معارض سوري يدين الغارات الإسرائيلية على دمشق وينفي أي اتفاق لتصدير النفط من المناطق الكردية في البلاد
6 - مايو - 2013
حجم الخط
0
لندن ـ يو بي آي: أدان رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي)، ونائب المنسّق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة، صالح مسلم، الغارات الجوية الاسرائيلية على مواقع في دمشق، محمّلاً النظام السوري مسؤوليتها، نافياً أن يكون حزبه توصل إلى اتفاق مع أية جهة حول تصدير النفط السوري من المناطق الخاضعة لسيطرته. وقال مسلم في مقابلة مع يونايتد برس انترناشونال، خلال زيارته إلى لندن، للقيام بسلسلة من النشاطات، ‘ندين ونرفض بقوة مثل هذه الأعمال مهما كانت دوافعها وقيام اسرائيل باستغلال الفرصة لشن الغارات الجوية’، معتبراً أن اللوم ‘يقع على عاتق النظام الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة وجعل السوريين يستجيرون من الرمضاء بالنار، وفقاً للمثل الدارج، من استبداده وديكتاتوريته ويفرحوا على ما قامت به اسرائيل’، على حد تعبيره. واضاف ‘هذه مهزلة لا يمكن القبول بها اطلاقاً، وكنا نتمنى أن نكون في عز قوتنا ويداً واحدة في مواجهة اسرائيل، لا أن نستجدي من هنا وهناك ونشاهد الشعب السوري يتعرض لهذا الاعتداء الاسرائيلي السافر وللقتل على يد النظام، الذي من المفترض أن يوفّر له الحماية، وللقصف بالطائرات التي كان من المفترض أيضاً أن تقصف اسرائيل، ونحن نحمّل النظام مسؤولية ما يحدث للشعب السوري بأكمله’. وفيما رأي مسلم أن اسرائيل حصلت على الضوء الأخضر من القوى الغربية قبل شن الغارات الجوية ضد سورية، استبعد احتمال أن يكون ذلك شمل قوى في المعارضة السورية. وقال ‘لا اعتقد أن هذه الأطراف تهتم بموقف المعارضة السورية جراء ضعفها وتشتتها، لكن من المؤكد أن اسرائيل لم يكن باستطاعتها شن الغارات من دون الحصول على موافقة الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)’. وكانت تقارير صحافية كشفت أن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي إيه) دربت عدداً صغيراً ممن وصفتهم بالمتمردين السوريين في قواعد لها بالأردن و ‘نشرتهم في مرتفعات الجولان لاقامة منطقة عازلة بين الجهاديين والقوات الاسرائيلية’. ولم يستبعد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي ونائب المنسّق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة احتمال أن تكون القوى الغربية ‘تعمل على توظيف قضية الأسلحة الكيميائية كمقدمة لتكرار التجربة العراقية في سورية’، لكنه اشار إلى عدم وجود دليل دامغ يثبت قيام النظام السوري باستخدام هذه الأسلحة. وقال ‘تم استخدام السلاح الكيميائي في منطقتنا الكردية وتحديداً في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، حيث انفجرت عبوة تحتوي على غاز السارين داخل منزل ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، غير أن الجهة التي تقف وراء الهجوم غير معروفة وما زالت تحقيقاتنا جارية ولذلك لا نستطيع أن نتهم المعارضة أو النظام بالوقوف وراء هذا الهجوم’. ونفى مسلم أن يكون ناقش مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي خلال زيارته إلى بروكسيل الأسبوع الماضي تصدير النفط السوري من المناطق الكردية بعد اعلان موافقته على شرائه من المعارضة السورية، وقال ‘إن تصدير النفط السوري لم يكن على الطاولة في أي نقاشات مع هؤلاء المسؤولين، ونحن لا نهتم بهذا الموضوع ونعتقد أن القرار يتعلق بمناطق أخرى في سورية واحتمال أن يتم تصديره من هناك إلى الأردن أو دول أخرى وليس من المناطق الكردية، حيث أن آبار وحقول النفط في الرميلان والجبسة وكراتشوك لا تعمل حالياً وتخضع للحماية الكردية، وكانت تُنتج نحو 200 ألف برميل يومياً’. وفيما نفى اجراء أي اتصالات مع تركيا بشأن تصدير النفط من المناطق الكردية في القامشلي، شدد على ‘أن الجهة التي ستقرر مصير النفط من الجانب الكردي هي الهيئة الكردية العليا’. ولم يستبعد مسلم مشاركة هيئة التنسيق في مؤتمر يجري الاعداد له في عاصمة أوروبية من أجل توحيد المعارضة السورية، وقال إن الهيئة ‘ستشارك في أي جهود تهدف إلى توحيد قوى المعارضة السورية وتشكيل قطب ديمقراطي حتى مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وتسعى منذ تأسيسها قبل نحو عامين إلى توحيد المعارضة وعملت على ذلك من قبل مع المجلس الوطني السوري ويمكن أن تلتقي مع وريثه الائتلاف في سبيل توحيد الخطى وتنسيق جهود المعارضة’. واضاف مسلم أن العلاقات التي يقيمها حزبه، الاتحاد الديمقراطي، مع حزب العمال الكردستاني ‘لا تختلف عن علاقته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني كحزب شقيق’، نافياً أن يكون مقاتلوه الذين سيغادرون تركيا بموجب اتفاق الهدنة مع حكومتها بدأوا يدخلون إلى المناطق الكردية في سورية. وقال ‘نحن في الاتحاد الديمقراطي لا نقيم روابط عضوية مع حزب العمال الكردستاني، كما أن اتفاق الهدنة تم بينه وبين تركيا ولا يهمنا بشيء لا من قريب ولا من بعيد، فالحزب لا يحتاج إلى سورية لاستخدام أراضيها كما أننا لسنا بحاجة لحمايته لأن لدينا شبابنا ووحدات حماية الشعب وهم مدربون وقادرون على حماية مناطقنا، وعند وقوع طارئ سيكون لكل حادث حديث عندها’. واضاف أن قادة حزب العمال الكردستاني ‘اتفقوا مع حكومة أنقرة على المناطق التي سيذهب مقاتلوهم إليها بعد خروجهم من تركيا، وسورية ليست بينها’. وحول ما تردد بأن مدينة القامشلي، حيث يتمتع حزب الاتحاد الديمقراطي بحضور قوي، يجري تغيير ملامحها لاضفاء الطابع الكردي عليها، قال مسلم ‘نحن لا نغيّر أي شيء في القامشلي والطابع الكردي موجود فيها، وربما جرى كتابة بعض أسماء شوارعها باللغة الكردية إلى جانب اللغة العربية ورفع الشعارات الكردية لأن ذلك من حقنا بعد أن حرمنا النظام من ذلك، كما تم تغيير لوحات السيارات في المدينة ووضع لوحات جديدة ترمز إلى (غرب كردستان) بسبب ادخال سيارات من أوروبا عبر البوابات الحدودية الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر وجبهة النصرة وغيرها بعد ازالة لوحاتها وانتشارها في المناطق الكردية’. واضاف ‘هذه السيارات تم تزويدها بلوحات ترمز إلى غرب كردستان وأرقام مقابل رسوم، وهذا الإجراء مؤقت وقابل للتغيير وسيتم سحبه في أي وقت وهو مجرد مصطلح جغرافي ولا يعني تقسيماً سياسياً معيناً’. وقال مسلم ‘نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي مع سورية الوطن ومع سورية الثورة وجزء من الثورة منذ بدايتها وحافظنا على نقائها كحراك جماهيري مع حق الدفاع عن النفس، لكننا نرفض أن نكون جزءاً من القتال الأعمي الذي يدور في شوارعها، ونريد أن تكون سورية المستقبل ديمقراطية تعددية يشعر فيها الكردي بعزة النفس وبكرامته ويملك جميع حقوقه الديمقراطية من لغة وثقافة وسياسة واقتصاد وحتى من الحماية الذاتية ضمن مفهوم اطار سورية واحدة’.