معارك للنساء وهجوم ضد توكل والجماعة.. أزمة حماس مع مصر ستبدأ بتقديم عناصرها المشاركين بالأحداث للمحاكمة

حجم الخط
1

القاهرة – ‘القدس العربي’ أبرز وأهم الأخبار في الصحف المصرية الصادرة امس كان عن استمرار الجيش في عملياته ضد الإرهابيين في سيناء ومظاهرة لشورى المجاهدين في سيناء اثناء تشييع جنازة الإرهابيين الأربعة الذين قتلتهم طائرة آباتشي مصرية، وتهديدهم للجيش ورفع أعلام القاعدة.
وإصدار قاضي التحقيق المنتدب من وزير العدل بتجديد حبس الرئيس السابق محمد مرسي خمسة عشر يوماً أخرى على ذمة التحقيقات معه في اتهامه بالتخابر مع حماس، والإعلان عن حركة المحافظين الجدد، وتأجيل الشرطة تنفيذ خطتها لفض الاعتصام في رابعة العدوية وتمثال نهضة مصر، مما أثار غضب الكثيرين الذين نزلوا لمنح تفويض للفريق السيسي والشرطة، خاصة مع تزايد تحدي الإخوان، فقد قاموا بعمل أساسات وحوائط اسمنتية في رابعة وحولوا جزءا منها الى ملاعب للأطفال، وقاموا بعقد قران عدد من الأزواج فيها، وقام صفوت حجازي بعقد قران البعض وكان يطلب من العريس ان يردد وراءه على مذهب أبو حنيفة والصداق المسمى بيننا، عبارة في عهد الرئيس محمد مرسي، الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية.
وأصدرت الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر بيانا أدانت فيه العلماء الذين وقعوا على بيان يطالبون فيه بإنشاء جيش مواز لمقاتلة جيش مصر هي أمي، ومن بينهم وزير الأوقاف السابق والاستاذ بجامعة الأزهر ونائب الرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة طلعت عفيفي والدكتور صلاح سلطان الذي كان منتدبا وأمينا عاما للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والدكتور جمال عبدالستار الذي كان منتدباً أيضاً من الوزير لشؤون الدعوة، ومن الذين طالبوا بإنشاء جيش مواز كان الشيخ سلامة عبد القوي وعبده مقلد، وهم كلهم من الإخوان، بالإضافة الى آخرين سيتم تقديم بلاغات ضدهم، وتم إلقاء القبض على مهندس إخواني يسكن في شارع ذاكر بمدينة نصر اسمه ابو الخير، حول الشقة الى مركز للتدريب على السلاح، كما تم القبض على الإخواني من بورسعيد أحمد محمود متولي – الشهير بكتكوت، وأفاد زميلنا بأنه أطلق النار من طبنجة مسروقة على المتظاهرين في ساحة مسجد التوحيد وكنيسة ماري جرجس وقتل اثنين وأصاب ثمانية وعشرين. وإلى بعض مما عندنا:

مديحة عزب تهاجم توكل كرمان
لمناصرتها الإخوان

ونبدأ بأجمل أنواع المعارك لأنها الأكثر رقة، ولأن أبطالها من القوارير الجميلات، ونحن قوم، على سيرة ما وجدنا أجدادنا وآباءنا عليه من تقدير للجمال وعطف على النساء، وتقديمهم على الرجال، لأن معاركهنّ أرق وأجمل واكثر فائدة من معاركهم، ونبدأ من ‘أخبار’ الثلاثاء قبل الماضي وهجوم زميلتنا مديحة عزب على جميلة مثلها من الأخوات المسلمات في اليمن هي توكل كرمان فقالت عنها: ‘جاءت هذه الإخوانية ‘الخُلل’ إلى مصر وكانت وجهتها إلى اعتصام رابعة العدوية لتصب المزيد من الزيت على النار ولتزيد الأمور اشتعالا وكأنها كانت ناقصاها، وتصورت أن مجرد حصولها على جائزة نوبل للسلام قد أصبح مسوغاً لها لتفعل ما تريد حتى ولو كان ضد مصالح الشعوب، وتصورت أيضاً أن خبر منعها من دخول مصر وترحيلها فوراً من حيث أتت سيقيم الدنيا ضد مصر ولا يقعدها فحرصت على نشر هذا الخبر مراراً وتكراراً على جميع المواقع الإخوانية المشبوهة وفي كل مرة كانت تذيل بتعليق برفض هذا التصرف من جانب مصر على أساس انه خال من الذوق وما ينفعش لأنها حاصلة على نوبل طيب ما السادات برضه كان حاصل على جائزة نوبل للسلام وقتلته الجماعات الإسلامية ولاّ يمكن كان واخدها على انه أحسن لاعب في أفريقيا؟

خشية من فضّ المواطنين الاعتصامات بأنفسهم

ونظل في ‘الأخبار’، فما أن سمعت زميلتنا نهاد عرفة اسم رابعة التي كانت توكل تتمنى أن تقضي جزءاً من العشر الأواخر من رمضان والعيد فيها، حتى صاحت بصوت جميل: ‘نحن على قناعة أن من استطاع أن يسترد مصر بأكملها يستطيع أن يسترد تلك الأشبار القليلة في قلب العاصمة سينتهي الأمر لا محالة، ولكن أخطر ما في الأمر أن طول المدة قد يأتي بما لا يحمد عقباه، وبما لا نستطيع تفاديه بعد انطلاق الدعوات بين المواطنين لفض الاعتصامات بأنفسهم بسبب تأخر الحسم الحكومي! لا أحد يحدثني عن حقوق الإنسان وهناك بؤر إجرامية تقتل وتعذب وتقطع الطرق وتستخدم النساء والأطفال دروعا بشرية تحت مسمى حق التظاهر وسط صمت دولي ومباركة من قوى الشر العالمية. لا أحد يحدثني عن حقوق الإنسان وحدود وطني تنتهك وأمن بلدي القومي يتعرض للخطر، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية رأس الحربة في جسد قوى الشر الدولية أن تعلم أن مشاهد غواتيمالا ما زالت في الأذهان وما حدث من قتل الملايين بالعراق وأفغانستان بأسلحة محرمة دولياً فأمريكا تدعم الإرهاب ولا تحاربه ولهذا لن نتنازل عن التفويض الذي أعطيناه للجيش المصري والشرطة’.

دروع بشرية
من النساء والأطفال

طبعا، نحن نتمسك بتنفيذ التفويض، لأنه كلمة واتفاق رجال، وتفويض الحر دين عليه. أما الإخوان فقالت عنهم في ذات العدد، زميلتها ميرفت شعيب وهي في غاية الدهشة: ‘اختبأ رجالهم الشجعان خلف دروع بشرية من النساء والأطفال الذين يحملون الأكفان ويتقدمون الصفوف في المظاهرات حتى لا يحاول رجال الأمن أن يفضوها وعندما سألت احدى الاخوات طفلا ممن يحملون لافتة مكتوب عليها ‘أبي مات شهيداً وسأموت شهيداً مثله’ قال ان الإخوان طلبوا منهم حمل هذه اللافتات، هناك العديد من الأطفال يتم الاتجار بهم ومعظمهم من دور الأيتام الذين يتم تجييشهم بمعرفة مشرفيهم مقابل مبالغ مالية، صورة الأطفال وهم يحملون أكفانهم استفزت الناس داخلياً والرأي العام العالمي ومنظمة اليونيسيف والمجلس القومي للمرأة واعتبروها نوعاً من الاتجار بالبشر، لكن الإخوان لم يتورعوا عن استخدامهم فيما يغضب الله تعالى’.

‘المصري اليوم’ تنتقد
إفراط البرادعي بالمثالية

وفي ‘المصري اليوم’ يوم الثلاثاء قبل الماضي وجهت الجميلة واستاذة الأورام في كلية طب قصر العيني الدكتورة غادة الشريف غضبها ضد الدكتور محمد البرادعي بقولها: ‘الدكتور البرادعي لا يختلف أحد على وطنيته وحبه للبلد، لكن مشكلتنا تكمن في إفراطه في المثالية مع كل من هبّ ودب، حيث انه يستعجل أن يرى الدنيا بمبي بمبي وشباكنا ستايره حرير، بغض النظر عن أرض الواقع!
دكتور البرادعي يرى نفسه يبقى غاندي مصر، لكن غاندي لم يكن سلبياً ولا كان مطبطباطي، اعتقد أن د. البرادعي في مثاليته وطبطبته أقرب إلى الدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت الذي لا تنفع روحانياته إلا هناك في الجبال قرب السحاب! احنا ننتقد البرادعي بشدة آه، لكن نتهمه بالخيانة العظمى لأ، عيب! أما بعد، يا عيني عليك يا مبارك ياللي ولا خواجة سأل عنك أو حتى افتكرك بعلبة مشبك! أصل مرسي سره باتع بيجلب الغايب ويفك المربوط ويطمن الجدع على قلبه اللي اتوجع! ولأن آشتون قاطعة الخلف لكنها نفسها هفتها على حتة عيل، فهذا ما جعلها تأتي لمصر، وذرفت دمعتين على كتف الببلاوي فلم يتحمل قلبه الرهيف فسمح لها بزيارة مرسي! لكن عموما يا مبارك كل هذه أمور تبشر بالخير، ولو مرسي حصل على أي عفو فستكون أنت في ذيله على طول! على الأقل أنت لم تتهم بالاستخبار، كما انك لا تنتمي لتنظيم إرهابي ولم تنقط على الحبايب بسيناء وحلايب وشلاتين! لذا فليس معقولا أن يحصل مرسي على عفو ويتركوك حبيساً بينما كل اتهاماتك أشبه بنشل ساعة ومحفظة!’
إييه، إييه، ذكرني كلام غادة باجتماع الجمال مع خفّة الظل، فبارك الخلاق فيما رزق، وما ان سمعت زميلتنا في ‘الوفد’ فاطمة المعدول حكاية الخواجات وسر مرسي الباتع حتى قالت يوم الأربعاء: ‘يحاولون القفز مرة أخرى على إرادة الشعب، ويلتمسون العفو للجماعة التي ارتكبت جرائم بحق الشعب المصري، وهايموتوا يا ولداه على الدم المسكوب من أفراد الجماعة لكنهم لا يعترفون بالدم الذي تسكبه الجماعة ومريدوها وأتباعهم كل يوم للجنود والضباط المصريين في سيناء ودم الأطفال المقذوفين من فوق الأسطح، ثبت لي أنني كنت واهمة وأنهم لا يريدون إلا حكماً خائنا للوطن أو خائنا للناس، سواء كان مدنياً أو عسكرياً، المهم ينفذ ويحافظ على مصالحهم وعلى أمن وسلامة إسرائيل، أما الشعوب وتطلعاتها وأحلامها فلتذهب إلى الجحيم ولتحيا الجماعة الإرهابية طالما ستنفذ وتحقق ما رفضه كل الحكام الديكتاتوريين والفاسدين من قبلهم.
وجماعة الإخوان المسلمين لديها احتقار شديد للأطفال والنساء، ففي دستورهم لم يعطوا إلا حقوقاً منقوصة للنساء والأطفال وفي مظاهراتهم واعتصاماتهم يستخدمون ويصدرون في المقدمة الأطفال والنساء.’

تعاطف الاخوان
مع حماس يثير المصريين

عندما رفع الإخوان في بداية حملاتهم لانتخابات مجلس الشعب ورئاسة الجمهورية، كان من أبرز شعاراتهم، نحمل الخير لمصر، وسرعان ما اصبح الشعار مثار تهكم المصريين، وحولوه الى – نحمل النحس لمصر – لدرجة ان كثيرا من الإخوان صدقوا انهم فعلا نحس، وأصابهم الاكتئاب مما دفع عددا من كتابهم وقياداتهم ان حذروهم من الوقوع في هذا الاعتقاد بأنهم أهل نحس وشؤم نتيجة توالي الكوارث بعد ان تولوا السلطة، وفي حقيقة الأمر، ولأنهم تنظيم عالمي، فقد امتد نحسهم إلى خارج الحدود، فقد تسببوا في إحداث شرخ خطير بين المصريين، وقطاع من أشقائنا الفلسطينيين في غزة، لم يسبق حدوثه من قبل منذ حرب 1948، وما تلاها، وكان الأول بعد انتهاء الحرب وهزيمة الجيوش العربية وعلى رأسها الجيش المصري أمام إسرائيل، وإعلان قيامها، عندما اخذت بعض الصحف تتحدث عن خيانات تعرض لها الجيش من جانب القوات العراقية والأخرى التابعة لإمارة شرق الأردن وقتها – المملكة الأردنية الهاشمية فيما بعد – في عدم تدخلها لتخفيف الضغط على الجيش المصري فيما عرف تاريخيا – ماكوا أوامر – أي لم تصدر للقوات العراقية أوامر، ثم الانسحاب من اللد والرملة، لأن القوات الأردنية كانت خاضعة لقيادة الجنرال البريطاني جون باجيت جلوب الشهير بـ’ابو حنيط’ وكانت القوات العراقية المرسلة لفلسطين خاضعة للأمير عبدالله بن الحسين، أمير إمارة شرق الأردن، وكانت العراق تحت حكم الأسرة الهاشمية أيضاً.
المهم ان الصحف امتلأت روايات عن الخيانات التي تعرض لها الجيش المصري من جانب الفلسطينيين الذين ذهب الجيش للحفاظ على أرضهم ومنع قيام إسرائيل.
وعن إلقاء فلسطينيين القبض على ضباط وجنود مصريين وتسليمهم للإسرائيليين، وارتفع شعار مصر أولاً، وأنه لا شأن لنا بفلسطين أو غيرها من الدول العربية ولا جامعة الدول العربية وضرورة الانسحاب منها والتخلي عن حكاية الوحدة العربية، بل ان البعض نادى بالتعاون مع إسرائيل وكان على رأسهم السياسي المصري اسماعيل صدقي باشا، الذي تولى رئاسة الوزارة عدة مرات كان آخرها في عام 1946 وتحالف حسن البنا وجماعته – الإخوان المسلمين – معه، وكان عميلاً للقصر الملكي أيام الملك فؤاد وابنه فاروق وهو الذي ألغى دستور سنة 1923، وأصدر ما عرف بدستور 1930 والذي تم إلغائه عام 1933 وعودة دستور 1923، اسماعيل صدقي صرح علنا، بأنه من الافيد لمصر التعاون مع دولة إسرائيل التي تضم نصف مليون نسمة، من الأذكياء المتقدمين، من التعاون مع العرب.

حملة العداء للفلسطينيين

لكن حملة العداء للفلسطينيين والدعوة للابتعاد عن القضية الفلسطينية والوحدة العربية والاهتمام بمصر المحتلة من جانب القوات البريطانية سرعان ما انهارت، ورفض المصريون هذه الدعوات وكذلك الأحزاب السياسية، سواء حزب الأغلبية – الوفد – بقيادة خالد الذكر مصطفى النحاس باشا، أو أحزاب الأقليات العميلة للقصر الملكي، مثل الهيئة السعدية والأحرار الدستوريين، أساسا، ثم الأحزاب الأخرى التي لم يكن لها وجود سياسي ملموس، مثل الحزب الوطني، الامتداد التاريخي للحزب الذي أنشأه مصطفى كامل ومحمد فريد، أو حزب مصر الفتاة الذي أنشأه احمد حسين، وكذلك الإخوان المسلمون، بالإضافة الى الملك فاروق نفسه، كل هؤلاء لم يرفضوا هذه الدعوات فقط، وإنما اندفعت مصر المحتلة والمهزومة اكثر للارتباط بالقضية الفلسطينية، والدعوة للوحدة العربية شعبيا ورسمياً، وكانت غزة تحت سيطرتها الإدارية، بناء على قرار من جامعة الدول العربية، بأن تكون الأراضي الفلسطينية التي ظلت تحت سيطرة الجيوش العربية، أمانة لدى هذه الدول وتحت إدارتها الى حين تحرير فلسطين، فكان قطاع غزة تحت الإدارة المصرية، والضفة الغربية بحدودها الحالية تحت إدارة إمارة شرق الأردن الى ان فوجئت مصر عام 1950 بمؤتمر عقد في مدينة اريحا أعلن فيه انضمام الضفة الغربية الى امارة شرق الأردن وتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، وهذه المرحلة من عام 1949 وحتى قيام ثورة 23 يوليو 1952 شهدت اندفاعات مصرية أقوى، فصدر قرار بإنشاء محكمة الغنائم وهي لمصادرة أي سلع أو بضائع مرسلة الى ميناء ايلات في خليج العقبة عند مرورها في خليج العقبة، وحيث تضيق هذه المنطقة التي تربط الساحل المصري بالسعودي الى حوالي ستة أو أربعة اميال بحرية، أي تعتبر عملياً مياها إقليمية للسعودية، ومياها إقليمية لمصر، وفيها جزيرتان، هما تيران وصنافير، وبالتالي أصبح من حق مصر تفتيش السفن المارة في المضيق متجهة الى مينائي العقبة الأردني أو ايلات الإسرائيلي، وهو ما كانت تفعله مصر الى درجة حدوث أزمة شهيرة بين مصر وبريطانيا التي كانت تحتلها، عندما رفضت السفينة البريطانية امباير روش التوقف للتفتيش فأطلقت المدفعية المصرية عدة طلقات تحذيرية فاضطرت للتوقف والخضوع للتفتيش، كما شهدت هذه الفترة عام 1950 صدور أول قرار من الجامعة العربية بطلب من مصر، بطرد أي دولة عربية من عضوية الجامعة وقطع كل العلاقات معها، إذا تفاوضت منفردة مع إسرائيل، وهو ما تم تطبيقه على مصر بعد عقدها اتفاقية السلام عام 1979، كما أيد الملك فاروق دعوات إقامة وحدة بين مصر وسورية تحت رئاسته، وباختصار انهارت أول وأخطر موجة لنشر الكراهية بين المصريين ضد أشقائنا الفلسطينيين والابتعاد عن العالم العربي، وازداد الاندفاع بعد ثورة 23 يوليو وبروز زعامة خالد الذكر جمال عبدالناصر، وفي عهده برزت ثاني محاولة لإثارة العداء ضد الفلسطينيين بعد الموافقة عام 1970 على مبادرة وزير الخارجية الأمريكية روجرز لوقف حرب الاستنزاف وبدء محادثات مع إسرائيل، وقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكانت بزعامة المرحوم جورج حبش ونايف حواتمة قبل انفصال حواتمة فيما بعد.

تاريخ مصر مع القيادات الفلسطينية

وكانت الجبهة الشعبية في بدايتها فرعا لحركة القوميين العرب، وكنت أنا عضوا في تنظيمها السري في مصر هي أمي وشمسها في سماري رغم اني ابيض البشرة، المهم ان الجبهة نظمت في العاصمة الأردنية عمان مظاهرة وأحضرت حمارا وضعت عليه قماشاً وكتبت عليه، جمال عبدالناصر، وهو ما أحدث غضباً شديدا بين المصريين.
وتم ايقاف إذاعة فلسطين التي كانت تبث من مصر، لكن تم إعادتها بعد يومين، لأنها هاجمت مصر، بينما استنكرت حركة فتح والزعم الفلسطيني ياسر عرفات وسائر الفلسطينيين ما أقدمت عليه الجبهة الشعبية، ثم جاءت حرب ايلول – سبتمبر – الأسود – بين الفصائل الفلسطينية والقوات الأردنية، وتدخل خالد الذكر لايقافها ودعا لعقد مؤتمر قمة عربي حضره الملك حسين وياسر عرفات وتم ايقاف ما عرف بمذبحة ايلول الأسود – وتوفي خالد الذكر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 بعد توديعه أمير الكويت، في مطار القاهرة – ثم بدأت إثارة موجة كراهية جديدة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بعد اغتيال المرحوم الأديب يوسف السباعي، لكنها فشلت، وتلتها موجة أخرى بعد التوقيع على اتفاقيتي كامب ديفيد في نوفمبر 1978 اتفاقية السلام مع إسرائيل في مارس سنة 1979، وإسقاط عضوية مصر من الجامعة العربية بناء على ما تقدمت به مصر اثناء وزارة الوفد عام 1950 بزعامة خالد الذكر مصطفى النحاس باشا، ومع ذلك، لوحظ، هنا ثنائية لم يفهمها السادات وأنصاره، وهي أن غالبية المصريين أيدوا بالفعل اتفاقه مع إسرائيل، بناء على تأكيده انه يعيد اليها كل أراضيها وينهي حالة الحرب وأن الرخاء الاقتصادي سيغرق مصر، وأن السوريين والفلسطينيين هم الذين رفضوا استعادة أراضيهم، وأن الاتفاق سيوقف الحرب، لكنهم – أي المصريون – رفضوا تماما اتجاهاته ونظامه – والعياذ بالله – التطبيع مع إسرائيل، أو كراهية أشقائهم العرب، أو التخلي عن قضية فلسطين، وهو ما أدركه حسني مبارك ومستشاروه، لذلك، بدأ في استعادة علاقات مصر العربية وسط تأييد شعبي ساحق، ومساندة ياسر عرفات، واستقبله في القاهرة، وتشكيل مجلس التعاون العربي الذي ضم مصر والعراق والأردن واليمن، وإعادة الجامعة العربية الى القاهرة وعودة مصر الى عضويتها بضغوط من صدام حسين وملك السعودية، فهد بن عبدالعزيز أساسا، وحتى عندما انفردت حماس بالحكم في غزة عام 2007، وخلافات مصر معها في بعض المواقف، والميل الى فتح فإن المصريين مارسوا ضغوطا هائلة عليه للمساعدة في تخفيف الحصار عليها، وكان تعاطفهم مع حماس، كحركة مقاومة – لا حدود لها.

أزمة حماس الان مع مصر هي الأخطر

اما الأزمة الحالية التي تسبب فيها الإخوان المسلمون وقيادات حركة حماس ايضا، فهي الأخطر، لأننا إزاء موجة كراهية حقيقية من الغالبية الساحقة من المصريين، نحو قطاع من الشعب الفلسطيني، بل والميل لاتخاذ اجراءات عنيفة ضدهم، فلأول مرة يعرف المصريون ان حماس هي جزء من نظام الإخوان يريدون الخلاص منه بل انها تحولت الى ذراع عسكري للإخوان يدعم الإرهاب في سيناء ضد جيشهم وشرطتهم، ويشاركون في عمليات اغتيالات داخل المدن المصرية لحساب الإخوان.
ويعملون معهم على اقتطاع الجزء الأكبر من سيناء لضمها الى غزة في إطار صفقة أمريكية إسرائيلية إخوانية، وان جزءاً من أزماتهم الاقتصادية، خاصة في الوفود بسبب تهريبه الى غزة، وبصرف النظر عن مدى صحة هذا أم لا، أو نسبة صحته، فإن القضية هنا، أصبحت مهانة وطنية للمصريين ألحقتها حماس بهم، وقتل لأبنائهم قامت بها، وبالتالي، أصبحنا هنا امام حالة من المطالبة باتخاذ اجراءات عقابية ضد قطاع من أشقائنا الفلسطينيين، لا، امام حالات عداء شعوري، لدى البعض سرعان ما سيتبدد، امام رفض غالبية الشعب، كما كان يحدث من قبل، خاصة إذا تم تقديم عناصر من حماس إلى محاكمات داخل مصر، وثبوت جرائم القتل عليها أو مشاركتها في مساندة الإخوان وهو ما يعني ان المطالبات بملاحقة قيادات حماس لن تتوقف، وسواء حدث هذا أم لا، فان دعائنا للمولى عز وجل ان يتم التفرقة بين قيادات حماس وباقي أعضاء حماس، والشعب الفلسطيني.
وهو ما نثق انه سيحدث إن شاء الله، خاصة أن الإطاحة بالإخوان يعقبها إعادة تمتين العلاقات بين مصر والدول العربية، باستثناء تونس وليبيا، حيث الإخوان، فاللهم احفظ أمتنا العربية من تطوان الى بغدان، آمين، آمين، يارب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعد فلسطين:

    شكرا لك استاذي الفاضل على المقال الرائع..
    المشكلة ليست بين المصريين والشعب الفلسطيني وقضيته
    المشكلة تتمثل الكراهو بين المصريين وجزء كبير من الشعب الفلسطيني والجماعة المتمثلة بالاخوان المسلمين وما يتبعها من حركات مثل حماس
    فالاخوان اثبت التاريخ انهم يتاجرون بكل شىء من اجل فكر محدد وهو فكر الجماعة وحلم يتمثل بعمل دولة اخوانية تهتم بمصلحة عالمية اى انهم بعدوا تماما عن الخط السياسي لجميع الشعوب الفلسطينة وشرفاء الشعوب العربية
    فالامن القومي المصرى مهم لنا كفلسطينين جدا جدا
    اذن المشكلة فى حماس وما تمثله من 5% من تاييد شعبي وهذه حقيقة مهما حاول الاخوان تجاهلها
    ولق رائت بام عيني تعامل حماس مع الشعب الغزاوي وقهره واجرامهم بحق كل من يعارضهم وتعاملهم بكبرياء وعنصرية حزبية مقيتة جدا
    العداء ليش للاخوان انما لفكرهم وما يزعونه من افكار تهدم الجيل وتفرقه وتبعده عن البوصله الحقيقية للصراع
    نحن عرب مشاكلنا واحدة وهمومنا واحدة وكلنا نسعى لحياة كريمة بكرامة على الاقل ….
    اللهم قوى عزيمتنا فالمستفيد الوحيد من تفرقنا وعداءنا هم اعداؤنا فلا يحب الخير لمصر الاسرائيلى مثلا …

إشترك في قائمتنا البريدية