لندن – «القدس العربي»: قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، التي طوّرت روبوت الدردشة «شات جي بي تي»، إن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يمنح العالم إيجابيات وصفها بـ»الهائلة»، وهو أيضاً مرشّح ليُشكّل نظاماً لم يسبق له مثيل من حيث قدرته على حل أكبر المشكلات التي تواجهها المجتمعات، من قبيل معالجة تداعيات تغير المناخ، وتوفير التعليم، والقضاء على الأمراض.
وتطرق ألتمان، إلى جوانب مختلفة لتجليات تأثير الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك دوره في مجال التعليم، والمخاطر التي يمكن أن تنجم عنه، إلى جانب مسألة انعدام المساواة في ما يتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بين البلدان النامية والمتقدمة، إلى جانب توقعات الخبراء بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي.
وبين أن «الأمر الإيجابي هو أن التكنولوجيا يمكنها أن تصمم عوالم كاملة، وهو ما سيكون له أبعاد هائلة. والنقطة الرئيسية التي أود أن أوضحها هي أننا ما زلنا في البداية، سيمكننا أن نصبح أفضل بكثير في ظل تطوير المزيد من أنظمة المهارات ذات الصلة، لذا، فإن كل ما يحدث الآن سيبدو غير مسبوق لسنوات قادمة».
وأضاف ألتمان في معرض حديثه عن تنبؤات الخبراء بشأن الذكاء الاصطناعي، قائلاً: «تذكروا أنه كان هناك قبل خمس سنوات إجماع من قبل الخبراء حول الأتمتة، مفاده أن الروبوتات ستتولى إنجاز المهمات التي تعتمد على المجهود البدني. وعليه، كان سائقو الشاحنات في حالة يُرثى لها مخافة أن يفقدوا وظائفهم. ترقبنا فترة لمعرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيستحوذ على الأعمال التي تعتمد على القدرات الذهنية الأساسية، ثم لمدة أخرى لمعرفة مدى استطاعته القيام بمهام إبداعية. لكن ما حدث كان هو العكس تماماً».
وجزم بأن «لا ينبغي تصديق توقعات أي شخص حيال مستقبل الذكاء الاصطناعي، لأنه من الصعب للغاية التنبؤ بذلك».
وتخلل الجلسة فقرة أتاحت للجمهور طرح الأسئلة على ألتمان، تناول بعضها مسألة الخوف من التغيير وفقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي. عن ذلك، قال: «أعتقد أننا سننجح في تجاوز تلك المرحلة، فعلينا أن نجتازها، لكن هذا سيفضي حتماً إلى تغيير جذري. فخلال العقد القادم، سيعيش العالم حقبة جديدة لم يشهد لها التاريخ نظيراً، حيث سيتغيّر العقد الاجتماعي الاقتصادي كثيراً. فهناك خوف بالتأكيد، لكن الأمر متروك لنا لمعرفة كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي على الوجه الصحيح».
وتابع: «سيترتب حتماً على تطوير هذه التكنولوجيا تبعات اقتصادية، وهذا أمر لا مفر منه. وبمرور الوقت، أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بأتمتة المزيد والمزيد من الوظائف؛ وأؤمن بأن الكوادر البشرية في معظم الفئات ستبقى مطالبة بتحقيق مستوى أعلى من الجودة في أداء المهام المنوطة بها. فقد شهدنا ذلك في السابق، في مرحلة تطوير أجهزة الحاسوب على سبيل المثال. وقد رأينا أن الناس في الغالب كانوا قادرين على تحقيق المزيد وبصورة أفضل. وهو في اعتقادي ما سيحدث مع الذكاء الاصطناعي أيضاً».