لندن ـ ‘القدس العربي’: أعلنت السعودية الجمعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، كما منحت المملكة السعوديين الذين يقاتلون في الخارج مهلة 15 يوما للعودة الى بلادهم، في خطوة تعكس خشية السلطات في المملكة من انتقال الربيع العربي الى اراضيها وتعكس خوفها من تكرار تجربة العائدين من افغانستان والعراق وموجة الهجمات التي حصدت عشرات القتلى بين العامين 2003 و 2006.
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية الجمعة أنها صنفت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الله السعودي وجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وتنظيم القاعدة والحوثيين ضمن الجماعات المتطرفة وأنهم جماعة إرهابية.
وفيما اعرب تنظيم الاخوان عن استغرابه للقرار، اعرب مراقبون عن خشيتهم من تقييد الحريات بالمملكة بذريعة محاربة التطرف.
وتخشى الرياض أن تكون جماعة الاخوان تحاول بناء قاعدة دعم داخل المملكة منذ موجة الانتفاضات التي اجتاحت عددا من الدول العربية، لا سيما البحرين جارة المملكة.
ويحظر بيان وزارة الداخلية السعودية ‘حضور مؤتمرات أو ندوات أو تجمعات في الداخل أو الخارج تستهدف الأمن والاستقرار وإثارة الفتنه في المجتمع’.
وحذرت وزارة الداخلية في بيانها السعوديين والمقيمين في المملكة من عواقب تقديم أي دعم من أي نوع، حتى لو كان بالتعاطف، للجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب.
ويحظر البيان أيضا ‘التعرض بالإساءة للدول الأخرى وقادتها… التحريض او استعداء دول أو هيئات أو منظمات دولية ضد المملكة.’ ويرى مراقبون ان القرار لن ينهي تواجد الاخوان ولكنه سيؤدي الى دفعهم للعمل السري، خاصة وان تقديرات تتحدث عن عشرات آلاف الاعضاء والمؤيدين للجماعة، في كافة قطاعات المجتمع سواء رجال الاعمال او الأطباء والمدرسين، وذلك في صفوف السعوديين والمقيمين.
وقال الباحث والاكاديمي خالد الدخيل ‘هناك بعض التعميم في البيان مما قد يشكل خطرا (…) والخشية من اساءة استخدام حظر التنظيمات بغرض تقييد الحريات’.
واضاف ‘لكن محاربة التطرف واخضاع الارهاب اجراءات قانونية وقرارات صائبة. كان من المفترض اتخاذها قبل مدة’.
واعربت جماعة الإخوان المسلمين في مصر عن دهشتها من قرار السعودية إدراج الجماعة ضمن قوائم المنظمات الإرهابية، معتبرة أن القرار ‘يتناقض مع مسار علاقة الجماعة مع المملكة منذ عهد الملك المؤسس’.
وقالت الجماعة، في بيان صحافي، إن ‘هذا الموقف الجديد من جانب المملكة يتناقض تماماً مع مسار تاريخ علاقتها مع الجماعة منذ عهد الملك المؤسس(عبد العزيز آل سعود) وحتى الآن’، معتبرة أن التاريخ أثبت دائماً أن الجماعة ‘كانت الرائدة في نشر الفكر الإسلامي الصحيح دون غلو أو تطرف وبشهادة الكثيرين من علماء المملكة الثُقات ورجال الحكم فيها’.
واعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الجمعة، القرار السعودي ‘انفعاليا ومتسرعا’.
وقال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، زكي بني ارشيد، ‘هذا القرار المتسرع والانفعالي، لا يمثل طبيعة المنهج السعودي في التعامل مع الأحداث والمستجدات التي تشهدها الساحة العربية’.
وتشكل القرارات ضربة موجعة للاخوان المسلمين خصوصا وان السعودية من كبار الداعمين للسلطات المصرية الجديدة التي اطاحت بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وتاتي هذه القرارت غداة التوتر المتصاعد بين قطر التي تدعم الاخوان المسلمين والسعودية والبحرين والامارات التي استدعت سفراءها من الدوحة ردا على ذلك. واعتبر مراقبون ان من ابرز اسباب سحب السفراء دعم الدوحة للاخوان المسلمين وموقفها من مجموعات اخرى تعتبرها معادية او ارهابية.
وقال البيان السعودي إن ‘المقام الكريم (الملك) منح مهلة إضافية قدرها 15 يوما لعودة من يشاركون في أعمال قتالية خارج البلاد’.
وتسعى السلطات في المملكة إلى إثناء السعوديين عن الانضمام لمقاتلي المعارضة السورية للحيلولة دون تحولهم إلى مصدر تهديد أمني لدى عودتهم إلى البلاد كما حدث بعد حربي أفغانستان والعراق. وكان أئمة سعوديون قد نددوا في السابق بذهاب مقاتلين سعوديين الى سوريا لكن برغم ذلك تقول وزارة الداخلية السعودية ان نحو 1200 مواطن ذهبوا الى هناك.
وتخشى الرياض أن تكون جماعة الاخوان تحاول بناء قاعدة دعم داخل المملكة منذ موجة الانتفاضات التي اجتاحت عددا من الدول العربية.
وأوضحت الوزارة، في بيانها أن عقوباتها هي ‘ما يتدرج تحتها عقوبات الأمر الملكي’ الصادرة مؤخرا.
وينص امر ملكي على توقيع عقوبة السجن مدة لا تقل عن 3 سنوات، ولا تزيد على 20 سنة لمن يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة، بأي صورة كانت أو الانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة.
وقال قيادي في التنظيم الدولي للإخوان ردا على تصنيف السعودية لها ‘جماعة إرهابية’: ليس لنا تنظيم بالمملكة.
إلى ذلك، ثمن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية قرار السعودية إدراج جماعة الإخوان على قائمتها لـ ‘الإرهاب’، متوقعا أن تحذو بقية الدول العربية حذو السعودية في هذا الصدد.
وقال بدر عبد العاطي، ‘نثمن قرار الجانب السعودي، الذي يعكس مدى التنسيق والتضامن بين البلدين اللذين هما ركيزتا العمل العربي المشترك’.
وقال القيادي في حركة (انصار الله) الحوثية، علي البخيتي رداً على القرار السعودي ‘إن الامر لا يعنينا’ معتبرا ان القرار جاء لخشية النظام السعودي من انقلاب قد تقدم عليه جماعة ‘ الاخوان المسلمين’.
وقال البخيتي، في أول رد من الحوثيين على القرار السعودي ‘لا اتوقع ان القرار سيلحق أي ضرر بنا باعتبار ان لا علاقات رسمية لنا مع الرياض’.