القاهرة ـ «القدس العربي»: بدأ كابوس انقطاع التيار الكهربائي يؤرق حياة المواطنين من جديد عقب استراحة اثناء الانتخابات الرئاسية، خصوصاً مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، والارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وخيّم ظلام دامس على المزيد من القرى والمراكز، مما تسبب في توقف محطات مياه الشرب عن العمل، وتهديد المواطنين بعدم دفع الفواتير.
وتفاقمت أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي تشهدها عدة محافظات، ووصلت ساعات تخفيف الأحمال في بعض القرى لأكثر من 12 ساعة، فيما تسببت عودة التيار بفولت أعلى من المعتاد في اندلاع 11 حريقاً في محافظة أسيوط، وهدد الأهالي في كفر الدوار والمحلة الكبرى بالاعتصام، حاملين عدادات الكهرباء..
وشكا أهالي قرى المنيا وأسيوط من عدم تمكن أطفالهم من النوم في الليل أو فترة الظهيرة بسبب توقف المراوح والمبردات وجدد مواطنون بأسيوط دعواتهم لحملة «مش دافعين»، بعد أن شهدت المحافظة 11 حريقاً في مناطق متفرقة بسبب حدوث ماس كهربائي جراء عودة التيار المفاجئة.
وتسبب انقطاع الكهرباء في توقف محطات مياه الشرب عن العمل بعدة قرى بالمحافظات، ولجأ أهالي قرية «جزيرة أولاد حمزة « جنوب سوهاج، إلى نهر النيل للتزود بالمياه.
وفي الغربية، شكا الأهالي من استغلال بلطجية انقطاع التيار في سرقة المحال التجارية، وهدد أصحاب وعمال المصانع الصغيرة ومشاغل التطريز في المحلة بالتجمهر أمام مجلس المدينة.
وتزايد غضب المواطنين بسبب تزامن عودة تخفيف الأحمال مع امتحانات الثانوية العامة وارتفاع درجة حرارة الجو، وانقطاع المياه مع الكهرباء، وتسببت عودة التيار في سلسلة حرائق، خصوصاً بأسيوط، ما دفع بعضهم إلى التهديد بالاعتصام أمام مقرات الشركة، وتقديم بلاغات ضد الوزير.
وقال مرصد الكهرباء التابع لجهاز مرفق الكهرباء وحماية المستهلك في بيان له أمس الاول ، «إن إجمالي عدد ساعات تخفيف الأحمال أو قطع التيار بالشبكة القومية للكهرباء مساء أمس ، لم يتجاوز أربع ساعات عن القطاع المنزلي وساعة عن المصانع، وأرجع سبب زيادة نسبة الأحمال، إلى ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت 36 درجة مئوية بنسبة رطوبة 70 بالمائة، وهو ما أدى لتزايد استخدام أجهزة التكييف، وتأثر بعض المحطات فنياً».
وتسبب قطع الكهرباء في توقف محطات مياه الشرب عن العمل، كما تعرض أصحاب محلات البقالة والسوبر ماركت إلى خسائر فادحة بسبب تلف اللحوم والخضراوات المجمدة، والمعلبات. ولجأ أهالي قرية جزيرة أولاد حمزة جنوب محافظة سوهاج، إلى نهر النيل للتزود بالمياه، وسد احتياجاتهم.
وفي محافظة البحيرة لانقطاع التيار الكهربي طوال اليوم، ولليوم السادس، ما أدى إلى توقف العيادات الطبية والمخابز والمطاعم عن العمل وهدد الأهالي الغاضبون بحمل عدادات الكهرباء والاعتصام أمام محطة كهرباء كفر الدوار.
وقال جمال خطاب، عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين بالبحيرة، إنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام، ضد وزير الكهرباء، يتهمه فيه بمخالفة شروط التعاقد المنصوص عليها في القانون، لافتاً إلى أن شركات الكهرباء بالبحيرة تقوم بقطع التيار الكهربي بعشوائية ولفترات طويلة.
واستنكر الأهالي إقرار الساعة الصيفية لتخفيف الأحمال على الكهرباء، مشيرين إلى أن المحال التجارية والعيادات الطبية والصيدليات، لا ترتبط بمواعيد صيفية أو شتوية. وأصدر المحافظ توجيهات إلى رؤساء مجالس المدن والأحياء بحث المواطنين على ترشيد استخدام الكهرباء، من خلال مكبرات الصوت وفي المساجد. وفي الغربية، اشتكى الأهالي من استغلال بلطجية انقطاع التيار في سرقة المحال التجارية والمارين بالشوارع، وهدد أصحاب وعمال المصانع الصغيرة ومشاغل التطريز بمدينة المحلة الكبرى بالتجمهر أمام مجلس المدينة، وقطع طريق شارع البحر احتجاجاً على انقطاع التيار، بمعدل 7-9 ساعات يومياً.
وفي القليوبية، ناشد أولياء أمور طلاب الدبلومات الفنية والثانوية العامة، الحكومة بوقف الظاهرة خلال الامتحانات حتى يتسنى لأبنائهم المذاكرة، فيما قال المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، «إن الأزمة في سبيلها للانحسار بالمحافظة والمحافظات المجاورة لها، حيث إنه من المنتظر دخول محطة كهرباء «جمجرة» ببنها الخدمة خلال أيام بكامل قدراتها البالغة 750 ميغاوات».
وفي بني سويف، اشتكى أهالي القرى من قيام مسئولي شركة الكهرباء بقطع التيار الكهربائي وتخفيف الأحمال من القرى وبخاصة الصغيرة، لأكثر من أربع ساعات، دون قطع التيار عن المدن.
وفي سوهاج تسبب قطع الكهرباء في توقف محطات مياه الشرب عن العمل، واضطرت شركة المياه إلى تشغيل المحطات بمولدات الديزل لمواجهة الطلب المتزايد على المياه، خصوصاً مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ونظراً لأن المحطات لم تعمل بكامل طاقتها، فلم يكفِ إنتاجها احتياجات سوى 10٪ من السكان.
وهدد الأهالي بالامتناع عن سداد الفواتير وتحرير شكاوى ضد المسؤولين بشركة الكهرباء، وذكر جميع الأضرار التي لحقت بهم وإرسالها بالفاكس إلى المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، مشيرين إلى أنهم يأملون بعد نجاح المشير السيسي وتوليه منصب الرئاسة أن تتحسن الأمور.
منار محمد