غزة- “القدس العربي”: بات الوضع الصحي للأسير هشام أبو هواش “مقلقا وخطيرا جدا” مع استمرار إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ133 على التوالي، دون أن تكترث إدارة سجون الاحتلال لمطالبه، بإنهاء اعتقاله الإداري، في وقت بدأ فيه أسرى حركة حماس، بخطوات احتجاجية رفضا لإجراءات السجان.
ويواصل الأسير أبو هواش (40 عاما) من بلدة دورا جنوب الخليل، إضرابه المفتوح عن الطعام، رفضا لاعتقاله الإداري، حيث قامت سلطات السجون بنقله إلى مشفى مدني، بسبب تدهور وضعه الصحي، بعد أن جمدت قرار اعتقاله الإداري، وذكر نادي الأسير، أن إدارة سجون الاحتلال نقلت أبو هواش من سجن “الرملة” حيث يقبع، إلى مستشفى “أساف هروفيه”، لافتا إلى أن إدارة سجون الاحتلال تتعمد في كل مرة تقوم فيها بنقل الأسير أبو هواش إلى المستشفى إعادته إلى السّجن، رغم حاجته الماسّة لمتابعة صحية حثيثة.
وقال نادي الأسير إن أبو هواش “يواجه عملية قتل بطيء، تتمثل بإيصاله لمرحلة صحيّة خطيرة يصعب علاجها لاحقًا، وذلك بمشاركة محاكم الاحتلال التي تُشكّل الذراع الأساس لمخابرات الاحتلال”.
وقد ظهر أبو هواش بعد نقله للمشفى بصورة صادمة، دللت على مدى خطورة وضعه الصحي، بفقدان الكثير من وزنه، وبدا بوجه شاحب عليه آثار المرض والتعب، ولم يكن فيها شبه مقارنة بصورته قبل الاعتقال.
صورة الأسير المضرب من داخل المشفى الإسرائيلي لا تشابه صورته قبل الأسر
وقال طارق عز الدين المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي “إن الصورة الصادمة للأسير أبو هواش دليل على إجرام الاحتلال ووحشيته”، وأضاف “الاحتلال قد أمعن في ممارساته القمعية بحق الأسرى، والأسير أبو هواش على وجه الخصوص، الذي يثبت يوماً بعد يوم صلابته أمام عنجهية الاحتلال ومخابراته التي تعمل على ملاحقة أبناء شعبنا”.
وأكد أن مماطلة مخابرات الاحتلال في إطلاق سراح الأسير أبو هواش، تعتبر “قرار إعدام”، لافتا إلى أن هذا الأمر “يستوجب الوقوف بكل حزم، للتصدي لهذه السياسة الإجرامية”، وقال منذرا “لن نقف مكتوفي الأيدي، إذا أصاب الأسير أبو هواش أي مكروه”.
وتقول هيئة شؤون الأسرى إنه يواجه “خطرا حقيقيا على حياته” جراء نقص كمية السوائل والأملاح في جسمه، إضافة لنقص حاد في وزنه والإعياء والإجهاد الشديدين، حيث لم يعد يقوى على الحركة إلا من خلال كرسي متحرك، ويعاني من دوخة، وحذرت الهيئة من تعرضه لـ”انتكاسة صحية” مفاجئة قد تؤدي لاستشهاده، أو إصابة جهازه العصبي بسبب تضرر وظائف أعضائه الحيوية، كالقلب والكبد والكلى والرئتين، ولفتت الهيئة إلى أن محاكم الاحتلال تواصل تعنتها ورفضها الاستجابة لمطلب الأسير بإنهاء اعتقاله الإداري، حيث أصدرت قبل نحو أسبوعين قرارا بتثبيت اعتقاله لمدة 4 أشهر، رغم التقارير الطبية التي تؤكد خطورة وضعه الصحي، وترفض إدارة السجون نقله إلى مستشفى مدني.
وقد أكد المحامي جواد بولس، بأن الأسير أبو هواش يعاني من صعوبة بالغة في الكلام، بعد أن تمكن من زيارته نهاية الأسبوع الماضي، في سجن “الرملة”، لافتًا إلى أنّ أخطر ما نقرأه في قضيته هي أدوات المراوغة التي تحاول إدارة السجون فرضها كجزء من أدوات منظومة كاملة تهدد حياته.
وكانت عائلته أعلنت عن خشيتها من تعرضه لـ”الاستشهاد المفاجئ”، لافتة إلى أنه توقف عن شرب الماء مع الملح منذ عدة أيام، ما قد يعرض أحشاءه للخطر الشديد، وبسبب خطورة وضعه الصحي طالبت المؤسسات التي تعنى بأوضاع الأسرى، بتدخل الجهات الحقوقية الدولية بشكل عاجل وفوري لإنقاذ حياة أبو هواش، “وتجاوز الخطاب القائم، الذي كان طوال الوقت بمثابة ضوء أخضر للاحتلال للاستمرار بانتهاكاته وجرائمه”.
وقد أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن “قلقها البالغ” إزاء تدهور الحالة الصحية للأسير أبو هواش، لافتة إلى أن الطواقم الطبية التابعة للجنة الدولية تزوره بانتظام، وستواصل مراقبة وضعه عن كثب.
والجدير ذكره أن هذا الأسير الفلسطيني معتقل منذ تاريخ 27 أكتوبر 2020، وفور اعتقاله صدر بحقه أمر اعتقال إداري لمدة 6 أشهر وتم تجديده عدة مرات، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال، وأسير سابق اعتقل عدة مرات.
إلى ذلك فقد تواصلت الفعاليات الإسنادية في المدن الفلسطينية، للأسرى الذين يكابدون عنف السجان في السجون، وبالأخص الأسير أبو هواش، والتي تنظم أمام مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للمطالبة بالعمل على إنهاء معاناتهم.
وكانت المقاومة الفلسطينية هددت الاحتلال، بسبب عدم اكتراثه بوضع أبو هواش الصحي، وقال أبو حمزة المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي “إن استمرار تجاهل الاحتلال الإفراج عن الأسير المضرب هشام أبو هواش في ظل مصارعته للموت، سيأخذ الميدان لوضع مختلف”.
وفي السياق، أعلنت الهيئة القيادية لأسرى حماس، عن بدء معركتها مع إدارة السجون، وقالت إن “الفوج الأول” من أسراها سيدخل في إضراب الطعام، يتقدمهم قادة الهيئة، ملمحة إلى أن أفواجا أخرى من أسرى الحركة سيدخلون تباعا في هذا الإضراب، رفضا لإجراءات السجان القمعية، وكشفت أنها ستقوم بعد خطوة “الإضراب المفتوح” عن الطعام، بـ”حل فعلي للتنظيم”، وتعني حل الهيئة القيادية التي تدير أمور أسرى حركة حماس داخل السجون، وقالت منذرة “ولهذه الخطوة ما بعدها”.
وفي حال جرى حل الهيئة القيادية، فإنه بذلك يترك المجال لكل أسير بالتصرف بمفرده، من خلال تنفيذ أي خطوات ضد السجان، وقد يكون من بينها تنفيذ عمليات طعن جديدة.
وجاءت هذه الخطوات ردا على اعتداء سلطات الاحتلال الأخير على أسرى سجن “نفحة”، وذلك بعد ثورة السجناء، المنددة بما تعرضت له الأسيرات قبل أكثر من أسبوع في سجن “الدامون”.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني، أن الأوضاع في سجون الاحتلال ما زالت متوتّرة، وأن أقسام أسرى حركة حماس لا تزال مغلقة، لافتا إلى أن حوارا يجري بين الأسرى وإدارة السّجن، وأشار إلى أن الأسرى أكّدوا بأنّه وفي حال لم تستجب الإدارة لمطالبهم، فإنهم سيتّجهون للتصعيد، وقال إن مطالب الأسرى تتمثل في عودة الأمور كما كانت عليه في سجن “نفحة” ورفع كافّة العقوبات المفروضة عليهم وإنهاء عزل الأسرى، بالإضافة إلى تركيب هاتف عمومي للأسيرات.
ومن جانبه، قال مكتب إعلام الأسرى إن جميع أسرى قسم 12 في سجن “نفحة” تعرضوا لـ”اعتداء شرس وهمجي” من قبل وحدات القمع الإسرائيلية، تسببت بوقوع عدة إصابات، وأكد أن إدارة سجون الاحتلال تعمدت الاستفراد بالأسرى بعيداً عن كاميرات المراقبة لـ”إخفاء حجم الجريمة ولمنع تسريب الصورة الإجرامية لعملية القمع”.
وقال مدير المكتب ناهد الفاخوري إن عدة إصابات وقعت في صفوف أسرى قسم 12 بسجن نفحة، تنوعت ما بين شج في الرأس، وكسر في الأنف، وكسور في الأضلاع، حيث لم يقدم لهم العلاج اللازم حتى اللحظة.
وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أكد أن قيادة الحركة والجناح العسكري كتائب القسام تتابعان ما يجري مع الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال، محملًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم، وشدد على أهمية تضافر كل الجهود الوطنية والدولية لنصرتهم.
وفي سياق قريب، قالت جمعية واعد للأسرى، إن الأسير يوسف المبحوح من قطاع غزة، معزول انفراديا في ظروف مأساوية في عزل سجن “أوهليكدار” ببئر السبع، وأضافت بأن هذا الأسير يعاني من عدة كسور في يده وقدمه وصدره وفكه الأيمن ولم يتم عرضه مطلقاً على أي طبيب، وطالبت الجمعية المؤسسات الدولية والإنسانية بضرورة التدخل العاجل وإرسال وفد لمعاينة أسرى سجن “نفحة” بشكل عام، والأسير المبحوح بشكل خاص، محذرةً من استمرار التكتم الإعلامي الذي تفرضه إدارة السجون على أوضاع الأسرى والأسيرات.
وكان الأسير المبحوح، قام بطعن سجان إسرائيلي في سجن “نفحة” الاثنين الماضي، وأصابه بجراح، ردا على اعتداء إدارة سجون الاحتلال على الأسيرات في سجن “الدامون”، وذلك بعد أن تعرضت الأسيرات لعملية قمع على أيدي قوات الاحتلال الخاصة، امتدت لعدة أيام، تخللها انتهاك خصوصيتهن ونزع الحجاب عن رؤوسهن، والاعتداء عليهن بشكل مبرح، وعزل بعضهن انفراديا.
الله ينصر الأسرى الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية بجاه رب العالمين