القاهرة ـ «القدس العربي»: تشهد مصر في هذه اﻻيام موجة من الصقيع والبرد الشديد، حيث حذرت الارصاد الجوية المواطنين من هذه الموجة ونصحت جميع المصريين باتخاذ الاجراءات الازمة لمواجهة هذه الموجة، وأجمع خبراء الأرصاد الجوية على أن موجة الطقس الباردة الحالية، لم تشهدها مصر منذ عقود طويلة.
واثارت موجة البرد الشديدة على مصر الكثير من السخرية على مواقع التواصل الإجتماعي حيث تداول عدد كبير من النشطاء العديد من الكوميكات الساخرة من برودة الجو، وعلقوا من خلالها عن مدى حزنهم ببرودة الجو خاصة مع تزامن اجتياز طلبة الجامعات لامتحانات نصف العام الدراسي مع هذه الموجة، ومن تلك الكوميكات الساخرة صورة تتضمن نص «اخواني مدفيها و جندي على الحدود واقف بيحميها»، «وﻻ حلبة وﻻ ينسون عليك بالكالسون» (سروال صوف طويل)، بينما نشرت صفحة «اساحبي» على الفيسبوك صورة للفنانة اليسا مكتوب عليها «اجمل احساس في الكون انك تلبس كالسون»، وانتشرت ايضا صورة اخرى للوحة الموناليزا وهي ترتدي بطانية و تغطي راسها بطاقية من الصوف».
وقال نشطاء اخرون أن «من فات قديمه تاه»، فعادوا إلى عهود آبائهم وأجدادهم، ليجدوا أن الحل في مواجهة هذا الشتاء القارس هو «الكلسون»، فرفعوا شعار «الكلسون غلب الآيفون»، و»الكلسون علينا حق»، «ولا نعناع ولا ينسون الحل هو الكلسون»، معتبرين أن «الكلسون أسلوب حياة»، وتساءل النشطاء عن «أماكن تواجد الراجل اللي بيبيع الكلسونات» وتساءل اخرون «هى البنات عندها اختراع زى الكلسون كده؟ ولا عايشين إزاى فى الجو ده»، بينما وجه أحد النشطاء رسالة إلى الفتيات: «وزى ما عندكم فيزون إحنا عندنا كلسون»، معتبراً أن «الكلسون شعار المرحلة». وتذكر النشطاء نصيحة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء السابق، حينما وجه نصيحته للمصريين بارتداء الملابس القطنية، للتحايل على أزمة انقطاع الكهرباء في أوقات الصيف، فعبر أحدهم عن ذلك قائلاً: «قعدتوا تتريقوا على قنديل وملابسه القطنية؟!! عرفتوا قيمة الكلسون دلوقتي».
ومن النشطاء من أحس بحال الفقراء والمساكين ومعاناة الشعب السوري والفلسطيني في ظل الحرب والاحتلال وكتب مصطفى محمود «كل واحد يحمد ربنا أنه قاعد دفيان تحت سقف أو نايم في سريره» مستكملا كلامه «هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين نفسهم في ربع اللي احنا قاعدين فيه وأكتر من 7 ملايين لاجئ سوري قاعدين في خيام و الثلج و المياة مغرقاهم».
كما تداول النشطاء بعض من تصريحات المشاهير ووضعوها بشكل كوميدي ساخر يناسب برودة الجو «حركة 6 ابريل تنفى مسؤوليتها عن موجة البرد والصقيع التي تنتشر في مصر حاليا»، «من انجازات الثورة النهاردة مطرت تلج .. وبقى عندنا جليد زي الدول المتقدمة، «شباب الثورة يلتف حول البطل احمد (حراره) في الميدان».
وفي السياق واصل النشطاء سخريتهم من الموجة الباردة، حيث علق أحد النشطاء على عدم خروج المصريين من منازلهم بسبب الجو البارد، قائلاً: «لو لقيت بطانية ماشية في البيت، ما تخافش ده حد من أخواتك رايح يشرب»، واعتبر الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز السابق للبحوث أن «نزول الثلج على مصر أول تغيير حقيقي ملموس بعد ثورة 25 يناير»، كما دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج «الدنيا برد» وتذكر البعض أغنية الفنان أحمد منيب «الدنيا برد»، وآخرون سخروا من تلك الموجة، مؤكدين أن البرد ألقى بتجمده على حساباتهم على «فيسبوك» فصارت مجمدة، فيما أكد آخرون أنهم يتحملون صقيع الشتاء، لكنهم لا يتحملون حر الصيف.
وعلقت إسراء عز الدين قائلة «من فوايد البرد صوتك بيقلب على أمير عيد»، وأضاف أحمد سمير: « اما آن الأوان لهذا الصقيع أن ينتهي..؟!»، وقالت أمنية رفيق» أنا بقيت عبارة عن شوال لبس طلعلوا عنين»، وأضاف شادي» قطع لسان اللي يجيب سيرة الحر بكلمة وحشة بعد كده «، وقال محسن «الدنيا برد.. احنا مدخلناش على سنة جديدة احنا دخلنا على ثلاجة فواكه»، وأضاف محمد رزق «مهما كان الجو برد مش هحن لنار الصيف، ماهو سقعة وتكتكة احسن من عرق وفرهدة وشمس ضاربة في نافوخي، ودا شيئ غير قابل للنقاش»، وقال طارق إمام « هتعمل أية لو نمت يوم.. وصحيت !!؟ هنام تاني حضرتك أنتي بتهزري الجو برد»، وأضاف أحمد عبد العزيز: «اللي مش قادر أفهمه أن الحرارة تبقى صفر وتلاقي ميني جيب منتشر عادي، واحنا من غير جوانتي نعيط من البرد»، وعلق حسن مازحا « ثلاث بطاطين ودفايه والبرد واصل لقفايه» .
وقد حذرت هيئة الأرصاد الجوية في مصر من موجة صقيع تضرب البلاد بداية من الثلاثاء الماضي وتستمر لمدة ثلاثة أيام.وقالت الهيئة، في بيان لها، إنه من المتوقع أن يضرب الصقيع البلاد حتى الخميس. وتابعت أنه «من المتوقع حدوث انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ليسود طقس شديد البرودة على كافة أنحاء الجمهورية يصل إلى حد الصقيع». وأضافت أنه «من المتوقع أن تتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على معظم أنحاء الجمهورية، مصحوبة بسقوط أمطار غزيرة على السواحل الشمالية والوجه البحري (شمال) والقاهرة حتى شمال الصعيد (وسط) وشمال ووسط سيناء (شمال شرقي البلاد) قد تصل إلى حد السيول».
وقال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد، في تصريحات صحافية « ان الجو الشتوي البارد مستمر خلال شهر يناير (كانون الثاني الجاري)، فالطقس سيظل باردا خلال ساعات النهار، وشديد البرودة خلال الليل»، أن الموجة الباردة ستستمر إلى اليوم الخميس، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تصل إلى 10 درجات مع عدم وجود استقرار فى الطقس مصاحبا لسقوط الأمطار»، وأهابت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، بالسادة المواطنين ارتداء الملابس الثقيلة بقدر الإمكان والابتعاد عن كافة الأنشطة البحرية فوق جميع المسطحات المائية.
منار عبد الفتاح
في دراسات للامم المتحدة حول تاثير التغير المناخي على الشرق الاوسط فان مصر ستكون من اقوى المتاثرين والدراسة تقول بوجوب إخلاء 45 مليون مواطن من بعض اجزاء الاسكندرية والدلتا. المؤسف ان لا احد في مصر يثير هذا الموضوع او يقوم بدراسة حقيقية حوله.