مطلوب شباب متعلم لـ«داعش»

حجم الخط
2

عثمان أبو القيعان، الطبيب المتدرب من مستشفى بارزيلاي، والذي قتل في صفوف «الدولة الاسلامية» (داعش) لم يكن شابا يائسا وعديم الفرص. العكس هو الصحيح: فقد تميز في تعليم الطب في جامعة إربد في الاردن بل وأثار الانطباع لدى المحيطين به في اثناء أشهر التدريب في قسم الباطني في المستشفى في عسقلان.
ولكن بدلا من انقاذ الحياة، فضل وضع هذه المزايا في خدمة سرايا قاطعي الرؤوس من التنظيم المتطرف وقتل في المعارك على الحدود السورية التركية. وهذه في واقع الامر هي قصة تنظيم الدولة الاسلامية باختصار: ليس تنظيما يتوجه نحو المقموعين والطبقات الضعيفة في اوساط مسلمي العالم، بل تنظيم يفضل تجنيد المتعلمين منهم.
التصوير الذي يتخذ اسلوبا، والتصميم الغرافي الحديث، يستهدف كله افتتان الشأن المسلمين المتعلمين في ارجاء العالم وجلبهم الى صفوف التنظيم. داعش لا يبحث عن اولئك الذين لا مخرج لهم. فهو يقترح طريقا جديدا وجذابا للمسلمين الناجحين من كل ارجاء العالم: أبناء الطبقة الوسطى، الكثيرون منهم جيل ثان وثالث لمهاجرين الى الغرب، يعرض عليهم داعش طريقا عاصفا للخروج من الحياة البرجوازية في دولهم.
للشاب الاسرائيلي الذي يبحث حقا عن رجولته ونضوجه مفتوح الطريق للخدمة القتالية. هناك يمكنه أن يثبت قدراته وشجاعته وأن يحظى باعتراف اجتماعي. للشاب المسلم، سواء كان في اسرائيل، في بلجيكا أم في اليمن، هذه الامكانية لا توجد له. داعش يعرض عليهم خليط مُغرٍ من الفعل، الرجولية، الجنس برعاية الدين والاعتراف بهم كمن يقاتلون في سبيل ما يبدو في نظرهم هدفا ساميا. ونعم، رخصة ايضا لقطع الرؤوس.
ولهذا فان داعش يختار ايضا الانكشاف أمام الاعلام بطريقة جد انتقائية: فهو لن يعطي تقريرا حصريا لـ «سي.إن.إن» ولكنه سيختار موقع انترنت مثل «فايس نيوز»، مشاهدوه هم أساسا رجال شأن يبحثون عن مشاهدة الفعل العاصف الذي لا يمكن رؤيته في شبكات التلفزيون الرسمية. وهذا ما سيغلفه بغلاف حديث وذكي، يختلف عن ذاك الذي تعرضه المنظمات الاسلامية الاخرى. يُخيل أنه الى جانب أبو بكر البغدادي، زعيم الدولة الاسلامية، تعمل عصبة أصلها من الغرب وهي على علم جيد بالاعلام الحديث وما يثير اهتمام الرجال الشأن والسئمين.
الأفلام القصيرة التي ينتجها التنظيم تنافس مشاهد أفلام هوليوود، واخرى تكرر العاب الفيديو التي تربى شأن كثيرون في العالم عليها. يمنحهم داعش رخصة للقتل في العالم الحقيقي. أن يشاركوا في معركة عاصفة تقشعر لها أبدان العالم بأسره. هذا ليس تنظيما للضعفاء وضيقي الأفق. هذا تنظيم واع جدا لذاته وللصورة التي يريد أن يبثها. في اسرائيل، لشدة الحظ، قلة هم المسلمون الذين أغرتهم حتى الآن رسالة هذا التنظيم واولئك الذين تجندوا بالفعل وعادوا – يخضعون لمعالجة الجهاز القضائي. ولكن الحملة الناجعة والذكية التي يخوضها داعش، الجديرة بأن تحظى بجوائز عالم الاعلانات، لا بد ستغري آخرين.

ألون بن دافيد
معاريف 20/10/2014

صحف عبرية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الشمري الاردن:

    داعش وليد شرعي للنظم العربي الفاشل

  2. يقول mjahid:

    الطبيب الشاب المتدرب قتل في عملية قصف تقوم بها الأردن بمشاركة دول شقيقة وصديقة في الحرب على “الارهاب”

إشترك في قائمتنا البريدية