دعوة لإنهاء أزمة سكان الزنازين… وإطلاق شعار «رمضان شهر التسامح»… ونكبة الزلزال تعزز التعاطف مع النظام السوري

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: من قلب المحن تولد المنح، هذا ما كشفت عنه فاجعة الزلزال الذي ضرب سوريا، إذ كشفت الأيام الماضية عن تزايد التعاطف الرسمي والشعبي مع الدولة السورية وشعبها الشقيق، وأمس الاثنين 17 فبراير/شباط، تزايد ت حالة التعاطف مع المأساة السورية، وبدوره قال سامح شكري وزير الخارجية، إن مصر تعمل على التضامن ومواجهة التحديات مع الشعب السوري، وتتطلع لتجاوز سوريا آثار الزلزال، وتستمر في توفير ما تستطيع من مساعدات إنسانية. من جهة ثانية، قال المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، إنه شارك على رأس وفد من المجلس في أعمال المؤتمر الـ34 للاتحاد البرلماني العربي، الذي عُقد في العاصمة العراقية بغداد، في إطار دور الدبلوماسية البرلمانية المصرية الرائد في دائرتها العربية. وأشار إلى أنه خلال أعمال المؤتمر ألقى كلمة بشأن سبل تعزيز الدعم العربي، لاستقرار العراق وسيادته، تم التأكيد خلالها، أن الدولة المصرية صاغت مقاربة شاملة لإنقاذ الدول العربية من براثن الفوضى، قوامها الحفاظ على بنية وتماسك ووحدة الدول الوطنية العربية والرفض التام لأي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية. ولفت إلى أنه في ختام أعمال المؤتمر، وتنفيذا لقراراته، شارك ضمن وفد الاتحاد البرلماني العربي في زيارة تاريخية إلى سوريا الشقيقة، لإبداء التضامن مع الشعب السوري الشقيق في مواجهة تداعيات كارثة الزلزال المُدمر. وتابع: “التقينا خلال الزيارة بالرئيس السوري بشار الأسد، وشددت خلال هذا اللقاء على الضرورة الحتمية لعودة سوريا لمحيطها العربي، بوصفها ركيزة أساسية للعمل العربي المُشترك وضلعا محوريا لا غني عنه لمنظومة الأمن القومي العربي”. وأشار إلى لقاء الأشقاء أعضاء مجلس الشعب السوري، حيث تم التأكيد على أن الزيارة إنما تأتي “تأكيدا على الدعم والتضامن التام مع الشعب السوري الشقيق، في إطار الرباط التاريخي الذي يربط مصر بسوريا الشقيقة التي نتمنى لها ولشعبها العربي الكريم كل ازدهار ورفاهية ورخاء”.
ومن التصريحات التي احتفت بها الصحف: أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن خالص تقديره لجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي، الشخصية، خلال الأسابيع الماضية، لتهيئة الظروف لنجاح اجتماع العقبة في الأردن، بين كبار المسؤولين في إسرائيل وفلسطين والأردن ومصر والولايات المتحدة.. وعلى صعيد الأزمة الاقتصادية قال سامح السيد رئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارية في الجيزة، أن أسعار الدواجن خلال الأيام القليلة الماضية شهدت انخفاضا بعد أن تجاوز سعرها 89 جنيها، لافتا إلى أن السبب يعود لجهود الدولة في استيراد ما يقرب من 100 ألف طن من الدواجن، وأوضح أن أسعار الدواجن البرازيلي في الأسواق تتراوح بين 65 و75 جنيها حسب وزنها، لافتا إلى أن الدواجن البرازيلي يحظر بيعها للقطاع الخاص، ومتوفرة في كل المجمعات الاستهلاكية ومعارض أهلا رمضان ومنافذ أمان.
ومن الجرائم العائلية: شهد حي المطرية في القاهرة جريمة بشعة حيث أقدم شاب على ذبح زوجته وابنته في ظروف غامضة. بدأت الواقعة بتلقي أجهزة الأمن في القاهرة، إخطارا من شرطة النجدة مفاده وجود جثتين داخل شقة، وعلى الفور، انتقلت أجهزة الأمن إلى موقع الحادث، وعُثر على جثة سيدة عمرها 22 عاما، وطفلة عمرها 4 أعوام، مقتولتين بطعنات في مختلف أنحاء الجسم. تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوجها، وجار ضبطه للوقوف على ملابسات الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ستفتقدون «الحلبسة»

البداية مع حديث الغلاء حيث اتهم عصام كامل في “فيتو” الحكومة بالضلوع في المأساة التي يحياها الملايين: وقف الرجل غاضبا وهو يلقي بدجاجات ميتة بسبب عدم وجود أعلاف قائلا: «لن تجدوا الحلبسة لتأكلوها».. لم أكن أعرف أن الحلبسة هي حمص الشام ومكوناتها حمص وثوم وليمون وشطة. الحلبسة التي تحدث الرجل عنها موحيا بأنها الرخيص الذي لن تجدوه، على عكس إشارة الصارخ فينا محذرا هي منتج غال وقد لا يناله إلا علية القوم، ولك أن تحسب منها كوبا؛ لتعلم أن الحلبسة لا تتفق وإشارة الرجل إليها بوحي من التفاهة. أدركت الحكومة فجأة أنها سارت من غي إلى غي، ومن وهم إلى وهم، ومن خيال إلى خيال، وعلمت يقينا أن الصارخ فينا بنداء الحلبسة، كان على حق، فالحلبسة أصبحت على مسافة من الناس بسبب ارتفاع ثمنها. ولم تكن استجابة الحكومة لنداء الحلبسة في موعدها، وجاءت متأخرة كثيرا بعد أن صار العمل على مكونات الحلبسة لم يأت في موعده، فالحمص بذرة والليمون بذرة والثوم بذرة وكلها بحاجة إلى وقت حتى تصير ثمارا. أطلقت الحكومة فجأة مبادرة صادرة عن وزارة المالية لصاحبها محمد معيط وجاء في مبادرته أن الحكومة خجلت وكان من نتاج خجلها أن أدركت أن السر في الحلبسة وغير الحلبسة.. قال صاحب وزارة المالية أن مبادرته خصصت 150 مليار جنيه لدعم القطاعين الزراعي والصناعي بتيسيرات في الاقتراض وبفائدة غير التي نراها على نحو من الجنون 11% فقط. قبل نداء الحلبسة بسنوات كنا قد تحادثنا وتحدثنا وبلغ الحديث حد الصراخ، إذ أن المصانع تتوقف عن العمل، الواحد تلو الآخر حتى بلغ عدد المصانع المتوقفة الآلاف.. نعم الآلاف.. ولم تكن المصانع المتوقفة هي الكارثة الوحيدة، فقد تزامن معها أن المصانع التي ناضلت وجاهدت وحاربت من أجل البقاء ظلت في المساحة المنسية بأجندة الحكومات المتعاقبة. وفي الوقت نفسه كنا نباهي الأمم بأطول سارية علم وأطول برج والأيقونيات المدهشة والكباري اللولبية والطرق الواسعة وسع الاستخفاف بصحارى قد لا يطؤها إنس ولا جان.. كان المخلصون ينبهون إلى خطورة ترك الفلاح وحيدا شريدا في معركة الإنتاج الزراعي، وهو الذي ينافس فلاح أوروبا وغير أوروبا وهناك يدعمون الفلاح وهنا لا يرى منا دعما إلا كل تجاهل.

رمضان شهر العفو

يأتى رمضان هذا العام، وفق ما يرى جورج إسحق في “الشروق” وقد أنهكتنا المشاكل، حكاما ومحكومين ومحكومات، ليعطينا فرصة لالتقاط الأنفاس.. لقد عانينا كثيرا وأنهكتنا المشاكل بشكل غير مسبوق، إذ يعاني الناس من الضيق وغلاء الأسعار وعدم قبول أي رأى آخر، فهل يجيء شهر رمضان لنستريح قليلا من هذا العذاب؟ هل نسامح بعضنا بعضا؟ إن ثقافة التسامح وغرسها في نفوس وضمائر البشر فضيلة إنسانية من أجل التخلي عن المشاكل الاجتماعية والنفسية والثقافية والدينية، كالكراهية والحقد والعنف. فالتسامح الثقافي مطلوب في الحوار. والتسامح الاجتماعي يتقبل الأفكار المخالفة، وثقافة التسامح يمكن ترسيخها في نفوس الأفراد من خلال التنشئة الأسرية والمدرسية. إذا رسخنا مفهوم المحبة فالمحبة لا تسقط أبدا.. وتنمية مفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير في التنشئة المدرسية مهمة للغاية، فهل نعمل في هذا الشهر على تعزيز لغة الحوار لمواجهة العنف وخطاب الكراهية؟ هل نرى قريبا الإفراج عن كل المسجونين الذين لم يرتكبوا جرما ليخرجوا ويهنأوا وسط عائلاتهم في شهر رمضان؟ لو حدث هذا سيكون له مردود قوي لقضاء شهر دون حقد ولا كراهية ولا تعنت. هل نسمح لاحتفال الأسر مع بعضها، خاصة أن يجتمع أولئك الذين في السجون مع أحبائهم وعائلاتهم على مائدة رمضان؟ أعتقد أن هذا ممكن ولن يضر أحدا في المستقبل القريب. وقد نشرت الحركة المدنية أسماء كثيرة والمطلوب هو الإفراج عنهم لقضاء شهر رمضان مع عائلاتهم، فإذا حدث ذلك سيكون المجتمع أكثر قوة خاليا من الأحقاد والضغائن، ولا يوجد شيء ينغّص عليه حياته. نعمل في هذا الشهر على منع خطاب الكراهية وتقبل ثقافة الحوار والصدق مع الآخر، فهل عدم الإفراج عن المسجونين في الحبس الاحتياطي وعدم زيارة بعض المسجونين، يساعد في شفاء المجتمع مما يعاني منه الآن؟

افتحوا الزنازين

شهر رمضان يراه جورج إسحق فرصة لرفع كل هذه الإساءات لننعم بشهر سلام، بعيدا عن كل ما يعاني منه الشعب المصري. هذا الرجاء الذي نتمناه، وهو الإفراج عن قائمة كبيرة من المسجونين، سيريح المجتمع، ورغم الضائقة المالية التي يعاني منها الشعب المصري جميعا، فإن خروج المسجونين سيخفف من هذا العبء، هل سنقضي شهرا فيه من السلام والطمأنينة أكثر من أي شهر مضى؟ أتمنى من القائمين بالأمر أن يفرجوا عن كل المسجونين حتى من منطلق ديني، تطبيقا لمبدأ أن التراحم بين الناس مطلوب، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن هذا ما جاء في كل الأديان، فهل نطبق ما نؤمن به على أرض الواقع؟ أعتقد أن هذا أبسط مظاهر الإيمان. من حسن الحظ أن قدوم شهر رمضان يواكب الصيام الكبير في المسيحية، هل نستطيع أن نتوحد في هذا الشهر بمزيد من الارتقاء بأخلاقنا ومعتقداتنا وتطبيقها على أرض الواقع؟ ليس هذا بكثير وهو ممكن ومتاح، فلنعتبر أن الإفراج سيكون هبة من هبات شهر رمضان الذي نحتفل به جميعا، نريد أن نحتفل به ونحن في سلام وطمأنينة وسعادة وجمع الشمل. هناك قضية أخرى يجب أن يهتم بها مجلس النواب إذا كان سيجتمع في الشهر الكريم، أن يراجع القوانين المجحفة ويرسي قواعد جديدة في شهر رمضان للنظر في موضوع الحبس الاحتياطي، وكذلك قانون الإجراءات الجنائية دون تأخير أو تعطيل أو حجج. مجلس النواب عليه أن ينتبه أن لا يأخذ إجازة في هذا الشهر، بل يضاعف إنجازاته لمصلحة الشعب المصري، مثل إعادة النظر في قانون البناء الذي صدر وقد عطل كثيرا من الجهود الفردية في البناء. يجب النظر فيه بعناية ومراجعته لإعطاء فرصة للعمل بالجهود الشخصية في بناء المنازل بدلا من إعطاء الأثرياء فرصة لشراء سيارات من الخارج وخلافه. تعاملوا واشتبكوا مع مشاكل الشعب المصري الحقيقية حتى تخففوا عنهم، ولا تنظروا إلى مصالحكم الذاتية لأن الكل زائل ما عدا الأعمال الجيدة، اتركوا بصمة في شهر رمضان لإحياء مجلس النواب من جديد.

«من غير عشا»

ينصحك خالد حمزة في “المشهد” بما يلي، لا تصدق من يقول لك محدش بيبات من غير عشا، والجوع مثل الفقر؛ ولو كان رجلا لقتله سيدنا علي بن أبي طالب. والشاعر العراقي مظفر النواب يقول: لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر/ فالجوع أبو الكفار. ومنذ عقود سألوا الروائي الفرنسي فيكتور هوغو: ما الشَّيء الرّخيص اليوم؟ فقال: كلُّ شيء غَال.. ليْس من شيءٍ رَخيص الْيوم؛ غَير آلام النَّاس، إن آلام النَّاس مجَّـانيّة. وأغلب من يتولون أمري وأمرك، لا يشعرون بجوعك أو آلامك، اللهم إلا في اليابان.. حيث يقوم وزير الطاقة الياباني وفي مناسبة رسمية وأمام شاشات التلفزيون، بالانحناء 20 دقيقة للشعب الياباني، وهي المدة ذاتها التي استغرقت انقطاع خدمة الكهرباء عن منازل المتضررين من شعبه. وهذا الاعتذار لو طبق في البلاد العربية لبقي الوزراء بقية حياتهم منحنين. وليس السياسيون وحدهم، يستحقون اللوم؛ ولكن بعض التجار، فهل التجارة شطارة؛ أم نصب واحتيال؛ وبرضا الزبون؟ البريطانيون لديهم قصة شهيرة عن جون ومايك الشقيقين اللذين يعيشان في لندن؛ ولديهما محل خياطة وبيع ملابس؛ ولهما من الحنكة والخبث؛ ما يساعدهما في ترويج البضاعة والربح الوفير، فإذا دخل الزبون كان جون يدعي أنه أصم؛ ومايك يكون في الدور العلوي. الزبون يسأل: بكم هذا؟ فيقول جون لأخيه: يا مايك بكم هذا الطقم؟ فيجيبه مايك من الطابق العلوي: بخمسين جون – لا أسمعك ويقول للزبون: أخي يقول إنه بعشرين، فيأخذها الزبون مباشرة وهو سعيد؛ والطقم لا يساوي عشرة.

سنعبر الأزمة

عكس خالد حمزة المتشائم يبدو الدكتور محمد عادل العجمي في “الوفد” شديد التفاؤل بالمستقبل: مصر ستعبر الأزمة، فالمؤشرات والتحاليل والإجراءات التي يتخذها البنك المركزي المصري والحكومة المصرية تشير إلى أن مصر ستعبر الأزمة، نعم قد تترك الأزمة خلفها آثارا ومعاناة وأنينا بسبب الحالة الاقتصادية، وتراجع قيمة الجنية، وبالتالي تراجع القدرة الشرائية، ولكن عبور الأزمة في هذه الجراح أفضل بكثير من الانهيار، وليس مصر فقط هي التي تعاني من هذه الأزمة، وإنما دول كثيرة متقدمة ونامية تعاني الأزمة المالية والاقتصادية، التي خلفها الصراع على الهيمنة العالمية، سواء الحرب الروسية الأوكرانية أو جائحة كورونا وغيرها من الأزمات التي مرت، وستمر خلال السنوات المقبلة، وهنا يتطلب من صانع القرار الاقتصادي أن يجعل الاقتصاد المصري مصدر قوة، ويقف على أرض صلبة لا تتأثر بالتقلبات العالمية أو الإقليمية التي تتزايد. وعلى المواطن المصري ألا ينساق خلف دعوات الإحباط والتشاؤم التي تنتشر على منصات السوشيال ميديا، حول الاقتصاد، وأن البلد راح في «داهية» وأنه لا أمل، وأن مصر ستفلس، وهي حرب اقتصادية تستهدف النيل من اقتصاد الدولة واستقرارها، وتحاول في كل السبل إشاعة الإحباط واليأس في قلوب المصريين. وهناك عوامل قوة كثيرة تؤكد قدرة مصر على العبور، هذه العوامل تتمثل في الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني، ولديها قيادة سياسة على درجة عالية من الوعي بطبيعة الظروف الإقليمية والدولية، ولديها مؤسسات قائمة وتتخذ من الإجراءات والقرارات التي من شأنها عبور الأزمة وعدم الانزلاق إلى الإفلاس، لأن هناك تعاونا كبيرا بين السياسة النقدية والمالية من أجل مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. وهناك كثير من المؤشرات الإيجابية التي ظهرت مؤخرا منها: حققت قناة السويس حصيلة تعتبر الأعلى تاريخيا، وصلت 7 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 8 مليارات دولار خلال عام 2023 وخلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي حققت رقما قياسيا هو الأعلى في تاريخ القناة بلغ 802 مليون دولار بزيادة سنوية 47%.
صكوك إسلامية

مضى الدكتور محمد عادل العجمي في سرد الأسباب التي تدعوه للتفاؤل: ارتفعت إيرادات قطاع السياحة خلال العام الماضى إلى 10.7% مليار دولار في ظل التدفقات القوية من أسواق متنوعة، مثل دول الخليج وألمانيا وبولندا، وكشفت بيانات البنك المركزي عن ارتفاع الإيرادات السياحية بنحو 43.5% مليار دولار مقابل 2.8 وزادت حصيلة الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 71% لتحقق نحو 9.1 مليار دولار مقارنة بنحو 5.2 مليار دولار في العام الذي يسبقه، وتنوعها بين العديد من القطاعات وأهمها: الصناعات التحويلية والتشييد والبناء والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأعلنت الحكومة نجاح طرح أول صكوك إسلامية بقيمة 1.5 مليار دولار في اتجاه لتنويع مصادر الاقتراض من الخارج، وأعلن رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي طرح 32 شركة مملوكة للدولة في البورصة المصرية أو لمستثمر استراتيجي على مدار عام كامل وتشمل 18 قطاعا ونشاطا اقتصاديا. وأعلن البنك المركزي المصري أن صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة قفزت بنسبة 94% خلال الربع الثالث من العام الماضي 2022، لتصل إلى 3.3 مليار دولار مقابل نحو 1.7 مليار دولار، ما أسهم في تحسين حساب المعاملات الرأسمالية والمالية. كما أعلن ارتفاع صافي الاحتياطات الدولية إلى 34.224 مليار دولار في نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2023، بزيادة بلغت نحو 222 مليون جنيه، وشهد العجز في الميزان التجاري البترولي استقرارا عند 106 ملايين دولار كنتيجة أساسية لتصاعد الصادرات البترولية بمقدار 807.3 مليون دولار على خلفية ارتفاع الصادرات من الغاز الطبيعي بنحو 1.7 مليار دولار، وقد حد من هذا الارتفاع انخفاض الصادرات من كل من البترول الخام بنحو 449.9 مليون دولار والمنتجات البترولية 393.3 مليون دولار وارتفاع الواردات البترولية 812.2 مليون دولار ويرجع أساسا لارتفاع الواردات من المنتجات البترولية بمقدار 767.7 مليون دولار. وتقوم الحكومة المصرية بتنفيذ التكليفات الرئاسية بالوصول بالصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار سنويا عبر العديد من المحفزات التصديرية، من خلال توفير السيولة النقدية اللازمة لدوران عجلة الإنتاج، وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.

لا تنشروا اليأس

من المتفائلين كذلك خالد النجار في “الأخبار”: بوادر خير مع نفحات الأيام المباركة، وانفراجة مشهودة ومبادرات استبقت شهر رمضان الفضيل.. كل عام والجميع بخير. رغم صرخات المحرضين ومروجي الشائعات، ظهرت مبادرات إيجابية تتكامل مع المبادرات الحكومية، مبكرا بدأت مؤسسات وأفراد توزيع كراتين المواد الغذائية وانتشر الشباب يوزعون الوجبات الساخنة، واستمروا في توزيع الملابس والبطانيات. كانت الدولة حاضرة بالإفراج عن البضائع بالموانئ، وعززت ذلك باستيراد كميات من المواد الغذائية والدواجن. الانفراجة واضحة في سوق الدواجن بعد وصول دجاج البرازيل، هدأت موجة الشائعات وتحولت لنكات وقفشات. يبدو أن آلة التحريض عششت في مواقع التواصل، وكلما مرت موجة أعقبتها موجة أخرى منظمة، آخرها شائعات الدواجن واللحوم. الترشيد والرقابة يعيدان استقرار السوق، خاصة أن المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية مؤمن، وانتشار شوادر وزارة الداخلية ومنافذ الجيش غطى كل الاحتياجات.. الرقابة على الأسواق وبتر أيادى المستغلين الذين يتربحون من دماء الغلابة، حل حاسم لوقف الغلاء والجشع، فما يحدث من تحكم وفرض أسعار خيالية أحدثت فوضى وقلقا، الأغرب أن تجد أكثر من سعر للسلعة نفسها. يبقى الترشيد ونشر الوعي بمبادرات تعزز الأفكار لمواجهة غول الأسعار وحيل الجشع والمتلاعبين. ظواهر إيجابية عادت للقرى المصرية على استحياء، بتربية الطيور، وخبز العيش، بوادر خير ليتها تعود بقوة من جديد. نأمل في أن تتوقف رحى الحرب الروسية الأوكرانية التي أعقبت أزمة كورونا بما صاحبها من أزمات اقتصادية وشح الموارد، وندرة مكونات الصناعة والغذاء والوقود، خطوات إيجابية اتخذتها الدولة للمواجهة وإنعاش الاستثمار والصناعة وكبح جماح الأسعار وفرملة جشع التجار. تبقى الإرادة الشعبية بالصمود ومواجهة كل خارج يتربح من قوت الغلابة، والإبلاغ عن كل مستغل. انفراجة وبشائر خير بجهود الحكومة وتعاون وزارة التموين وقوافل الجيش والشرطة وتكاتف الشعب بالوعي والترشيد، يبقى الأمل في استيقاظ ضمائر المستغلين المتربحين.

أفلحت لو صدقت

هناك اتجاه واضح لمسه فاروق جويدة لدى الحكومة بالعودة إلى الأرض إلى أقدم نشاط اقتصادي في مصر وهو الزراعة.. كانت توجيهات الرئيس السيسي للحكومة وفق ما أكد الكاتب في “الأهرام” بوضع أولوية خاصة لإنتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية ومنها، القطن والقمح والأرز، والتوسع في زراعة هذه المحاصيل مع الاهتمام بمشاكل الفلاح المصري وتوفير الاحتياجات الضرورية من البذور والمبيدات والتسويق وتقديم الأسعار المناسبة لأسعار المحاصيل.. ولا بد منأن نعترف بأن مصر البلد الزراعي أهملت عبر السنوات السابقة أهم مصادر الدخل فيها سنوات طويلة حين فضلنا الكانتلوب والفراولة على القمح والقطن، وأصبحنا نستورد الأرز أهم محصول لدى الفلاح المصري.. أزمة الأرز هذا العام أكبر دليل على ضرورة الاهتمام بالزراعة في مصر بدلا من أن نستورد الأرز بالعملة الصعبة ونحن نعاني أزمة الدولار.. كان الفلاح المصري يقوم بتخزين احتياجاته طوال السنة من الأرز والقمح، وكان يربي الدواجن والطيور التي تكفيه.. وكان يبيع ما يزيد عن حاجته وكان الخبز والألبان والجبن من البيت وفي نهاية العام كانت أكياس القطن تقف على الأبواب كأنها حراس الوادي.. وكان موسم القطن يعني الأعياد وزواج الأبناء وسداد مستحقات الجمعية التعاونية والضرائب للحكومة.. وكانت احتياجات البيت من الطعام متوافرة طوال العام، وكان الفلاح لا يعرف رغيف وزارة التموين، ولا قصص الدعم كان هذا حالنا قبل أن تتصحر الأرض وترفض أن تجود بخيراتها.. قرار الدولة المصرية بالعودة إلى الزراعة والتصالح مع الأرض قرار حكيم لكي يعود الفلاح إلى سابق عهده منتجا ومكتفيا وسعيدا برزقه الحلال.. عودوا إلى الأرض هي الرزق الحلال وهي تاج الفلاح المصري ومملكته الحقيقية، وحين فرطنا فيها عرفنا متاعب الحاجة..

ثروات بشرية على «المعاش»

خلال أقل من شهرين، والكلام لوفاء بكري في “المصري اليوم” تسبب “المعاش” في فقد 3 أصوات من أقرب الأصوات إلى آذان وقلوب المستمعين، خرج مذيع إذاعة القرآن الكريم شحاتة العرابي، وقبله ناصر رشوان وشريف عباس، مذيعا إذاعة الأغاني، الثلاثة ليسوا مجرد أصوات إذاعية جميلة وجذابة حسب، بل أصوات مثقفة تعرف ماذا تقول، تقدم المعلومة ببساطة وأسلوب أخاذ، سواء معلومة دينية أو غنائية، تأثر الجميع بخروج صاحب الصوت الرخيم شحاتة العرابي، صاحب أجمل برامج إذاعة القرآن الكريم، ومن بينها “حدائق الإيمان”، وقبله تأثروا بخروج صوت رخيم آخر، وهو المذيع الشاعر ناصر رشوان، مقدم عدة برامج أيضا في إذاعة الأغاني، أشهرها على الإطلاق ذكريات الخال عبدالرحمن الأبنودي، التي سجلها رشوان تحت عنوان: “هي الليالي كده”، وقبلهما كان خروج صوت آخر عذب وراقٍ، وهو المذيع شريف عباس. لم يكن ارتباط المستمع بأصحاب هذه البرامج فحسب، ولكن جاء ارتباط المستمع بهم من خلال الفترات المفتوحة، التي تُشعر المستمع بـ«أهميته» وأن كل مذيع يقدم الفقرة له خصيصا، بعيدا عن «البرامج المُعلَّبة»، فكلمة «عزيزي المستمع» لها مفعول السحر لدى المستمعين، كل منّا يشعر وكأن المذيع يحادثه بمفرده، هناك من المذيعين مَن يقدم الفقرة الدينية وصوته يجعلك تشعر بالخشوع وارتجاف القلب من كلام الله، هكذا هو شحاتة العرابي، وهناك مَن يُدخلك في «مود الهيام» واسترجاع الذكريات مع صوت الست وحليم وفريد ونجاة وفايزة، مع منحك معلومة سريعة عن أغنية تحبها، هكذا كان ناصر رشوان وشريف عباس، لا أعرف حتى الآن ما معنى «الخروج إلى المعاش» للإعلاميين، فالإعلامي، سواء كان مذيعا أو صحافيّا ليس له «سن للمعاش»، هو ليس موظفا بالمعنى المعروف، ولكنه مبدع من نوع خاص، فهل سمعنا مثلا أن هناك صحافيّا لم يستطع الكتابة لأنه وصل سن الستين، أو أن مذيعا صوته اختلف لأنه وصل إلى المعاش؟ أعتقد أن الخروج إلى المعاش معنى بالخروج من الوظيفة القيادية، وليس الإبداعية، فمثل العرابي ورشوان وعباس قد لا يتولون مناصب قيادية، ولكن كيف يخرجون من العمل نفسه.

حتى آخر جندي

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني، ظهر وجهان مختلفان، تأملهما محمود الحضري في “المشهد”: واحد يدفع بالأزمة نحو مزيد من التعقيد مهما كانت التضحيات، وآلاف القتلى، ومئات الآلاف من الجرحى، والمشردين، وآخر يبحث عن طوق نجاة لشعوب ليست لها علاقة بالصراع العالمي السياسي، بحثا عن مجد زائف، من طرفي الصراع وموقدي نيران الحرب الخارج شرقا وغربا. تمثل هذا في الأيام الأخيرة ومن خلال الزيارة المفاجئة التي قام به الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الاثنين 20 فبراير/شباط للعاصمة الأوكرانية كييف، وتبعها بزيارة إلى بولندا، في مسعى إلى ترسيخ مبدأ نفخ النار في البارود. وبدلا من البحث عن مخرج لإخراج العالم من تلك الأزمة، التي كل الأصابع متهمة بإشعالها، ومناقشة أسباب أنهار الدماء التي سالت، والدور الأمريكي الغربي الذي يهمه مزيد من الدماء، وإبعاد أي محالة لتجفيف بحار الدم، خرج بايدن معلنا مزيدا من توفير وقود الحرب، بغض النظر عن مآسي عشرات الآلاف من الأيتام، والثكالى، والعجزة والمصابين، وشعاره (المزيد من الدم). تتضح لغة الحرب، التي يزيد من وقودها جو بايدن ونظامه، بينما في الخلفية حالات الدمار التي خلفتها نيران الحرب التي تنهي عاما، وتبدأ عاما جديدا، وكأن بايدن يقول لشعب أوكرانيا، نريد المزيد من الموتى، ودور الأيتام تمتلئ بالأيتام، واملأوا الشوارع بالأرامل، والثكالى، وتحويل الجليد الأبيض، والوردة البيضاء إلى لون الدم القاني، وبدلا من كوب حليب للأطفال الرضع، أشربوهم كؤوس الدم، وادفعوا بروسيا إلى مزيد من الحرب، حتى تسقط وفق ما خططنا له، ووقع فيه بوتين. وفي لغة بعيدة عن أي تهدئة، قال بايدن في رسالة لنظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “إن حرب الفتوحات التي يشنها بصدد الفشل، وقد ظن بوتين أن أوكرانيا ضعيفة وأن الغرب منقسم، ولكنه أخطأ في كل حساباته”، مضيفا، “اعتبرت أن من الضروري ألا يكون هناك أي شكوك حول دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا”، ورهانات بوتين على انقسام الناتو فشلت. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي – مع دوي صفارات في ما كان في جولة مع بايدين في كييف – إنه بحث مع الرئيس الأمريكي مسألة توفير أسلحة بعيدة المدى وهي مسألة مهمة جدا في ضوء حاجة بلاده إلى مثل هذه الأنظمة لضرب خطوط الإمداد الروسية، وإن هذه المحادثات تقربنا من النصر، وإنه بحث مع الرئيس الأمريكي “السبيل إلى الانتصار هذه السنة، وإن الدعم الأمريكي لأوكرانيا يظهر أن روسيا “لا تملك أي فرصة للانتصار” في الحرب. وقد طغت لغة الحرب على كل تفاصيل زيارة جو بايدن في أوكرانيا وبولندا، ولم تلتقط اي وسيلة إعلامية نبرة نداء عن دعوة إلى سلام، لإخراج شعوب هذه الحرب من دائرة الموت، بل لعب بايدن بلغة تطيب الخواطر لشعب مكلوم، قائلا “إنه معجب بصمود الأوكرانيين معتبرا أن هذا أكثر من بطولي، وسنستمر في دعم أوكرانيا مهما طالت الحرب، وكأنه يقول “سنحارب روسيا حتى آخر جندي أوكراني”.

الحقيقة مبهمة

لا يكاد يمر أسبوع، دون أن تعلن إيران وفق ما أشار إليه أسامة غريب في “المصري اليوم” عن إنجازات عسكرية تشمل شتى أنواع الأسلحة، فمنذ أيام مثلا أعلنت عن تصنيع أول صاروخ فرط صوتي تصل سرعته إلى 12 مرة سرعة الصوت، وصرح مسؤولوها العسكريون بأن بإمكان صاروخهم هذا استهداف السفن الأمريكية من مسافة 2000 كيلومتر. كما تم الكشف أيضا عن صاروخ كروز يطير قريبا من الأرض ويبلغ مداه 1650 كيلومترا، وفي الخبر نفسه، ورد ذكر الطائرة المسيرة العملاقة شاهد 149 القادرة على حمل 9 قنابل في آن واحد. هذه هي حصيلة أخبار هذا الأسبوع، أما الأسبوع الذي سبقه فقد نشر الإيرانيون صورا لقاعدة جوية قالوا إنها محفورة على عمق سحيق أسفل الجبال في شرق البلاد ونوّهوا بأن هذه القاعدة تستعد لاستقبال طائرات سو 35 الواردة من موسكو. والشهر الماضي كشفوا عن طائرات مسيرة جديدة، والشهر الذي سبقه أعلنوا عن صواريخ وفرقاطات ومدمرات وغواصات وأقمار صناعية وطائرات هليكوبتر. أخبار الاختراعات العسكرية الجديدة تغرق وكالات الأنباء وتفيض على مواقع الأنباء وتشكل ركنا دائما في الصحافة الإيرانية، ومنها تنتقل لصحف العالم ومواقعه الإخبارية. وبينما يطالع القارئ هذه الفتوحات غير المسبوقة تفاجئه أخبار قصف الطائرات المسيرة لمصنع حربي في أصفهان الشهر الماضي ودخول الطائرات المعادية إلى داخل المصنع وتجولها في أرجائه، قبل أن تختار هدفها وتنفجر فيه محدثة دمارا هائلا في قدرات المصنع العسكري.

على مهل

منذ عدة شهور والكلام ما زال لأسامة غريب جاءت الأنباء الغربية، وفيها أن طائرات مجهولة قصفت مصنعا للطائرات المسيرة في بارتشين، ودمرت عددا كبيرا من الطائرات داخله. وقبل هذا قام أعداء إيران باغتيال العالم فخري زادة المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني.. وفي السابق أيضا تم تدمير وحدات الطرد المركزي في منشأة نطنز المحصنة مع تخريب وتعطيل قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم. وليس بعيدا أيضا سرقة الأرشيف النووي الإيراني بواسطة الموساد الإسرائيلي ونقل صفحاته إلى الميديا العالمية. بناء على كل ما سبق يحتار المتابع للشأن الإيراني هل إيران دولة قوية متقدمة لديها إنجازات علمية معتبرة في المجال العسكري، أم أنها دولة هشة تعجز عن إخفاء وثائق برنامجها النووي، كما تفشل في حماية علمائها وتخفق في تحصين مصانعها ومنشآتها العسكرية؟ في تصوري أن الرأيين على صواب، فالعلماء الإيرانيون يواصلون الليل بالنهار لسد الثغرات مع أعدائهم، وهم يعلمون أن موازين القوى إذا اختلت بوضوح فإن تدمير بلادهم وتعرضها للغزو لن يتأخر كثيرا، في الوقت نفسه فإن الفشل المعلوماتي والاستخباراتي يقوض جهود العلماء والمهندسين الإيرانيين، وبينما يمكن لإيران بصواريخها أن تُحدث بإسرائيل دمارا كبيرا يكون ثمنه بالتأكيد تدمير إيران، فإن طهران تعجز عن رد الهجمات التكتيكية بهجمات مماثلة، فلا تملك مثلا تخريب مصانع المسيرات في إسرائيل، كما تفعل تل أبيب معهم.. وفي ظني أن الإعلان المتواصل عن الأسلحة الجديدة هدفه شد أزر الداخل وطمأنة الحلفاء، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل العبث بالأمن الإيراني بهدوء وعلى مهل، دون التورط في ما يدفع للتدمير المتبادل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية