بعد تلك الصورة الفريدة التي جمعت غوارديولا بزيدان في ملعب الاتحاد عند نهاية مباراة السيتي ضد الريال في دوري الأبطال كان كل الصحافيين يرغبون من باب الفضول معرفة مضمون المحادثة الودية التي دارت بين الرجلين بذلك الشكل العفوي، إلى أن خرج عليهم المدرب الاسباني ليقول بأنه “قدم لزيدان التهنئة على فوزه بلقب الليغا، وسأله عن أخبار العائلة، ثم وجه له دعوة لتناول العشاء في يوم ما” في حين اكتفى زيدان بالقول بأنه “قدم التهنئة لغوارديولا على التأهل”، وهو الأمر الذي جعل كل من شاهد تلك الصورة العفوية يرسم سيناريو المحادثة ويتخيل مضمونها، ويقودني بدوري إلى محاولة فك شفراتها وتصور مضمونها افتراضيا على النحو التالي:
زيدان: مبروك التأهل المستحق كنتم أفضل منا ذهابا وإيابا.
غوارديولا: شكرا زيزو، مبروك عليك دوري الليغا وحظ أوفر لاحقا.
زيدان: لقد كنتم أحسن منا الليلة لكنكم لعبتهم باثني عشر لاعبا ولعبنا بعشرة لأن فاران كان معكم.
غوارديولا: هههههههه لم نكن في أفضل أحوالنا اليوم، ضيعنا الكثير من الفرص لكننا استثمرنا في أخطاء دفاعك في ظل غياب سيرخيو راموس.
زيدان: هذه هي الكرة كنت أعرف بأننا سنعاني في غياب راموس الذي كان رائعا هذا الموسم.
غوارديولا: ماذا حدث لك مع غاريث بيل هذه المرة؟ هل فعلا كنت تنوي إشراكه الليلة ورفض اللعب فعلا، أم أنك تريد إخراجه من الباب الواسع بهذه الخرجة؟
زيدان: لم يفهم بأنني لا أريده في الفريق وعليه أن يجد فريقا آخر لأنه لا يدخل ضمن مخططاتي، هل تريده عندك في السيتي وتعطيني رياض محرز؟
غوارديولا: هههههههه هل تتكلم عن جد؟ طبعا الأمر غير ممكن لأن محرز أفضل بكثير وملتزم لا يثير المشاكل مثل غاريث بيل عندما يجلس في كرسي الاحتياط.
زيدان: لكنك لم تستعمله اليوم ما يعني بأنك تستطيع الاستغناء عنه.
غوارديولا: لا طبعا… عدم اقحامه مقصود وسيكون أساسيا أمام ليون في ربع النهائي وتعمدت عدم اشتراكه اليوم حتى يكون أقوى في المباراة القادمة لأنني لاحظت عليه بعض التراخي منذ دخلت حياته تلك الشقراء الجميلة، ثم لا تنس بأن لدي ثلاث مباريات في لشبونة أحتاج فيها لكل اللاعبين.
زيدان: على فكرة انا تعلمت منك الكثير لما قضيت معك فترة تعايش عندما كنت مدربا في البايرن لكنني اختلف معك في مسألة تدوير اللاعبين وتغيير التشكيلة كل مرة لأنني أعتبر الأمر غير لائق في المستوى العالي ويؤثر سلبيا على معنويات اللاعبين ومستواهم.
غوارديولا: الدوري الانجليزي صعب وقوي، وأنا عندي تشكيلة ثرية وفلسفتي خلق المنافسة بين اللاعبين حتى يبذلوا مزيدا من الجهد، لما كنت في البارسا لم أكن أنتهج هذه الاستراتيجية لأن خياراتي كانت محدودة، لكن في انجلترا الأمر مختلف تماما.
زيدان: المهم أنك تخلصت اليوم من الريال والطريق صار أمامك مفتوحا للتتويج باللقب الثالث من نوعه كمدرب وتلتحق بي في سجل المسابقة.
غوارديولا: لا لا مازال الطريق شاقا خاصة في نصف النهائي ضد البارسا أو البايرن، ثم النهائي أمام أتلانتا غاسبيريني أو أتلتيكو سميوني، لكن هذه المرة لن أفرط في اللقب ولا أريد أن يتكرر سيناريو السنة الماضية.
زيدان: السنة الماضية ليفربول كان أقوى منا كلنا ولم يكن بالإمكان الاطاحة به
غوارديولا: وهذه السنة كان أقوى بكثير في الدوري لكنه خرج في الدور الإقصائي الأول، كما أنك لم تكن الأقوى في أوروبا لما فزت باللقب ثلاث مرات متتالية، الحظ يلعب دورا كبيرا في هذه المسابقة يا زيزو.
زيدان: طيب.. أتمنى لك حظا موفقا في لشبونة وإذا أردت نصائحي لن أبخل عليك في بقية المشوار خاصة في المواجهة ضد ليون العنيد الذي أطاح باليوفي.
غوارديولا: شكرا جزيلا زيزو موعدنا بعد النهائي نلتقي حول مأدبة عشاء في اسبانيا لنحتفل سويا بتتويجي باللقب، سلامي للعائلة والأولاد.
هكذا هو تصوري الافتراضي للحوار الذي دار بين زيدان وغوارديولا عند نهاية مباراة السيتي ضد الريال ولم يقتصر على تبادل التهاني كما صرح به زيدان، أو مجرد تبليغ سلام للعائلة والدعوة إلى مأدبة عشاء كما قال غوارديولا، أما سيناريو مصير مسابقة دوري الأبطال لهذا الموسم فيصعب التكهن به أو تصور نهايته والمتوج به لاعتبارات عديدة تتعلق بنظام المسابقة التي تجري في ملعب محايد بدون جمهور في ظل اجراءات وقائية كبيرة بسبب تداعيات كوفيد 19.
إعلامي جزائري
دائما في القمة و تصوراتك و تحليلاتك ، قد تكون صحيحة بنسبة كبيرة لانك صاحب ثلاثين سنة خبرة ..و فلسفتك نتبعو من تجارب كبيرة قمت بها و لازالت تحياتي لك سيدي الكريم كنت و لازالت قدوتي و مثلي للاعلى في الإعلام و حلم عمري لو تتاح لي فرصة يوما ما و تكون احد ضيوفي في مقابلة صحفية تبقى للتاريخ