‘معجزة دورتموند’ بدوري الأبطال تلقي بظلالها على الكرة الألمانية
11 - أبريل - 2013
حجم الخط
0
برلين ـ د ب أ: لم يكن فوزا جميلا .. ولكن الفوز المثير الذي حققه نادي بوروسيا دورتموند الألماني في الوقت المحتسب بدلا من الضائع ليصل إلى المربع الذهبي لبطولة دوري أبطال أوروبا أصبح أحدث فصول الانتصارات الدرامية في كتب تاريخ كرة القدم. ولم يكن هدفا ماركو ريوس وفيليبي سانتانا اللذان جاءا خلال الوقت المحتسب بدلا من الضائع في إياب دور الثمانية بدوري الأبطال أمام ملقة الأسباني سببا في تأهل دورتموند إلى الدور قبل النهائي ، لتفوقه 3/2 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة ، وحسب. ولكنهما اعتبرا خطوة أخرى نحو فرض نوع من السيطرة الثنائية ، كالتي يتمتع بها برشلونة وريال مدريد في أسبانيا ، على الكرة الألمانية بالاشتراك مع بايرن ميونيخ. وما أن تمكن يورجن كلوب مدرب دورتموند من إلتقاط أنفاسه عقب المشاهد الأخيرة المحطمة للأعصاب بالمباراة حتى قال: ‘كانت هذه أسوأ مباراة قدمناها بدوري الأبطال.”ولكنكم أيضا رأيتم حرص الفريق على التأهل’. وأضاف: ‘لا تخلد المباريات العظيمة في كرة القدم في ذاكرتنا لأنها كانت رائعة الأداء بل لأنها كانت متقاربة المستوى ومثيرة”، لأنها تحتوي على تغيرات وتحولات لم يكن أحد يتوقعها. لن أنس هذه المباراة أبدا’. وفي الوقت الذي تحدثت فيه صحف مثل ‘سويدويتشه تسايتونج’ عن وجود غصة في الحلق بسبب هدف دورتموند الأخير الذي جاء من تسلل واضح مما أثار موجة من الغضب ونظريات المؤامرة في ملقة وأسبانيا بصفة عامة ، فقد اكتفت صحف أخرى مثل ‘بيلد’ بالتحدث عن ‘معجزة دورتموند’. فبطريقة أو بأخرى ، يعتبر ما وصل إليه دورتموند حاليا معجزة حقيقية. فقد أحرز الفريق لقب الدوري الألماني (بوندسليجا) في عامي 2011 و2012 وهو الآن يتطلع لإحراز لقب دوري الأبطال الذي سبق له الفوز به في عام 1997 . ولكن قبل ثمانية أعوام ، بدا دورتموند وكأنه سيدفع ثمنا غاليا للغاية لإنفاقه على نجاحاته وعلى استاده العملاق الذي يسع 80 ألف متفرج ، الذي أنشأه في تسعينات القرن الماضي ، عندما أشهر إفلاسه. وأجبر برنامج تقشف قاس النادي الألماني وقتها على الاعتماد على المواهب الشابة بالفريق بدلا من شراء أي نجوم جدد. وهذا ما تحول ، متزامنا مع برنامج تطوير ناشئي كرة القدم في ألمانيا لتحقيق النجاح الدولي ، إلى مفتاح النجاح بالنسبة لدورتموند تحت قيادة كلوب. وتألق العديد من اللاعبين الشباب مثل ماريو جوتزه وكيفين جروسكرويتس من خلال اللعب لفترات طويلة ، وأصبح دورتموند أول فريق ألماني يطبق بنجاح نفس طريقة أداء برشلونة المعتمدة على التمريرات القصيرة السريعة. وإن كان الأمر تطلب من دورتموند العودة إلى الطرق العتيقة في اللعب من حيث التمريرات الطويلة إلى داخل منطقة الجزاء لكي يحقق فوز الثلاثاء. ومازال دورتموند هو الفريق الوحيد الذي لم يتعرض لأي هزائم بهذا الموسم من دوري الأبطال رغم وجوده في مجموعة صعبة في البداية تضم ريال مدريد ومانشستر سيتي وأياكس أمستردام ، كما تغلب دورتموند على شاختار دونتسيك الأوكراني”في دور الـ16 قبل أن يفلت من الهزيمة أمام ملقة في دور الثمانية. ولا يخشى دورتموند مواجهة أي فريق بالدور قبل النهائي لدوري الأبطال والذي ستكون المنافسة فيه أسبانية ألمانية بعد انضمام بايرن ميونيخ وبرشلونة إلى دورتموند وريال مدريد في هذا الدور على حساب يوفنتوس الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي. كما رفع التأهل للمربع الذهبي لدوري الأبطال دخل دورتموند من البطولة الأوروبية إلى نحو 50 مليون يورو. وهذا الأمر بخلاف احتلاله المركز الثاني حاليا بترتيب البوندسليجا بما يمنحه بطاقة التأهل المباشر لدوري الأبطال بالموسم المقبل ، يزيد من مخاوف ارتقاء بايرن ودورتموند بمستواهما بعيدا عن باقي فرق ألمانيا. ويفرض برشلونة وريال مدريد حاليا سيطرتهما تماما على منافسات الدوري الأسباني. ويتوقع الكثيرون مشاهدة سيناريو مماثل في البوندسليجا الذي رغم استئثار بايرن وحده ب22 لقبا من ألقابه خلال 50 عاما ، لطالما افتخر بتعادل موازين القوى لديه. ويقول هيربرت بروشهاجن رئيس نادي آينتراخت فرانكفورت إن ‘الفجوة بين الفرق الألمانية المشاركة في دوري الأبطال والفرق الأخرى أصبحت كبيرة ،’ وتزداد اتساعا’.