لندن ـ “القدس العربي”:
بدأ صالون الجزائر الدولي للكتاب استقبال زائريه، أمس الخميس، في الدورة السادسة والعشرين التي تقام في قصر المعارض بالصنوبر البحري بمشاركة 1283 دار نشر من أكثر من 60 دولة.
وكان رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن قد افتتح المعرض رسميا، مساء أول أمس الأربعاء، بحضور وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي ومدير المعرض محمد إقرب.
ويرفع المعرض الممتد حتى الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني شعار (أفريقيا تكتب المستقبل) احتفاء بقارة أفريقيا “ضيف شرف” هذه الدورة.
ويستضيف الجناح المركزي للمعرض “فضاء أفريقيا” ندوة بعنوان (الفكر الأفريقي وإثبات الذات في القرن الحادي والعشرين) مع عقد لقاءات مع كتاب من الكاميرون وغينيا وبنين.
ويركز البرنامج الثقافي للمعرض على (الكتاب والرقمنة) حيث ينظم عددا من الندوات تتناول هذا الموضوع من بينها (الرقمنة في خدمة النشر) و(التسويق الإلكتروني للكتاب) و(ممارسة الكتابة في ظل الفضاء الرقمي).
فضاء للتضامن مع غزة
وقد خصص المعرض خيمة كبيرة على مساحة 200 متر مربع بعنوان “فضاء غزة” تحتضن محاضرات وندوات وملتقيات وأمسيات شعرية بمشاركة كتاب وأدباء من فلسطين من بينهم إبراهيم نصر الله ويحيى يخلف.
وجددت وزيرة الثقافة، دعم الجزائر للشعب الفلسطيني مع العدوان الإسرائيلي المتواصل.
من جهة أخرى أثير جدل بشأن رفض السلطات الجزائرية منح تأشيرة دخول إلى الأراضي الجزائرية للكاتبة الفرنسية آني إرنو (83 عاماً) الحائزة على جائزة نوبل للأدب لعام 2022، لحضور معرض الجزائر الدولي للكتاب، الذي تفتتح دورته في اليوم الأربعاء، من دون تقديم أي تفسير لهذا الرفض حتى الآن، كما ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية.
بحسب الصحيفة فالقرار، ربطه مراقبون بالعريضة التي وجّهتها مجموعة من المثقفين، بينهم الكاتبة آني إرنو، إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في شهر مايو الماضي، مطالبين بالإفراج عن الصحافي الجزائري إحسان القاضي. ودان النص المنشور في أعمدة صحيفة “لوموند” “المضايقات الأمنية والقضائية التي يتعرض لها إحسان القاضي وجميع معتقلي الرأي في الجزائر”.
لكن موقع “كل شيء على الجزائر (TSA)، نقل عن مصدر وصفه بالموثوق نفيه خبر الرفض، وأوضح أن طلب الحصول على التأشيرة تم تقديمه 48 ساعة قبل افتتاح المعرض، وأن دراسة الملف حسب الإجراءات المعتادة تتطلب أسبوعا.
استبعاد دار نشر جزائرية
على صعيد متصل قالت دار “منشورات كوكو” الجزائرية إنه تم استبعادها من معرض الكتاب الدولي لدوافع إيديولوجية، حسبها. وذكرت أنها ستلجأ إلى القضاء من أجل مواجهة هذا القرار.
وأوضحت الدار التي تنشر كتبا نقدية وباللغة الفرنسية أساسا، في بيان لها أن “السبب المزعوم” من لجنة القراءة بوزارة الثقافة، هو “تجاوزات في المنشورات التي تخالف لوائح معرض الكتاب الدولي والتي سيتم عرضها في جناح الدار دون مزيد من التفاصيل”.
واستغربت الدار، التي يديرها الكاتب الصحافي أرزقي آيت العربي، كيف ” أن كتبا مثيرة للجدل مثل “كفاحي” لأدولف هتلر و”مذكرات موسوليني” لدار نشر مصرية باللغة العربية، والتي تحتل مكانة بارزة في المعرض منذ عام 2016، تحظى بالتسامح في مقابل منع كتب أخرى من العرض”.
ووصفت “منشورات كوكو” هذه اللجنة بـ”الشرطة الفكرية التي قامت حسبها في عام 2017، بمنع سيرة مالكولم إكس، زعيم الحقوق المدنية الأمريكي للسود، بحجة أنها كتاب إباحي!”.
وقالت إنه في وقت “يُحتفى فيه بمؤلفي السلفية الذين يبشرون بالتعصب والعنصرية وكراهية النساء ويتم تبجيل مجرمي القرن العشرين كأمثلة على الفكر والفعل السياسي، يتم استبعاد عشرات الكتاب الجزائريين بشكل تعسفي”.