، ورئيس الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية في وزارة الأوقاف، اللواء عمرو شكري، يبشرنا بضم 426 مسجدا جديدا خلال الربع الأول من العام المالي الجاري لمشروع «الأذان الموحد»، ليصل إجمالي المساجد التي شهدت تشغيل وتفعيل وحدات الأذان فيها على صعيد مساجد القاهرة الكبرى إلى 3528 مسجدا. المشروع «الأذان الموحد» في نسخته الجديدة أطلق في عام 2019، وهو المشروع الذي يعتمد في الأذان على الصوت الموحد لمؤذن واحد، حسب التوقيت المحلي لكل محافظة على حدة.
موبايل وخلافه
عبر حمدي رزق، عن أمله ألا يخرج علينا «محتسب» يقول الأذان الموحد حرام، احتراز وجوبي، لا أحد يطلب منع رفع الأذان حاشا وكلا، ولا أحد ضد رفع الأذان جهرا في المساجد، ولكن بهدوء، برفق، بصوت جميل، وحتى لا يشط أحدهم تكفيرا وتفسيقا واتهاما، نرجعه إلى وصية محفوظة لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي حتى لا يزايد علينا أحد، ولا يتجنى علينا أحدهم. الفيديو محفوظ على «يوتيوب» وردا على سؤال حول رأيه في الصوت العالي للأذان، الذي تسببه الميكروفونات، قال الإمام الراحل: «هذه غوغائية تدين.. وباطلة دينيا»، وعلق بقوله: «اللي قاعد نايم طول النهار ويطلع قبل الفجر بساعة يهبهب.. وناس عاوزة تنام وناس مريضة. الميكروفون أكبر نقمة منيت به الأمة الإسلامية الحديثة، وهي ليست لله في شيء». كفاني الشيخ الشعراوى مؤنة وصف الصخب الرهيب الذي يدهم الناس جراء ارتفاع أصوات ميكروفونات المساجد، ومع ندرة الأصوات الجميلة، بات الضجيج مضاعفا، هناك تنافس بين المساجد على اقتناء أكبر عدد من الميكرفونات مصوبة إلى الجهات الأربع. أستعير وصف مولانا الشعراوي «غوغائية تدين» واقف على حكمة «باطلة دينية» وأهدي فيديو الشيخ الشعراوى إلى كل معترض على مشروع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ليقف على الحكم الشرعي لما يصدر عن بعض المساجد من ضجيج،.المزايدة الدينية على الناس في بيوتهم عادة كريهة، الناس عندها ألف طريقة وطريقة لتعرف دخول الصلاة، تلفزيون وراديو وموبايل.
حدث فريد
اهتم أكرم القصاص في “اليوم السابع” بحدث شديد الأهمية من وجهة نظره: رغم أن تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، هو حدث يجذب انتباه العالم، فإن تنظيم الاحتفالية بمعرفة وزارة السياحة والآثار، بحضور عدد كبير من السفراء، بدا خطوة مهمة هذا العام، تضيف إلى التنشيط السياحي إضافات مهمة، يضاف إلى ذلك أن مصر تستعد لاحتفالية كبرى سياحيا وأثريا، مع اقتراب افتتاح «طريق الكباش»، تمهيدا للاحتفالية الكبرى المقرر إقامتها خلال الفترة المقبلة، وتمثل حدثا عالميا، مثلما كان موكب المومياوات التاريخي، الذي لا تزال تأثيراته تتردد في العالم. وخلال جولتنا في أبو سمبل بمناسبة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، كانت فرصة لاستكشاف الحال في الأقصر وأسوان وجنوب مصر، حيث يوجد ثلث آثار العالم، وتمثل كنوزا لا مثيل لها وعنصر جذب كبيرا للسياحة العالمية، وحسب وزير السياحة والآثار خالد العناني، فإن مصر تمتلك مقومات مهمة للسياحة، لكونها تمتلك أكثر من ثلث آثار العالم، ومع السياحة الثقافية والأثرية، فإنها تمتلك مناخا معتدلا أغلب شهور العام، شمسا ساطعة شتاء تسمح بسياحة شاطئية، بينما تغلق دول العالم بسبب الجليد، وفى الصيف تظل السياحة الشاطئية مستمرة شرقا وجنوبا وغربا وشمالا. وخلال السنوات الأخيرة قطعت مصر شوطا واسعا في البنية الأساسية للسياحة، ضمن شبكة الطرق القومية التي تربط كل جهات مصر وتختصر وقت الانتقال إلى أقل من الربع، وتجعل جولة السياحة مختصرة، تتنوع بين الشاطئ والمعالم الثقافية، وهي رحلات كانت مرهقة وتتطلب وقتا وجهدا، اليوم مع شبكة الطرق أصبح ميسورا أن ينهي السائح جولته في متاحف ومعالم القاهرة من خلال شبكة طرق حديثة، خاصة مع افتتاح متحف الحضارات، وقرب افتتاح المتحف الكبير، وطريق الكباش، ثم إن شبكة الطرق مع القطارات السريعة والكهربائية، تجعل من السهل على السائح الانتقال من الغردقة للأقصر في ساعتين، بدلا من ساعات طويلة.
الطهاة يربحون
أزمة الصحافة الثقافية كما يراها مجدي صالح في “البوابة” مزدوجة، فهي تعاني أولا من انحسار لعدد الإصدارات الصحفية، كما تعاني الآن انحسارا آخر في المساحة المتاحة لنشر الأعمال الأدبية والثقافية بشكل عام في كل الإصدارات المتاحة حاليا، سواء كانت إصدارات خاصة أو حزبية، أو مما تملكه الدولة. الإصدارات الصحافية الأدبية المنوعة ربما كانت أقل تطورا عما قبل، كما أنها خلت تقريبا من الأسماء الكبيرة التي كانت تقود العمل الصحافي في تلك الإصدارات، التي كانت في وقت قريب تضم نجوما لامعة في مجال الأدب والإبداع منهم رجاء النقاش وأحمد عبدالمعطي حجازي وثروت أباظة وجمال الغيطاني وفاروق جويدة وغيرهم. وعلى الرغم من الإصدارات التي تصدرها وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة إلا أن الصحف السيارة هي الأكثر انتشارا، خاصة بعد أن استفادت تلك الصحف من التكنولوجيا الحديثة في الاتصالات مثل الإنترنت، فأصبحت مواقعها الإلكترونية نافذة سهلة ورخيصة، يمكن للجميع الاطلاع عليها في مصر وخارج مصر، في حين ما زالت الإصدارات المتخصصة التي تصدرها وزارة الثقافة تفتقر إلى هذه الميزة التي تتيح للقارئ العربي في مصر وخارج مصر أن يطلع على محتواها بسهولة ويسر. واكب انحسار الإصدارات الصحافية، انحسار آخر في الصحافة التلفزيونية، فرغم زيادة أعداد القنوات الخاصة بجانب أعداد القنوات التي يبثها التلفزيون الرسمي للدولة، فإننا وللمفارقة لم نشهد إضافة حقيقية في البرامج التلفزيونية الثقافية في القنوات الجديدة، سواء الخاصة أو الحكومية إلا في ما ندر من البرامج أهمها برنامج “في المساء مع قصواء” الذي تقدمه الاعلامية المجتهدة قصواء الخلالي على قناة “سي بي سي”. وفي القنوات الحكومية يتم ابتذال المحتوى الأدبي من خلال قناة “النيل الثقافية”، وهي القناة الرسمية في التلفزيون المصري، التي تبث برامج ثقافية متخصصة في مجالات الإبداع والثقافة، في المحتوى الذي يتم تقديمه يسيء للكيان الثقافي في مصر، لأن معظم من تتم استضافتهم عبرها من أنصاف الموهوبين، وأنصاف المثقفين، وتصديرهم عبر القناة يسيء للحركة الثقافية المصرية، خاصة أن القناة المذكورة تبث عبر الأقمار الصناعية لأنحاء العالم كافة. في المقابل أصبحت برامج الطبخ هي السلعة السائدة التي تستحوذ على كل القنوات.
ومن أعمالكم سلط عليكم