القاهرة ـ «القدس العربي»: في ذكراها الثانية عشرة كأن كل شيء كان معد سلفا، إذ لم يذكر سائركتاب الصحف القومية وكذلك المستقلة ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني بخير، وسعى معظم الكتاب المعنيون إلى الحفاظ على رصيدهم عند الجمهور بالصمت الجميل، خشية ما لا يحمد عقباه، لأجل ذلك صدرت معظم صحف أمس الخميس 26 يناير/كانون الثاني، دون أي إشارة للحدث الذي جعل العالم يعيد اكتشاف مصر وشعبها.. فقط مرور عابر على تبادل التهاني بمناسبة “عيد الشرطة وثورة الخامس والعشرين من يناير”. واحتفت الصحف في المقام الأول بزيارة الرئيس السيسي للهند، حيث أبرزت تصريحاته، بشأن العلاقات التاريخية بين البلدين، وقوله: يطيبُ لي أن أوجه لرئيسة جمهورية الهند الصديقة الدعوة لزيارة مصر في المُستقبل القريب، لمواصلة جهودنا من أجل تعميق أوجه التعاون والتنسيق بين بلدينا، مُتمنيا لكم كل التوفيق والسداد، ولشعب الهند الصديق مزيدا من التقدم والرفعة والرخاء والازدهار.
ومن التقارير المعنية بالآثار: أعلن عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس، أن أعمال حفائر البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار في منطقة جسر المدير في جبانة سقارة، قد أسفرت عن عدة اكتشافات أثرية تعود إلى عصر الأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة. ومن أخبار الفنانين: ظهرت الفنانة إلهام شاهين برفقة شقيقها أمير في مكة المكرمة خلال تأديتها مناسك العمرة عن روح والدتها. ويعد ذلك أبلغ رد عملي من قبل الفنانة المثيرة للجدل، التي ظل خصومها يتهمونها باعتناق النصرانية، بسبب ظهورها خلال قداس في أحد الأديرة اللبنانية. وشاركت إلهام شاهين صورها في العمرة عبر صفحتها الرسمية على موقع تبادل الصور (إنستغرام) لمتابعينها وجمهورها.
وعلقت على الصور قائلة: “عمرة لأمي الغالية الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة.. بصحبة أخي أمير.. ربنا يخلي كل الأمهات ويعطيهم الصحة.. الأم أغلى ما في الوجود”. ومن الأخبار الأخرى، تخلصت فتاة من حياتها بعدما ألقت بنفسها من الطابق الثامن بسبب خلافات مع والدها في الزقازيق في محافظة الشرقية.
وتبين أن “فاطمة م، 18 سنة”، كانت قد كتبت منشورا عبر صفحتها الشخصية، قبل انتحارها، طالبت خلاله أن يسامحها الجميع، بعدما سبق وشاركت منشورا لتعليق والدها على صورة لها بقوله: ربنا ياخدك ويريح الدنيا منك، حيث عقبت الفتاة: أكتر إنسان تعب نفسيتي ربنا يسامحه، مش عارفة أنطق ولا حتى عارفة أقول إيه بس أنا مش كويسة بسببك يا بابا.
انسوا «يناير»
في أول حوار للنائب السابق زياد العليمي بعد إخلاء سبيله بعفو رئاسي، قال للإعلامي حافظ الميرازي، إن ثورة يناير/كانون الثاني كانت موجة من الموجات التي خرجت في التاريخ المصري من أجل المطالبة بحقوق الشعب. ووفقا لـ”المشهد” تابع العليمي: إن جيلنا كان عازفا عن السياسة بعد ثورة يناير بسبب ما رآه من السياسيين قبل يناير، وكانت فرصة أن تقدم يناير جيلا من السياسيين بعضهم دفع الثمن، ومن بينهم محمد القصاص الذي قضى 5 سنوات من عمره في السجن بسبب العمل السياسي، وقال إن هذا الجيل أبناء تجربة استبداد، ونحن في مصر ما نزال في مرحلة ما قبل الديمقراطية، وينبغي أن نتعلم الاختلاف، ودور السياسيين هو البحث عن المشتركات والتفكير في كيفية بناء وطن يسع كل المختلفين. وقال إن المشكلة ليست فيمن يحكم؟ ولكن كيف يحكم، فطريقة العدالة الانتقالية هي ما تنقل المجتمع للديمقراطية دون جروح، وإن الجيش والشرطة مؤسستان مملوكتان للشعب، وينبغي أن تدارا لصالحه وليس لصالح من يحكم، ولا يصح أن تكون طرفا في العملية السياسية. وأوضح أن 25 يناير/كانون الثاني انتهت يوم 26 يناير، وينبغي أن لا نظل متعلقين بها، بل ينبغي إكمال الحلم، لأن يناير أهم تجربة حدثت ويجب أن نفكر في ما بعدها، والناس لا تعتبر الثورات غاية لكنهم يلجأون لها لتحسين طريقة الحكم.
إذا دام الحال
أشار زياد العليمي إلى أن الحوار الوطني هو أصل العملية السياسية، شرط أن يجري بين أنداد يجلسون للتشاور، وقال إن الحوار لا يمكن أن يتم دون آلية لإخراج الناس من السجون، وإذا اختار النظام طريق التغيير، لا بد أن يخرج هؤلاء، كما يجب أن لا يتم الحوار في غرف مغلقة، وإنما يجري علنا ويذاع على إحدى القنوات ليدرك الناس جدية ما يجري، وأن يعرف الجميع مسببات الأزمة. وأن من ارتكب جريمة يحاكم عليها بصرف النظر عن اتجاهه السياسي، سواء كان من الإخوان أو غيرهم، خاصة الجرائم الجنائية مثل التورط في الدم والتحريض على العنف، لكن كل الجرائم المتعلقة بالنشر أو الرأي السياسي، هذه ليست جرائم. ومن الضروري خروج المحبوسين احتياطيا يليهم المحبوسون في قضايا الرأي. وقال إنه تشرف بالمشاركة في 25 يناير وفي 30 يونيو/حزيران، لكن ما حدث بعد 3 يوليو/تموز هو انقلاب على مطالب الناس. وعن رؤيته للحل قال زياد العليمي: إن المخرج هو الديمقراطية، بمؤسسات مستقلة ووضع سياسي واقتصادي مستقر، وحتى في الأزمة الاقتصادية، فالمستثمر يهرب من حالة انعدام اليقين، وإن أبناءنا لن يجدوا ما يأكلونه إذا دام هذا الحال. وأضاف أن مصر، لم يتحدث في حلول مشاكلها أحد منذ 4 سنوات ومع ذلك ساءت الأمور.
المصحف
حادث حرق المصحف على يد متطرف سويدي ليس الأول ولن يكون الأخير، وهو ما يعني وفق رأي الدكتور مصطفى عبد الرازق في “الوفد”، ضرورة التعامل معه بما يتناسب مع طبيعته والتمعن في الملابسات التي أحاطت به وأدت إلى حدوثه. لقد وقع الأمر خلال مظاهرة في العاصمة السويدية، استوكهولم، السبت الماضي أمام السفارة التركية هناك على خلفية الاحتجاج على مواقف لأنقرة بشأن علاقاتها ببلادهم. وإذا وضعنا في الاعتبار أن تركيا في أذهان الكثير من المواطنين الغربيين تمثل الإسلام لاعتبارات تاريخية عديدة، أمكن لنا أن نفهم لماذا أقدم ذلك المواطن السويدي على ذلك العمل، الذي ربما يمثل من وجهة نظره أقصى عملية استفزاز للخصم، ومحاولة النيل منه. غير أن الملاحظ أن ردود الفعل والتعامل مع ذلك الأمر هذه المرة يتسم بأكبر قدر من التزام ضبط النفس من قبل الجانب الإسلامي والعربي، والرغبة المتبادلة في احتواء الموقف وعدم تصعيده وهو ربما يمثل من وجهة نظرنا سلوكا رشيدا يعكس النهج الذي يجب أن يتم التعامل به مع مثل هذه القضايا. طبعا من حق المسلمين أن يعربوا عن غيرتهم ورفضهم لأي إساءة للقرآن في كل الأشكال التي تقرها الأعراف وعلاقات الدول، وبما يوفر المناخ الذي لا يتكرر معه مثل هذا الأمر، أو على الأقل أن يشعر الطرف الآخر بأنه لن يمر دون وقفة.
لا علاقة له بالموضوع
قراءة في مواقف الأطراف المختلفة، تعزز وجهة نظر الدكتور مصطفى عبد الرازق، حيث أعلن رئيس الوزراء السويدي تنديده بالحادث، معتبرا أنه عمل مشين للغاية مع الإعراب عن تعاطفه مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة بسبب ما حدث في استوكهولم مع التأكيد في الوقت ذاته على أن حرية التعبير لا تعني بالضرورة حرق كتب تمثل قدسية للكثيرين. في الوقت ذاته الذي أدانت فيه الخارجية الأمريكية ونظيرتها الألمانية هذا العمل، حيث اعتبرت الولايات المتحدة العمل مهينا للغاية، وأكدته الخارجية الألمانية التي رأت أنه عمل استفزازي يهدف إلى إثارة الانقسام. على صعيد الموقف في العالم الإسلامي وعلى الصعيد الرسمي، فقد حظي العمل بإدانات واسعة من أغلب الدول وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات وباكستان وغيرها. أما الموقف الأهم والأبرز فهو موقف الأزهر الذي دعا إلى مقاطعة جميع المنتجات السويدية، وكذلك الهولندية ـ بعد إقدام قيادي في حركة سياسية هناك بتمزيق نسخة من المصحف أمام البرلمان الهولندي – في أنواعها كافة، واتخاذ موقف قوي وموحد لنصرة كتاب الله، مشددا على ضرورة التزام الشعوب الإسلامية بهذه المقاطعة وتعريف أطفالهم وشبابهم بها. سبب مثل هذه الدعوة للتريث والتعقل في رد الفعل هو حقيقة أن هذا الفعل ـ على بشاعته ـ ليس سوى مظهر لعمل سياسي يأتي على خلفية ضيقة خاصة بعلاقات السويد وتركيا، فهذه الأخيرة باعتبارها عضوا في حلف الأطلسي تقف عقبة أمام انضمام السويد للناتو، وهي في ذلك تحاول أن تصفي حسابات سياسية تتعلق بموقف الأولى من الأزمة الكردية وخلافه. وقد جاء المصحف والإسلام في منتصف الطريق، رغم أنه لا علاقة له من بعيد ولا من قريب بالموضوع.
قوة غائبة
من يتابع النقاشات الدائرة الآن في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، سوف يسمع تساؤلات هامسة حينا وسافرة أحيانا رصدها عماد الدين حسين في “الشروق”، بشأن قوة مصر الناعمة، وهل هناك ما أو من يهددها، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن الحفاظ عليها وتنميتها وتطويرها، بحيث نحافظ عليها؟ المؤكد أن الأزمنة والأحوال تتغير وتتبدل، ولا يوجد شيء دائم أبدا، لكن ورغم تبدل وتغير الكثير من الظروف والعوامل، إلا أن مصر حافظت على جزء كبير من قوتها الناعمة. صحيح أن مصر تعاني ظروفا صعبة اقتصادية واجتماعية كثيرة منذ عقود، لكن ما ميزها أن قوتها الناعمة، رغم أنها تأثرت بعوامل كثيرة، إلا أنها ظلت قوية ومؤثرة ومتماسكة حتى لو كانت قد تراجعت قليلا. يرى البعض أن قوة مصر الناعمة كانت في أوج قمتها في الفترة الليبرالية أي منذ قيام ثورة 1919 وحتى ثورة 23 يوليو/تموز 1952حيث التعددية السياسية والحريات غير المسبوقة والأفكار المتنوعة التي أنجبت رموز مصر الكبار في الثقافة والفكر والأدب والموسيقى مثل، عباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم ولويس عوض وزكي نجيب محمود ونجيب محفوظ، وسيد درويش وأم كلثوم وعبدالوهاب ونهضة مصر الفنية والصحافية. ويرى البعض الآخر أن قوة مصر الناعمة بلغت أوجها بعد ثورة 1952 بالحصول على الاستقلال وتحولها إلى قوة قائدة في محيطيها العربي والافريقي، بل على مستوى حركة عدم الانحياز والعالم الثالث. يقول هؤلاء إن مصر في حقب الخمسينيات والستينيات والسبعينيات كانت قبلة العرب والافارقة، والعديد من شعوب العالم الإسلامي والعالم الثالث على مستويات مختلفة سياسية وثقافية وفنية، خصوصا الدول الساعية إلى الاستقلال من الاستعمار. بالطبع فإن مصر تملك العديد من المقدمات التي تجعلها تتمتع بقوة ناعمة في محيطها وإقليمها، لكن ما ننساه كثيرا أن هناك دولا أخرى في المنطقة تسعى دائما لتكون لها قوة ناعمة وهذا حقها الطبيعي.
ليس بالمال
في العقود الماضية وربما حتى مطلع الألفية كانت مصر، كما أوضح عماد الدين حسين تكاد تكون متفردة في قيادتها وزعامتها، وبالتالي قوتها الناعمة، لأن الآخرين كانوا غائبين تقريبا، لكن الأحوال لا تثبت على حال، والدول الأخرى استقلت واستقرت وتقدمت وصار لها شأن. حتى الآن وحينما يتعادل منتخبنا القومي مع فريق من الفرق الافريقية الصغيرة في المساحة والسكان، يستغرب بعضنا ويسأل: كيف حدث ذلك، لقد كنا نفوز عليهم بفارق ضخم من الأهداف؟!هذا البعض يريد أن يجمد عقارب الزمن عند لحظة معينة، وكأن هذا البلد الآخر لم يتغير ولم يتطور. الأمر نفسه يحدث حينما يتعلق ببعض الدول العربية ونقول دائما: لقد كنا نعلمهم ونقدم لبعضهم المساعدة. نعم هذا صحيح، لكن سنة الحياة أنها تتطور وغالبية البلدان العربية رزقها الله بثروات ضخمة وأرسلت العديد من أبنائها للدراسة في الخارج، وصارت اقتصاداتها تتنافس عالميا، والدخل الفردي السنوي لسكانها هو بين الأعلى عالميا. إذن القوة الناعمة ليست حالة ثابتة جامدة، بل هي نتيجة لتشابك وتراكم عوامل كثيرة، أو من تنطبق عليه هذه الشروط الموضوعية يحوز هذه القوة الناعمة والعكس صحيح. على سبيل المثال فهناك دول ذات حضارات تاريخية عظيمة، لكن تأثيرها حاليا ضعيف أو متراجع أو بين بين، ولا أريد أن أذكر دولا معينة، ولكن أدعوكم لتأمل الحضارات القديمة، وكيف تراجع تأثيرها، بل إن دولة أوروبية كانت ذات حضارة عظيمة، تراجع دورها كثيرا، وكادت تعلن إفلاسها لولا أن هبت الدول الأغنى في القارة، خصوصا ألمانيا، لإنقاذها. السؤال مرة أخرى: هل المال فقط يشتري القوة الناعمة والتأثير؟ الإجابة هي لا. المال مهم جدا ومؤثر ويساهم في القوة الناعمة، لكن ليس هو العامل الحاسم في هذا الأمر، والدليل أن هناك دولا غنية جدا، ولديها ثروات وموارد ضخمة، لكنها بلا تأثير، بل تعاني من المشكلات والانقسامات التي تهدد وجودها ذاته. السؤال الثانى: هل فقدت مصر قوتها الناعمة كما يروج البعض؟ الإجابة هي لا.
لماذا رحلوا؟
أحداث مهمة شهدها الوسط الكروي خلال الساعات الأخيرة، اهتم بها حسن المستكاوي في “الشروق”: خلال يوم واحد رحل أحمد سامي عن سيراميكا كليوباترا بالتراضي، ورحل إيهاب جلال عن فاركو، وأقيل فيريرا عن الزمالك وطارق العشري رحل عن سموحة، وقد يعود إليه أحمد سامي. ومن قرأ مقال فرانك لامبارد وإيفرتون لم تصل إليه الرسالة. فالرسائل تحتاج إلى كتاب تفسير على ما يبدو. تستمر لعبة الكراسي الموسيقية في الدوري المصري، وأصبح نص «بالتراضي» مثل ثقب اختراق نص آخر في اللوائح، يقيد وينظم حركة المدربين في الأندية، فكيف يقبل الاتحاد بهذا الثقب؟ إقالة فيريرا كانت متوقعة بناء على العروض والمستويات التي قدمها الفريق في مبارياته الأخيرة. والغريب أن الزمالك لعب أفضل شوط له، وهو الثاني أمام غزل المحلة في 6 مباريات لم يحقق فيها الفريق أي فوز، كأنه كان شوط الوداع من اللاعبين لمدربهم، وهم يدركون أنه في طريقه للرحيل. والواقع أن فيريرا الذي فاز بالدوري والكأس الموسم الماضي، لم يوفق ووقع في أخطاء غير مفهومة هذا الموسم. وعندما أعلن الزمالك أنه اتخذ قراره بشأن فيريرا بعد مباراة الأهلي، كنت أدرك أن القرار يتوقف على نجاحه في إدارة المباريات الثلاث التي تنتهي بلقاء فاركو. إلا أن الهزيمة أمام غزل المحلة عجّلت بالقرار. التشكيل وتغيير مراكز لاعبين، وحيرة المدرب بين أسماء وأسماء، وبين طريقة لعب وطريقة لعب، وغياب الروح الجماعية تماما، وفقدان السيطرة على الملعب أثناء المباريات، والأداء الفردي، وجري كل لاعب بالكرة دون هدف، وظن كل لاعب أنه صاحب الحل الوحيد في الفريق، وأداء الزمالك أمام الأهلي على الرغم من حاجته للعودة إلى دائرة المقدمة وتقليل الفارق، هذه كلها أسباب حتمت رحيل فيريرا، على الرغم من صعوبة موقف الفريق حاليا. لكن ربما كان بقاء المدرب سيعقد الأمور أكثر بكثير.
الأسباب غامضة
تظل عملية إقالة المدربين بهذا الكم في الكرة المصرية من ظواهر اللعبة في مصر. وبدوره يتساءل حسن المستكاوي: لماذا يقع الاختيار على مدرب؟ ولماذا يقال مدرب من مهمته بأسرع مما يتوقع أحد؟ وما هي معايير التقييم؟ هل هي نتائج الفريق؟ أم هل هو مستوى الأداء؟ هل يتم تقييم هذا المستوى حقا؟ وهل تبحث كل الأندية الآن عن دخول دائرة القمة؟ ألا توجد الأهداف الواقعية عند أي ناد؟! تقدم كلاتنبرغ باستقالته وذكر الاتحاد المصري لكرة القدم عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن مجلس إدارة الاتحاد سيعقد اجتماعا طارئا للبت في أمر استقالة كلاتنبرغ، كما أكد مجلس إدارة الاتحاد في لجنة الحكام، التي ستستمر في عملها بشكل طبيعي، بقيادة محمد فاروق نائب رئيس اللجنة.. لكن سبب استقالة كلاتنبيرغ غير واضح وغير مفهوم، كما نشر هنا في مصر، وغير مفهوم أيضا طبيعة التعاقد، ووظيفة الرجل بالتحديد. لكن في بريطانيا كتبت صحيفة “الصن” تقريرا منسوبا لكلاتنبرغ بأنه رحل من مصر خشية على حياته بعد هجوم وإساءات تعرض لها وهو أمر خطير للغاية، يستحق أن ينتفض من أجله كل مسؤول في الرياضة المصرية. وجاء في تقرير “الصن” أن كلاتنبرغ لم يحصل على راتبه في آخر شهرين بقيمة 32 ألف جنيه إسترلينى شهريا. بينما قالت مصادر الاتحاد إنه حصل على حقوقه كاملة.. أين الحقيقة؟ هل يمكن أن نعرف الحقيقة ولو مرة واحدة لماذا رحل كلاتنبرغ ولماذا زادت ظاهرة إقالة المدربين عن الحد ولماذا هذا الصمت إزاء اختراق اللوائح؟ وهل هناك إجراء يمكن اتخاذه ولو مرة واحدة؟
رصاصة الإعلام
ترى كريمة كمال في “المصري اليوم” أن الإعلام المصري يواجه انحدارا كبيرا في المستوى، وذلك لأن القائمين عليه من إعلاميين لا يسعون لتطبيق قواعد المهنة كما يجب أن تكون، بقدر ما يسعون إلى الانتشار والشهرة أو ما بات يسمى التراند.. نظرة واحدة للفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا ندرك أن الهدف ليس إيصال رسالة معينة أو التأثير في الناس، في ما يخص قضية مهمة مطروحة على الساحة، بقدر ما أن الهدف هو الانتشار والشهرة أو التراند.. نعم قد لا نعتبر مواقع التواصل الاجتماعي إعلاما بالمعنى المفهوم، أو الذي كان سائدا من قبل، لكن الواقع أن الإعلام في ما عدا البرامج التلفزيونية لم يعد موجودا بالفعل، وأعني هنا بشكل خاص الجرائد الورقية، وربما بات البديل عنها هو المواقع التي تتبعها، أو حتى المواقع الإخبارية الأخرى التي تقدم خدمة إعلامية، والبعض منها قد أصبح الأكثر انتشارا من المواقع الأخرى، وبالذات التابعة للصحف، لكن المشكلة أن هذه المواقع لا يتابعها المواطن المصري، بقدر ما يتابع مواقع التواصل الاجتماعي التي اتفقنا أنها ليست إعلاما بالمعنى المفهوم، لكنها للأسف الأكثر انتشارا. مواقع التواصل الاجتماعي هي الأكثر انتشارا، ولذلك هي الأكثر تأثيرا رغم أنها ليست إعلاما، لكنها تصل للغالبية العظمى من المصريين وتؤثر فيهم بشكل كبير، رغم أنها لا تقدم مادة جيدة بقدر ما تقدم مادة تسعى فقط لأن تضغط على اللينك لتفتح الصفحة لتتابع القصة التي يحاولون الترويج لها، وهي في الأغلب الأعم قصة زائفة تروج لمعلومات مثيرة تشدك لها لتدخل فلا تجد ما كانوا يروجون له في الخارج، بل مادة تافهة جدا، ليست جديدة، بل معروفة ومستهلكة.. الأساس في ما يقدم هو خداعك ليزيد عدد من يدخلون على الصفحة، أي أنهم يخدعونك ليروجوا لأنفسهم دون وجود محتوى مهم أو حقيقي.
كذب أنيق
انتهت كريمة كمال لحقائق كاشفة بالنسبة للأزمة التي يعيشها الإعلام: الترويج بالكذب أو الخداع هو الساري الآن. تعجب الكثيرون من تصريحات المذيعة ياسمين عز التي تبدو غريبة للغاية، والتي تبالغ فيها بشكل واضح جدا، بينما أرى أن الهدف من هذه التصريحات لا يأتي من قناعة مما تروج له بقدر ما يأتي من رغبة في الوصول إلى أكبر عدد من الجماهير، وبالذات الرجال، عن طريق الترويج لما هو غير مألوف، ومما يثير ضجة حولها، ويجعل التعليق على هذه التصريحات مادة متكررة في الفيسبوك، ويحقق لها الانتشار والشهرة، وهنا باتت المهنة وقواعدها غائبة تماما عن الساحة، وأصبح الهدف هو الوصول إلى التراند بصرف النظر عن قيمة ما يقدم. المشكلة الحقيقية في هذا الاتجاه هو أنه يبتعد بشكل كبير عن معالجة قضايا المصريين الحقيقية، التي هي ملحة بشكل كبير وفي حاجة ماسة للمناقشة والطرح، وهنا بات المصريون أسرى لقصص تافهة خاصة بحياة النجوم وعلاقاتهم الخاصة.. نعم مواقع التواصل الاجتماعي ليست إعلاما بالمعنى المفهوم، لكنها للأسف البديل الذي يفرض نفسه الآن على الساحة. بينما غاب الإعلام الحقيقي والجيد منه بشكل خاص وحتى المواقع الإخبارية الناجحة لا تصل إلى عموم المصريين، بل تصل فقط ربما للمثقفين فقط الذين يستطيعون الوصول لها ومتابعتها، بينما البقية يغيب عنها تماما هذا الإعلام.. المشكلة هنا أن ما يتم نوع من تغييب العقل وشغله بقصص تافهة، ولذلك فعلى الإعلام أن يسعى بشكل أكبر لكي يصل إلى المصريين عن طريق مناقشة قضاياهم الحقيقية. الإعلام في حاجة لإعادة نظر لكي يستعيد دوره الذي سلبته إياه مواقع التواصل الاجتماعي في عقل المواطن المصري، فهل يتم ذلك؟
لم يختلف الوضع
عاد الدكتور وحيد عبد المجيد من لبنان عقب حضور اجتماع في مركز دراسات الوحدة العربية، عندما عقد البرلمانُ جلسته الحادية عشرة تحت عنوان «انتخاب رئيس الجمهورية». تابع الكاتب في “الأهرام”: لم يختلف الوضعُ في تلك الجلسة عن سابقاتها العشر. سيناريو يُعادُ إنتاجه في كل مرة. ولا جديد فيه هذه المرة إلا إعلان بعض النواب الاعتصام في مقر المجلس، رغم أن إنهاء شغور الرئاسة الأولى لا يتحققُ بالاحتجاج وحده. ويُفيدُ تأمل المشهد العام أن قصر بعبدا سيبقى خارج نطاق الخدمة، ما لم يحدث تفاهمُ إقليمي ـ دولي ليس مستبعدا ما لم يُشعل عدوانُ إسرائيلي محتمل على إيران المنطقة كلها. وهذا ما اتفق عليه تقريبا أصدقاء من معظم التيارات التقيتُهم خلال وجودي هناك. ولكنهم يختلفون على تكييف العلاقة بين التفاهم الخارجي والاتفاق الداخلي. ويرى بعضُهم أن الحل سيكونُ في صورة صفقةٍ سياسية لصعوبة العثور على مرشح توافقي في الظرف الراهن. ويشملُ سيناريو الصفقة في هذا السياق انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة في الآن نفسه. والمقصودُ أن يكون كل منهما معبرا عن أحد الاتجاهين الأساسيين المتصارعين في الداخل اليوم، وعن أحد الطرفين الخارجيين الأكثر تأثيرا في رسم المشهد السياسي اللبناني. وعلى سبيل المثال، فإذا أراد الراغبون في انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ضمان فوزه، عليهم أن يقبلوا رئيس وزراء تتفقُ عليه مكوناتُ الاتجاه الآخر أو أكثرها. وهذا هو السبيل الوحيد لتحريك الجمود السياسي، ولكن في إطار الوضع القائم، وليس في سياق إصلاحٍ ما. ويرى بعض من يعتقدون في سيناريو الصفقة السياسية، أن أستاذ القانون والدبلوماسي نواف سلام هو من يمكنُ أن يحقق توليه رئاسة الحكومة التوازن الذي تقومُ عليه هذه الصفقة. فهو يبدو مقبولا في أوساط الاتجاه الذي تدعي مكوناتُه أنها معارِضة والأطراف الخارجية الداعمة لهذا الاتجاه، وليس مستفزا في الوقت نفسه للاتجاه الآخر. كما أن فرص التعاون بين فرنجية وسلام قد لا تكونُ قليلة رغم الخلافات الواسعة بينهما. غير أن هذا السيناريو يبقى نظريا إلى أن يقتنع المتصارعون في لبنان وعليه بضرورة البحث جديا عن رئيس.
قاموس الأحبة
إذا دخل أحدهم قلبك وسكن وعاش واستمتع بدفء حجراته وحصل على غذائه مما يسير داخل شرايينه، فاستمع لنصيحة خديجة حمودة في “الوطن”: إن صوت هذا الشخص سيكون هو دليلك في تلك الحياة، سيكون صداه ورنينه ومخارج ألفاظه والوقفات بين كلماته والمسافات التي تستغرقها حروفه الكثير من المعاني، وستكون هي المؤشر الحقيقي لمشاعرك، وأعني بها سعادتك أو قلقك أو ألمك، وسيكون هذا الصوت هو الموجه ليومك، سواء إلى التفاؤل أو العكس، فعندما تصل ذبذبات كلماته إلى أذنيك فإنها تنطلق إلى جميع أماكن هرموناتك في جسدك وتطلق ما يناسب حالة صاحبها، حالة ساكن القلب ورفيقه. وإذا كان للأحبة قاموس خاص وترجمات مختلفة عن المألوف، فقد وصل اختلافهم عن جميع البشر إلى علم الأصوات الذي يدرس الأصوات اللغوية من حيث مخارجها وصفاتها وكيفية صدورها، ويعتبر هذا العلم فرعا من فروع علم اللغة. ولا عجب في ذلك لأنه بعيدا عن العلم والأبحاث والنظريات المطبقة في جميع فروعه، فإننا بكل بساطة وإعجاب وانسجام نطلق أوصافا جميلة وممتعة ودقيقة على الأصوات التي نعشقها ونستمتع بها في عالم الغناء، فهناك صوت مثل صوت المطربة الراحلة شادية تخرج من نبراته علامات عذاب الحب فنجد فيه شجنا وألما. وهناك صوت جوهري حاد يدفع الحماس داخل صدورنا مثل السيدة فايدة كامل في أغانيها الوطنية، أما عبدالحليم حافظ فلم ينافسه أي صوت في العالم العربي في التعبير عن الحنان والحنين والدعوة للحب، وهناك الأصوات الطفولية الشقية التي تجبر من يسمعها على الانطلاق وسط الصغار مثل صوت صفاء أبوالسعود. وإذا بحثنا عن الأسباب وراء تلك الاختلافات فإن علم الأصوات يوضح لنا، أن تلك الاختلافات تعود إلى جهاز النطق الخاص بكل إنسان، والطريقة التي ينتج بها الجهاز الأصوات تقوم على عملية يسيرة تنتج عن احتكاك الهواء بين العضلات، فيسمع لها رنين يخرج كل مرة على شكل مغاير للمرة الأخرى وهذا الهواء تدفعه الرئتان إلى المنطقة التي يراد أن يخرج الهواء منها فينتج بذلك ما يطلق عليه الصوت.. أما عالمنا الخاص جدا فله علامات أخرى وصفات مختلفة ومعانٍ أكثر عمقا، فعندما تتحشرج الحروف في فم الحبيب فهو حزين، وإذا همست ابنتي بصوت ضعيف فهي مريضة، أما إذا تفتت الكلمات، وخرجت بلا معنى فصاحبها يبكي، وعندما تنطلق الحروف من فم شخص ما عالية جهورية قوية، فإن الغضب يؤلمه، أما إذا كانت الجمل تظهر مسموعة مفهومة منسقة منمقة قوية فيكون صاحبها في أحسن حالاته المزاجية والنفسية، سعيدا يدعو المستمعين إلى العمل والاجتهاد ونصرة الوطن.
سلام يا سيد
رحل سيد عبدالعاطي.. الكاتب الشريف صاحب الرسالة الذي نعاه الكثيرون من بينهم محمد أمين في “المصري اليوم”: فقدت الصحافة المصرية أخا عزيزا وصحافيا نابها، اعتبر الصحافة رسالة وأعطاها روحه وحياته دون أن يتكسب منها أي شيء.. فلما دنا الأجل لم يجد ما يعالج به نفسه.. كان رحمه الله من طراز فريد ودخل عش الدبابير، وقام بمغامرات لم يكن يجرؤ عليها إلا سيد عبدالعاطي قائد كتيبة التحقيقات، ومدفعجي الوفد! اخترق مطار القاهرة وكتب تحقيقا بعنوان «كيف تسرق طيارة؟».. وكان يحذر فيه من ترهل المنظومة الأمنية في ذلك الوقت، ودخل مستشفى المجانين وكشف كيف يمكن إيداع المعارضين الأصحاء للانتقام منهم، وخرج بصداقات عديدة.. وكان يُطلب بالاسم للعمل في أي مشروع صحافي جديد مقابل مبالغ خيالية، فاختار البقاء في «الوفد»، لا لشيء إلا لكي يستكمل رسالته! كان سيد عبدالعاطي يُشبه قائد الكتيبة، وكان طوال الوقت مع زملائه وتلامذته، لا يبخل عليهم بفكرة ولا يتعالى عليهم فأحبوه من القلوب، وكانوا معه حتى آخر لحظات حياته يودعونه بالدموع. وفاة «سيد» كانت حالة وفاة في كل بيت وفدي، سواء للزملاء في الصحيفة أو لغيرهم في الحزب.. وحين ذهبت إلى العزاء كان معي الكاتب الكبير سليمان جودة ابن الوفد أيضا، ولاحظنا أن العزاء انتهى كما بدأ.. أعداد كبيرة من الزملاء والسياسيين، يتقدمهم رئيس الوفد وقيادات الحزب، ونواب البرلمان.. كلٌّ جاء ليبقى حتى انتهاء التلاوة والدعاء له! كان عزاء غير كل العزاءات، فلم يذهب المعزون ليلتقوا المسؤولين كما هي العادة، ولكنهم ذهبوا ليؤدوا واجبا تجاه رجل أحبوه وأحسوا بمكانته عندهم، وقد لاحظت أنهم جاءوا من المحافظات بالأتوبيسات من أول اليوم لحضور الصلاة عليه والذهاب معه إلى المقابر وانتظار العزاء! هذا هو التكريم كما قال الكتاب، فلا شيء يذهب سدى.. فما قدمه عبدالعاطي لهم كان يستحق أن يكونوا معه، سواء في المستشفى أو في الجنازة أو العزاء.. وبالمناسبة لم يكن الحضور وفديا فقط، وإنما كان نقابيا وسياسيا، فقد حضر معظم أعضاء مجلس النقابة ونواب البرلمان، وحضر سياسيون، وحضر بعض المفرج عنهم حديثا.. باختصار الفئات التي عاش لها سيد عبدالعاطى! لم يكن هناك وزير من الحكومة لأن سيد عبدالعاطي كان يمثل المعارضة في عصرها الذهبي، فجمهوره كانوا من الناس.
بالمشمش مصر انتهت عندما وصل المجرم السفاح السيسي واتباعة للحكم ولا مانع لديهم من سجن وقتل جميع المصريين بحجة مكافحة الإرهاب والكرسي