لندن- “القدس العربي”:
كما كان متوقعا، بدأت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في تنفيذ خطة استقطاب جوهرة نادي ليل الفرنسي أيوب بوعدي، وذلك بعد انفجار موهبته في مباراة العمر أمام ريال مدريد، التي احتضنها ملعب “بيار موروا” الأسبوع الماضي، وانتهت بفوز تاريخي لمصلحة أصحاب الأرض بهدف نظيف، في إطار منافسات الجولة الثانية لدوري أبطال أوروبا.
وتصدر المراهق البالغ من العمر 17 عاما، عناوين الصحف والمواقع الرياضية خلال الأيام والساعات القليلة الماضية، كموهبة صاعدة بسرعة الصاروخ إلى سماء النجومية العالمية، وذلك في ردود الأفعال على أدائه المميز أمام حامل لقب الكأس ذات الأذنين المدجج بالنجوم والأسماء اللامعة في نفس مركزه في وسط الملعب، ما عجل بدخول رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع على الخط، أملا في إقناعه بتمثيل أسود أطلس على المستوى الدولي، بدلا من الاستمرار في التدرج بالفئات السنية لمنتخب مسقط رأسه الفرنسي.
وتؤكد الصحف الفرنسية، أن لاعب الوسط الأنيق، رفض بالفعل دعوة لتمثيل المنتخب المغربي، وذلك لرغبته في شق طريقه نحو منتخب الديوك الأول، لا سيما بعد القفزة الكبيرة التي حققها مؤخرا، بالانتقال من منتخب فرنسا تحت 17 عاما، إلى منتخب الشباب تحت 20 عاما، الذي يتواجد الآن في الدار البيضاء، لمواجهة نظرائهم في منتخب الأسود لأقل من 20 عاما، كجزء من الخطة أو الوعد الذي حصل عليه من قبل المسؤولين، بالانضمام إلى المنتخب الأول في الوقت المناسب، وبالتبعية تجنب خسارة موهبة لا تُقدر بثمن، مثلما خسر المنتخب الإسباني جوكر ريال مدريد براهيم دياز، في صراع مماثل مع رابع مونديال قطر 2022.
أما في وطن الوالد والوالدة، فقد نقلت بعض المنصات الرياضية عن مصدر داخل اتحاد الكرة لم يكشف عن هويته، أن رئيس المنظومة فوزي لقجع، يعرف جيدا أن استدعاء اللاعب إلى منتخب شباب فرنسا، لا يعني بأي حال من الأحوال أنه أعطى ظهره لمنتخب الآباء والأجداد أو حسم قراره بشكل نهائي بارتداء قميص منتخب مسقط رأسه. وبناء عليه، أعطى الضوء الأخضر للمسؤولين وكشافة البلاد في فرنسا، لبدء محاولات إقناعه بدخول مشروع المدرب وليد الركراكي على المدى القريب أو المتوسط.
وشدد نفس المصدر، على أن رئيس الاتحاد فوزي لقجع، لا يُفضل المبالغة في الضغط على بوعدي في الوقت الراهن، نظرا لصغر سنه وحاجته لمزيد من الوقت للتفكير في مستقبله على المستوى الدولي. ولهذا السبب، ترك مهمة جس النبض الحقيقية مع اللاعب وعائلته المغربية 100% للكشافين المعتمدين في فرنسا، تمهيدا للخطوة التالية، بالبدء في إجراءات تغيير جنسيته الرياضية من الفرنسية إلى المغربية، كما حدث مع أغلب المواهب الشابة التي نجح المنتخب المغربي في خطفها من أعتى المنتخبات الأوروبية.
ومعروف أن بوعدي، كان قد ظهر للمرة الأولى مع فريق ليل الأول، في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وتحديدا في مباراة الأسبوع التاسع لليغ1 أمام ستاد بريست، التي انتهت بفوز فريقه بهدف نظيف، في مباراة تسببت في دخوله تاريخ الدوري الفرنسي من الباب الكبير، كأصغر لاعب يحصل على فرصة الظهور في دوري الكبار منذ بداية الألفية الجديدة بعمر 16 عاما و20 يوما. والآن وبعد عروضه السينمائية التي كان آخرها الفوز على النادي الميرينغي، أصبح مادة دسمة في وسائل الإعلام الفرنسية والمغربية.